تعليق وتصويب لكلمة السيد عمر الحويج عن اقتحام سجن كوبر عام 1964 والمنشور بسودانايل
السفير/ فاروق عبدالرحمن
15 October, 2021
15 October, 2021
تعليق و تصويب لكلمة السيد عمر الحويج عن اقتحام سجن كوبر عام 1964 و المنشور بصحيفة سودانايل الإلكترونية يوم 11/اكتوبر الحالي
بداية اشكر الكاتب على ما اسماه قصته مع اقتحام سجن كوبر وروايته لتجربته الشخصية التي اخذته حافي القدمين إلى سجن كوبر في الخرطوم بحري ثم إلى سجن أم درمان حيث أمضى ثلاثة ايام اطلق سراحه بعدها فعاد سالما الى بيتهم. وثانيا اشكره على دعوته للقراء بدعم و توثيق تلك الليلة إعلاءً لشأنها والاحتفاء بها كلما دارت السنون و الأيام
لكني اود إدخال بعض التصويب في الذي أورده السيد الحويج فمثل هذه الاحداث التاريخية تستوجب أول ما تستوجب إيراد الحقائق دون غيرها وحيث إنني كنت ليس فقط احد الذين عاشوا تلك الليلة الليلاء بأكملها ولكن أيضا من أولئك الذين يذكرونها كل ما هل عليهم شهر اكتوبر المجيد و كتبت عنها في كتابي الصادر عام 2014 بعنوان جانبي هو أكتوبر في كوبر صفحة (89 إلى 95 ) فإنني ونحن الآن في أكتوبر 2021 وقد سعدت حقيقة برواية السيد الحويج فاقبلت عليها فور وقوع عيني عليها وتمنيت لو كان من الممكن قراءة ما سطره يراعه كما قال هو في جريدة الميدان فإنني اركز على نقطتين
١-كنت ضمن زملائي اعضاء لجنة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم المعتقلين في كوبر منذ الخميس 15 :10: 64 نمثل آخر المعتقلين السياسيين في فترة حكم إبراهيم عبود وكنا الوحيدين في السجن آنذاك فحتى الاستاذ أحمد سليمان المحامي الذي كان يمضي حكماً مدته شهر او اكثر قليلا لا أذكر تماما قد خرج وغادر السجن قبل اندلاع الثورة بيوم أو يومين.. أي أنه لم يكن في كوبر عندما جاء الثوار واقتحموا السجن ( كان أحمد سليمان جارنا من الناحية الشرقية وقد قابلناه لبضع دقائق نهار الخميس ثم تحدث معنا ليلا من تحت الباب الحديدي الذي كانا يفصل بيننا وأرسل لنا عشاء شهياً لا نعرف حتى اللحظة كيف تم تهريبه لنا) اما من الناحية الغربية فكان الضابطان ابو الدهب وسوار الدهب لم نلتقي بهما وجهاً لوجه إلا عندما كسر المساجين الباب الحديدي بيننا وبينهما..
اما جنوبنا فتقع السرايه ولم يحدث ان اختلطنا بمن فيها وهم عتاة المساجين الذين وجدوا في تلك الليلة فرصتهم للتجول في السجن بحرية كاملة وإشعال الحرائق في أنحاء متفرقة فيه..
٢- لم نلتقي بالثوار اي السيد الحويج و زملاءه او أنهم حملونا على أكتافهم ولكن سمعنا جيداً هتافاتهم عندما دخلوا السجن يبحثون عنا .. في ذات الوقت دخلت قوات مسلحه واعتلت اسوار السجن وأخذت تطلق النيران مما أجبرنا نحن العشرة من الاحتماء بالغرف وأجبر الثوار على المغادرة واستمر الحال كذلك عدة ساعات .. لكن ما أدخل الخوف علينا حقيقة هو اشتعال النيران ونحن داخل اسوار عالية جدا لا سبيل لتسلقها أو كسرها..
٣- مذبحة القصر وقعت يو الاربعاء ٢٨ اكتوبر وليس يوم الاثنين ٢٦ اكتوبر كما جاء في المقال وقد كان من اوائل ما قمنا به بعد اطلاق صراحنا صباح يوم الخميس ٢٩ اكتوبر ان سارعنا بالذهاب الى البوابه الجنوبيه للقصر الجمهوري مع تقاطع شارع الجامعه موقع المذبحه وكانت بها بقايا اثار الدماء وبعض المخلفات..
