رسالة الى زعيم الأمة الرئيس الشهيد / إسماعيل الأزهري

 


 

 

 

سيدى الشهيد

أبو الوطنية

الزعيم إسماعيل الأزهري

أحييك كما تحي الملائكة الصديقين والشهداء (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمراً – حتى اذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزانتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) .

أحييك سيدى وسيد الشهداء وأعلم ان روحك الطاهرة تحف سماء الوطن الحبيب تدعو ربها فى ابتهال وخشوع ليحمى السودان وأهله مما هم فيه الان من مخاطر ومهالك .

ويقيني انك معنا لانك لم تغادر قلوبنا وأن الشهداء لا يموتون فهم عند ربهم يرزقون وان الروح لا تموت لانها آتية من روح الخالق المبدع ونفخنا فيه روحنا كما ان المبادئ لا تموت وان القيم العليا النبيلة لا تموت وان ذاكرة التاريخ متقدة لا تنسى ولا تموت فأنت تاريخ السودان الذى لا ينسى ولا يزيف .

سيدى الزعيم :

ان الانسان خلق ليعبد الله – والعبادة تعنى الإحسان والإحسان يعنى ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فهو يراك .

ومن هنا يثور السؤال الصعب من منا فى هذا الزمن العنيد من يجعل الله رقيباً على أعماله … وهذا محور رسالتي اليك يا حبيب الملايين .

لقد جاء لقاؤك- سيدى الزعيم- بشعبك الطيب العبقري الرائع مثل انسلاخ الدهشة من قلب الصمت – حيث تتخلق لحظة الانبهار فتصنع صدمة الانطباع على جدران الوجدان فتنسج على بؤرة الذاكرة عناصر التآلف والمحبة والارتياح – وبذلك تكون لحظة سالبة من عناصر المادة – وقائمة على تآلف الروح والنفس والذاكرة فى ميقات الانطباع والتسجيل على لوحة الذاكرة .

لهذا السبب فأنت- ياسيدى الزعيم- كنت رمزاً ونبراساً وطنياً وزعيماً جماهيرياً ترسخت هكذا فى ذاكرة الشعب السودانى – وصارت المبادئ تتوارث على الشيوع لكل أبناء السودان .

- سيدى الزعيم -اننا فى الحزب الاتحادى الديمقراطى لا نحتفل بذكراك العطرة كمناسبة تقليدية ينثر فبها الحديث وتزرف فيها الدموع حتى تجف لقد علمتنا ألا نبكى على الأطلال فها نحن نحتفل بذكراك العطرة كمنعرج تاريخى يرصد فيه الحساب وتقيم فيه حصيلة الجهد المبذول خاصة فان الحركة الاتحادية الان تعانى فى مسيرتها الصامدة الصابرة الفرقة والشتات .

اننا حين نحتفل بذكراك العزيزة فأننا نحتفل بالمبادئ والقيم العليا والكليات الوطنية التى أمنا بها واصبحت رصيداً وطنياً لمسيرتنا الاتحادية وهادية لخطانا نحو غد أفضل لسودان الحرية والديمقراطية والسلام الاجتماعى والوئام الوطنى .

اننا نحن الاتحاديون الديمقراطيون يرن فى أعماقنا وفى طبول آذاننا صوتك الحانى الحادى .

(الحرية لنا ولسوانا .)

• الحرية نور ونار فمن أراد نورها فليصطلى بنارها وها نحن نصطلي بنارها حتى تعود لنا ولسوانا كاملة غير منقوصة لانها حق إلهي يجب عدم التفريط فيه .. وأقول لك ..

