سودان ضعيف ومجزأ.. أفضل من سودان قوي موحد!!
لجنة قضايا الحكم وتنفيذ مخرجات الحوار، بمؤتمر الحوار الوطني وفي مناقشة بند (السيادة) رأت غالبية العضوية أن:
* ترسيم الحدود لا يشكل أسبقية
* الأراضي المنتزعة من السودان تعتبر مواقع تكامل بين الشعوب.
أما لجنة العلاقات الخارجية فقد اختلفت حول التطبيع مع إسرائيل. والتطبيع يعني حفظ أمن إسرائيل.
وأبان إبراهيم سليمان عضو لجنة العلاقات الخارجية بمؤتمر الحوار الوطني تفاوت آراء أعضاء اللجنة بين الدعوة للتطبيع التام مع إسرائيل أو تطبيع وفق اشتراطات محددة أو رفض التطبيع. والرافضون أقلية. وإنه لا يستبعد أن يكون التطبيع ضمن التوصيات النهائية وعند إقرار الأمر سيتم تضمينه في الدستور تحقيقاً لمصالح البلاد.. !!
وبحسب تسريبات موقع ويكليس:
في 29 يوليو 2008م جرى اجتماع بين مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل (بريطاني الجنسية-الكاتب)، والقائم بالأعمال الأمريكي حينها البرتو فرنانديز، قال فيه إسماعيل، إن الخرطوم ترغب في إقامة علاقات مع إسرائيل.. وإن أوجه التعاون التي تقترحها الحكومة على الولايات المتحدة تشمل بنداً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. غير أن فشل المفاوضات الثنائية قضى على احتمال المضي قدماً في هذا التوجه.
ونذكر أن تراجي مصطفى، كندية الجنسية، أقامت (جمعية الصداقة مع إسرائيل)، وزارت إسرائيل ولم تكف عن تزيين صورة الصهاينة ودعت للتطبيع مع الكيان الصهيوني وكان ذلك سبباً لإعلان إسقاط الجنسية السودانية عنها. وتابعنا جميعاً مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني.
هل تم رد اعتبارها بأداة لجنة العلاقات الخارجية المشؤومة وأعيدت لها جنسيتها الثانية السودانية؟؟
نعم دول عربية اعترفت بإسرائيل واتفقت على حفظ أمنها.. ويوجد سودانيون معارضون لحكومة السودان في إسرائيل، التي لها سفارة في جنوب السودان. لكن ما هي أهداف إسرائيل في السودان؟ وهل تطبيع العلاقات يجعلها تتنازل عن أهدافها أم إن أهدافها أصبحت متطابقة مع أهداف النخبة السودانية؟
فارقت ليبيا القذافي، التزمت الوطني، وتراجعت تراجعاً غير منظم أمام هجمات الاستعمار الجماعي الجديد. ومن نماذج التراجع والتنازلات:
* إعلان المسؤولية عن حادثة لوكربي ودفع تعويضات 2.7 مليار دولار.
* إعلان تخلي ليبيا عن فكرة القضاء على إسرائيل وأنه ليس للقذافي مشكلة مع إسرائيل!! وتقديم رؤية جديدة تعارض قيام دولة فلسطينية.
* إعلان التخلي عن أي برنامج لتطوير أسلحة الدمار الشامل بعد مفاوضات سرية مع أمريكا وبريطانيا ثم الاتفاق الثلاثي للكشف عن جميع أسلحة الدمار الشامل في ليبيا. وفتح الأبواب للمفتشين الدوليين. ذلك الاتفاق التي قامت جامعة الدول العربية بإخراجه..
والغريب أن القذافي لم يكتفِ بذلك تضمنت كلمته عند إعلانه التخلي عن أسلحة الدمار الشامل، مطالبة إيران وكوريا الشمالية وسوريا بالتخلي عن برامجها، ليس ذلك فحسب، بل إنه لم يشر أبداً الى إسرائيل التي تملك أسلحة ذرية ورؤوس نووية.
وبالرغم من كل ذلك فإن إسرائيل لم تمنحه العفو ولم تتخلّ عن أهدافها وأن الاستعمار الجماعي لم يتزحزح عن موقفه ولا أهدافه.. والولايات المتحدة لم ترفع حصارها عن ليبيا بل قدمت شرطين جديدين:
* مشاركة ليبيا في محاربة الإرهاب.
