حمدوك .. كتلوك ولا جوك جوك

 


 

 

omerelteganimohamed@gmail.com

تبدو السذاجة والغفلة هي تسيطر على تفكير بعض الناس ممن يظنون أن حمدوك كان مبعوث العناية الألهية لإخراج السودان من الوهدة التي القاه بها نظام الحركات الإسلامية البغيضة.
ليس الأمر بهذه البساطة والسذاجة، ربما لضعف المعلومات السياسية. ومن يسيّر العالم. ولا اعتقد أنك تجهل أن هناك جهات تسعى لتسيطر على العالم، كانت فيما مضى تتخذ من البنك الدولي قاعدة لتنفيذ مخططهم ولما بدأ العالم يحس بخبث سياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لجأت تلك الجهات لتمرير تلك السياسات للشركات عابرة القارات، وما أطلق عليه اسم العولمة او المونديالية. ولكي تنفذ تلك البرامج لجأت لجلب عناصر من ذات العنصر او البلاد المراد اختراقها فكان عبد الله حمدوك وقد أجاد الدور المرسوم له بدقة متناهية. حمدوك، فرضته الدوائر الغربية على البشير مقابل أن تفتح له خزائن البنك الدولي وصناديق التمويل، قبل البشير تحت ضغط الخوف من المجتمع الدولي، ولعشمه أن ترفع عنه غمة المحكمة الجنائية الدولية، التي وعِد به وعْداً ولكن عندما أحست استخبارات الدوائر الغربية بقرب نهاية سلطان البشير أوحت لحمدوك برفض المنصب كما أوعزت الإمارات المتخلفة لحميتي التشادي بالوقوف ضد البشير ريثما يتم ترتيب الخطوة التالية.
كما هو معلوم أن التشادي كان يرفد المعارك العبثية في بلدنا الثاني اليمن حروب ضد شعبه الصامد، بمرتزقة يبيعهم في سوق النخاسة الإماراتي السعودي. ولخوف دويلة الإمارات المتخلفة من أن تقوم حكومة ما بعد الثورة بوقف توريد المرتزقة، لهذا السبب أوعزت بل أجبرته على خيانة ولي نعمته البشير.
جاء حمدوك رئيسا للوزراء تحت مظلة قحط، وبرعاية الإمارات المتخلفة، وتدخل بعض دول العالم التي لها مصلحة حقيقية في وأد الثورة التي على ما أعتقد ستغير ليس وجه السودان فحسب، بل ستمتد رياحها لدول الجوار العربي و الإفريقي.
انا لا أوزع الاتهامات جزافا دليلي على كل ما سقته هو الزيارات المكوكية التي كانت تجري جيئة وذهابا من عناصر قحط وحميتي للإمارات المتخلفة بقيادة حميتي، والمدعوة مريم الصادق الصديق، وعرمان، ومحمد ناجي الاصم. وجنود لا نعلمهم يعلمهم الله تعالى وحده، وما خفي كان أعظم. في الوقت الذي ترفض قوى الثورة عدم التفاوض مع العسكرتاريا جملة وتفصيلا خاصة بعد مجزرة فض الاعتصام ولكن جاءت ضغوط المجتمع الدولي لقحط والعسكر بقبول التفاوض ونتج عن هذا التنازل الغير مستحق من قحط مقابل مناصب غير مضمونة، وغير مستحقة فجاء انتهازي وسراق الثورة من اصقاع الدنيا بجنسياتهم المزدوجة لكي ينالوا مناصب لايستحقونها وكانت الأوْلى أن تؤول لذوي الكفاءات الذين اكتوا بنار ما سمي بالانقاذ أليس الأجدر بهذه المناصب الذين هم أصلا لم يغادروا البلاد، بل صبروا وصابروا! هذه التعينات لم تتم جزافا ولكن اختيرت بعناية شديدة ولكي يكون هنالك مبررا قويا لتولي حمدوك رئاسة الوزارة وقد سعت الدوائر الغربية لمنح حمدوك بعض الفتات لكي يظهر بمظهر المصلح والمنقذ، لكي يتم تنفيذ أجنداتها وهي احتواء الثورة أولا وطرشقة زخمها ومشروعها التقدمي، ومن ثم إعلان السودان دولة مطيعة،ومطبعة، والتطبيع مع إسرائيل كما تم بصورته المعلنة. التطبيع في حد ذاته ليس هو الهدف النهائي بل هو آية من آيات وعلامات الخضوع، وهو الأمر الهام جدا خاصة بعد أن تكشفت للدوائر الغربية أن شعلة الوعي الذي بدا من شبان وشابات السودان عميق جدا ومتجذر للحد الذي يجعله كنبتة النجيلة كلما اقتلعته نبت من جديد.