ولمزيد من التفاصيل عن هذه الفتره في كوبر يمكن الرجوع الى ماجاء في كتابي السودان وسنوات التيه نصف قرن لم يكتمل (ادناه صوره للصفحات المذكوره في الكتاب وتشمل قائمه باسماء اعضاء اللجنه العشرة)
majda.abusamra@gmail.com
////////////////////
بداية اشكر الكاتب على ما اسماه قصته مع اقتحام سجن كوبر وروايته لتجربته الشخصية التي اخذته حافي القدمين إلى سجن كوبر في الخرطوم بحري ثم إلى سجن أم درمان حيث أمضى ثلاثة ايام اطلق سراحه بعدها فعاد سالما الى بيتهم. وثانيا اشكره على دعوته للقراء بدعم و توثيق تلك الليلة إعلاءً لشأنها والاحتفاء بها كلما دارت السنون و الأيام
لكني اود إدخال بعض التصويب في الذي أورده السيد الحويج فمثل هذه الاحداث التاريخية تستوجب أول ما تستوجب إيراد الحقائق دون غيرها وحيث إنني كنت ليس فقط احد الذين عاشوا تلك الليلة الليلاء بأكملها ولكن أيضا من أولئك الذين يذكرونها كل ما هل عليهم شهر اكتوبر المجيد و كتبت عنها في كتابي الصادر عام 2014 بعنوان جانبي هو أكتوبر في كوبر صفحة (89 إلى 95 ) فإنني ونحن الآن في أكتوبر 2021 وقد سعدت حقيقة برواية السيد الحويج فاقبلت عليها فور وقوع عيني عليها وتمنيت لو كان من الممكن قراءة ما سطره يراعه كما قال هو في جريدة الميدان فإنني اركز على نقطتين
١-كنت ضمن زملائي اعضاء لجنة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم المعتقلين في كوبر منذ الخميس 15 :10: 64 نمثل آخر المعتقلين السياسيين في فترة حكم إبراهيم عبود وكنا الوحيدين في السجن آنذاك فحتى الاستاذ أحمد سليمان المحامي الذي كان يمضي حكماً مدته شهر او اكثر قليلا لا أذكر تماما قد خرج وغادر السجن قبل اندلاع الثورة بيوم أو يومين.. أي أنه لم يكن في كوبر عندما جاء الثوار واقتحموا السجن ( كان أحمد سليمان جارنا من الناحية الشرقية وقد قابلناه لبضع دقائق نهار الخميس ثم تحدث معنا ليلا من تحت الباب الحديدي الذي كانا يفصل بيننا وأرسل لنا عشاء شهياً لا نعرف حتى اللحظة كيف تم تهريبه لنا) اما من الناحية الغربية فكان الضابطان ابو الدهب وسوار الدهب لم نلتقي بهما وجهاً لوجه إلا عندما كسر المساجين الباب الحديدي بيننا وبينهما..
اما جنوبنا فتقع السرايه ولم يحدث ان اختلطنا بمن فيها وهم عتاة المساجين الذين وجدوا في تلك الليلة فرصتهم للتجول في السجن بحرية كاملة وإشعال الحرائق في أنحاء متفرقة فيه..
٢- لم نلتقي بالثوار اي السيد الحويج و زملاءه او أنهم حملونا على أكتافهم ولكن سمعنا جيداً هتافاتهم عندما دخلوا السجن يبحثون عنا .. في ذات الوقت دخلت قوات مسلحه واعتلت اسوار السجن وأخذت تطلق النيران مما أجبرنا نحن العشرة من الاحتماء بالغرف وأجبر الثوار على المغادرة واستمر الحال كذلك عدة ساعات .. لكن ما أدخل الخوف علينا حقيقة هو اشتعال النيران ونحن داخل اسوار عالية جدا لا سبيل لتسلقها أو كسرها..
٣- مذبحة القصر وقعت يو الاربعاء ٢٨ اكتوبر وليس يوم الاثنين ٢٦ اكتوبر كما جاء في المقال وقد كان من اوائل ما قمنا به بعد اطلاق صراحنا صباح يوم الخميس ٢٩ اكتوبر ان سارعنا بالذهاب الى البوابه الجنوبيه للقصر الجمهوري مع تقاطع شارع الجامعه موقع المذبحه وكانت بها بقايا اثار الدماء وبعض المخلفات..
ولمزيد من التفاصيل عن هذه الفتره في كوبر يمكن الرجوع الى ماجاء في كتابي السودان وسنوات التيه نصف قرن لم يكتمل (ادناه صوره للصفحات المذكوره في الكتاب وتشمل قائمه باسماء اعضاء اللجنه العشرة)
majda.abusamra@gmail.com
////////////////////