تاملات في قصيدة (الطمبارة والغناي)
خالد البلولة
28 April, 2024
28 April, 2024
كتب: خالد البلولة
بعض النصوص الشعرية المغناة تعد علامات فارقة في مسيرة التجربة الشعرية الغنائية السودانية ارساها عدد من الشعراء، من هذه النماذج أغنية (حبيبتي بقولكم)تغنى بها ابو العركي البخيت ومحمد طه القدال في(الطمبارة الغناي)تغنت بها فرقة عقد الجلاد والاستاذ عمر الطيب الدوش في أغنية سعاد وتغنى بها الفنان عبد الكريم الكابلي.
ولكل اغنية من هذه الاغنيات ملمح مختلف واسلوب تعبيري مختلف عن الاخري وكل واحدة منهم وظف فيها براعته ومهارته التعبيرية ومحمد طه القدال برع في توظيف اللهجة السودانية الخاصة باهل الوسط وفوق ذلك برع في الالقاء ويعد افضل من يجعلك تعيره مسامعك بطوعك واختيارك ويجعلك تنصت اليه مشدوها ومشدودا لا يطرف لك جفن.
ونبدا قراءتنا باغنية القدال #الطمبارة والغناي:-
تعد اغنية الطمبارة والغناي ومسدار ابو السرة للشاعر محمد طه القدال من الدرر الابداعية في جيد الغناء السوداني،اعتقد القدال في الطمبارة بدا بالضمير(نحن اهل الفرحة جينا)لغرض التفخيم والتعظيم والتشريف وهذا أسلوب من أساليب اللغة العربية أن يعبر الشخص عن نفسه بضمير نحن للتعظيم والله اعلم :-
نحن اهل الفرحة جينا
لا المدامع وقفتنا
ولا الحكايات الحزينة
لما درب الرايحة جابنا
جابنا فى هادى المدينة
ياولدى الدروب
شقاقة بحر التيه
*يلاحظ الشاعر هنا يخاطب بلسان الجماعة، وهو يعبر عن أمة او جماعة (لا مدامع وقفتنا)،(درب الرايحة جابنا)الخ فحاله من حال الجماعة،او الامة التي يعبر عنها.لذلك يعد القدال من اكثر الشعراء الذين اجادوا توظيف الثقافة السودانية ومفرداتها الشعبية في شعره خاصة توظيف الامثال الشعبية ويلاحظ ذلك في عدد من قصائده خاصة في نص الطمبارة والغناي وهذا يعود كما أشار د.محمد المهدي بشرى أن القدال رغم حضوره إلى أم درمان بالتحديد إلا أنه ظل وفيا لتراثه بمسقط رأسه قرية(حليوة)،وتشرب لغة المجموعات العربية مثل الكواهلة والبطاحين والشكرية،واستخدم هذه اللغة ببراعة في نصوصه الشعرية. :-
ليك درب ولا دربين
(مساك الدروب ضهاب)
ليك قلب ولا بالين
(سواى القلوب كضاب)
ليك ضهر ولا سرجين
(ركاب السروج وقاع)
اتخذ القدال من قرية حليوة بولاية الجزيرة،التي سمى عليها ديوانه (اغنيات لحليوة )التي ولدت فيها رمزية للوطن وللحبيبة أحياناً،يقول عن الجزيرة"وخصوصية مفردته: أنا أفتكر الجزيرة لها أثر كبير في اكتسابي لهذه المفردة؛ولاية الجزيرة بوتقة؛ فيها كل الأعراق والألسن السودان كله موجود في تلك المنطقة التي حضرت منها،الناس هناك يجمعهم ظرف اجتماعي واقتصادي واحد، ومن هنا خرجت لغة (خاصة)بالجزيرة،و(عامة)في نفس الوقت ويتضح ذلك في قصيدة حليوة :-
بقول غنوات واقول غنوات
فى البلد البسير جنياتها لى قدام ..
وفى الولد البتل ضرعاتو فى العرضة
ويطير فى الدارة صقرية ..
