ضل الغيمة: عارف تكنة أبلق ومقدام نحو الثقافة والصحافة لايلين
الفاتح بهلول
17 October, 2023
17 October, 2023
مدينة نيالا البحير غرب الجبيل منبع الثقافة والأدب والفن. هذه المدينة الساحرة قد أنجبت أفزازًا متفردين. ومثلما خرج من رحمها الباحث والمفكر آدم عبد الكريم دقاش والشاعر التجاني محمد خير، وزين العابدين محمد شريف والكاتب النور داؤد خير الله، والموسيقار حافظ عبد الرحمن مختار، والفنان عمر إحساس، فإن ذات المدينة قد خرج من رحمها كما الحراز الذي يستظل بظله مرتادو واديها في عز الهجير فطاحلة الإعلام الذين ساهموا في عكس وجه المدينة المشرق وكانوا شموعًا تضيئ عتمة الليل. في مقدمتهم عبد الله الربيع والأستاذ عوض علي أحمد والإذاعي الراحل محمد سعيد ونبيلة عبدالله و سهام موسى والإعلامي الأديب عارف تكنة وأحمد أبوعشرة والأ ستاذ عباس البرير والراحل عبد الحي الربيع. هذه الأسماء وغيرها عاصرت رموزًا إعلامية لا يشق لها غبار. منها: الأستاذ الهرم حسين أبو العائلة، الأستاذ عوض أحمدان والأستاذ محمد توفيق أحمد الذي تم إنتدابه من إذاعة امدرمان للعمل مذيعًا بإذاعة نيالا عند افتتاحها. الأمر الذي بموجبه تفتحت مدارك عارف نحو الشعر والأدب رغم إنه جاء إلى العمل الإذاعي على صهوة جواد الشعر الذي امتطاه منذ نعومة أظافره من خلال فعاليات الدورة المدرسية في فترة الثمانينات. والتي كان أحد أهم فرسانها في مجال الإلقاء الشعري. وهذا بدوره مثل شارة خضراء لعارف لتقديم البرامج الإذاعية والنشرات. وأبرز تلك البرامج واحة الأدب الذي أبدع في تقديمه في ثلاثية الجمال التي شكلها مع الاستاذ مجدي مكي المرضي والدكتور عبدالله الربيع. من إخراج الاستاذ عوض احمدان. ليتلألأ نجم عارف مذيعًا كامل الدسم يشنف آذان المستمع بإذاعة أمدرمان خلال دراستة بجامعة الخرطوم بعد أن نجح في أول إختبار. خصوصًا أن اللغة والثقافة يجريان على لسانه كجري الماء على النهر ليجمع مابين الأدب والقانون والإعلام. فهو من زمرة مبدعي بلادي الذين جمعوا بين الشعر والإعلام والأدب. وينجح في ذلك باقتدار مما جعله كالفراش يغازل أزاهير الإذاعة والتلفزيون. مرة بصحبة الهرم الإعلامي عمر الجزلي مذيعًا بقسم المذيعين ومرة أخرى يقدم جريدة المساء في ثلاثية متفردة مع الفاتح الصباغ والشاعر الدكتور محمد حمد النيل وإخراج شكر الله خلف الله. ولعل النفس المتعطشة لنظم القوافي كانت هي الأوفر حظًا لعارف، فكتب أوبريت (لوحة وطن) وأوبريت (عدوة دنيا) الذي شارك في أدائه نجوم من السودان والوطن العربي. العملان قام بتلحينهما الفنان عمر إحساس وإخراج الأستاذ مهيد عباس. وأعمال غنائية عديدة يعد لها العدة لا يسع المجال لذكرها بيد أنها تجعله في مصاف العظام كالفيتوري ومحمد يوسف موسى والحلنقي وهلاوي. فهم كثر عبر تاريخ الأدب والشعر والصحافة السودانية.
