صور من المانيا
د. أمير حمد
23 June, 2013
23 June, 2013
لا يكاد يمر يوم واحد الا وتتغير مجريات الحياة والسياسة والثقافة في ألمانيا, ففي هذا الشهر الحالي شغل الإعلام والحافة الألمانية , فضيحة, دي ميزية,وزير – الدفاع الذي أهدر مليار ونصف "1,5 "يرو في مشروع طائرات"يرو هوك". كان هذا المشروع مشروع الحكومة التابعة "حزب الاشتراكي وحزب الخضر" إلا أن اوقف اما ديميزيه تمادى في تنفيذه رغم علمه بصعوبة تنفيذه ولم يوقفه إلا في شهر مايو هذا العام بعد أن أهدر فيه مليار ونصف من مال الضرائب الألمانية. ما يهمنا هنا هو أن ديميزيه سبق وأن عين وزيرا للداخلية وعرف بصرامته ونقده الحاد للأجانب على النقيض من شوبليه وزير المالية حاليا. في حوار جاد بين ممثلي الأجانب وباحثين اجتماعين صرح المتحدث الرسمي لوزارة الاندماج عن أهم معضلات وحلول قضايا الأجانب كالتعليم, ومناهضة العنصرية والتميز في سوق العمل , ودعم تعليم اللغة الألمانية وكورسات التعرف على الثقافة والتاريخ الألماني وكذلك حق التمتع بجنسيتين / جوازين .
بثت إذاعة "انفو" الألمانية هذا اللقاء وعقب عليه كثير من المستمعين والقراء بعد توثيقه في النت .يرى باحث أكاديمي وخبير بقضايا الأجانب بأن المشكلة الحقيقية تكمن في العنصرية والتميز في فرص العمل يقول أن ألمانيا لا ترغب في أن تكون دولة مهجر وتتلاعب بالمصطلحات ك دولة اندماج ومرة دولة متعددة الثقافات أو دولة مرحبة بالثقافات كما جاء في التصريح الأخير للمستشارة الألمانية .يقول الباحث مواصلا من الأفضل والأنسب لألمانيا أن تعلن بوضوح بعدم رغبتها في التحول من دولة متعددة الثقافات إلى دولة مهجر فالمانيا ترغب في الكوادر المؤهلة والجيل الصعد ليغطي عجز خزينة المتقاعدين .هذا هو هذف المانيا بوضوح فيما يخص قضية الاجانب .اشار الباحث إلى النموذج الكندي الذي اقترح نظام "النقاط " لهجرة الكوادر المؤهلة فقط. أن تقبل ألمانيا للاجئين والغير مؤهلين لم ينم الا تحت ضغط اتفاقيات دولية ومشكلة التحول الديموغرافي يازدياد تنسبة المسنين ونقصنسبة المواليد .
نعم ألمانيا تريد الأجانب كقوة اقتصادية بخبرات وكفاءات عالية تستطيع بها منافسة السوق العالمي في الصين وأمريكا والدول الصناعية الكبرى غير أن هذا التتحول والاستقطاب لن يتما بسرعة وإنسابية كما يتوقع له لان الكوادر المؤهلة الاجنبية من مهندسين وخبراء كمبيوتر مثلا لا يرغبون في السوق العمالة الألمانية لتدني مستوى الدخل وكره الألمان للأجانب. في هذه الشأن صرحت المستشارة الألمانية بأنه يجب على الألمان تعلم رحابة الصدر وتقبل الآخرين / الأجانب لأنهم عماد السوق الألمانية والخلاص من ماساة التدهور الديموغرافي.
وضع يقتضي التوقف :
لم تزل ألمانيا تفتقد إلى هوية جماعية "نحن" التي تساوي بين الألمان والأجانب .كان وقد شغل الرأي العام الألماني " أغاني بشيدو" الكردي اللبناني" وكذلك مطرب تركي شاب من مدينة نيوكولون .تعكس هذه الأغاني الشبتبية بإيقاع الراب الأمريكي" مأساة الأجانب وقضاياهم الحرجة"كجرائم الشرف"وأيضا عدم رغبة الألمان في الاندماج والترفع على الأجانب (دخلاء!!) . بعد إن مثل هذه الموجه مهمة للغاية لمناقشة وطرح قضايا الأجانب بين الشباب لأنها رسالة موجه اليهم من داخل صفوفهم .
