المنارات التي شيدها أول مايو: الجزولي سعيد (1925-1994)

 


 

 


IbrahimA@missouri.edu

الطبقة العاملة، رموزها، منابرها، وحزبها
     من مواليد الخناق جنوبي دنقلا في 1925. جاء إلى عطبرة في 1942 ليلتحق بمدرسة الصنائع التابعة للسكة الحديد. عمل خلال الدراسة مع بشرى عدلان والد صلاح بشرى الشيوعي الذي استشهد في سجون مصر عام 1946. وهو الذي نعاه الشيوعيون في سهراتهم: " يا صلاح آه يا صلاح آه". وشهد الجزولي تظاهرة تشييعه بعطبرة. بدأ نشاطه كأنصاري بالكتابة بجريدة الأمة لحزب الأمة. ثم انضم إلى جماعة فدائية وطنية جذرية ضد الاستعمار ضمت محمد عثمان جمعة ومحي الدين محمد الطاهر وقاسم صادق جمبلان، وميرغني عبد الحميد وعبد الله عثمان الريح. وانتهى بحث هذه الجماعة عن منبر وطني بنقل هاشم السعيد إلى عطبرة في 1947 بكتبه الماركسية التي حصل عليها من حامد حمداي في بورتسودان. فأقتربوا بها خلال مدارستهم لها في بيت العزابة بعطبرة من الحركة السودانية للتحرر الوطني الماركسية ثم الحزب الشيوعي. وكان هاشم قد احتك بالحركة قبلهم وانضم إليها تحت تأثير قاسم أمين. ومن ديك وعيك. أريد من القاريء ملاحظة تكرر قيام جماعات جذرية مثل تلك التي انضم إليها الجزولي في عطبرة تنشأ بين شباب الجيل طلباً لخدمة وطنهم ثم يجد أعضاؤها مطلوبهم أخيراً في الحزب الشيوعي.
    توفي 1994 عضواً باللجنة المركزية للحزب الشيوعي ومسؤول المال فيه. وتقلد قبلها قيادة مديرية الخرطوم الحزبية. وكان من وراء انعقاد مؤتمر البجا في 1958 حين تفرغ للعمل الحزبي في منطقة القاش. وأسس مكتبات للفكر اليساري في كل من أروما ووقر وغيرها خلال تلك الفترة.
    الجزولي هو "عثمان" في قصيدة توفيق زياد "عثمان" الذي تزامل معه في مدرسة حزبية بموسكو ووصفه فيها بأنه "يشبه تمثالاً من القهوة":

    إنني أذكر ما قاله آخر جملة
    قال لي: اسمع! إنني أعطي حياتي كلها
    حتى أرى السودان يٌبنى من جديد
    صوته كان عميقا
    وجريحا
    وسعيد

    (الصورة لغلاف كتاب عنه صادر في 2013 وهو متعة تاريخية وإنسانية عجيبة)

 

آراء