رد على الدكتور محمد وقيع الله
16 February, 2010
رد على الدكتور محمد وقيع الله ... أدعو الدكتور المؤتمر وطنى لعدم التصويت للمؤتمر الوطنى !
بلا أدنى شك للدكتور محمد وقيع الله ولغيره الحق فى التصوت لمن يشاء. فكل الأحزاب السياسية فى الساحة تعمل بكل قوة لكسب أصوات غير المنتمين إليها والا لما أصبح لها حاجة لحملات إنتخابية تطرح عبرها برامجها الإنتخابية للمواطن غير المنتمى حزبياً والذى يمثل الأغلبية التى لا غنى لأى حزب من محاولة إستقطابها لتصوت لمرشحية كى يتسنى له الفوز.
ما دعانى للرد على المقال المنشور بتاريخ 14 فبرائر الجارى على هذا الموقع ؛ وهو الأول من نوعه فى هذا السياق ؛ أن الدكتور وقيع الله أفصح من السطر الأول كما فى عنوان المقال أنه لا ينتمى للمؤتمر الوطنى وإنما قرر التصويت لمرشحيه فى الإنتخابات القادمة لقناعته أنه الحزب الذى يستحق ذلك من خلال تأملاته فى سلوكياته وسلوكيات الأحزاب الأخرى. وقد بدأ جلياً للقارئ من السطر الثانى وحتى الأخير أن الكاتب إنقاذى حتى النخاع ولكنه عمد الى التستر بالإستقلالية وإخفاء حقيقة إنتمائه لحزب البشير المسؤل عن كل ما حاق ويحيق بالسودان وأهله فى الجنوب ودارفور والمناصير والجزيرة المروية وبورتسودان وغيرها بغية تحقيق غرض دعائى مفهوم. فى تقديرى ونفر من الأصدقاء ممن تبادلت معهم الرأى فى مضمون وفحوى مقاله لست عضواً بالمؤتمر الوطنى ولكن سأصوت له فى الإنتخابات ، أن الكاتب قد فشل فى تحقيق هدفه بالدعاية لمرشحى حزب المؤتمر الوطنى. ربما أفاد الدكتور حزبه إذا قال ما كتب فى ندوة سياسيه فى أرياف السودان لإقناع الناخب البسيط وحثه للتصويت للمؤتمرجية. بل من سؤ حظه فهو يكتب لقراء الصحف المطبوعة والإلكترونيه والذين يعدون صفوة لا يتوقع الدكتور أن يقنعهم بمحاسن حزبه ومساؤى الآخرين فى وقت يعلم معظم السودانيين من غير أمثال الدكتور والمؤتمرجية عامة أن حزب المؤتمر قد حقق رقما غير مسبوق فى الفساد السياسى والإستئثار بالسلطة واتخاذ أدواتها لمحاربة الخصوم. وتلك الأحزاب التى وصفها بأحزاب الشقاق وأرباب النفاق وشذاذ الآفاق قد لعبت الأنقاذ وحزبه أقذر الأدوار فى تفتيتها وتقزيمها ومنعها من الإتصال بجماهيرها لما زاد عن العشرين عاما كفراً بالتعددية وأدواتها. وذلك كانت نفس الفترة التى إعتبرها الدكتور مثالا لرباطة وعزم الإنقاذ فى تنفيذ سياساتها وهو يعلم كيف تأرجحت مواقف الإنقاذ محتارة بين مشروع إسلامى وما فرضته الضغوط الدولية عليها من إستسلام وخنوع وتقهقر عن كل شىء ماعدا الامساك بتلابيب السلطة مهما كان الثمن. ويكفيه مثالا موقف حكومته من الحرب فى الجنوب ؛ فبعد أن كانت تقاتل كفاراً وصليبين أُجْبِرَتْ على أن تُوقع معهم إتفاق سلام كان لهم اليد الطولى في مغانمه ؛ وعندما أدركت الإنقاذ ذلك بعد التوقيع عمدت الى المماطلة والتسويف وإخفاء الحقائق. ولكن يكفى أن نذكر بأن هاهو الجنوب يضيع بسبب غشم سياسة الإنقاذ الغاشمة التى لم تترك باباً الا وطرقته بغية تثبيت أقدامها وتمكين منسوبيها على حساب السواد الأعظم من ابناء وطنى المبتلى بهم. يكفى أن تقرأ الصحف أو تستمع لنشرات الأخبار لتدرك حجم الكارثة التى تنتظر السودان. فالجميع من إتحاد افريقى لأمم متحدة لإتحاد أوربى لجامعة عربية قلقون على ما يمكن أن تسفر عنه سياسة المؤتمرجية فى الأشهر القادمة أمام تعنت الحزب الحاكم للإحتفاظ بالسلطة ؛ وما الإنتخابات الا شكلا وديكوراً يريده حزب الدكتور.