نعم انها رسالة (موسيقية) تخاطب الوجدان والذهن معا الوسائل . لم يقف الإعلام الألماني مكتوف الأيدي لمناقشة رسالة مثل هذه الأغاني بل طرحها في الصحافة والإعلام إو خرج بها من نص وأغنية وموسيقى الى ان تكون ظاهرة اجتماعية تهز الشارع الألماني .يقول أكثر من محلل وباحث ألماني واجتماعي بان مثل هذه الاغاني مهمة لانها صوت الشباب الغير مسموع فالشباب هنا حضور لا يتركون غيرهم يتحدث نيابة عنهم . الشباب أنفسهم يناقشون قضاياهم .
لم تستثن نصوص هؤلاء المغنين ارتطام التقافات وطرح الاسئلة حول الهوية والعلاقة مع الالمان وكذالك نقد الثقافة والمورث (العادات السلبية )الشرقي كمأساة جراائم الشرف وعاقبتها .تعكس هذه الاغاني رفض الشباب المسلم لمثل هذه الجرائم والحديث عن ازدواجية"الذهن الشرقي والسلطة الرجولية التي تقدم المراة كبش فداء لأجل الإدعاء بالدفاع عن الشرف وعراقه الأسرة والتمسط بالاسلام . من هنا يوضع الدين"في دائرة الضوء ليميز بينه وبين الأعراف ودر التنوير والاجتهاد والتحديث ومدى المقدرة على الاندماج في المجتمعات الغربية كألمانيا.
حدثني صديق عن خطبة الجمعة في إحدى مساجد برلين حذر فيها الإمام من إتباع بعض الشيوخ"الإعلام" الذين يذيعون ويصرحون برخص التكفير واغتيال بعض المسلمين أو غيرهم لانحراف ما حسب زعمهم. إن مثل هذه الخطب التي تنتقد التيار السلفي الراديكالي هي أصدق ما يمكن تحقيقه لإنقاذ المجتمعات الشرقية من التخلف وهلع أهدار الدماء جزافا فقضية الاندماج تبدأ بالتنوير أولا وسط مجتمعات الأجانب ومن ثم تجاوب السياسة والمجتمع الألماني لهم ومساواتهم من ثم الكثف بالكثف وترك المجال لهم لتنفيذ خطة الاندماج وفقا لتطورهم وهويتهم . الا ان يتحقق هذا _ وما اطوللها من فترة ا _ تظل ألمانيا فاقدة لهوية جماعية"نحن" تربطها بالاجانب داخل حدودها .
مرجعيات ومحاور :
افتقدت ت ألمانيا تاريخيا إلى تجربة عميقة وبعد نظر وشمولية تجاه مستعمراتها بدءا بدول أوروبا نفسها التي خضعت للسيطرة الهتلرية ومرورا بناميسيا في إفريقيا .ظلت الشخصية الألمانية الآرية _ منذ بسمارك _قائمة على الترفع على الأجناس الاخرى غير قادرة على تفهم الاخر المختلف والاحساس به .
على النقيض من الاستعمار الفررنسي والإنجليزي اللذين سعيا إلى احتلال الشعوب ثقافيا والتعرف على منظومتها الاجتماعية والعقائدية ومنحها هوية جديدة وفق اجندة الاستعمار وكذالك امتلاك الموارد كان الاستعمار الالماني _رغم قلته _ توسيعا جديدا للذهنية الارية كذهنية فوقية تقود ولاتنفاد .اي الجنس الاسمى المختار كما اذاع هتلر واحتضن الالمان فكرع كاصدق ما يجعتمر دواخلهم وافكارهم معا .لذا لم تتورع النازية من تزوير واستغلال فلسفة (الانسان الاعلى ) لفريدرش نيتشه المفكر و الفيلسوف الالماني .
