ظلمت وقتلت يا برهان “فأرجى الراجيك” !!!

 


 

 

ما من سوداني إلا ويبكي تأسفاً على ما يجري على أرض دارفور الحزينة التي لا تجد ووجيع لها بين سراق السلطة من الحكام والمسؤولين ، فكل القتلة والمتواطئين معهم لا قلوب لهم ولا عقول لهم، فقد أسكرتهم السلطة وأعمتهم المغانم وتناسوا دعوات المساكين واليتامى والأرامل وتناسوا غضب الله!!!
فبدلا عن الذهاب لتعزية اهالي قرية -كرينق- التي شهدت هذا الاسبوع حرق القرية و مقتل اكثر من 178 مواطن وجرح المئات وتشريد البقية من السكان، نعم بدل عن ذهاب البرهان وحميدتي لتعزيتهم وتضميد جراحاتهم والوقوف بجانبهم ، وعلى اقل الفروض التنديد بالوحشية والقتل الذي تمّ، والذي لم يسلم منه لا طبيب ولا معلمين ولا طلاب و لا نساء ولا أطفال ولاعجزة!!!
بدلا عن ذلك، انتصب البرهان وحمبدتيأول امس الموافق 27 رمضان وبكامل زيهم العسكري في افطار الدعم السريع ليهرفا بمثل هذه التهديدات الشيطانية التالية :(نحن نمثل الساكتين ومابيكوركو فى الشوارع ... -نحن مابنسلمها لاى زول وخصوصا الكانو مشاركننا وعرفنا نواياهم ... اذا ماجات انتخابات جابت الناس النحن اخترناهم مابنسلما...الجيش والدعم السريع سمن على عسل ومابيننا اى مشاكل ... نحن حاكمين والماعاجبو يطق راسو فى الحيطة ...لامفاوضة لاشراكة ولامساومة ...حنحكم بالغصب .. وكتر خيرنا حارسنكم عشان تفطروا وتتفسحوا مفروض تشكرونا ...)!!!
لعلي ابدأ بالجملة الاخيرة (كتر خيرنا حارسنكم عشان تفطروا وتتفسحوا...)، فقد أظهرت بعض الصور أن البرهان يجلس وحوله حوالي 12 حارس شخصي وقوفاً، إذن الحقيقة أنه هو نفسه مفتقد الامن ويحتاج لمن يحرسه "فاقد الشيء لا يعطيه"!!! بل أبعد من ذلك الأمرفالبرهان يخاف الكيزان ويعلم بأنهم سيغدرون به، ويخاف حميدتي وفوق كل ذلك يخاف مواجهة الشعب والمشي في الطرقات آمن، ولعلي أطلب منه أن بسير ولو مرة واحدة في الاسواق بين الشعب بدون حرس مسلح، اذا كان حقيقة يؤمن بانه وكما يقول "نحن نمثل الساكتين وما بكوركوا في الشوارع"!!! وسيكون الامر استفتاء حقيقي عليه!!!
في شهر يوليو 2019م قدمت تيرزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة الشكر للشعب البريطانى قائلة ” شكرًا على ثقتكم بى وإعطائى الفرصة لخدمتكم”.، اما ناس "حنكم بالغصب" !!! فهم أمثال العسكري الغبيان البرهان الذي لم يتعظ ولن يتعظ بمن سبقه عند تصريحه " نحن حاكمين والماعاجبو يطق راسو فى الحيطة ...لامفاوضة لاشراكة ولامساومة ...حنحكم بالغصب" ، فلقد سبقه المخلوع البشير بقوله "اذا الموسيقى ضربت كل فار بدخل جحره" وسبقه نائب المخلوع البشير السيد علي عثمان بقوله " هناك كتائب ظل كاملة ... يعرفونها ...تدافع عن هذا الامر حتى لو احتاج الامر التضحية بالروح."!!! وسبقه د.نافع علي نافع الذي كان يهدد الشعب "الحس كوعك"، والفاتح عزالدين القائل " أدونا أسبوع واحد خلي راجل يرفع راسو...أي أم تمسك جناها عليها وبعد دا ما في فوضىمن يشيل السلاح سنقطع رأسه من حده "، واما انس عمر القائل عن جماعات الحركات المسلحة "اقتلوهم ولا تدفنوهم واتركوهم للصقور والحيوانات المتوحشة"، فقد اضطر كما جاء في الأخبار للاختباء في قفص الدجاج بعد قيام الثورة، وهاهو آنس عمر لم يتعظ فرجع لاستعراض العضلات الفارغ وسط الحشود ، بل اختبىء الجميع عند قيام الثورة ولعل الوحيد الذي لم يختبيء من كل مسؤولي ومناصري نظام الانقاذ الاستبداي هو السيد عمار محمد أدم.
يروى عن الامام أحمد بن حنبل قول " قولوا لأهلِ البدعِ : بيننا وبينكم يومُ الجنائزِ". بمعنى في اي التشيعيبن سيتجمع فيه الناس أكثر، ولعلي اقوم بتحديث تلك المقولة بصورة عصرية فأقول للحكام ان الاستفتاء الشعبي الحقيقي يكون عند ترك السلطة، والحكم "مما يزول بموت صاحبه ، فلا يبقى للناس عناية بجنازته ، ولا دافع لمجاملته ، أو مداراته "!!!
خرجت المستشارة الالمانية ودكتورة الفيزياء أنجيلا ميركل بعد 16سنة قضتها في الحكم في منصب -رئيس الوزراء- واصطف الناس بصفقون لوداعها بعد تركها الحكم، وودع الشعب الياباني رئيس وزرائه شينزوابي بالورود عند استقالته بسبب المرض، اما رئيسة تشيلي ميشيل باشليت ا فكان الشعب يبكي في وداعها بعد تركها الحكم !!!
اذن الامر واضح وهو ما خلد في جملة عن الفاروق عمر "حكمت فعدلت فأمنت فنمت- قرير العينين- يا عمر" ، اما من يحتمي بعشرات من الحرس الشخصي فهو خائف من شعبه لأنه يعلم أنه قاتل وجبان فليس له إلا أن يبيت يترقب نهايته المظلمة.
أنشد الشاعر محمد أبوبكر تاج السر "كسلا"
" كل الخلوق طلعت
صوت الشجاعة رزم ..
كل الحلوق هتفت
سلمية لو تفهم ..
إلا الكجر خاين
ما بعرفو إلا الدم ..
***
خلي الكلام الني
وهاك الخطط تسميع ..
الشارع أصلاً قال
وبيانا هسة أُذيع ..
لاءآت تلاتة هناك
وكلام بدون ترقيع ..
مدنية حتى النصر
وقصاصنا ما حيضيع".
wadrawda@hotmail.fr

 

آراء