ولو السمحة تلت إيد
ومدت جيد يقوم شايلاه هاشمية
يشيل شبالو وختفة ريد وفرحة عيد ..
وريدة روح وحمرة عين وإيدية
وفى الولد البشيل مدقاقتو
قولة خير على القمرة
يقابل الجاية متحزم
ويدارك الجاية متلزم
*وفي مقطع اخر يسدي النصيحة وخلاصة التجربة،خير برهان للتعلم (والدردرة)واكتساب الخبرات الحياتية واهلنا بقولو شق الدرب تعليم وهاهو القدال يفعل وينصح شق وجرب، وخليك واعي وداري بما إليك وما عليك :-
شق ياولدى بحر التيه
بتدردر وتتودر
ولامن يوم علي تايتنا ديك ترسي
نعزك بالقبيل داخرنو ليك
الشوق بحر ياولدي بحراً تيه
قت ليك العليك ادرابو لا تنغش
ولا ترضابو لاتنغش
*ويمضي القدال في بث النصح والحماس في روح جيل تواجهه تحديات جسيمة وعقبات كثيرة اريد العزم والاصرار :-
عليك الدور وتصريف الليالي
بدور تشيل ما شلنا من الهم
ولا من دمعة ترمي
الدمعة فوق دربك
*يستخدم القدال عبارة فيها حميمية وابوة صادقة وعاطفة جياشة رغم مرارة الوداع يتمسك بالتوجيه والارشاد والتشجيع والتحفيز وبث رح الهمة وعدم الانكسار :-
روّح يابا ..
وابق قفاك لاتعاين
ولاتعاين على موطاك
ولا تندم على خطوا تملي
مشيتو لي قدام
وابقى العاتي زي سنطتنا
زي صبراً نلوك فوق مرو زي الزاد
*يقدم القدال روشتة مليئة بالتجارب والنصائح ان يكون الانسان بعيد النظر ولايلتفت للوراء وان يكون هدفه المستقبل والعمل من اجل ذلك مهما كلفه وان لا يندم على قرار اتخذته من اجل للغد ويطلب ذلك جسارة وثباتا وصبرا كشجرة السنط والله مع الصابرين كما قال صلاح بن البادية في اغنيته (قالوا الصبر عاقبو الحلو).
*يصف الاستاذ ميرغني ديشاب الباحث في التراث محمد طه القدال بانه خرج من قيد الشعر المحدود المغني إلى حداثة العامية التي حملها محمولا آخر،أكثر كثافة وعمقا وهذا ما نسميه ب(تفجير العامية وحوت الذخيرة اللغوية عند القدال ألفاظ أهل السودان،وديار الشام والشعر النبطي في دول الخليج العربي. هو الذي هداني إلى دراسة الشعر النبطي عند الرشايدة في السودان.كان هو الشاعر السوداني الوحيد الذي من الممكن تقديمه لسائر العربان في بلاد الدنيا:-
خلني أبدا مسداري
واودي قفايا لي دارا بقت مي داري
جيت الجلدي بيني وبين عضايا
الشحمة الا النار بقت قدامي
لدي الليلة بيني وبين عضايا
المافي ألا تراني شوال الكبس
نفيخ جلاليب الورم هداني
ويختتم القدال الطمبارة والغناي بتساؤلات موجهة للبلاد اطلق المحل واراد الحال ويعني القائمين على أمرها :-
قول للبلد:
قايل غناوي الحزن ليش؟
شايل مساديرك مجامر دمع ليش؟
ليش يا بلد والناس تريد
يحدد القدال الهدف والعلاج بعبارات محددة، يكفينا ما لقيناه من عمت وضنك وتعب،فلنعمل من أجل مستقبل اطفالنا حتى يتجرعوا مرارة الهزيمة :-
لو صحيح غنينا بالدمعة الحميمة
لو دموع الفرحة ما لاقت غنانا
بكرة نرجع تاني للكلمة الرحيمة
شان هنانا
شان منانا
شان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة.
khalidoof2010@yahoo.com
بعض النصوص الشعرية المغناة تعد علامات فارقة في مسيرة التجربة الشعرية الغنائية السودانية ارساها عدد من الشعراء، من هذه النماذج أغنية (حبيبتي بقولكم)تغنى بها ابو العركي البخيت ومحمد طه القدال في(الطمبارة الغناي)تغنت بها فرقة عقد الجلاد والاستاذ عمر الطيب الدوش في أغنية سعاد وتغنى بها الفنان عبد الكريم الكابلي.
