الوزير عبدالماجد !! …. بقلم: عبدالباقى الظافر

 


 

 

 

تراسيم

 

 

alzafir@hotmail.com

 

فى مستشفى الخرطوم وفى مساء حزين من مساءات الحرب فى السودان..كان طالب كلية الزراعة عبدالماجد عبد الحميد يرقد على فراش قديم ..ورباط ابيض يغطى بعض من ساقه التى نالت منها الحرب بغيتها .. رائحة الدم ونكهة (الديتول) ..تجبرك على مغادرة المكان سريعا ..ولكن ابتسامة المقاتل عبدالماجد تستبقيك وتحعلك تبحث عن سر سعادة الرجل .

وفى مساء اخر ..قبل عقد من الزمان ..يطلبنى عبدالماجد فى ان ازوره فى بيت الايجار الصغير ببرى ..استقبلنى ورفيقة دربه الراحلة الشيخة فاطمة ..وفاطمة تدس فى يدى بعض المال ..وتقول نود ان ندخره عندك لشراء قطعة ارض عشوائية فى منطقة الصالحة بامدرمان ..واٍسالها ان تحفظه بين يدى بعلها الوفى .. وترد "عبدالماجد ايدو فاكة "..والان لا ادرى ان كان البيت الحلم قد رأى النور ..ام ان الاحلام قد تجاوزت اطراف المدائن .

امس اختار والى النيل الابيض الصديق عبدالماجد وزيرا للاعلام فى حكومة ربك ..والخبر كان مفاجئا لشخصى الضعيف ..ليس لأن عبدالماجد غير اهل للتكليف ..بل لأن حكومتنا هذه قدس الله سرها  لا تذكر الشباب الا عند المحن والخطوب ..وفى رواية اخرى ان هؤلاء الحكام قد توقفت عقارب الساعة عندهم فى الثلاثين من يونيو من قبل نحو عشرينا عاما..وجعلوا ذلك التاريخ حدا فاصلا بين الاجيال .

بعد أن تأكدت ان الامر ليس مجرد تشابه اسماء ..انتابنى فرح مشوب بالحزن ..اخيرا اصبح عبدالماجد سفيرا لجيلى فى بلاط صاحبة الجلالة السياسة .. واخيرا اصبح للجزيرة ابا ممثلا فى قصر السلطان ..وفى زمان مضى كتب على الجزيرة ابا (المبروكة)  ان تستورد من امدرمان نوابها فى البرلمان .. بناءا على اجتهاد (السادة ) الذى لا يرد .

سرنى امر اخر فى توزير عبدالماجد عبدالحميد ..فأخونا هذا لم يغادر المنطقة الرمادية بين المؤتمرين ..ولم يصدر ابدا بيان عودة التائبين ..ايذانا ببداية عهد جديد فى مولاة الانقاذ فى نسختها الجديدة .. ومع ذلك يختار صاحب صدى الخبر وزير ا فى أهله ..وهذا يعنى ان معايير الاختيار قد بدأت تتجدد و تتجاوز منطق الولاء الاعمى .

اما مصدر حزنى ..فهو خوفى على دفعتى وابن ولايتى من لؤم الساسة ..فالصديق عبدالماجد ليس له سابق خبرة فى الخدمة المدنية ..وان اول منصب له  في (الميرى)  وزير فى (بحر ابيض ) بكامل الاهلية والصلاحية  ..ومعرفتى بصاحب القلم الانيق انه رجل لا يرد طالب حاجة ..وكل هذه ليست من مواصفات الوزير الناجح فى بلادى .

رغم كل ذلك مبروك للصديق عبدالماجد ..فقد فقدت الصحافة قلما ..ولم تكسب الوزارة رجلا .

 

 

آراء