سيدى الزعيم

لقد أرسيت أنت ورفاقك المناضلون الشرفاء مبادئ وقيم وكليات وطنية جعلت من الوطن همنا الأكبر – وحدته واستقراره وامنه القومى – وقد تشبعت جماهير الحزب الاتحادى الديمقراطى بهذه المبادئ والقيم بكل قطاعاتها المختلفة والمتعددة ممثلة فى رموز وشيوخ ومثقفين ومهنيين وحرفيين ومرآة وشباب وطلاب وعمال ومز راعين وأهل الريف وهؤلاء هم الطبقة الوسطى وجوهرة عقد المجتمع وهم القوى الوطنية الحية والتاريخية التى تحملت بشرف ومسئولية مرحلة الكفاح والنضال الوطنى ضد الاستعمار حتى تكللت مقاومتها الجسورة بتحقيق الاستقلال السياسى لوطننا الحبيب وبمشاركة كافة أبناء الشعب السودانى العظيم وهكذا كنا .. ولهذا كان الحزب الاتحادى الديمقراطى هو السودان مصغراً وكان الوطن هو الحزب مكبراً – حيث استطاعت المبادئ والقدوة الحسنة أن تصنع الانصهار الطبيعي والتاريخي بين المثقفين الاتحاديين الوطنيين وجماهير الطرق الصوفية من ناحية وبين المثقفين الاتحاديين وزعماء القبائل والعشائر نظارها وسلاطينها فى الجنوب مركز الأصالة وفى الغرب صاحب الرسالة وفى الشرق قبلة الجلال وفى الشمال قاهر الضلالة والجهالة .

وهذا الانصهار الطبيعي والتاريخي للتباين العرقى والدينى والأثنى والقبلي كان ومازال صمام الآمان لسودان قوى مستقر موحد .. فأين هذا الصمام الآمن الأن، وقد تآكلت الطبقة الوسطى بل أعدمت كرائدة للقطاع العام وتحولت الى طبقة مسحوقة تعانى القهر والجهل والمرض وتملكها الثالوث الخطير . فإذا كانت الأنظمة الدكتاتورية والشمولية قد استهدفت سيادة ووحدة واستقرار الوطن فإنها جعلت من أولوياتها ومهامها هدم وتصاغر حركة وتاريخ ومكانة وقامة الحزب الاتحادى الديمقراطى – غير أن جماهيرنا الآبية أثبتت عبر تاريخها النضالى – أنها قوة ضاربة امام تلك الأنظمة القهرية وتحملت بشرف ورجولة غياهب السجون وعشوائية الاعتقالات وصورية المحاكمات وعدوانية الوسائل التعذيبية .

كل ذلك كان حين كنت بيننا يا زعيمنا فلا تسألنى كيف حالنا الأن ؟! لان الإجابة تبكى حتى تجف الدموع وتحزن لدرجة الجنون لقد تحول الحزب لطرائق قدده والى جزر معزولة فقد ظهر بيننا الوافدون الذين لا نعرفهم وكأنهم أتون من جوف الظلام ومدائن الفوضى فأوجدوا الفرقة والشتات وقطعوا أوصال تركيبة الحزب الكيميائية بين المثقفين الوطنيين الديمقراطيين وروافد الحزب الحية والفاعلة وكادت دوحه السماحة وعلو القيم ان تتسلل من وجداننا وتتحول الى سراب .

لقد أغرقونا فى يم بلا سواحل واسكنونا منازل بلا سقوف واصبحنا فى الهم الوطنى لا تربط بيننا المبادئ ولا تجمعنا فضيلة الانتماء ونتيجة لهذه الممارسات أصبح عدد كبير من قيادات الحزب وكوادره شيوخاً وشباباً مبعدين أو مبتعدين أو جالسين على الرصيف يرقبون ما حل بهذا المارد وما يجرى فى ساحته .

ان مظاهر الخلل والقصور واضطراب الرؤية والتناقض فى المواقف والقرارات وواقع الإحباط والتشرذم الذى تعايشه قيادات وقواعد الحزب تعود أسبابه الى غياب المؤسسة الحزبية وانعدام الديمقراطية داخل الحزب وإقصاء الرأى الآخر .. لقد تقزم حزب الحركة الوطنية بسبب الأحقاد التاريخية والأطماع الشخصية المنقولة لأجيال لا تعرف عن تاريخ الحزب ومبادئه شيئا كثيراً .

سيدى الزعيم

الحديث عن الوطن ذو شجون وشئون ... شجون كثيرا ما تفضي عنه الي طيات الضمائر واسرار الجوانح....وشئون يبديها الله ولايبتديها .

الوطن الان في حدود الضياع والقوى الدولية الاجادية ترمي بثقلها لابتلاعه بكل ما فيه وما علية فماذا نحن فاعلون ؟.