ورغم هجرته إلى السعودية لم يزل ينثر دررًا من إبداعاته الشعرية. حيث ظل يشكل حضورًا طاغيًا في منتديات الأدب العربي بمنتوج شعري نال جوائز ودروعًا وشهادات عليا من مؤسسات وأكاديميات تهتم بالثقافة والأدب على مستوى العالم. وللدكتور عارف علي سعيد تكنة عدد من الدواوين تحت الطبع في ثناياها درر من المؤلفات الشعرية التي أعطت الأم والوطن حقهما بلسان مبين. وبلغ مراقي العلا حينما أبدع وأمتع بقافية متزنة وهو يشدو للمعلم والعالم يحتفي بالمعلم يطل علينا بإحدى روائعه التي شارك بها في مسابقة همس القوافي ونالت الدرع الذهبي لإحرازها المركز الأول بين فحول الشعر والأدب على مستوى الوطن العربي. ونشارك القارئ الكريم ببعض ما جادت به ملكة عارف الشعرية بحق المعلم فيقول:
ويَغُوصُ فِي بَحْرِ الْعُلُومِ بِغَائِصٍ
غَمَرَ اللَّآلِئَ مِنْ بَرِيقِ زَبَرْجَدِ
ويُفِيْضُ بِالْفَيْضِ المُفِيضِ بِفَائِضٍ
وهَبَ النَّفَائِسَ مِنْ نَفِيسِ زُمُرُّدِ
ويُتَوِّجُ التَّاجَ الْعَظِيمَ لِسَابِحٍ
أَرْسَى السَّفَائِنَ عِنْدَ ذَاكَ الْمَوْعِدِ
ويُضِيءُ لِلنَّشْءِ الطَّرِيقَ كَشَمْعَةٍ
تَفْنَى لِتُبْقِي مِنْ وَهِيجِ الْمَوقِدِ
فهذه الأبيات مجرد قطرة من فيض الدكتور عارف تكنة علاوة لعدد من المؤلفات منها كتاب يحمل عنوان عقود النقل في القوانين السودانية. وهذه الإصدارة تعد من المراجع المهمة التي نحتاجها في زماننا هذا. وبهذه الأعمال العظيمة أما حق لإبن البحير أن يصنف ضمن الذين رفدوا العالم العربي بإبداعهم الأدبي وثقافتهم المتدفقة؟. فهنيئًا لنا بهذا الأديب والصحفي الضليع والحقوقي المتفرد.
بقلم الأستاذ الفاتح بهلول
١٣ أكتوبر ٢٠٢٣م
ورغم هجرته إلى السعودية لم يزل ينثر دررًا من إبداعاته الشعرية. حيث ظل يشكل حضورًا طاغيًا في منتديات الأدب العربي بمنتوج شعري نال جوائز ودروعًا وشهادات عليا من مؤسسات وأكاديميات تهتم بالثقافة والأدب على مستوى العالم. وللدكتور عارف علي سعيد تكنة عدد من الدواوين تحت الطبع في ثناياها درر من المؤلفات الشعرية التي أعطت الأم والوطن حقهما بلسان مبين. وبلغ مراقي العلا حينما أبدع وأمتع بقافية متزنة وهو يشدو للمعلم والعالم يحتفي بالمعلم يطل علينا بإحدى روائعه التي شارك بها في مسابقة همس القوافي ونالت الدرع الذهبي لإحرازها المركز الأول بين فحول الشعر والأدب على مستوى الوطن العربي. ونشارك القارئ الكريم ببعض ما جادت به ملكة عارف الشعرية بحق المعلم فيقول:
ويَغُوصُ فِي بَحْرِ الْعُلُومِ بِغَائِصٍ
غَمَرَ اللَّآلِئَ مِنْ بَرِيقِ زَبَرْجَدِ
ويُفِيْضُ بِالْفَيْضِ المُفِيضِ بِفَائِضٍ
وهَبَ النَّفَائِسَ مِنْ نَفِيسِ زُمُرُّدِ
ويُتَوِّجُ التَّاجَ الْعَظِيمَ لِسَابِحٍ
أَرْسَى السَّفَائِنَ عِنْدَ ذَاكَ الْمَوْعِدِ
ويُضِيءُ لِلنَّشْءِ الطَّرِيقَ كَشَمْعَةٍ
تَفْنَى لِتُبْقِي مِنْ وَهِيجِ الْمَوقِدِ
فهذه الأبيات مجرد قطرة من فيض الدكتور عارف تكنة علاوة لعدد من المؤلفات منها كتاب يحمل عنوان عقود النقل في القوانين السودانية. وهذه الإصدارة تعد من المراجع المهمة التي نحتاجها في زماننا هذا. وبهذه الأعمال العظيمة أما حق لإبن البحير أن يصنف ضمن الذين رفدوا العالم العربي بإبداعهم الأدبي وثقافتهم المتدفقة؟. فهنيئًا لنا بهذا الأديب والصحفي الضليع والحقوقي المتفرد.
بقلم الأستاذ الفاتح بهلول
١٣ أكتوبر ٢٠٢٣م