ولكل اغنية من هذه الاغنيات ملمح مختلف واسلوب تعبيري مختلف عن الاخري وكل واحدة منهم وظف فيها براعته ومهارته التعبيرية ومحمد طه القدال برع في توظيف اللهجة السودانية الخاصة باهل الوسط وفوق ذلك برع في الالقاء ويعد افضل من يجعلك تعيره مسامعك بطوعك واختيارك ويجعلك تنصت اليه مشدوها ومشدودا لا يطرف لك جفن.
ونبدا قراءتنا باغنية القدال #الطمبارة والغناي:-
تعد اغنية الطمبارة والغناي ومسدار ابو السرة للشاعر محمد طه القدال من الدرر الابداعية في جيد الغناء السوداني،اعتقد القدال في الطمبارة بدا بالضمير(نحن اهل الفرحة جينا)لغرض التفخيم والتعظيم والتشريف وهذا أسلوب من أساليب اللغة العربية أن يعبر الشخص عن نفسه بضمير نحن للتعظيم والله اعلم :-
نحن اهل الفرحة جينا
لا المدامع وقفتنا
ولا الحكايات الحزينة
لما درب الرايحة جابنا
جابنا فى هادى المدينة
ياولدى الدروب
شقاقة بحر التيه
*يلاحظ الشاعر هنا يخاطب بلسان الجماعة، وهو يعبر عن أمة او جماعة (لا مدامع وقفتنا)،(درب الرايحة جابنا)الخ فحاله من حال الجماعة،او الامة التي يعبر عنها.لذلك يعد القدال من اكثر الشعراء الذين اجادوا توظيف الثقافة السودانية ومفرداتها الشعبية في شعره خاصة توظيف الامثال الشعبية ويلاحظ ذلك في عدد من قصائده خاصة في نص الطمبارة والغناي وهذا يعود كما أشار د.محمد المهدي بشرى أن القدال رغم حضوره إلى أم درمان بالتحديد إلا أنه ظل وفيا لتراثه بمسقط رأسه قرية(حليوة)،وتشرب لغة المجموعات العربية مثل الكواهلة والبطاحين والشكرية،واستخدم هذه اللغة ببراعة في نصوصه الشعرية. :-
ليك درب ولا دربين
(مساك الدروب ضهاب)
ليك قلب ولا بالين
(سواى القلوب كضاب)
ليك ضهر ولا سرجين
(ركاب السروج وقاع)
اتخذ القدال من قرية حليوة بولاية الجزيرة،التي سمى عليها ديوانه (اغنيات لحليوة )التي ولدت فيها رمزية للوطن وللحبيبة أحياناً،يقول عن الجزيرة"وخصوصية مفردته: أنا أفتكر الجزيرة لها أثر كبير في اكتسابي لهذه المفردة؛ولاية الجزيرة بوتقة؛ فيها كل الأعراق والألسن السودان كله موجود في تلك المنطقة التي حضرت منها،الناس هناك يجمعهم ظرف اجتماعي واقتصادي واحد، ومن هنا خرجت لغة (خاصة)بالجزيرة،و(عامة)في نفس الوقت ويتضح ذلك في قصيدة حليوة :-
بقول غنوات واقول غنوات
فى البلد البسير جنياتها لى قدام ..
وفى الولد البتل ضرعاتو فى العرضة
ويطير فى الدارة صقرية ..