ما يهمنا هنا هو تعامل ألمانيا/السياسة والألمان من ثم / مع الأجانبتعامل غير ناضج وليد فترات متوترة جدا حتى بعد اتحاد الألمانيين.
خرج الألمان من حربين عالميتين وقسمت دولتهم من ثم خيفة انتشار النزعة الآرية المستبدة وهلع الحرب . في جو كهذا بدأت ألمانيا تعيد وتكتشف علاقتها مع الآخر"المختلف" ضمن هيمنة تيار العولمة وهجرات الأجانب المكثفة لأسباب الحروب والظروف الإنسانية أو ككوادر مؤهلة . صرحت المستشارة الألمانية في مؤتمر التحول الديموغرافي الأخير بأن ألمانيا أدركت أهمية وجود الأجانب على أرضها كقوة اقتصادية بكوادر مؤهلة وكذلك كقوة بشرية تكفل استمرارية الجنس الألماني وهويته التنويرية الجديديدة . قالت مواصلة بأن جيل الأجانب الجديد في المانيا سيحظى باهتمام السياسة والألمان ليتتمتعوا بهوية جديدة/ ألمانية تتواكب مع واقعهم ومجتمعه الجديد بالمانيا . هذا كما صرحت على مضض – بأن التعامل مع الألمان لبس سهلا ونادت الالمان بأن يكونوا شعبا مرحبا بالأجانب- لاسيما الكوادر الأجنبية المؤهلة التي لا تفضل ألمانيا كدولة مهجر أو عمل. فأمريكا وكندا وغيرهما من الدول تضمن مثل هذه الكوادر الأجنبية مرتبات عالية مقارنة بألمانيا كما أنها تمنح الإحساس بالانتماء إلى الوطن الجديد دون دون احساس بالنفور كما هو الحال في ألمانيا. في دراسة استاتيكيا قدمتها إحدى الصحف الألمانية ذكر فيها كثير من الأسباب المؤهلين بأنهم لا يفضلون ألمانيا لأن الألمان ينظرون اليهم كدخلاء اجانب لا تربطهم بهم الاعلاقة العمل الذي هو في حد ذاته حيزنزاع اذ يرى الالمان اولوية الحصول عليه تماما كما تنص سياسة الحزب المسيحي الاشتراكي بالمانيا .
ستظل مساعدة ألمانيا لليونان مثلا للخروج من الأزمة الاقتصادية وتغطية ديونها خير مرغوب في الواقع ادى اليونانين لأنهم يرون بأن ألمانيا تريدهم كايدي عاملة على أرضهم لتضمن وتثبت ميزانية التقاعد . وليظلوا قوة منتجة ضامنة للاقتصاد الألماني أي ليس لإنقاذ اليونانين من العطالة (كل ثالث يوناني عاطل عن العمل) .اي نقل العمالة الى المانيا كما فعلت يجلب الاترااك لتشيدها بعد الحرب العالمية الثانية .اذا فاليونانيون ومواطنون دول جنوب اوربا مدكون لتعامل الالمان (السيئ ) للاجانب استنادا الى التجربة التركية .
