رموز سيادة مختلفون
المغيرة التجاني علي
5 October, 2024
5 October, 2024
mugheira88@gmail.com
ما كان اختيار أول مجلس للسيادة الا لأصحاب الهمم العالية و الكفاح المتصل من أجل نهضة البلاد وتقدمها فقد اشتمل في تكوينه علي رموز النضال الوطني مثل أحمد محمد صالح و أحمد محمد يسن و الدرديري محمد عثمان و عبد الفتاح المغربي و سرسيو ايرو و قد كانوا جميعا ممن حسنت سيرتهم و تميزوا بالحلم والوعي و النزاهة و الخلق الحميد .
تخرج الدرديري في كلية غردون و عمل بالمدارس الوسطي ثم انتدب ليدرس اللغة الانجليزية في كلية غردون و لكنه لم يستمر و تحول للسلك الاداري و لما فتح باب الاختيار للسودانيين المسلحين بالخبرات العلمية للانضمام الي السلك القضائي كان الدرديري أول سوداني يشغل منصب قاضي بالمحاكم المدنية ثم عضوا بالمحكمة العليا .
و من صور نزاهة الدرديري أن كتب خطابا لوزارة المالية يتنازل فيه عن العربة الممنوحة له و ثلث راتبه تقديرا للظروف المالية التي تمر بها البلاد . كما تميز بلبس بدلة الدمور تعبيرا عن الزهد و كان يدعو ابناء جيله للتقشف و ضرب الأمثال للأجيال القادمة علما بأن السيد علي الميرغني قد رشحه لرئاسة مجلس الوزراء لكنه تنازل عن ذلك و قدم السيد اسماعيل الأزهري لمنصب الرئاسة .
ساهم الدرديري في مشاريع الاصلاح والترقي الوطني و الاجتماعي كنادي الخريجين ومشروع ملجأ القرش و كان صاحب مبادرات في حقل الثقافة والصحافة و قد ساهم في مجلة الفجر مع قادة التنوير مثل عرفات والمحجوب وعبد الحليم محمد و التني كما ساهم ايضا في اصدار جريدة صوت السودان بقيادة محمد عشري الصديق و احمد السيد حمد و السلمابي و اسماعيل العتباني و عبد الله ميرغني .
في أثناء وجوده في مدينة بورتسودان في اواسط الثلاثينيات كقاض عمل علي انشاء الخلاوي لتعليم ابناء الريف و انشأ المدارس الأولية والوسطي و تدخل لحل الخلاف بين الناديين الكبيرين الخريجين والسواكنيين و اشرف علي جمعيات القراءة والبحث و يسجل له التاريخ انه الوحيد الذي طبق عقوبة الجلد علي البريطانيين حينما ارتكب بحار انجليزي جريمة السرقة فحاكمه الدرديري بالجلد و رفض الرجاءات من شركته وحضر العقوبة بنفسه , كما أمر مرة الجنود بالقبض علي احد الاداريين الانجليز الذي رفض المثول أمامه ليثبت للناس انه لا أحد فوق القانون .
في الجانب السياسي تعاون الدرديري مع جمعية اللواء الابيض و تم انتخابه ضمن لجنة الحاكم العام. و ترأس وفد السودان لباريس ليدافع عن قضية السودان امام هيئة الأمم المتحدة وشارك كذلك في محادثات الحكم الذاتي بين بريطانيا و مصر و السودان و توج ذلك بانتخابه عضوا في مجلس السيادة الأول في العام 1956. كما كان سكرتيرا للجبهة الوطنية و ساهم في دمج الأحزاب الاتحادية لمصلحة السودان و كانت له صلات حميمة مع تيار الاستقلاليين باعتباره ابنا للقائد الأمير محمد عثمان خالد أحد قواد الثورة المهدية وقد عمل علي لقاء السيدين علي الميرغني و عبد الرحمن المهدي لتقريب الشقة بينهما من اجل مصلحة البلاد .
لقد لعب السيد الدرديري عضو مجلس السيادة دورا مهما في تأريخ السودان و سجل اسمه بأحرف من نور و عاش رحلة من الكفاح الوطني ملتزما جانب الشعب و انماء الحياة الفكرية و الاجتماعية فكان لدوره الأثر العظيم في بناء دولة السودان الحديث جملها بعزة النفس و العفة والنزاهة حتي وفاته رحمه الله في متصف العام 1977 .