ارهقتا التفكير وهدنا وكاد ان يتمكنا القنوط اخذ وميض الخوف يبرق في عيوننا فيما يري خلف المالوف وكأننا نمتلك روح الماء وعذوبة التمني في قبضة الجحبم نتحاور مع الموت ..فى كل مناحى الحياة...ونصغى الى نشيج الارض المجمرة باللهب...عواصف القلق المميت تمور غى صدورنا...فتضخ تأملاتنا فى الموت. والحرية في اعماق القانطين الذين تخشبت سقوف حلوقهم من جحيم الانتظار...وكأنهم يرتحلون من الركام الى الركام بحثا عن لحظة امان...فيغرقهم جحيم الانتظار غى بحر الجنون...وكأن النار والدمار تأكل أيامهم...لان الوطن ذلك العملاق أصابته الشيخوخة المبكرة فصار كشجرة فى خريف عمرها لا تقوى على عصف الرياح....رياح التأمر التى تحيط به احاطة الشمول...فتؤدى الى تساقط الاوراق والفروع ...وحتى الجذع لم يبق منه .. الا ذكريات التاريخ ..والتاريخ بأية حال لم يكن كافيا

 

ا بمفرده لضمان الحاضر و من المؤكد لا استشراف المستقبل ... فالذين يعيشون في كهوف الذاكرة يقتلون خلاياها وقوة الابداع فيها ... فلا مكان الان للولاءات القديمة التي قبرها الزمن وكدس فوقها الغبا ر حتى صارت اطيافا لذكريات منسية فالمعايشة والمعاناة اليومية تقتل الحلم وتغتال قداسة الاشياء... بالرغم من ان الحب الكبير يظل مخيفا حني عند لحظات موته ويظل خطرا حتي وهو يحتضر... وهذه حالة نفسية يعاني منها كثير من ابناء هذا الشعب العزيز الجريح ...وكل الاتحاديين الديمقراطيين ... حالة من الازدواج النفسي بين الارتبااط بالماضي الجميل النبيل وقيمه وارثه النضالي والاخلاقي ... قيم رسختها القيادة الراشدة .. وبين النزول الي عدة طوابق في سلم اليأس انها ...حالة نفسية خاصة بالاتحاديين الذين هم ورثة الرسالة وحملة الامانة في حماية هذا الوطن .

وبغياب الحزب وتفاعل الممارسة اليومية للسياسة ... صرنا شعبا نصف مختل لا احد فينا يدري بالضبط ماذا يريد ؟؟؟ و ماذا ينتظر بالتحديد ؟؟ وهذا هو المشكل الحقيقي فقدوا شهية المبادرة والحلم والتخطيط .... بل كثير من هذا الشعب الصابر صار يقف امام القنصليات الاجنبية .. تقف ملايينه تطالب بتأشيرة حياة خارج الوطن ... شعب لم يمت ولكن ماتت شهيته للحياة ... لم يمت ظلما ... ولكنه مات قهرا ... فوحدها الاهانات هى التي تقتل الشعوب .

لابد ان كل واحد منا لا يزال يذكر اننا كنا شعبا واحدا ترتعد الجدران لصوته ... قبل ان ترتعد اجساده للابتلاءات و عذابات الحاكمين ... فهل بح صوتنا اليوم ام اصبح هناك صوت يعلو على الجميع منذ اصبح هذا الوطن لبعضنا فقط !!.

لقد تحولنا الى امة من النمل تسعى فقط الى اقواتها وجحر تختبئ فيه هي و اولادها .. لا اكثر...

اننا لا نزال نعيش على ذاكرة التاريخ ... والتاريخ كالعقود النفيسه والجواهر الماسيه ... يسرق كما تسرق ... فالذين يسرقون التاريخ لا يكتبونه ... فالذين يكتبون التاريخ هم الاتون من خلف الحقيقة .... فيسرقون الحروف الممهورة بدماء الشهداء وصانعي التاريخ وعاشقي الوطن ... لان العشق لا يولد الا وسط الالغام وفي المناطق المحظورة... ويموت كما يولد في الخراب الجميل فقط.

فسارقو التاريخ يحرفون الكلام عن بعض مواضعه فتتغير ملامح الحقيقة ويقبر جوهرها ... فيقبح وجهها بملامح باقنعة من زيف .... فياتي سارقو التاريخ بليل ... فيسرقوا عقائد شرف الشهداء ليعلقوها على كتوفهم او اعناقهم ... ثم يقولون للناس من هنا يبدأ التاريخ!!.