أما دور الإعلام الألماني تجاه قضايا الأجانب هو في – الغالب الأعم – مطابق لآراء وتصريحات السلطة الالمانية فمثلا قضية(اليونان سابقة الذكر أو إيطاليا أو ايرلندا الدول المحاصرة بعد بالأزمة الاقتصادية) لا تخرج عن نطاق الأزمة نفسها أي تظل هذه الشعوب مراة للسياسة الالمانية في الفترة الراهنة , تحت وصاية الألمان
الأمر الذي دفع بلسكوفي رئيس إيطاليا سابقا لاتهام ألمانيا بممارسة سلطة التسلط الاملاء . على صعيد آخر تظل قضية الحجاب وتمزق صورة المرأة المسلمة واختيار ممثلين للأجانب بميولات وآراء موافقة للسياسة الألمانية شاغلة للحيز الإعلامي بألمانيا .يحدث هذا في غياب وجهة النظر الآخر المعارض فالأعلام الألماني – كما يبدو – لم يزل يتحرك تحت سقف الثقافة الألمانية الموجهة والرائدة. عندها اغتال ريبك النرويجي المتطرف أكثر من 70 مواطن بالنرويج سارعت القناة الألمانية الثانية بايعاز أسباب القتل إلى الإرهاب الإسلامي ولم تعتذر بعدها مستغلة عكس حوداث الاررهاب خارج المانيا (الإرهاب الإسلامي في أفغانستان والعراق كظاهرة معتادة " تهدد امن دول العالم بأسرها ) . لا يمكن هنا استثناء المواطنين الأجانب / المسلمين من تقلص دورهم لخلق "لوبي" قوي كما تتمتع به الجالية اليهودية أو التركية مثلا . "لوبي" يقف مع قضاياهم وتصورهم هم للاندماج والمقدرة على الحوار السياسي والثقافي والديني التنويري دون إحساس بالتدني وتفوق الآخر المضيف / الألمان .
أما المحور الأخير فهو دور السياسة الألمانية والاستفادة من دروس الماضي فيما يخص قضايا الأجانب. ففي سبتمبر القادم ستجري الانتخابات البرلمانية وقد شرعت الأحزاب الألمانية بوضع برامجها للفوز على نظام ميركل "ثلاث دوراتمتواصلة 12 عام "يقول محلل سياسي بأن فوزها هذه المرة لا يعني حكم الحزب المسيحي لأطول فترة "16 عام كما حكم هلمت كول المستشار السابق" من نفس الحزبب فحسب وإنما ضعف المقاومة الألمانية وتشابه وصب برامجها في برامج حكومة ميركل ( الحزب المسيحي الديمقراطي ). هذا كما أكد على غياب "أجندة" الاهتمام بالأجانب واستقطابهم في الانتخابات فقضايا الجنسية المزدوجة وتسهيل التجنيس , ومناهضة العنصرية في سوق العمل , ودعم تعليم الأجانب واللغة الألمانية وتوظيفهم بنسبة عالية في الدوائر الرسمية والعامة قضايا تفعل الاندماج على أرض الواقع . أن 6 مليون أجنبي قادرون على تغير النظم السياسية بل وزيادة الأحزاب الالمانية نفسها كما هو حال "إزدمير " التركي رئيس حزب الخضر الألماني .
- قضايا وقضايا :
بوفاة"ينس فالتر"الباحث والمفكر الأكاديمي الموسوعي في شهر يونيو السابق انطفأت شمعة من شموع التقدم الديمقراطي والدفاع عن الحرية و حقوق الإنسان في ألمانيا .ذكر مفكرنا الراحل بأن الديمقراطية ليست ببلاغة الخطاب, وأثارت المرح في نفوس المواطنين ولكنها مخاطبة"الضمير الإنساني" فوق كل شيء هنا خص الباحث والصحفي والسياسي "شريحة المستضعفين والأجانب" يقول أن أكبر أزمة تمر بها البشرية في الوقت الراهن هي تزايد اتساع الهوة بين الأثرياء والفقراء وانخفاض نسبة الأعمال الطوعية ومؤازرة المعوقين والفقراء . لا تكاد تخلو الصحافة والإعلام الألماني في – عكس التحول الديموغرافي وقضايا الأجانب" الاندماج والهجرة واللاجئين" وتزايد نسبة الفقر والتهميش . نعم تعتمد المانيا على الاجانب في رفع نسبة تعداد سكانها المتناقص باضطراد ودعم خزينة المعاشات ((للمجتمع الألماني " الهرم )).نعم ان الأجانب /المسلمين يشكلون شريحة مهمة وواسعة على صعيد المعتقد والهوية الأمر الذي دفع ارئيس المانيا لسابق لأنه يصرح بأن الإسلام جزء من ألمانيا.