ولنقرأ ما كتبه د. وقيع الله فى تمجيده للإنقاذ وإنتمائه الواضح بل وولهه بالمؤتمر الوطنى فى آخر مقاله المشار إليه تبريراً لمنحه صوته الغالى لمرشحى حزبه. كتب يقول: "وقد برهنت الأحداث طوال عقدين من الزمان أن الحزب السوداني الوحيد الذي لم يلجأ إلى الخارج أبدا، ونال كل سنده من الداخل وحسب، إنما هو حزب المؤتمر الوطني، فهو اسم على مسمى حقيقي صميم، إذن، ولهذا السبب - من ضمن أسباب أخرى - فإنه يستحق أن أمنحه صوتي يوم الانتخاب". ويبدو أن الكاتب فوق محاولة إيهام الناس بأنه ليس مؤتمرجى من خلال عنوان المقال فقط ؛ إمِلً ان لا تسعف القراء الذاكرة فى ما كتب فى السابق دفاعاً عن الإنقاذ والمؤتمر الوطنى وهجومه الضارى على كل خصوم الإنقاذ بما فيهم شيخهم العقور المغدور به د. الترابى. فلمن شاء الرجوع الى ما كتب د. وقيع الله قبل أن يحمى وطيس الإنتخابات بزمن غير قريب. فمثلاً ما كتب فى مارس ويونيو 2009 فى مقالين منفصلين مهاجماً لشيخه المغضوب عليه ، وما كتب فى يوليو 2009 هجوما شرساً على ياسر عرمان فى وقت لم يكن يتخيل أحد أن عرمان سيكون مرشح الشعبية فى مقال بعنوان " رسالة دكتوراه فى الأداء الإعلامى لياسر عرمان. وفى المقابل كتب الدكتور مقالات عدة يمجد فيها قيادات الإنقاذ. فمثلا مقاله " من تيد كيندى الى قطب المهدى" فى سبتمبر 2009 واصفاً قطب الإنقاذ إياه بالسياسى والمبدئ والطليعى والمجاهد ، ومقال آخر فى يوليو 2009 وصف فيه د. أحمد على الإمام بحافظ الدين حفظه الله. فليطرى الدكتو قادته ويلحق بأسماءهم بما يريد من ألقاب ونعوت ؛ ولكن قصدت فقط التدليل على أن قراره بالتصويت للمؤتمرجية ليس من موقف من نظر وقيم الأمور من موضع حيادى بل لغرض دعائى مستتر ؛ وما فتأ الكاتب يشيد بالإنقاذ عبر تاريخها المرعب فى العقدين الماضيين معتبراً أنهما من أزهى العهود التى مرت بالسودان لما للإنقاذ من عزم مكنها من سحق خصومها وإنفاذ كل ما من شأنه أن يوطد ويؤطر لدكتاتورية الحزب الواحد والشخص الواحد. وليس أدق من إثبات إنتمائه الذى يحاول أن يخفيه أو يخجل أن يبوح به ما خطته أياديه فى رده على الصحفى فتحى الضؤ. ففى مقاله بعنوان: فتحى الضؤ الذى لا تبارحه السماديرة إعترف الدكتور وقيع الله بما حاول إخفائه ، "ولأن جهادي في رجمكم بالكلمات، هو أرجى عندي من أي جهاد آخر أبذله في خدمة الإنقاذ" المقال المشار اليه فى الأعلى بتاريخ 24 مارس 2009.
ودون مبرر أو صلة بقراره يمضى الكاتب لتحقيق الهدف المبطن ويتهم الأحزاب الأخرى بالإنتماء للخارج – تهمة لا يرددها الا منتمى أصيل لحزب الإنقلابى البشير. فبدأً ؛ الكلام سياسى بالدرجة الأولى ولا سند له من الواقع والا لما ضيع حزب الكاتب وقتا فى فضح تلك الأحزاب المنتمية للخارج كما أدعى. ولعلم الدكتور وقيع الله أن مثل تلك التهم بالعمالة للخارج وتلقى أموال من الخارج لتنفيذ أجندة خارجية لا تصدر الا من أحزاب شمولية وأشخاص مرتجفون يحاولون تشويه خصومهم وصد الناس عنهم. ولأُذَكِرَ الكاتب المؤتمرجى الهمام أن نفس التهمة قد وُجِهَتْ للجبهة الإسلامية فى إنتخابات 1986.