العالم بدأ في طور تشكل جديد وفق رؤية محددة لرأس المال الجديد. والمتابع لتاريخ الاستعمار يرى أنه يتبدل ويتقلب حسب الوضع الآني والحينئذٍي. بدأ بالاستعمار المباشر، بارسال جيوش الغزاة لاحتلال بلاد الغير لاستثمار وسرقة خيراتها، وعندما انتفضت الشعوب بعد الحرب العالمية الثانية تم إخراج الجيوش الأجنبية واستبدالها بعملاء ينفذون تلك الأجندات وجعلت من صندوق النقد الأجنبي والبنك الدولي هو الأداة التي تفرض وتحدد سياسات البلاد الاقتصادية لتكون في صالح الدول الغربية والشركات الراسمالية الضخمة فصندوق النقد الدولي والبنك الدولي هما من يحدد سعر صرف العملات الوطنية والواردات والصادرات ليزداد الفقراء فقرا والاغنياء غنى. وأيضا أنتفضت الشعوب مرة أخرى ضد سياسات الدوائر الغربية وبدأ جليا أن الأمر قد يتفاقم كرة أخرى. فتفقت ذهنية الإجرام بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عن إحياء حيلة العولمة والتي كانت فكرة نابعة من فكر السيطرة الأحادية، سواء أكانت منبثقة، أو مصدرها الأديان بمختلف منشأها. او فكرة ظل الله في الارض، ولكنها في لباسها الجديد بزي الشركات الضخمة لاثرياء العالم، غير مرتبطة بدولة او كيان او عرق او دين.
ولتفادي المخاطر السابقة أيضا تفتقت ذهنية الإجرام الكولنيالي بأن تنفيذ السياسات الجديدة يتطلب ان تتخلى الشعوب عن كل موروثاتها الدينيةوالفكرية والثقافية والاجتماعية وأن يجب أن تتبع صراطا أحاديا تكيفه هي وفق مشيئتها وهواها بما يخدم مشروعها، وهي الآن تسير بخطى ثابتة بدأ من العاب الفيديو وغيرها من التقنيات التي لا استطيع بحكم سني متابعتها. نظم ما يسمى بالاقتصاد الحر وغيرها من مسميات رأس المال الجديد.
وكل ما ذكرت ماهو تأثيره على السودان وما هو دور حمدوك وشلتة التي تعي أو لا تعي أو تلك التي لايهمها إن وعيت أم تغابت،بل ينصب جل اهتمامها في المنصب، ومنهن من تتوق للوجاهة والمحافظة على التعالي والتفوق الطبقي. كما هي عادة أسرتها.
حمدوك هو من تربى في كنف مؤسسات راس المال رغم ميوله التي تقال عنه.
الإمارات المتخلفة تلعب رأس حربة لذلك الفريق المتناقض من مزدوجي الجنسية ولا يمكنني البت بعمالتهم لمخابرات أجنبية ولكن الشواهد تقول انهم بوعي او بدون وعي وبكامل إرادتهم وضعوا انفسهم في خدمة اجندة الدوائر الغربية والشركات عابرة القارات.
اعود لنقطة غاية في الأهمية وهو انك في معرض حديثك ان الشيوعيين والكيزان هم من نادوا بسقوط حمدوك. لقد اصبت كثيرا ولكنك رغما عن أنك تريد الصاق تهمة ضياع فرصة السودان بان الله تعالى ارسل لنا حمدوك هبة ومنا وكرما منه لينقذنا، مما لحق بنا من هوان. أعتقد أنك أضفت للشيوعيين شرفا كبيرا إن كانوا فعلا هم من ساهموا في اسقاط حكومة حمدوك وذلك كما قلت مسبقا.
قلت ان مشروع الدوائر الغربية يهدف إلي طمس مكونات المجتمعات من موروثاتها الدينيه والثقافية فقد كان راي الشيوعيين واضحا، لا لسياسات الدوائر الغربية. وعلى العكس كانت جماعات الهوس الديني تريد إسقاط النظام للمحافظة على ما نهبوه.
أتمنى أن تراجع ما دون عن العولمة والمونديالية وترى إلي أي مدى كان مستر حمدوك ومستر مو ومستر اسامة داوود ورهطه هم جزء أصيل في تلك اللعبة.
اما مستر داوود ومستر مو هما عرابا التماهي مع مشروع المونديالية لانهما يمثلان ترس من تروس عجلة مطحنة رأس المال الكولينيالي الجديد.
مع خالص تقديري
///////////////////////

 

آراء