بضاعة غير قابلة للتسويق !!

 


 

 

هذه الثورة (من يومها) هي عنوان البسالة ومواجهة التحديات والتصدي للعواصف..! إنها ثورة اجتراح الدروب الجديدة والتوكل على الشعب بعد الله ونشدان الحرية والعدالة والسلام.. وقد اندلعت وتسربلت تضمَّخت بتضحياتها الجسام ومهر الدم الغالي من اجل الانعتاق وشق الطريق لنصرة الحق ودمغ الباطل.. أنها ثورة من اجل استرداد كرامة السودانيين.. وكل ما عدا ذلك يدخل في باب الهوامش وتحصيل الحاصل..! وكل من يأتيها من غير هذا الباب سوف يستعصي عليه الفهم ويسقط في الوحل متى ما اعتمد على تخليط جماعة الإنقاذ ذوي العقول المسدودة والنفوس المريضة والبصائر الكفيفة والأفكار العليلة المُستقاة من زمان مضى ومن أسفار قديمة فاقدة الصلاحية عفا عليها الزمن و(بالت عليها الثعالب)..!! فمن ذا الذي يجرؤ أن يملي على الشعب هرطقات يروّج لها الفلول ويحاول بعض شركاء الفترة الانتقالية الآن أن يضفوا عليها (صفة رسمية) عبر المنابر والمخاطبات..!!

لماذا أغاظ (الشركاء) هذا الاحترام الإقليمي والعالمي للسودان وثورته. وهذا التقدم الذي طرأ على الاقتصاد.. فلا احد ينكر التوازن الكبير الذي حدث في ميزان (الاقتصاد الكلي) رغم المصاعب المعيشية التي (ستستمر معنا) لفترات قادمة بسبب تركة الإنقاذ الباهظة…. ولكن الشعب يعيد الدرس في كل مرة عبر شعاره المجيد “الجوع ولا آل كيران”..(لم نسبة إلى ابن كيران زعيم حزب الإخوان في المغرب الذي سقط سقوطاً مدوياً في انتخابات الشهر الحالي ولم يحرز سوى 12 دائرة مقابل 125 دائرة في انتخابات عام 2016 رغم تبرؤه من جماعة الإنقاذ السودانية)..! ونقول للسيد البرهان ونائبه ومن يرى رأيهما من قادة المكوّن العسكري: أين وجدتم هذه (المنجنيق المقلوب) و(الطلقات الارتدادية) لشن الهجوم على الحكومة المدنية بدعوى أنها لم تصلح الاقتصاد ولم تلتفت لمعايش الناس..؟! ألم تكونوا على رأس اللجنة الاقتصادية العليا وتعهدتم بإغراق الوطن بالمن والسلوى..؟ فماذا فعلتم..؟!! إن اختلاف النوايا لا يتيح لأمهر (الجوكية) الركوب على سرجين في وقت واحد..!! وكان من الأجدر ألا تحدثونا عن الفشل الاقتصادي وانتم اعلم بمن يقف دون تعافي الاقتصاد وحجب طائفة عظمى من موارد البلاد وماليتها وشركاتها…! وكأنكم قد نجحتم في مهمتكم المباشرة في تأمين البلاد بعد أن منحتم أنفسكم حق اختيار وزيري الدفاع والداخلية وقادة الأمن ورفض مرشحي الجانب المدني وكأنكم امتلكتم (حق الفيتو) في مجلس الأمن الدولي وحق (الثلث المعطّل) في التركيبة اللبنانية..!! من أين هذه الجرأة ؟! ومن أين استحلبتم صلاحية تقييم أداء الحكومة المدنية والقوى السياسية..!! ليت البرهان انشغل بتوحيد الجيش تحت جسم واحد كما هو الحال حتى في عهود الاحتلال بدلاً من السباحة علناً في بحر السياسة في تيار بعيد عن مجرى الثورة..!

هل يجوز لمسؤولين على رأس القوات المسلحة محاولة زرع الفتنة بين الشعب والجيش..؟! ومنذ متى قال الشعب السوداني انه ضد الجيش.. إنما كان موقف الشعب دائماً معارضة محاولات الإنقاذ لامتهان جيش البلاد وكسر شوكته وانتهاك قوميته.. ومساعيها الخائبة لتحويله إلى فصيل في المؤتمر الوطني يدافع عن نظامها لا عن الوطن ودستوره وسيادته.. وقد كان موقف الثورة والثوار واضحاً في هذا السياق.. ويجب قفل هذه الصفحة فوراً فهذه فتنة خطيرة رغم أنها غير قابلة للتسويق..!

اعرضا عن هذا واستغفرا ربكما.. فإن رحابة الوطن وحس الوعي العالي لدى الشعب وقوة الثورة وعناية الخالق ستمكّن الوطن من اجتياز هذه المخاطر.. وعلى الجميع الارتفاع إلى مستوى المسؤولية.. ولا نريد الانشغال حالياً بتعديد إخفاقات حفظ الأمن وأحاديث الخذلان من داخل مؤسسات الانتقال كل حين وآخر.. وليت هذا الذي قاله البرهان ونائبه عن ذم الحكومة الانتقالية وحاضنتها السياسية قالا (نصف نصفه) أو حتى جملة واحدة مفيدة في شجب الانقلاب..!!

 

آراء