عن حرب ١٥ أبريل نقول
محمد خميس
27 February, 2024
27 February, 2024
mohkh69@gmail.com
محمد خميس عبدالله
على المرء أن يتحرّى قبل أن يتكلم عن الرجال والناس والقبائل. هذه الحرب اللعينة التي حصدت وتحصد أهلنا الآن في السودان، بدأت ومازالت في دارفور منذ ٢٠٠٣م، وامتدت من بعد - لحكمة يعلمها الله تعالى - إلى ما لم يتوقعه أحد، إلى الخرطوم، محل السلطة والمال والأمان. وإلى ود مدني الجزيرة، وإلى أجزاء أخرى من السودان. وهنالك في الغرب القصي، حيث صُنع الجنجويد وجُرب قبل عقدين من الزمان مضيا، صمد أهلنا وشبابنا، أمام بأسه، كما صمد أجدادهم أمام الغزو الفرنسي الكاسح القادم من الغرب، وهزموه شر هزيمة في معركتين تاريخيتين حاسمتين، تجاهلهما كتاب التاريخ في الخرطوم. قد لا يعلم البعض بذلك لأنهم دُرّسوا تاريخاً آخر منتقىً لغرض. وأُخفي عنهم تاريخ حقيقي مشرف للسودان وأهله لغرضٍ أيضا. وبعد ١٥ أبريل كذلك صمد أهلنا في الجنينة، وحدهم، وهم عزل إلا من بعض سلاحٍ وعزيمة رجال. صمدوا ٥٨ يوماً حسوماً في مواجهة الجنجويد المدجج بالثقيل المميت من السلاح والعتاد، واستطاعوا بالثبات والصبر حماية وإجلاء أهلهم من النساء والأطفال والضعفاء عبوراً إلى تشاد. وكانت قوات حامية الجيش التي يقودها الضباط الذين تعرفون يراقبون. ومن بيدهم مخازن سلاح الدولة يراقبون. ومن بيدهم الطيران يراقبون، إبادة جيلٍ وتهجير شعب.
هذه الحرب ليست كلها شر. لقد كشفت، وفضحت، ورفعت ورقة التوت عن أصحاب الحناجر الجهورة (من الحنجوريين نسبة للحنجرة). وأصحاب القلوب الراجفة الرعديدة الذين يقدمون غيرهم للقتال ويولون الدبر، إذا جد الجد واحمرت الحدق وعلا الدخان. الذين ملأوا علينا الإعلام مرئياً ومسموعاً ومقروءاً، فخراً، و(قدلة صقرية)، ومدحاً كاذباً لتاريخ مصنوع ومزور كله خيانة وعمالة وارتزاق. المتهافتون عند المغنم، المندسون عند الشدة والبأس.
رحم الله القائل:
ذي المعالي فليعلون من تعالى
هكذا هكذا وإلا فلا لا
شرفٌ ينطح النجوم بروقيه
وعزٌ يقلقل الأجبالا
والثبات الذي أجادوا قديماً
علم الثابتين ذا الإجفالا
محمد خميس عبدالله
على المرء أن يتحرّى قبل أن يتكلم عن الرجال والناس والقبائل. هذه الحرب اللعينة التي حصدت وتحصد أهلنا الآن في السودان، بدأت ومازالت في دارفور منذ ٢٠٠٣م، وامتدت من بعد - لحكمة يعلمها الله تعالى - إلى ما لم يتوقعه أحد، إلى الخرطوم، محل السلطة والمال والأمان. وإلى ود مدني الجزيرة، وإلى أجزاء أخرى من السودان. وهنالك في الغرب القصي، حيث صُنع الجنجويد وجُرب قبل عقدين من الزمان مضيا، صمد أهلنا وشبابنا، أمام بأسه، كما صمد أجدادهم أمام الغزو الفرنسي الكاسح القادم من الغرب، وهزموه شر هزيمة في معركتين تاريخيتين حاسمتين، تجاهلهما كتاب التاريخ في الخرطوم. قد لا يعلم البعض بذلك لأنهم دُرّسوا تاريخاً آخر منتقىً لغرض. وأُخفي عنهم تاريخ حقيقي مشرف للسودان وأهله لغرضٍ أيضا. وبعد ١٥ أبريل كذلك صمد أهلنا في الجنينة، وحدهم، وهم عزل إلا من بعض سلاحٍ وعزيمة رجال. صمدوا ٥٨ يوماً حسوماً في مواجهة الجنجويد المدجج بالثقيل المميت من السلاح والعتاد، واستطاعوا بالثبات والصبر حماية وإجلاء أهلهم من النساء والأطفال والضعفاء عبوراً إلى تشاد. وكانت قوات حامية الجيش التي يقودها الضباط الذين تعرفون يراقبون. ومن بيدهم مخازن سلاح الدولة يراقبون. ومن بيدهم الطيران يراقبون، إبادة جيلٍ وتهجير شعب.
هذه الحرب ليست كلها شر. لقد كشفت، وفضحت، ورفعت ورقة التوت عن أصحاب الحناجر الجهورة (من الحنجوريين نسبة للحنجرة). وأصحاب القلوب الراجفة الرعديدة الذين يقدمون غيرهم للقتال ويولون الدبر، إذا جد الجد واحمرت الحدق وعلا الدخان. الذين ملأوا علينا الإعلام مرئياً ومسموعاً ومقروءاً، فخراً، و(قدلة صقرية)، ومدحاً كاذباً لتاريخ مصنوع ومزور كله خيانة وعمالة وارتزاق. المتهافتون عند المغنم، المندسون عند الشدة والبأس.
رحم الله القائل:
ذي المعالي فليعلون من تعالى
هكذا هكذا وإلا فلا لا
شرفٌ ينطح النجوم بروقيه
وعزٌ يقلقل الأجبالا
والثبات الذي أجادوا قديماً
علم الثابتين ذا الإجفالا