خلافكم لا يهم الشعب السوداني !!

 


 

بشير اربجي
10 October, 2022

 

اصحى ياترس -
بحسب منصات الإعلام بقوات الدعم السريع فإن حميدتي كذب مزاعم وجود خلافات بينه والبرهان وتوسط قيادات بالإدارة الأهلية لاحتوائها، وهو حديث اعتاد أي من رأسي الإنقلاب العسكري المشؤوم قوله كلما تحدثت الأوساط السياسية عن خلافات بينهما،
والخلافات لمن لا يعلم لها دلائل قديمة قدم الردة على الثورة المجيدة، حيث رفض من قبل حميدتي دمج قواته داخل القوات المسلحة السودانية وقال إن من ينادون بذلك يريدون فرتكة البلاد، وعمل الرجل كثيرا لتلميع صورته في المجتمع عقب مجزرة فض الإعتصام التي انتنت رائحتها كل من يحمل السلاح بالبلاد، ورغم الهدوء الذي تظهر عليه علاقة قائدي الإنقلاب العسكري المشؤوم إلا أن تحت جسر مودتهم تجري مياه كثيرة، فلا الدعم السريع سيكون قوة رسمية منفصلة عن الجيش في ظل أي حكم مدني، ولا قائد الدعم السريع وعشيرته وأسرته سيسمحون بدمجه وتسليمه للقوات المسلحة وهو كرتهم الوحيد في التفاوض الآن ومستقبلا، ومثل هذا الوضع الملتبس لهذه القوات وحده كفيل بخلق خلافات بين الإنقلابيين جميعا وليس البرهان وحميدتي فقط،
وكما جاء بخبر الزميل عبد الرحمن حنين بالأمس بالصحيفة فإن الراجح أن تكون هناك خلافات بين القوتين اللتين تحاولان السيطرة على الأمور بالبلاد، وما تكليف شمس الدين كباشي بإدارة أمور الدولة عقب سفر البرهان لبريطانيا ونيويورك إلا دليلا دامغا على ذلك، فإن كان البرهان لا خلاف له مع نائبه الأول حميدتي كما ظل يسمي نفسه دون وضع دستوري، ما كان سيكلف غيره بإدارة شؤون البلاد في غيابه رغم أنه وكل قادة الإنقلاب العسكري المشؤوم لا يديرون الدولة كما قال بنفسه ونقلت عنه صحيفة (الديمقراطي).
كذلك فإن توسط الإدارة الأهلية فى الأمر بين قائدي الإنقلاب هو الآخر أمر مقبول، خصوصا وأنهما يحاولان منذ ردتهم الأولى على الثورة استقطاب الإدارة الأهلية بالأموال والسيارات والتسهيلات التي يقدمها الطرفان من أجل ذلك، ومهما حاول الطرفان إنكار الخلاف فهو موجود بصورة لا تقبل الشك إطلاقا خصوصا بعد أن اختط حميدتي لنفسه طريقا سار فيه لوحده باتجاه الإمارات العربية المتحدة وروسيا، وبعد عزلته غير المبررة لمدة قاربت الأشهر الثلاثة بدارفور حين كان هو الرجل الثاني بالدولة فى التراتبية الإنقلابية، وتحركاته وسط الإدارات الأهلية بعدد كبير من ولايات السودان وصلت حتى النيل الأزرق وجزءا من شرق السودان،
ومهما يكن من أمر وما يقال من نكران فإن الخلافات بادية للعيان ولا تحتاج الى دليل لمعرفتها، لكن أليس غريبا أن يرفض هذين الغريمين وحدة القوات التى يقودونها ويتحدث كل منهم صباح ومساء عن أن مشكلة البلاد فى عدم توافق القوى السياسية الثورية، أليس من المضحك المبكي حديثهم هذا فى حين أن أحدهم حينما أرتفعت الأصوات مطالبة بدمج قواته هدد بخراب البلاد، عموما لا حل أمام قوى الثورة المجيدة إلا في الوحدة على برنامج ثورة ديسمبر المجيدة، بحيث تكون وحدة ليست كما يطلب البرهان وحميدتي للتفاوض معهم وتشكيل حكومة تحت إمرتهم، إنما وحدة يكون هدفها الأساسي إسقاط الإنقلاب وتكوين جيش واحد باستراتيجية واحدة يتبع الدستور ويكون تحت مسؤولية السلطة المدنية دون أي مماحكات، ومن ثم محاسبة كل لجنة المخلوع الأمنية ووضع المجرمين منهم بالسجون، وحينها سيكون لهم متسع من الوقت للخلاف والاتفاق لكن بعيدا عن أرواح الثوار السلميين وبعيدا عن أهداف الثورة المجيدة في الحرية والسلام والعدالة التي يحاول الطرفان الصعود عليها للسلطة.
الجريدة

 

آراء