تصدق يا مؤمن العسكر تركوا السياسة

 


 

 

ماوراء الكلمات -
(1) قد أصدق أن الجنيه عادت له عافيته وشبابه وأصبح يساوي ثلاثة دولارات وكذا سنت، وقد أصدق أن الجنيه يلد المائة، والمائة تلد الألف وهكذا كما يزعم بذلك الذين يدعون تنزيل الأموال، وقد أصدق أن البغلة دخلت الابريق، ورأيتها رأي العين، وقد أصدق ان إثيوبيا قد أعطت السودان كهرباء من سد النهضة وباسعار تشجيعية، وقد أصدق بوجود الغول والعنقاء والبعاتي شخصياً، وقد أصدق أن الحله تلد الحله، وذلك في حكاية عمنا جحا الذي استلف من جاره حلة كبيرة، وبعد كذا يوم أعاد له الحلة معها حلة صغيرة هدية، واستغرب الجار من المشهد، وسأل عن الحلة الثانية، ؟فقال جحا بكل برود، (الحلة الكبيرة أنجبت الحلة الصغيرة) فصدق الجار قول جحا، ودخل الطمع قلب الرجل، فدخل إلى الدار، وقام بجمع أكبر عدد من حلل المدام، واعطاها إلى جحا، وبعد فترة من الزمن، طلب الرجل من جحا حلله، فاعطاه جحا حلة صغيرة، وسأل الرجل جحا عن باقي الحلل، فبكى جحا وقال للرجل إنا لله وإنا اليه راجعون، ماتت باقي الحلل!!و هنا قال الرجل الطماع، ياجحا كيف تموت الحلل؟فقال جحا ألم تلد الحلة الكبيرة من قبل، اذا أيضاً تموت!!.
(2) قد أصدق كل هذا وغيره، وهو أسهل وأيسر، من أصدق قول العسكر انهم تخلوا وتركوا السياسة وذهبوا إلى الثكنات.
(3) فعن أي تخلي يتحدثون؟ فاذا كانت البعرة تدل على البعير، والاثر يدل على المسير، فان ما نراه من تشبث العسكر بالسلطة ، يقول غير ذاك، وان أفضل دليل هو تنفيذ كثير من الاتفاقيات والبروتوكولات، وغيرها، وبالطبع هذه الأشياء هي من صميم عمل السياسة والسياسيين، وأمامنا الاتفاقية السودانية الروسية والتي تم بموجبها منح روسيا مربعات جديدة لاستخراج البترول، (هل اكتفت روسيا من الذهب؟)وقد يقول قائل، ان من وقع على هذا الامتياز، هو جانب مدني، ونرد عليه، ومن الذي يحرك الدمى المدنية من المشاركين الانقلاب في الحكم، ؟أليس من يحركهم، ويأتمرون يأمره، أليس هو البرهان، قائد الجيش وانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي؟وهؤلاء المدنيين المشاركون البرهان في أعماله، هم مثل ذلك القائل (وما أنا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية أرشد) وان غداً البرهان ظالما غدوا معه في ظلمهم.
(4) الخلاصة
نعم هناك من يصدق العسكر تركوا السياسة وهناك من يدافع عنهم ظلما، ولا يرضى أن نخدش طهرهم وعفافهم، ولكن من يصدق العسكر هو من السلازجة!! وهي طائفة من الناس تجمع في جيناتها، ما بين السذاجة واللزاجه، فاحذروهم، فهم أيضاً من الد أعداء الثورة، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.
الجريدة

 

آراء