أذا قرر الدكتور وقيع الله التصويت للمؤتمرجية فى الإنتخابات القادمة فهذا حقه ؛ ولكن أن يكيل كل هذه التهم للأحزاب الأخرى بالعمالة والتخابر مع الأحنبى والنفاق والهشاشة والتهريج والمتهرب من الإنتخابات وغيرها من تهم ؛ فهذا مردود عليه ما لم يكشف وبوضوح عن إنتمائه للمؤتمر الوطنى. وهكذا ، لا ارى سبباً يدعو الكاتب لإخفاء إنتمائه. وكان ممكناً ان يكون لمقاله وقعاً آخر لو كشف الكاتب عن إنتمائه لحزب المؤتمر ولا داعى أيضاً للخجل فقد عرف الشعب السودانى من هم أعداءه الحقيقيين من الذين زجوا بأبنائه فى حرب الجنوب باسم الجهاد وتنكروا لمن استشهد منهم لاحقاً ؛ والذين بدأوا عهدهم بسيئة الذكر بيوت الأشباح والتى مُوْرِسَتْ فيها أبشع صور الإهانه الآدمية لخصوم النظام السياسييين – وهنا نشير لإعتراف البشير نفسه بوجودها ؛ من الذين أحالوا الآلاف للصالح العام وقطعوا أرزاقهم وأسرهم لمجرد مخالفتهم فى الفكر والتوجه غير عابئين بمصلحة الوطن ؛ من الذين استخدموا الطيارات والمدفعية الثقيلة فى حرق ودك قرى دارفور بمن فيها حتى وصل عدد القتلى فى الثلاث سنين الأولى للحرب بين الحكومة ومليشيا تها من جهة وأبنائها فى الغرب من جهةٍ أُخرى الى ما يزيد عن الثلاثمائة ألف حسب تقدير الأمم المتحدة وعشرة آلاف حسب الرئيس البشير معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن ممن لم تسعفهم أجسادهم المنحولة من الهرب واللجؤ الى الجبال ؛ ومنهم من حاول الاّ أن فرسان الجنجويد لحقوا به ونالوا منه ؛ من الذين إرتكبوا مجازر الإستيلاء على المال العام وشادوا به القصور والفلل الفخمة على أكثر اراضى الخرطوم والمدن الرئيسية تميزاً ؛ من الذين جعلوا الحصول على وظيفة مهما قل شأنها من ضرب المستحيل الا من خلال ما ابتدعوة من تزكية من أحد قادة الحزب – أما بالنسبة للدكتور فالحصول على وظيفة لا يعنى له أكثر من إشارة كما ذكر فى المقال فتحى الضؤ الذى لا تغادره السماديره المشار إليه آنفاً !! ، ومن ومن ومن .... ألا يعرف الدكتور وقيع الله كل هذه الجرائم التى تمت فى عهد الإنقاذ إن كان حقاً مستقلا وليس بمؤتمرجى؟ أجدى بالدكتور أن يحدثنا عن ماذا أعد غير الإنتخابات والفوز بها بالتزوير لتخليص رئيسه ؛ الذى ظل يدافع عنه فى مقالاته ويهاجم بشراشة منقطعة النظير خصمه أوكامبو ؛ من مطاردة المحكمة الجنائية الدولية والتى لن تغنى عنه شيئاً حتى لو حصل على 90% من الأصوات. فهنالك جرائم حرب أرتكبت فى حق الشعب السودانى فى دارفور وقد وطد العالم عزمه على محاسبة المجرم مهما كانت قامته. ولو فاز البشير ب 90% من أصوات الناخبين لن ينسى له السودان والعالم والتاريخ أنه قبل عشرين سنةً إنقلب على السلطة الشرعية والمنتخبة ديمقراطياً خلسة وخسة بعد أن موه وخادع حزبه الجميع فى مرحلة الإعداد والتنفيذ كما إعترف بعض الممسؤليين الإنقاذيين لاحقاً. صحيح أنه لم ترق فى إنقلابهم دماء ولكنهم خرجوا وبأيديهم السلاح لقتل كل من يقف فى طريق تحقيق مأربهم بالإنقضاض على السلطة طمعاً وجشعاً وسؤ تقدير مدنياً كان أو عسكرياً بلا ذنب. وعندما قام 28 بمحاولة أنقلاب على نظامهم وفشلوا ؛ ماذا حدث لهم ؟ أعدموا بدم بارد دون محاكمة !!
