ذات يوم قرر أن يواجهه، فقال له : أنت مغرور جداً.
رد عليه مستفهما : كيف عرفت؟!
أجابه : لأنك تظن بلوغك مكانة لم يسبقك عليها أحد، ولن ينالها شخص بعدك.
سأله : وهل هذا غرور؟!
أجابه باطمئنان : نعم.
سأله : هل تزوجت إمرأتى برجل قبلى؟
أجابه : كلا !
سأله : هل سينسب أبنائي لأب آخر بعد وفاتى؟
رد منزعجا : طبعاً لا !
قال : وفيم الغرور وقد نلت زوجة قبل أن ينالها رجل قبلى، وحظيت بصفة أبوة لأبناء لن ينسبوا لشخص بعدى؟!
رد : ربما لأنك صاحب ثروة عظيمة!
سأله : أهى أعظم من الكنوز المخبوءة فى باطن الأرض ؟
أجابه : كلا! ...ثم اردف قائلاً : ربما لأنك رجل علم وذو وسامة!
قال : وهل بإمكانى أن أوجد حشرة ! أو أمنع الشيخوخة من أن تصيب وجهى بتعرجاتها وجسدى بالوهن ؟
أجابه : مستحيل!
سأله : فأين الغرور؟ ! الغرور يتطلب استدامة الحال يا صاح!
رد : ولكن......كلنا نحس ذلك فيك !
قال له : اسمع يافلان...لن أقول لك من أنتم. .ولن اسألك عن سبب إحساسكم هذا.. ولكنى سأقول لك : لايوجد فى الدنيا مغرور. ..بل يوجد مدعى. .وهو الذى يتوهم شيئاً لايمتلكه ويعمل على إيهام الآخرين أنه يمتلكه، فيتوهم الآخرون أنه ممتلكه وحده ويروجون لذلك فى مجالسهم وأماكن ملتقاهم . ..ويوجد عبيط. ..وهو الذى يظن أن الدنيا قد اوجدته وحده ، ومنحته شيئاً لم تجود به على بشر مثله ...فيصدقه الناس ....كلاهما، المدعى والعبيط ليس بمقدورهما أبدا أن يشعرا بإدعائهما أو عبطهما بدون الآخرين. .الآخرون وحدهم هم الملامون لأنهم قد ارتضوا أن يصدقوا إدعاء الأول ويتعايشون مع عبط الثانى !. ..لو عاملهما الناس بطريقة اعتيادية وماتفكروا فيهما وتتبعوا خطواتهما وفعائلهما وروجوا لهما بكثرة الحديث، فحتماً سيرجع المدعى عن ادعائه، وسيبرأ العبيط من عبطه.
سأله : وما المغرور حينها ؟ !
قال : ذلك الذى يعود من القبر إلى الدنيا مرة أخرى، ويعيش فيها مابقيت.
محمود، ، ،
mahmoudelsheikh@yahoo.com
\\\\\\\\\\\\\