- لقدوصف شوبليه وزير الداخلية السابق ووزير المالية حاليا الأجانب كقوة اقتصادية وثقافية فعالة تضيف وتثري ب"هوية تعددية "تزاوج بين هويتهم الأصلية والهوية الألمانية الجديدة المكتسبة .هوية جديدة تضمن للمجتمع الألماني استمرارية ومقدرة على تلاحم الثقافات ومجابهة تيار العولمة. هنا نخص بالذكر جيل الأجانب الصاعد" وتصريح كولة رئيس ألمانيا السابق" بأنهم مستقبل ألمانيا
- مثلما شهدت ألمانيا حركة تنويرية مهمة لنقد الكنيسة الكاثوليكية والفكر الرجعي ها هي تنتقدا بعنف وتهافت الاسلام والمسلمين على لسان بعض ساستها ونقادها كتسارستين, وزير مالية برلين سابقا
وبوشكوفسكي عمدة حي نيوكولون البرليني وكذلك السيدة كليك الإيرانية / اتحاد نساء ماحدات ) . فهؤلاء لا يرون في الأجانب إلا شريحة غير فعالة ومتطفلة تعتمد على المعونات الاجتماعية
وكذلك غير راغبة في التغير والتحديث تاخذ من الغرب تقنياته وترفض بالحاح ثقافته ومنظومته الاجتمتعية . أما السيدة كليك فقد اشتعلت الحملة شعواء على الإسلام وارتدت .لقد انتقدت الاسلام والمسلمين – بناءا على تجربتها الشخصية – فخصت بالنقد السلطة الرجولية التي فوفقا لزعمها نص عليها (الإسلام) وجعل المرأة تبعا له ا !!
نعم إن مجتمع الأجانب / المسلمين بألمانيا متصدع لا يملك لسانا واحدا " أو تعددية منطقية ليخاطب بها السياسة والمجتمع الألماني . أنه صورة لوطنه الأم !!!
خاتمة مفتوحة / في مصداقية الخبر :
سنخرج هنا من موضوعنا السابق لنعود إليها مجددا وفقا لسلسلسة موضوعية .ركز"غاوك, رئيس ألمانيا في خطابه الأخير بصدد (فيضانات ولاية "ساكستين أن هالت" بأن الإنسانية لا تعرف حدا حينما يعم وباء او فيضان أو أي كارثة إنسانية .نعم "الإنسانية" . ففي عام 1962 ساعدت حكومة السودان ( تحت قيادة إبراهيم عبود) ألمانيا لتتجاوز فيضانات مدينة هامبورغ هنا تطرح أسئلة عدة حول مصداقية الإنسانية تجاه كارثة ما اتكون خالصة ام منوطة برروابط اقتصادية واستعمارية ! ! فربما سائل يسأل عن مدى توجه واهتمام الدول الثرية "بالدول الفقيرة لا تربطها بها روابط اقتصادية مباشرة . هل من اهتمام ودعم لها وبأي شروط ومطالب تتم عونها لمواطني هذه الدول المعوزة / العالم الثالث !! فألمانيا مثلا تعقد باستمرار صفقات مصفحات مع السعودية , وغواصات حربية مع إسرائيل ولا تتدخل في سياسة مثل هذه الدول أو تنتقدها في هضها م حرية المرأة والفساد كما في السعودية مثلا أ وهضم حقوق الإنسان الفلسطيني وتهجيره وتوسيع القطاعات السكنية المختصة به كما تفعل اسرائيل والأمثلة لا تنفذ . نقول هذا ونتذكر حديث أرمين فولف الصحفي النمساوي المعروف الذي جاء فيه بأن مهمة الإعلام والصحافة اليوم قد أصبحت ضرورية جدا وأكثر أهمية من أي وقت آخر وذاللك لان اتساع وارتباط شبكة الإعلام واتساع موجة العولمة الثقافية يضخ كما هائلا من المعلومات الأمر الذي يزيد صعوبة ومشقة العمل الصحفي والإعلامي لاسيما في تنقية المعلومات المهمة وتوسيعها وتقديمها من ثم بمصداقية ودرية للرأي العام .