* تطبيع علاقات ليبيا مع إسرائيل.
والمتتبع لشروط التطبيع بين السودان والولايات المتحدة سيلاحظ تجديد الشروط التي سيكون آخرها هو تطبيع العلاقات مع إسرائيل. فلماذا تستعجل لجنة العلاقات الخارجية بمؤتمر الحوار الوطني مناقشة شرط الاستعمار الجماعي الجديد الأخير؟
السياسات الخارجية الإسرائيلية
لاحظنا من خلال العرض مدى اهتمام أمريكا، الدولة النواة بإسرائيل أكبر قواعدها العسكرية وتوصيات مراكز الأبحاث المتكررة للإدارة الأمريكية بضرورة تعزيز القدرات العسكرية والردعية لإسرائيل وتوفير ضمان نووي لها بإمكانيات دفاعية مضادة للصواريخ الباليستية وعقد اتفاقيات سلام بين إسرائيل وجيرانها العرب وبالذات سوريا واتفاق سلام نهائي بينها والفلسطينيين بقيام دولتين مثلما تعرفنا على اهتمام الاستراتيجية الأمريكية بالسودان والقرن الأفريقي ومنطقة البحر الأحمر.
والسياسة الإسرائيلية تجاه أفريقيا شكلت بالتنسيق مع الولايات المتحدة وضمن الأهداف الأمريكية الصهيونية:
1/ تحقيق التفوق الأمني.
2/ الحصول على دعم الدول الأفريقية لسياسة إسرائيل العدوانية في المحافل الدولية.
3/ القيام بدور القوة الإقليمية الكبيرة والقوية في المنطقتين الأفريقية والعربية في دور مكمل للهيمنة الأمريكية.
4/ الحصول على المواد الخام وتحويلها الى سوق لتصريف المنتجات الصهيونية.
فالسياسة الخارجية الإسرائيلية في أفريقيا تعمل على تحقيق: الأمن الإسرائيلي والذي من مفاهيمه هجرة اليهود من أفريقيا الى إسرائيل. ثم الشرعية السياسية بتنظيم الاتصالات بين المؤسسات الإسرائيلية والجاليات اليهودية في بعض الدول الأفريقية وأيضاً كسر حلقة المقاطعة العربية الاقتصادية على إسرائيل.
وجاء في تقرير الصحافي، التقي محمد عثمان (أبريل 2009):
(قامت وحدة الكوماندوز التابعة للبحرية الإسرائيلية بالمشاركة في استهداف سفن في البحر الأحمر في يناير 2009م ويواجه الصيادون مضايقات داخل المياه الإقليمية السودانية والمياه الدولية من قبل زوارق مسلحة مجهولة تقوم بإطلاق النار عليهم. ومن المرجح أن تكون هذه الزوارق إسرائيلية وأمريكية).
ومن أهداف الوجود الإسرائيلي في البحر الأحمر:
1- احتلال أي جزر في مدخل البحر الأحمر الجنوبي لتسهيل التحرك العسكري.
2- الإشراف على حركة الملاحة ومراقبتها في جنوب البحر الأحمر وحتى إيلات.
3 - إنشاء قواعد بحرية استخباراتية.
ونشر إسرائيل للزوارق في البحر الأحمر قائم على اتفاق موقع بينها وأمريكا (!) لمنع تهريب السلاح الى غزة.
مؤامرات اسرائيل لتمزيق وحدة السودان
ومن المهم عرض موقف الشيوعيين السودانيين من اسرائيل، بمعنى بيان التقييم الطبقي، وكان على النحو التالي:
(1) اسرائيل الدولة الصهيونية، قامت بسند ودعم قوى الاستعمار ولا تعبر عن حق اليهود في تقرير مصيرهم فاليهود ليسوا قومية بهذا المعنى تعبر عن ذاتها بتكوين دولة منفصلة. وإن قيام الدولة الصهيونية هو تعبير خاطئ لحق تقرير المصير ألحق الضرر بكل القوى المناوئة للاستعمار. وإن نشاط دولة إسرائيل موجه ضد حركة التحرر الوطني العربية والأفريقية.
