ظلت مشكلة دارفور تراوح مكانها بدون حل (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الشاهد أن جذور مشكلة إقليم دارفور ترجع إلى عدة قرون مضت صورتها الأولى الصراع التاريخي بين قبائل الإقليم على النفوذ والموارد المائية والزراعية ، وما تبع ذلك من فترات جفاف طويلة عقدت الأمر وأشعلت الصراع بين القبائل القاطنة في الاقليم ، من هنا بدأ يظهر على السطح الطابع الإثني للصراع بعد أن كان صراعاً قبلياً محضاً ثم تطورت المسألة الدارفورية في عهد الانقاذ بصورة سريعة ومخيفة في آن واحد ، إذ ترافقت الصراعات القبلية بعد عام 1990-1991م مع انعكاسات الصراع الإقليمي سواء بين الأطراف المتنازعة في تشاد أو بين التشاديين وليبيا لاسباب سياسية تتعلق بإيواء المعارضة وهذا دفع السلطة المركزية على توزيع السلاح على بعض القبائل العربية لحماية مصالح الدولة ومصالحهم في الاقليم من أعمال السلب والنهب التى كانت تمارسها القبائل غير العربية من وجهة نظر السلطة أو التى نزحت من الدول المجاورة للإقليم . هذا إضافة للصراعات الحزبية للحصول على المكاسب السياسية في الإقليم ، وقد أدى ذلك إلى بروز بعض الفجوات في نسيج العلاقات الاجتماعية مع تفشي الجرائم ونقص المواد التموينية لكل هذه الاسباب أصبحت المنطقة الأرضية الخصبة لإشعال وتأجيج الصراع القبلي والإثني والعرقي بين كل الشرائح في الإقليم ، كل ذلك أدى إلى تدهور تسارع الأحداث والتى أدت بدورها إلى تدهور الأوضاع مصحوبة بنشاطات عسكرية وتنظيمية وسياسية ادى ذلك إلى تأسيس التحالف الفيدرالى الديمقراطي في السودان على يد شريف حرير متعاوناً مع دريج إلى جانب حركة المهندس بولاد ثم اندمجت كل هذه الحركات مع حركة تحرير السودان وبمرور الزمن نشأت أبرز الحركات الدارفورية هما حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة ثم تجددت الصراعات بشكل أوسع خلال الفترة بين عامى 1998م-2001م عندما بدأ العرب الرحل النزوح مع قطعانهم تجاه الجنوب دارت الاشتباكات بين تلك الجماعات ، ومنذ تلك اللحظة بدأ تدفق كميات كبيرة من الاسلحة إلى المنطقة الملتهبة بالصراعات الداخلية وارسلت السلطة المركزية الاسلحة لمواجهة حركة التمرد الجنوبية أو للحد من خطورة انعكاسات الصراعات الخارجية فى القتال التشادي حول السلطة مما أدى لانتشار تجارة السلاح في الإقليم ثم بدأت هجرة قبائل الإقليم إلى تشاد حدثت كل هذه الأحداث بصورة سريعة وقوبلت باهتمام متواضع من السلطة المركزية ومن المنظمات الإقليمية على الصعيدين العربي والإفريقي ، وقد دفع استمرار أعمال العنف المتكررة قبائل الإقليم الأفريقية للسعي إلى حماية أبنائها ومصالحها الاقتصادية من خطر الميليشيات العربية ، عمدت على فتح معسكرات لتدريب رجالها لصد هجمات القبائل المعادية ثم نشأت فكرة تحويل هذا التحالف القبلي إلى نواة حركة سياسية جديدة يتزعمها مني آركوى وأفصحت الحركة عن نفسها في البداية تحت مسمي حركة تحرير السودان وقد استند بناء هذا التنظيم إلى كل من د.حسن الترابي وجون قرنق لإضعاف حكومة المؤتمر الوطني في الخرطوم ظهر ذلك بشكل واضح من خلال تغيير اسم الحركة إلى اسم طرحه قرنق وهو الحركة الشعبية لتحرير السودان واعتمدت قاعدته السياسية والعسكرية والشعبية على قبائل الزغاوة والفور والمساليت قبل أن ينضم اليها بعض الجماعات من قبائل الرزيقات العربية في جنوب دارفور يقودها احمد جبريل ، على هذه الصوره جاء الهجوم على مدينة الفاشر في ابريل 2003م ليمثل خطوه عسكرية وسياسية من وجهة نظر قادته مما دفع حكومة الخرطوم إلى اقالة حاكم الإقليم وعينت حاكماً جديداً لدارفور الشمال ولعله اللواء عثمان محمد كبر الذى أصدر أمراً رسمياً بناءً على توجيهات الحكومة في الخرطوم بتجنيد القبائل العربية وتسليحها لكى تقاتل الى جانب الجيش النظامي فى دارفور وهذا المرحلة تمثل مرحلة جديدة في المسألة الدارفورية لا يمكن تخطيها بأى حال من الأحوال ...... يتبع ، وبالله التوفيق .
Elfatih eidris [eidris2008@gmail.com]