رسم تخطيطي للإحاطة التي إكتملت
سار المخطط بهدوءٍ كدبيب النمل ولقد إكتمل الآن.
في مقاطع قصيدة الألفية النثرية السريعة ظهر موجز خطط التفكير الكيزاني للإحاطة الثعلبية بشعب السودان الطيب .
وقد إشتد إيقاعه وزادت وتيرته للوقوع بنميري لإسقاطه ثم تبدل الإسقاط لإستقطابه منذ سنة1977م و كانت الهدنة الداخلية داخل قبة الفكي والشيخ الكبيروبين دهاليز الإتحاد الإشتراكي وتبلورت سنة 83م لتبدأ أيام نميري التكميلية الأخيرة. وصار النميري بقدرة قادرإماماً للمسلمين والكشاف الأعظم بعد الإسترخاء والتنويم المغناطيسي في فترة العسل هذه وهدنة مخرجات المصالحة التي تمت سنة 77م ليتوج إماما وكشافاً أعظم سنة1983م.
فلقد دبروا مخطط الإحاطة بالشعب قبل ذلك التاريخ بكثير.
وقد تكون الفكرة الإحاطية الشمولية هذه قد تخمرت منذ إنقلاب نميري سنة 69م بقياداته التقدمية ذوي العقيدة الشيوعية والضباط ذوي الميول الماركسية والإنفتاحية من القوميين العرب والذين إنتشروا في الجيش المصري والسوداني وفي معظم الجيوش العربية بعد بزوغ نجم جمال عبد الناصرالساطع والذي كان قد زج بالإخوان لغياهبة السجون.
فألهبت الغيرة الحمقاء والحسد الأسود صدور الأخوان والكيزان للإيقاع بشعب السودان وخاصة بعد أن خلا لهم جو نميري ومايوبتخلصه من الشيوعيين بمجزرة قادة الحزب الشيوعي بداية السبعينات ، فدبروا المكائد والتصفيات للتخلص من الحزب الجمهوري المنافس الخطير الآخركذلك فكانت مشنقة رئيسه المفكر والعلامة الفيلسوف السبعيني محمود محمد طه والذي كان لهم دائماً بالمرصاد.
فتبقى لهم من الأحزاب الكبيرة المؤثرة في الساحة السودانية مجرد الطائفتين شبه الإقطاعيتين الهشتين وهذه سهلة هينة بالنسبة لهم ويسهل غزوها والإحاطة بها والتوغل فيها وفرتكتها بكل سهولة وفعلاً قد حدث هذا بكل يسربعد إنقلابهم يونيو سنة 89م وفرارهم وفركشتهم تلقائياً -على الرغم أن معظم إن لم يك كل الدول كانت تقف ضد الإنقلاب آنذاك- وتركوا الشعب قائماً وحده.
فلم يبقى أمامهم إلا المثقفين والأحزاب الحديثة وهؤلاء يكونون الطبقة الوسطى الكبيرة ولُحمة الشعب التي تحمل السودان وهمومه على أكتافها وتشد أذر المصالح والشركات والمؤسسات وتدير المشاريع الكبرى والبنوك والطيران والمواني والسكة حديد والصحافة والإعلام والزراعة والبيطرة والصحة والقضاء والمحاماة والصيدلة والإمدادات والمصانع والنقل النهري والخدمة العامة(مدنية وعسكرية) عامة..... فوقعوا فيها بكل ثقلهم مجزرة صبرا وشاتيلا الفصل التعسفي في ما سمي بالصالح العام لإبادتها بالتمكين اللعين.
وهذا أخطر ماتم من جرائم حقيقية أدت لتمكنهم حقيقة ومن تعطيل ومحو الساحة السودانية الفاعلة والمنتجة والإحاطة بالشعب والوطن ودحر المواطن والأسر.
وقد قال كثيرون أن حركة بولاد في الغرب كانت في ذلك الوقت حركة إنصرافية مدبرة بعيدة عن موقع الحدث إفتعلها الأخوان عامة وكيزان السودان خاصة لتقوية مخالب الممسكين المحيطين بالمساكين في المدن الكبيرة وذلك للفعل المجدي الأساسي في الوسط والقلب من كيزان السودان المتحنفشين المتوحشين المسعورين --المودرين للمعنى الدنيوي والآخروي للتعايش الحياتي الراقي---لشمول الإحاطة الداخلية التامة لأهم المواقع والمفاصل الإستراتيجية الأمنية والإقتصادية وكتم أنفاس من يتنفس ويفتح فمه في بيوت الأشباح ولايدرون بأن الله يمهل ولايهمل..ولايحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء...وقد ألقوا بجميع حبالهم هنا وهناك لتلتف حول رقبة الشعب وتحيط به كشباك خيوط العنكبوت (وإن أوهى البيوت لبيت العنكبوت) ولكنها بدأت ترتد وتعود رويداً روويدا لتلتف حول أعناقهم فالشعب كله كشف حقيقتهم ومنذ البدء وذلك قبل أن يتبارون هم في فضح أنفسهم وتراجعهم وإعترافهم بقصور مخططاتهم ومناداتهم بالإصلاح -وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر- وصاروا يتهيبون بعضهم بعضا ويتصيدون بعضهم لمحاولات خروجهم وتسللهم وزوغانهم بأقل الخسائر الممكنة.
هم يخرجون وتعود الأسر للطمأنينة.!واللآجئين لبيوتهم.!
لكن اليوم عليهم أن يتهيبوا الشعب الذي وصلت روحه الحلقوم وتورم فشفاشه كما يقول شوقي بدري ويريد أن يستعيد حقوقه المسلوبة ويسترد كرامته المهدرة ويقتص من الذين أذلوه وأهانوه فلقد بدأت الطبقة الوسطى تعود وترمي بحبالها المتينة وإمتلأ الوسط وتركز المركزو كماعاد الآلاف من دول الإغتراب للعمق والأطراف وصارت الحلقة تتوسع وتضيق هنا وهناك ويسترجع الشعب حيويته وعافيته.
فالإحاطة بدأت تكتمل وتشتد حلقة الزردية والقرصات والتهديد والتلويح بالهبة والعصيان والإنتفاضات المسالمة والمسلحة.
أرادوا تعذيبها وإرهابها لصيدها كما فعلوا بالشعب وليها تسلحوا ففعلت بهم ما فعل الشعب بها تجاهل مقصود وحصاروإصدار لوائح وقوانين وقرصات في الأذن وتلويح بالقبض ثم ألقت لهم بحبالها الطويلة لتلتف حولهم.
أحاط الشعب بهم وأحاطت أمريكا بهم!!!
الآن إكتملت الإحاطة!
الإحاطة بالموضوع والإحاطة والإحتياط للموقف والإحاطة بالإنقاذ!
لقد تم رفع الحظرالإقتصادي عنها خارجياً وأحكم حصار الإحاطة داخلياً.
فلم يبق عليها إلا أن تترجل ولاتتمرجل فتلحس كوعها!
abbaskhidir@gmail.com