والله أنها لمن المفارقات المبكية أن يدافع حامل لدرجة الدكتوراة عن الإنقاذ ويصفها بالحريصة على الإنتخابات واليمقراطية وهى التى إغتالتها بليل ولا يوجد فى فكر قادتها شئ يسمى ديمقراطية. وإنما استجابت الإنقاذ للضغوط الدولية التى مورست عليها بعد 2001 عندما أُرْغِمَتْ على طرد أتباع الطريق الأجانب من الأفغان وغيرهم من أراضيها بعد أن آوتهم الخرطوم وتسترت لحين من الزمان ، لم تكتفى الإنقاذ بطردهم بل قامت بتسليم ال سى أى ايه أكبر كمية من المعلومات عنهم. ولاحقاً إجبارها على الجلوس لمفاوضات تنهى الحرب الأهلية فى الجنوب ؛ وقد جاءت الإنتخابات والإستحقاق الديمقراطى فى إطارها والا لما بادرت الإنقاذ من نفسها مهما طال عليها الأمد الا كمثل التمثيلية الهزلية المعروفة بإنتخابات البشير كيجاب. وتلاحقت الأحداث بإتهام البشير واثنين من قادة مليشيته المساة الجنجويد من قبل الجنائية الدولية مما جعل قادة الإنقاذ أحوج من غيرهم لإكتساب شرعية حكمهم للسودان. ومع ذلك يتغنى الدكتور المؤتمرجى بجمال وروعة حزبه حين يقول : "وهكذا تمكنت دولة الإنقاذ، بقيادة حزبها الرائد المؤتمر الوطني، من تهيئة البلاد والعباد للانتخابات، وأكدت التزامها وعزمها الوطيد، على ضبط وكبت ورفت عناصر الفوضى والشغب، وإلزام أعداء الديمقراطية، من الحزبيين المهرجين، بورود هذا المورد الذي لابد أن يردوه" أذكره مرة أخرى وأنا لا أنتمى لأى من الحزبين ولا أتفق ما برامجها وأطروحاتها : أن الحزبين المعنيين لم يقوما بإنقلاب على الشرعية وعندما أتيح لهما أن يحكما لم يقيما بيوت أشباح والذى منه ! ,اسال فى براة الدكتور - من هم أعداء الديمقراطية بالله عليك هل هما الحزبين الذين أشرت إليهما أم حزبك المؤتمر الوطنى؟ كن منصفاً !
القضية سيدى الدكتور أن جميع الأحزاب عدا حزبك ترددت فى المشاركة فى إنتخابات أبريل لأشياء يعلمها القاصى والدانى منها أن الأحزاب لم تُمْنَحْ وقتا كافياً للإتصال بجماهيرها. لقد كانت تريد أن تتأكد من مصداقية العملية برمتها خاصة فيما يتعلق بالقوانين المنظمة للعملية الأنتخابية أو القوانين ذات الصلة وهذا من حقها بعد عشرين عاما من الشمولية البغيضة التى مارس فيها حزبك شتى ضروب الإقصاء والإبعاد لمناوئيه فأنضب مواردها البشرية والمالية. وأنت نفسك كتبت فى 24 أكتوبر الماضى تشكك فى قيام الإنتخابات وتتخوف من سيطرة جهاز أمن الدولة عليها. وهذا ما كتبت: " تكون أغرب النتائج التي تتمخض عنها الانتخابات البرلمانية القادمة - إن قامت - أن يسيطر جهاز الأمن والمخابرات الوطني على نتائجها تماما" أضف الى ذلك ؛ أنك تعلم والجميع كذلك ، أن المؤتمرجية قد طبخوا كل شى ليضمنوا فوزهم حتى يكتسبوا شرعية مفقودة ما فتأت تقض مضاجعهم طيلة العقدين الماضيين.