ما كان اختيار أول مجلس للسيادة الا لأصحاب الهمم العالية و الكفاح المتصل من أجل نهضة البلاد وتقدمها فقد اشتمل في تكوينه علي رموز النضال الوطني مثل أحمد محمد صالح و أحمد محمد يسن و الدرديري محمد عثمان و عبد الفتاح المغربي و سرسيو ايرو و قد كانوا جميعا ممن حسنت سيرتهم و تميزوا بالحلم والوعي و النزاهة و الخلق الحميد .
تخرج الدرديري في كلية غردون و عمل بالمدارس الوسطي ثم انتدب ليدرس اللغة الانجليزية في كلية غردون و لكنه لم يستمر و تحول للسلك الاداري و لما فتح باب الاختيار للسودانيين المسلحين بالخبرات العلمية للانضمام الي السلك القضائي كان الدرديري أول سوداني يشغل منصب قاضي بالمحاكم المدنية ثم عضوا بالمحكمة العليا .
و من صور نزاهة الدرديري أن كتب خطابا لوزارة المالية يتنازل فيه عن العربة الممنوحة له و ثلث راتبه تقديرا للظروف المالية التي تمر بها البلاد . كما تميز بلبس بدلة الدمور تعبيرا عن الزهد و كان يدعو ابناء جيله للتقشف و ضرب الأمثال للأجيال القادمة علما بأن السيد علي الميرغني قد رشحه لرئاسة مجلس الوزراء لكنه تنازل عن ذلك و قدم السيد اسماعيل الأزهري لمنصب الرئاسة .
ساهم الدرديري في مشاريع الاصلاح والترقي الوطني و الاجتماعي كنادي الخريجين ومشروع ملجأ القرش و كان صاحب مبادرات في حقل الثقافة والصحافة و قد ساهم في مجلة الفجر مع قادة التنوير مثل عرفات والمحجوب وعبد الحليم محمد و التني كما ساهم ايضا في اصدار جريدة صوت السودان بقيادة محمد عشري الصديق و احمد السيد حمد و السلمابي و اسماعيل العتباني و عبد الله ميرغني .
في أثناء وجوده في مدينة بورتسودان في اواسط الثلاثينيات كقاض عمل علي انشاء الخلاوي لتعليم ابناء الريف و انشأ المدارس الأولية والوسطي و تدخل لحل الخلاف بين الناديين الكبيرين الخريجين والسواكنيين و اشرف علي جمعيات القراءة والبحث و يسجل له التاريخ انه الوحيد الذي طبق عقوبة الجلد علي البريطانيين حينما ارتكب بحار انجليزي جريمة السرقة فحاكمه الدرديري بالجلد و رفض الرجاءات من شركته وحضر العقوبة بنفسه , كما أمر مرة الجنود بالقبض علي احد الاداريين الانجليز الذي رفض المثول أمامه ليثبت للناس انه لا أحد فوق القانون .
في الجانب السياسي تعاون الدرديري مع جمعية اللواء الابيض و تم انتخابه ضمن لجنة الحاكم العام. و ترأس وفد السودان لباريس ليدافع عن قضية السودان امام هيئة الأمم المتحدة وشارك كذلك في محادثات الحكم الذاتي بين بريطانيا و مصر و السودان و توج ذلك بانتخابه عضوا في مجلس السيادة الأول في العام 1956. كما كان سكرتيرا للجبهة الوطنية و ساهم في دمج الأحزاب الاتحادية لمصلحة السودان و كانت له صلات حميمة مع تيار الاستقلاليين باعتباره ابنا للقائد الأمير محمد عثمان خالد أحد قواد الثورة المهدية وقد عمل علي لقاء السيدين علي الميرغني و عبد الرحمن المهدي لتقريب الشقة بينهما من اجل مصلحة البلاد .
لقد لعب السيد الدرديري عضو مجلس السيادة دورا مهما في تأريخ السودان و سجل اسمه بأحرف من نور و عاش رحلة من الكفاح الوطني ملتزما جانب الشعب و انماء الحياة الفكرية و الاجتماعية فكان لدوره الأثر العظيم في بناء دولة السودان الحديث جملها بعزة النفس و العفة والنزاهة حتي وفاته رحمه الله في متصف العام 1977 .