ولو السمحة تلت إيد
ومدت جيد يقوم شايلاه هاشمية
يشيل شبالو وختفة ريد وفرحة عيد ..
وريدة روح وحمرة عين وإيدية
وفى الولد البشيل مدقاقتو
قولة خير على القمرة
يقابل الجاية متحزم
ويدارك الجاية متلزم
*وفي مقطع اخر يسدي النصيحة وخلاصة التجربة،خير برهان للتعلم (والدردرة)واكتساب الخبرات الحياتية واهلنا بقولو شق الدرب تعليم وهاهو القدال يفعل وينصح شق وجرب، وخليك واعي وداري بما إليك وما عليك :-
شق ياولدى بحر التيه
بتدردر وتتودر
ولامن يوم علي تايتنا ديك ترسي
نعزك بالقبيل داخرنو ليك
الشوق بحر ياولدي بحراً تيه
قت ليك العليك ادرابو لا تنغش
ولا ترضابو لاتنغش
*ويمضي القدال في بث النصح والحماس في روح جيل تواجهه تحديات جسيمة وعقبات كثيرة اريد العزم والاصرار :-
عليك الدور وتصريف الليالي
بدور تشيل ما شلنا من الهم
ولا من دمعة ترمي
الدمعة فوق دربك
*يستخدم القدال عبارة فيها حميمية وابوة صادقة وعاطفة جياشة رغم مرارة الوداع يتمسك بالتوجيه والارشاد والتشجيع والتحفيز وبث رح الهمة وعدم الانكسار :-
روّح يابا ..
وابق قفاك لاتعاين
ولاتعاين على موطاك
ولا تندم على خطوا تملي
مشيتو لي قدام
وابقى العاتي زي سنطتنا
زي صبراً نلوك فوق مرو زي الزاد
*يقدم القدال روشتة مليئة بالتجارب والنصائح ان يكون الانسان بعيد النظر ولايلتفت للوراء وان يكون هدفه المستقبل والعمل من اجل ذلك مهما كلفه وان لا يندم على قرار اتخذته من اجل للغد ويطلب ذلك جسارة وثباتا وصبرا كشجرة السنط والله مع الصابرين كما قال صلاح بن البادية في اغنيته (قالوا الصبر عاقبو الحلو).
*يصف الاستاذ ميرغني ديشاب الباحث في التراث محمد طه القدال بانه خرج من قيد الشعر المحدود المغني إلى حداثة العامية التي حملها محمولا آخر،أكثر كثافة وعمقا وهذا ما نسميه ب(تفجير العامية وحوت الذخيرة اللغوية عند القدال ألفاظ أهل السودان،وديار الشام والشعر النبطي في دول الخليج العربي. هو الذي هداني إلى دراسة الشعر النبطي عند الرشايدة في السودان.كان هو الشاعر السوداني الوحيد الذي من الممكن تقديمه لسائر العربان في بلاد الدنيا:-
خلني أبدا مسداري
واودي قفايا لي دارا بقت مي داري
جيت الجلدي بيني وبين عضايا
الشحمة الا النار بقت قدامي
لدي الليلة بيني وبين عضايا
المافي ألا تراني شوال الكبس
نفيخ جلاليب الورم هداني
ويختتم القدال الطمبارة والغناي بتساؤلات موجهة للبلاد اطلق المحل واراد الحال ويعني القائمين على أمرها :-
قول للبلد:
قايل غناوي الحزن ليش؟
شايل مساديرك مجامر دمع ليش؟
ليش يا بلد والناس تريد
يحدد القدال الهدف والعلاج بعبارات محددة، يكفينا ما لقيناه من عمت وضنك وتعب،فلنعمل من أجل مستقبل اطفالنا حتى يتجرعوا مرارة الهزيمة :-
لو صحيح غنينا بالدمعة الحميمة
لو دموع الفرحة ما لاقت غنانا
بكرة نرجع تاني للكلمة الرحيمة
شان هنانا
شان منانا
شان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة.
khalidoof2010@yahoo.com