ترددت الأحزاب فى المشاركة لأيجاد أرضية تصلح لأن تنافس المؤتمر الوطنى منافسة حقيقية وبعدها قررت المشاركة وليتها ما فعلت ؛ لأن فى إعتقادى أن حزب سعادتك قد رتب كل ما من شأنه أن يدعم مرشحيه فى الإنتخابات من خلال آلة الدولة وإمكانياتها والتى ستستخدم بفاعلية فيما تبقى من وقت كما أستخدمت أيام التسجيل. إنهم يستخدمون كل الأسلحة التى تراكمت لديهم بما فيها إمكانيات الدولة التى حولوها الى مملكة خاصة بأل إنقاذ وآل مؤتمرجى لترغيب وترهيب الناخبين. أما عملية التعداد السكانى التى وصفتها - بالعلمية والشفافة والمثالية - لا أدرى لماذا ترمى بكل هذا المديح والكلام على عواهنه وفى غير محله وأنت حامل لدرجة علمية ؛ إنما يدفعك إنتمائك الحزبى فقط .... والا ؛ قل لنا ما هى الأساليب العلمية والمثالية والشفافة التى إتبعها المؤتمرجية فى إنفاذ التعداد السكانى حتى يلبى حاجات البلاد ليس الأنتخابات فقط ؟ فعلى سبيل المثال ، هل تم من خلاله معرفة نسب وحجم التباين فى المسكن والمأكل والعادات والبيئية والمصادر الطبيعية وغيرها وتوزيع السكان حولها بحيث يمكن إعادة توزيعها لإحداث موازنة عادلة فى توزيع ثروات البلاد بين أهلها؟ وفى هذا السياق يقول الدكتور: " قامت الإنقاذ الماجدة بكل جسارة لإنفاذ التعداد السكانى" –إنتهى – يا هذا ؛ التعداد السكانى واجب تقوم به الدوله لتحقيق أغراض التنمية والتطور وليس الإنتخابات فقط كما أسلفت ولا يحتاج لمجادة الإنقاذ ولا لجسارتها ، بل حسب علمى فقد جاء متأخراً عن ميعاده كثيراً لأن إنقاذك الماجدة كانت منشغلة بالمغانم والمكاسب ومن ثم المصايف ورحلات الإستجمام الخارجية. تعداد الإنقاذ كان لمجرد رسم خارطة إنتخابية تساهم فى إكساب مرشحيهم من الأصوات ما يؤهلهم للفوز وحسب ؛ وفى إطار الثقل السياسى الحزبى والقبلى وإعادة تركيبه لصالحهم.
واخيراً ما حاول الكاتب أن يقدم به حزبه مستتراً بالإستقلالية يكفى لتأكيد حزبيته. أنظر كيف وصف حكومة حزبه: "وبعزمها الوطيد الراسخ، واستعداداتها الأمنية العظمى، واجهت دولة الإنقاذ محاولات تحرش وإجفال أخرى، وردتها على أدبارها، وتلكم هي المحاولات الصبيانية التي تمثلت في تظاهرات باقان، وتابعه عرمان، على شفا جرف هارٍ قرب البرلمان، حيث بان لهما، ولكل من له عينان، ولكل شيوعي جبان، أن الجيش والشعب في الميدان" هذا خطاب إنقاذى بحت فى كلماته فضلاً على مضامينه التى تؤكد أن الكاتب مؤمن بفكر الإنقاذ منذ زمن بعيد وعزمها الوطيد الراسخ ! السؤال للدكتور ؛ إذا كانت هكذا الأنقاذ فى نظرك لما تحاول أن تقنعنا أنك كمثل الذى ظل يبحث عن حزب سياسى يؤازره فى الإنتخابات القادمة بحيادية تامة فأعمل الفكر والتأمل فى سلوك الأحزاب قبل أن يتخذ قراره بالتصويت للمؤتمر الوطنى؟ فكل كلمات مقالك تؤكد أن الإتقاذ هى قبلتك منذ مجيئها.
فى واقع الأمر ؛ لقد دأبت كتابات د. وقيع الله على تمجيد المؤتمر الوطنى والهجوم السافر على المعارضين منذ أمدٍ بعيد وقراره بالتصويت للمؤتمر الوطنى ليس وليد الأيام أو الأسابيع الفائتة. فمن خلال ما كتب أستطيع أن أؤكد أن الدكتور إنقاذى ومؤتمرجى فى موضع المتخفى للترويج لبضاعة حزبه البائره حسب الموقع الذى كُلِفَ به على أن لا يكشف عن هويته بغية إكساب ما يكتب مصداقية أنّى له فى تحقيقها أمام تنامى الإدراك العام لأبناء الوطن أينما كانوا. كنت أتمنى أن يعمد الكاتب من خلال عنوان مقاله الجذاب أن يبرر قراره بمناقشة برامج الأحزاب بدلاً من كتابات جوفاء لا تقنع أحداً بالنأى عنها وعدم التصويت لها. نسأل الله أن يهب الجميع فرصة التأمل الجاد لأسترشاد الحق دون الركون لأفكار مسبقة. ومن هنا أدعو الدكتور وقيع الله لعدم التصويت لمرشحى المؤتمر الوطنى فسيسال عن صوته يوم لا ينفع مالٌ ولا بنونٌ" والله المستعان
مكى عبدالرحمن – أميركا
mekkimusa@aol.com