(2) إن انتصار حركة التحرر الوطني في نضالها ضد دولة إسرائيل وقيام دولة ديمقراطية في فلسطين على أنقاض النظام الطبقي الصهيوني، أمر يقوي من الجبهة المناوئة للاستعمار العالمي. وارتكاز على هذا الموقع الطبقي فإن الحزب الشيوعي يدعو الى النضال ضد النظام الصهيوني.
وفي تقييم الحزب الشيوعي للنزاع العربي-الإسرائيلي 1967 جاء:
1- النزاع في الواقع هو صراع بين حركة التحرر الوطني العربية وبين الجبهة الاستعمارية الصهيونية وأن العدوان الاستعماري الصهيوني في 1967 تسبب في احتلال الأراضي الفلسطينية بأسرها وأراضي دول عربية، لهذا فقد أضيف عبء جديد على حركة الشعوب العربية.
2- حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته الديمقراطية على أنقاض الدولة الصهيونية بما يلزم بتقوية المنظمات الفلسطينية المكافحة ومساندتها.
3- عدم الاعتراف بإسرائيل وما يترتب على ذلك من أضرار بالثورة الفلسطينية
4- الوقوف بحزم ضد اتجاهات تزيين وجه الاستعمار في المنطقة، ونعتقد بقوة أن دولة إسرائيل هي كلب الحراسة الإقليمي للإمبريالية منذ إقامتها.
شرط وحدة السودان
قال عبدالخالق في أبريل 1965م في إجابة عن سؤال حول مسألة الجنوب:
(حسب برنامجنا الذي وضعناه عام 1956 فإننا نرى منح الجنوب حكماً داخلياً يقوم على جمعية تشريعية، مجلس تنفيذي في إطار السودان الموحد.
وهذا ما أخذت به الأحزاب بأسرها في مؤتمر المائدة المستديرة. غير أننا نرى أنه ولكي يطبق هذا الحل لابد من الوقوف بحزم أمام مؤامرات الاستعمار وإسرائيل لتمزيق وحدة القطر-ولابد من سيادة القانون والأمن في الجنوب بتصفية الجمعيات الإرهابية القائمة هناك..)
من نشاط إسرائيل في السودان
* يتسم نشاط إسرائيل في السودان بالسرية الشديدة، ومعظم المعلومات حوله مأخوذة من إفادات عاملين سابقين بمحطات الموساد في السودان ومذكرات السياسيين الإسرائيليين وتقارير مراكز الأبحاث وخاصة في فرنسا وإسرائيل بالإضافة الى ما نشر في بعض الكتب والصحف الاسرائيلية والمعلوم أن إسرائيل وجهاز مخابراتها الموساد كان له أثر كبير في تغيير الساحة السياسية السودانية، بل في تغيير مجرى تاريخ السودان الحديث لمرتين:
الأولى: مشاركة الموساد في عملية 19 يوليو 1971 مع أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية وهي التي فتحت الباب واسعاً للاستعمار الجماعي الجديد وهيمنة الولايات المتحدة على السياسية السودانية.
الثانية: اغتيال د. جون قرنق لإنفاذ مخطط فصل جنوب السودان.
* بدأت أول اتصالات بين السودان وإسرائيل في 1954م ووصل أول جاسوس إسرائيلي الى السودان في ذلك العام. وفي 1957م اجتمعت غولدامائير مع ممثل الحكومة السودانية الذي وافق بالسماح لطائرات العال الإسرائيلية بالهبوط والتزود بالوقود في طريقها الى جنوب أفريقيا.
* ودعمت إسرائيل المتمردين في جنوب السودان 1966م بالتدريب عن طريق خبراء إسرائيليين وكان يصلهم السلاح من خلال محطات الموساد في إثيوبيا ويوغندا.. واهتمام إسرائيل بمنطقة شرق ووسط أفريقيا وجنوب السودان قديم. وأشار جوزيف لاقو للعلاقة بين الأنانيا وإسرائيل في مذكراته، فالتداخل الصهيوني والغربي في العمل السياسي والعسكري في جنوب السودان ظل متواصلاً منذ حقبة الحكم البريطاني.
