خَجِلٌ منكَ .. في ذكرى أمل دنقل

 


 

 

(١)

تفطرُ قلبك دمعةُ طِفلِ
تساقطَ شعره وشحُبَ
من أثرِ السَّرطانْ
تكتم غصةً على عجلٍ تغادرُ المكانْ
تهمهمُ: لِمَ لا يعيش الأبرياءُ في أمانْ
ولا تنهشُهم براثنُ الصِّراعِ
يكدحُ الفقراءُ ويقبضُ الأثرياءُ الثَّمن!!!
"تتقدَّسُ في صرخة الجُّوعِ"
"فوق الفراشِ الخشنْ"
ترتجي خبزاً يسدُّ رمق الجَّياعِ
من غير مَنْ
يعيد السّكينةَ للقاطنينَ صحارى الشَّجنْ
تلعنُ الشُّعراءَ المدجَّنينَ
ونشازَ لحن المغنينَ
تفلتُ من صمتِ المتعبينَ
تضمِّد آلامهم وترسم فوق الشِّفاه إبتساما
تطفر من فوّهةِ السِّلاحِ سلاما
تحمل عبء النِّضالِ القضيةْ
تخوض لاخائفاً لا محجماً
تسوّيَ دربَ القافلةْ
قِبلة الصامدينَ في النَّازلةْ
تمدُّ الأيادي الفتّيةْ
الجُرحُ ينزفُ والغافلونَ سادرونُ
في حروبٍ عبثيةْ
القبليةُ رياحٌ عتيَّةْ
تهزُّ ساقَ الوفاقِ
يلتهمُ الخسارُ محصلة التَّواثقِ الجَّنيَّةْ
إنفرط عقد الجِّباه الأبيةَّْ
القومُ في غيِّهِمُ
همَّهُمُ ساسَ يسوسُ
إبنُ سلولٍ بينهُمُ جلوسُ
قلت لنا أرى من البعيد شجرا
يقدح شررا
بنظرة استعلاءٍ ساخرةْ
قلنا لك هذا هراء سحرةْ
غارقون في عراكنا الأبديّ
الثَّغر عورةٌ مطيةٌ لغارة التَّمردِ
فاجأنا التَّتارُ في ضحى الغدِ
لا ظهرَ أبقينا ولا قضينا وطرا

(٢)

ما شبَّ ميزانُ عدلٍ واستقامَ
وأصلُ العودِ منخورا
الأرضُ مُلئتْ بالأسى وتفسَّخت جُورا
النَّصلُ أضحى اليوم مكسورا
"ما حاجتي للسّيفِ مشهورا"
ما دمتُ بأناشيدِ الحماسةِ
في التِّلفازِ منصورا
قضت الشهامةُ بات العِرض محسورا
الأفقُ طوّقهُ همٌّ وتسهيدُ
"يا نيلُ هل تجري المياهُ دماً لكي تفيضَ"
"ويصحو الأهلُ إن نودوا"
تجاسرَ التنَّورُ لا جبلٌ سيعصمنا
شطُّ السَّلامةِ دونه بيدُ
للبُّومِ شدنا مسارح زيفٍ
واجتبيناهُ فعافَ الدّارَ غِرِّيدُ
دمعٌ وأشلاءٌ وتشريدُ
جَفَتِ المروءةُ حضن منبرها
سُلبت واستُعبدت غيدُ
"عيدٌ بأيةحال عدتّ يا عيدُ"
الوطن بين أيادي الفتن مأسورا
غَرفَ التّشرذمُ نبع وحدتنا
الغلُّ شيَّد بيننا سورا
إن لم نداويه يظلُّ
بجوف الزّمنِ مطمورا
أضحى التنائي بديلاً عن تآلفنا
الغَزلُ على انكاثهِ نُقِضَ
فإذا التَّعاضدُ يغتدي بورا

بريطانيا
مايو _ إكتوبر ٢٠٢٣

ibrahim.shouk@gmail.com

 

آراء