تقاسيم حزينة – شعر

 


 

 

أبوذر بابكر
abuzar_mohd5@hotmail.com

***********
مقام الرؤيا

إلتفتت المرايا
لترى وجهها
فأدار المكان وجهه
كان مكتظا بالفراغ
بوجوه العابرين
وحكايات العاشقين
وجوه مثل لافتات
على مداخل المدن الحزينة
نابتة على السطح
كحجارة المدافن
راعفة كما الدموع
في خد الوطن
على مدخل الجرح

مقام الصبر

رقد المساء
اسفل سقف الحانة القديمة
الساقي المتعب العجوز
يعبئ الكؤوس
يملأها وقتا مسروقا
من جيب اليأس
يملأها دخانا وصِبا
شرب الوقت
آخر حكاية
في ليل الكأس
تململ العناء
فوقَ غفلة المقاعد
والأيام تخلت عن صباها
كانت سنين العمر
معلقة على مشجب القصائد
ثم قفزت
من فوق جدار الجمر
لتحط على نار الصبر

مقام الشوق

تجاه الباب
ركضنا سويا
أنا والشوق
لوطن الأحباب

على الدرب
ركضنا سويا
أنا والنهر
لشمسِ الحب

على وجه الصباح
فوق جبين الريح
كتبنا سويا
أنا والليل
نشيد عشقها الفسيح

ثم
مع التبريحِ
بكينا سويا
أنا والعشق
موت حلمنا الكسيح

مقام الحلم

أدخل الليل يده
في جيب عتمته القدبمة
أخرجنا من ضوء التمني
الى عتمة خيباتنا السقيمة
وبلا عيون جلسنا حولها
نقرا أسفار ظلمتنا اللئيمة
قلت
إذن، أعِد إلينا
خطواتنا القديمة
أو
إدفن معنا
أغنياتنا الحميمة

مقام الوجل

ذات بكاء
جاءنا النهر زائرا
يمتطي نهارا
طيني البهاء
قال هاكم
هاهي ايامكم
ردت إليكم
هاهي أحزانكم
كتبت عليكم

مقام التوسل

هاتِ
هاتِ
يا نخلاتي
رطبا "مرميا"
يشبع نهم مماتي
هاتِ
هاتِ
يا نجماتي
ضوءا سرمديا
يشبع ليل سباتي
هاتِ الفرح
بهيا مثل جبهة السماء
حميما مثل قبلة اللقاء
جميلا مثل ومضة السناء

هاتِ الوطن
يا ليلاتي

 

آراء