ومعروف أنه عندما كان يتم البحث عن وطن لليهود، كانت يوغندا ضمن الأماكن المرشحة لتكون أرض الميعاد. وفي مطلع ثمانينيات القرن الماضي -خلال حقبة تهجير اليهود الأحباش الى إسرائيل عبر السودان- خرجت قصة (سيدنا موسى عليه السلام من أصل سوداني) من جامعة براون الأمريكية بما يعني أن منابع النيل جزء من إسرائيل وكذلك جنوب السودان (إسرائيل الثانية) كما يقول الإسرائيليون.
وأوضح دبلوماسي سوداني شارك في اتفاقية 1972م مع منصور خالد وآخرين، أن إسرائيل حاولت أولاً عرقلة المفاوضات بعرقلة وصول وفد الأنانيا من نيروبي الى أديس أبابا وعرقلة الاتفاق ثانياً حيث كان النصح الدائم للمتمردين فصل الجنوب وكان جوزيف لاقو يلتقي بالسفير الإسرائيلي في فندق أفريقيا، حيث ترك السفير وزوجته مكان إقامتهما في منزلهما وأقاما في جناح في ذلك الفندق، وأكد الدبلوماسي، أن إسرائيل ضد وحدة السودان وتعمل على فصل جنوب السودان حيث تعتقد أن جنوب السودان المستقل سياسياً سيساعدها في الحصول على مياه النيل ومحاصرة السودان ومصد أمنياً
* وأكد شارون في مذكراته استمرار ترحيل اليهود الأحباش (الفلاشا) عبر السودان الى إسرائيل منذ 1977م وحتى اتفاقه مه نميري 1983م على تنفيذ (عملية موسى) التي أصلاً بدأت ترتيباتها ولكنها كانت من العمليات الكبرى التي تهدف الى نقل الآلاف من الفلاشا الى إسرائيل بطائرات عسكرية أمريكية الى بلاد أوربية ومن ثم إسرائيل أو حتى لإسرائيل مباشرة.
ويتضح مما ذكره شارون:
1 - إن محطات الموساد في الخرطوم ظلت قائمة منـ 1958م
2 - وإن ترحيل اليهود الفلاشا منذ 1977م وحتى عملية موسى كان خارج علم نميري بما يعني تغلغل الموساد في النظام المايوي.
3 - وأنه لولا تخوف إسرائيل من كشف عملية موسى الكبرى لما تم الاتفاق مع نميري عليها في 1983
* وفي أغسطس 1995 نشرت إصدارة آفريكا كونفدينشنال (أن مستشارين إسرائيليين يشرفون في أرتريا على الأنشطة العسكرية لجماعات المعارضة العسكرية السودانية التابعة للتجمع الوطني الديمقراطي).
* وفي تقرير إسرائيلي يونيو 2005م:
إن دور قرنق انتهى عملياً بعد توقيع اتفاقية السلام وأن العديد من عناصر الحركة معارضة للاتفاق (باتفاقية السلام أصبح رئيس حكومة الجنوب نائب أول رئيس الجمهورية هو المتحدث الرسمي باسم الجنوبيين) وأن إسرائيل بدأت تستشعر الخطر في الجنوب وأن مراكز تأثيرها ووجودها الفعلية بدأت تهتز. وقررت المخابرات الإسرائيلية التعاون مع جيش الرب اليوغندي لتصحيح الأواضاع في الجنوب.
* أما روجر وينتر مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية فقد ذكر عقب اغتيال قرنق أنه ليس منزعجاً من نزاعات القائد الجديد للحركة الشعبية سلفاكير الانفصالية لأنه يمثل رأي الأغلبية في جنوب السودان وأن الحركة الشعبية قوية.
وقائدها الجديد كان نائباً لقرنق ويحظى بتأييد واسع داخل الحركة وأنه معروف عنه ميله للأسلوب الجماعي في إنجاز الأعمال وهذه لم تكن دائماً من سمات قرنق، واعتبر وينتر أن حوالي 96% من الناس في الجنوب لا يؤيدون الوحدة وأن الإحصاءات تظهر أن قرنق كان وحيداً تقريباً في دعمه للوحدة.