عندها يكون الوطن سجنا لا عنوان لزنزانته.. لا اسم رسميا لسجنه.. ولا تهمة واضحة لمساجينه.. والذي حتى اصبح اليه انسانه معصوب العينين محاط بمجهولين الى جهه مجهولة.

لقد تغيرت ملامحنا وماتت احلامنا في خلايا التمني العقيم .. وغابت ذرات الثرى من تحت اقدام الخطى ... وتكسرت الرؤى في احداق العيون ... وافرغ الوجدان من ثروات الطموح وماتت ثورات الاشتهاء.

باختصار شديد هذا بعض الذي يعاني منه الوطن والشعب الأن .

سيدى الزعيم

بهذه المناسبة نورد بعض اسماء القيادة الأبوية للحزب الاتحادى الديمقراطى على سبيل المثال لا الحصر – وسوف نورد بقية الأسماء فى مناسبة وطنية قادمة ، كما اننا نكون مع آخرين لتدوين تاريخ كل المناضلين الشرفاء للحركة الاتحادية – حيث التاريخ الحافل بالإنجازات الوطنية العظيمة فى سفر جامع وفاءاً وعرفاناً لذكراهم الخالدة العطرة .

¨ فأننا بهذه المناسبة نحى ذكرى : -

1. مولانا الاب الروحى السيد على الميرغنى.

2. مولانا الامام عبدالرحممن المهدى .

3. مولانا الشريف يوسف الهندى .

4. المناضل السيد / مبارك زروق .

5. المناضل السيد / حسن عوض الله .

6. المناضل الشيخ / على عبدالرحمن .

7. المناضل السيد / خضر حمد .

8. المناضل السيد / احمد محمد يسن .

9. المناضل السيد / محمود الفضلى .

10. المناضل السيد / يحي الفضلى .

11. المناضل المهندس /مكى المنا .

12. المناضل السيد / محمد نور الدين .

13. المناضل السيد / محمد عبد الجواد .

14. المناضل السيد / نصرالدين السيد .

15. المناضل السيد / عبد الماجد أبو حسبو .

16. المناضل المهندس / أحمد الطيب بابكر .

17. المناضل السيد / عبدالله ميرغنى .

18. المناضل السيد / خلف الله خالد .

19. المناضل السيد / الدرديرى محمد عثمان .

20. المناضل الدكتور / أمين السيد .

21. المناضل السيد / ميرغنى حمزة .

22. المناضل السيد / حمادة توفيق .

23. المناضل السيد / ابراهيم المفتى .

24. المناضل الدكتور / عثمان يوسف ابو عكر .

25. المناضل السيد / ابراهيم يوسف سليمان .

26. المناضل الاستاذ / أحمد زين العابدين .

27. المناضل السيد / الطيب الناجى .

28. المناضل الاستاذ / طيفور الشايب .

29. المناضل السيد / طيفور محمد شريف .

30. المناضل الدكتور / احمد السيد حمد .

31. المناضل السيد / حسن عبد القادر

32. المناضل السيد / صالح محمد صالح .

33. المناضل السيد / بابكر عباس (بحرى) .

34. المناضل السيد / محمد أحمد عباس (امدرمان) .

35. المناضل السيد / محمد صديق طلحة (شرق النيل) .

36. المناضل السيد / ابراهيم جبريل (الخرطوم) .

37. المناضل السيد / محمد جبارة العوض .

38. المناضل السيد / ابراهيم حمد .

39. المناضل السيد / حسن عبدالجليل .

40. المناضل السيد / عبدالرحيم ابو عيسى .

41. المناضل السيد / الطيب حسن شيلاب (عطبرة) .

42. المناضل السيد / أحمد ادريس .

43. المناضل الشيخ / الشاذلى الشيخ الريح (بارا).

44. المناضل السيد / يحى الغصين (بورتسودان) .

45. المناضل احمد عبد القيوم (كوستى).

46. المناضل السيد / منصور الشرتاى(دارفور) .

47. المناضل السيد / يوسف حسن (الجزيرة) .

48. المناضل السيد / محمد محمود الشايقى .

49. المناضل السيد / سانتينو دينق (الجنوب) .

hassan ahmed [abusara44@hotmail.com]

 

آراء