ففرنسا اليوم خرجت من الهيمنة الثقافية للدول الكبرى لاسيما مريكا أوتدخل "غوغل" على إعلامها المرئي, لقناعتها والتزامها "شروط وتوسيع" ثقافتها . قد يكون توجه فرنسا هذا نابع من اعتزازها بثقافتها ورغبة توسيعها أكثر وأكثر بداخلها وخارج حدودها . ما يهمنا من كل هذا هو أن الصحافة والإعلام في عراك حقيقي مع صناعة الخبر , وتأكيد مصداقيته التي ترضي الرأي العام فأخبار التوجهات الانسانية وحقوق الإنسان لاسيما قضايا الأجانب واللاجئين وتضيق الهوة بين طبقة الأثرياء والفقراء أخبار لا تقتضي البث فقط وإنما التجذر والمصداقية وتسليط الضوء على الدوافع والهدف . أو كما ذكر بنس فالتر الباحث الموسوعي" فان مصداقية الخبر لاتعرف حدا فقط اللاإنتهاء .
تقول مصداقية الخبر ونتذكر تكتم قناة "ساكوزيه" رئيس حزب فرنسا السابق على أحداث/المظاهرات الشعبية في أنحاء باريس إذ وصفتها بالشغب ولم تصدق في طرحها لها كمظاهرات احتجاج على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وهو الحال عينه مع شرودر" المستشار الألماني السابق الذي حاول أن يبرر استقطاعات المعونات الاجتماعية بتخفيف ديون ألمانيا وعليه شغل الإعلام والصحافة بهذا التوجه فيما كان جزءا من الأموال المستقطعة مخصصا لدعم القطاعات العسكرية بإسرائيل كما اتسعت طبقة الأثرياء .في جو كهذا تظهر صورة الإنسان المستضعف أكثر وبؤسه فالأجانب وثلث تعداد الالمان انفسهم مثلا لا يتمتعون في ألمانيا يتففاضون أدنى الأجور هذا إلى أنهم من الشريحة العظمى المتقاضية للمساعدات الاجتماعية .
ختاما تظل العلاقة بين ألمانيا والأجانب علاقة مختلة وملتبثة على صعيد المساواة في سوق العمل والاعتراف بالأجانب كمواطنين ألمان وليس أجانبا . ذذكرمجلل اجتماعي سياسي في قناة فوكس /الألمانية بأن ازدياد تهميش الأجانب والإسلام سيزيد بدوره الإرهاب والكراهية كرد فعل . لماذا لا تعترف ألمانيا بالإسلام كدين رسمي؟
لماذا لا تعترف ألمانيا بأنها دولة مهجر وكل سادس ألماني فيها بأصول أجنبية؟
لماذا يظل مشروع الاندماج خاضعا لشعار الثقافة الألمانية الرائدة والموجه " وليس لمقترحات وواقع الأجانب نفسهم ؟
لا أعتقد أن مثل هذه الأسئلة تأتي بردود مباشرة وإلا فستكون اجابات"مقتضبة ,تضمر في تفاصيلها الخوف من الإسلام والأجانب كخطرين مهددين للقافة الجنس الألماني / الآري . في إحدى رويات "كارل ماي" جاء على لسان بطله وهو يحدث أجنبي شرقي بأنه عليه أن يتبعه و يسمع له فهو يريد تنويره وهداينه !!!!
أما جوته فرغم إعجابه بالقرآن ككتاب شعر جميل " إلا أنه لم يعتنق الإسلام إلا بقدر اعتناق الشاعر لمذهب شعري يعجب به ,ثم ينتقده, ويتركه وربما يرجع إليه مترددا . نقول هذا لنشير إلى خلفية اعتماد الألمان في تحليلها للشرقي والإسلام نفسه . أين الأجانب المسلمين من كل هذا وأين العقلية التنويرية المناهضة للفهم التقليدي المعقد !! إننا لا نطالب بالأسلمة " ولاالاحاد وإنما الحوار الهادف والتروي لا إطلاق وإعلان الآراء والاعتقاد جزافا . ولا حياة لمن تنادي ياجالية العرب نؤمة الضحى .
نشر هذا المقال في محلة الدليل _برلين
Amir Nasir [amir.nasir@gmx.de]