* وأفادت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية (يوليو 2015م أن مبيعات الأسلحة الإسرائيلية للدول الأفريقية ارتفعت من 107 مليون دولار في 2010 الى 318 مليون دولار في 2014م ومن بينها دولة جنوب السودان. وطالبت عضو في الكنيست الإسرائيلي وزير الدفاع الإسرائيلي وقف صادرات السلاح الى جنوب السودان بسبب الحرب الأهلية.
* وفي 14 يناير 2016م وبحسب الصحفية سعاد الخضر فإن لجنة العلاقات الخارجية للحوار الوطني أرجأت حسم الخلافات حول التطبيع مع إسرائيل الى جلسة أخرى. وأن المجموعة المؤيدة للتطبيع ترى أن السودان ينبغي أن يقيم علاقاته الخارجية وفق المصالح والمتغيرات في المنطقة.
كما أكد ممثل الحركة الشعبية الديمقراطية أن السودان ليس له مشكلة مع اليهود وإنما مع الكيان الصهيوني بوصفه نظاماً عنصرياً يسعى لإقامة دولة دينية في المنطقة ولا تقتصر حدودها على الأراضي الفلسطينية.. ونذكر انه في أكتوبر 1997م أوردت صحيفة إسرائيلية خبراً: أن السودان طلب من إسرائيل عن طريق اتصالات سرية لإقامة قنوات اتصال للتقارب بين الجانبين ورفضت إسرائيل الطلب لأن السودان من الدول التي ترعى الإرهاب..
ونفت حكومة السودان الخبر جملة وتفصيلاً.
المنطقتات.. ودارفور: تخطيط استمرار الأزمات
1- التدخل الأمريكي في دارفور يأتي دعماً لمصالح الاحتكارات النفطية الأمريكية وقد تحصلت شركة أكسون موبيل الأمريكية وشريكاها شيفرون وبتروناس على امتياز التنقيب عن النفط جنوب تشاد ومد أنبوب نفطي في 2001 لأكثر من ألف كيلو متر لربط حقول النفط التشادية بالساحل الكاميروني.
ومخطط الاحتكارات الأمريكية النفطية: مد خط بترول الخليج بعد استقرار الوضع في العراق عبر ميناء ينبع السعودي الى ميناء عرس السوداني مخترقاً إقليم دارفور الى تشاد ليلحق بالأنبوب الثاني في تشاد والذي يصب في المحيط الأطلسي.
2- وعكست أزمة إقليم دارفور رغبة أمريكا في محاصرة وتطويق النفوذ الفرنسي. وإقليم دارفور يلاصق حدوداً مفتوحة على مناطق النفوذ الفرنسي في تشاد وأفريقيا الوسطى. ولذلك قام الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك بنشر قوات من الجيش الفرنسي على الحدود السودانية التشادية (لأسباب إنسانية)!!
3- اتفاقية سويسرا 2002 كرست لمنطقتين منفصلتين في كاودا تحت سيطرة الحركة الشعبية وفي كادوقلي تحت إدارة الحكومة واستمر الوضع حتى بعد اتفاق الشراكة بنيفاشا لذلك فلا غرابة لتجدد النزاعات 2011 بما يتسق مع التخطيط لاستمرار النزاعات في السودان والتدرج في تفتيته.
واتفاقية سويسرا 2002 تم بدعوة من الحكوميتين السويسرية والأمريكية بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان ـ جبال النوبة بمراقبة دولية تحت إشراف هيئة عسكرية مشتركة ومن ثم يأتي التفتيت متدرجاً فإن اتفاق نيفاشا اقتصر على قضية جنوب السودان وتم غض الطرف عن جنوب كردفان وتقرر بشأنها (المشورة الشعبية) التي لا يعرف معانيها حتى من قرروها والخطوات التالية الحكم الذاتي ثم الحق في تقرير المصير.. ولكن في المرات القادمة ستشارك قوى سياسية أخرى بخلاف المؤتمر الوطني بإنفاذ مخطط الاستعمار الجماعي الجديد بأداة التسوية.
