المطمورة والسويبة أوعية التخزين الجاف

 


 

 



بعيداً عن السياسة والمشاكل التي لا تحصى ولا تُعد في السودان الفضل ننتقل بكم لمقال تثقيفي فلكلوري فربما هنالك من القراء من لا يعرف هذه المعلومات عن ما كان يُستخدم في ماضي الايام ولعهد قريب في السودان.
المطمورة هي صومعة تخزين للمحاصيل تحت الأرض، خاصة  في المواسم التي يكون الإنتاج كثيراً بدرجة غير متوقعة، مع عدم توفُّر المخازن المناسبة لتخزين المحاصيل  خاصة محصول الذرة، إضافة لعدم توفرالخيش أو لارتفاع أسعاره مع تدني قيمة  الذرة.   ليست كل المناطق تصلح لحفر مطمورة بها خاصة الأراضي التي توجد   بها الأرضة (النمل  الأبيض) حيث تتلف الأرضة المحصول المخزّن في المطمورة. كما لا تصلح  الأراضي الرملية أيضاً لحفر المطامير لأنها قابلة للإنهيار.
للمطمورة مميزات  إضافية تمتاز بها على السُّويبة. المطمورة تُقاوِم الحرائق حيث لا تتسرّب النيران العشوائية إلى المخزون تحت الأرض خاصة خلال فصل الصيف. كما  أن المطمورة تستوعب كميات  أكبر من السُّويبة عشرات المرات، وذلك بسبب أن المحصول المخزّن لا وزن له على قاعدة المطمورة لأنها على الأرض مباشرة عكس السُّويبة التي تُقام على قواعد خشبية أو حجرية. المطمورة تقاوم السرقات حيث يصعب التعرّف عليها كما هو الحال في السُّويبة.
إذا تمّ حفر   المطمورة حسب التقنيات المتعارف عليها فيمكن أن يظل المحصول  بها لمدة ثلاثة إلى خمس  سنوات  دون أن يتعرّض للتلف طالما لم  تدخله المياه. وعادة لا تدخله المياه لأنّ المطمورة تُحفر في مكان عال وتُردم حتى تُصبح كالدّبّة ويستحيل على   المياه الجارية غمرها وبالتالي  النفاذ إلى ما بداخلها  من محاصيل.
حسب حجم المطمورة يتم الحفر. فمطمورة مملوكة لمزارع تقليدي لا تتعدى سعتها عشرين إلى   خمسين جوالاً من الذرة يمكن حفرها بالحفّار اليدوي بواسطة العمال العاديين . المزارعين الكبار الذين يملكون الآليات الزراعية فتتراوح سعات مطاميرهم ما بين 2,000 – 10,000 جوالاً والتي غالباً ما يتم حفرها يدوياً كما في حالة المطامير الصغيرة بسبب إرتفاع تكلفة الآليات. أما المطامير التي يمتلكها البنك الزراعي أو المخزون الإستراتيجي فربما تتراوح  سعتها بين الخمسين ألف  جوال إلى مائة ألف. وعادة مثل هذه المطامير يتم حفرها بواسطة الحفارات الكبيرة كالبوكلين بمساعدة الموتر قريدر والقلابات  واللودرات لكبر حجم المطمورة.
أما السويبة فهي وعاء التخزين الجاف لصغار المزارعين وصغار التجار حيث لا تتعدى سعة أكبر سويبة ال100 جوال ذرة. تقام السويبة على قواعد عادة ما تكون من الحجر الكبير وهي بالطبيعة تقوم الأرضة إذا كانت المنطقة موبوءة بالنمل الأبيض. وبعدم توفر الحجارة الكبيرة يتم وضعها على قواعد أو شِعب من شجر الأبنوس أو الصهب حيث لا تتمكن الأرضة من نخر هذا النوع من الأشجار.
للسويبة مزايا وعيوب. من مزاياها سهولة استخراج المخزون منها في اي وقت يحتاجه المزارع. ولكنها عرضة للنيران التي تضرب القرى خاصة في فصل الصيف. كما أنها عرضة للسرقة خاصة في القرى التي ينزح سكانها في فصل الصيف إلى مناهل المياه حيث تنعدم المياه في القرية. ولهذا يقوم سكان القرية بعمل ورديات تتناوب على حراسة السويب بالقرية خلال فترة تغيبهم عن القرية حتى لا يتعرض محصولهم للسرقة او هجمات الحيوانات خاصة الجمال لأنها طويلة العنق ويمكنها إدخال فمها في السويبة وأكل الذرة خاصة السويبة التي بلا سقف يغلقها.
بعد إنتشار المخازن العادية قلّ الطلب على استخدام السويبة كوعاء تخزين للكميات الصغيرة وبعد ظهور معينات التخزين الجاف وسهولة ترحيل المحاصيل من المشاريع للمدن بتوفر الشاحنات الكبيرة قلّ الطلب على المطمورة كوعاء تخزيني. وأنهت الصوامع الكبيرة في بعض المدن مشكلة التخزين عامة وانعدمت مشاكل تسوُّس المحصول نتيجة للتخزين الخاطئ أو غير العلمي. ونتمنى ان تنتشر صوامع الغلال في مختلف المدن السودانية حتى يتم تخزين الذرة بالذات في سنين الوفرة تحسباً للنقص المتوقع في سنين الندرة. (العوج راي والعديل راي).
كباشي النور الصافي
رمضان كريم. من فضلك زر قناتي في اليوتيوب واشترك فيها
http://www.youtube.com/user/KabbashiSudan
kelsafi@hotmail.com
///////

 

آراء