4- وأفشلت الولايات المتحدة تنفيذ الاتفاق بين الأمين العام للأمم المتحدة وحكومة السودان (يوليو 2004) بشأن إنهاء الصراع في إقليم دارفور بتقديمها مشروع قانون لمجلس الأمن صدر بمقتضاه قرار مجلس الأمن بالرقم 1556 الذي أمهل الحكومة السودانية ثلاثين يوماً لتسوية الأزمة في إقليم دارفور وتبع ذلك القرار 1464 والمتضمن اعتبار الوضع في السودان يمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين. واستقرار المنطقة وعدم التزام حكومة السودان بتنفيذ قرار تسوية الأزمة. ثم أصدر مجلس الأمن القرار 1593 والذي تضمن:
1- وضع السودان تحت الوصاية الدولية
2- إحالة الوضع العام في إقليم دارفور الى المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية
3- فرض حظر السفر وتجميد أرصدة المسؤولين عن ارتكاب جرائم بحق المدنيين في إقليم دارفور
4- فرض حظر على الطيران الحكومي من التحليق فوق الإقليم إلا بإذن من الأمم المتحدة وفي حوار صحيفة الأحداث السودانية مع مناوي يوم 8 يناير 2008م ورد:
س: ما تقييمك لعمل المنظمات الغربية في دارفور؟
ج: العالم كله يعلم أن هناك دول متورطة في دعم الحركات المسلحة في الإقليم وأن هناك تحريض لها.
س: لماذا انسحب خليل إبراهيم وعبدالواحد من مفاوضات سرت؟
ج: إن الواقع في دارفور لم يعد نفسه فهناك أكثر من عشرين حركة في الإقليم الآن.. ولدينا اتصالات مع كل الحركات وأملنا أن ينخرط الرجلين في عملية السلام، كما أن هناك دوراً فرنسياً ومساعٍ من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في هذا الطريق لتكريس التفاوض مع باقي الحركات.
الاستراتيجية الإسرائيلية
بحسب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي فإن أبعاد الاستراتيجية الإسرائيلية بالنسبة للسودان، أفاد:
- نضع في اعتبارنا وفي صميم اهتمامنا حق سكان جنوب السودان في تقرير مصيرهم والانعتاق من السيطرة وواجبنا أن ندعم تطلعات وطموحات سكان الجنوب ودارفور.
- والأوضاع في دارفور تدخلنا في إنتاجها وتصعيدها وكان ذلك حتماً وضرورياً حتى لا يجد السودان المناخ والوقت لتركيز جهوده باتجاه تعظيم قدراته.. وما أقدمنا عليه من جهود على مدى ثلاثة عقود يجب ألا يتوقف لأن تلك الجهود هي بمثابة مداخلات ومقدمات أرست منطلقاتنا الاستراتيجية منذ العام 1956م إن سودان ضعيف ومجزأ وهش.. أفضل من سودان قوي موحد وفاعل..
- حركتنا لم تعد في دارفور قاصرة على الجانب الرسمي وعلى نشاط أجهزة معينة.. المجتمع الإسرائيلي بمنظماته المدنية وقواه وحركاته وإمتداداتها تقوم بواجبها.. نحن موجودون في دارفور لوقف الفظائف وفي ذات الوقت لتأكيد خطنا الاستراتيجي من أن دارفور كجنوب السودان من حقه أن يتمتع بالاستقلال وإدارة شؤونه بنفسه.. ووضع حد لنظام السيطرة المفروض عليه من قبل حكومة الخرطوم.
- إن قدراً مهماً وكبيراً من أهدافنا قد تحقق على الأقل في الجنوب وهذه الأهداف تكتسب الآن فرص التحقيق في غرب السودان بدارفور.
- والسودان في ظل أوضاعه المتردية والصراعات المحتدمة بجنوبه وغربه وحتى في شرقه غير قادر على التأثير بعمق في بيئته العربية والأفريقية لأنه متورط ومشتبك في صراعات ستنتهي عاجلاً أو عاجلاً بتقسيمه الى عدة كيانات ودول مثل يوغسلافيا التي انقسمت الى عدة دول، البوسنة والهرسك وكرواتيا وكوسوفو وصربيا ومقدونيا ويبقى السؤال عالقاً متى؟
معسكران بعد (الحوار) و(التسوية)
معسكر الشعب وغمار الناس المناهض لتفتيت السودان
ومعسكر النخب والنجوم الموالي للاستعمار الجماعي..
هما طريقان..
ونواصل