عودة الكيزان

 


 

 

اكاد اجزم ان النظام السابق قد عاد الي الحكم الذي تركه طواعية تحقيقا لعدد من الاهداف والمرامي وكانت الثورة في بدايتها تحت السيطرة عبر عناصر النظام السابق السرية المبثوثة داخل الكيانات والاجسام السياسية لقوي الحرية والتغيير. ولكن سرعان ما فلتت الامور من بين يديها وفقدت السيطرة علي دفة الاحداث المتسارعة والضغط الثوري الهائل والعظيم . مما اضطرها لفعل عظيم يحدث صدمة سياسية وكان فض الاعتصام والذي قامت به عناصر الحركة الاسلامية الامنية والعسكرية وعملت علي الصاقه بقوات الدعم السريع لجعلها كبش فداء في حالة اجراء اي تحقيق يفضي الي محاكمات وادانة. .لذلك فانه يمكن القول رسميا وقانونيا ان الفاعل الحقيقي في عملية فض الاعتصام مجهول وان العناصر التي فضت الاعتصام كانت من داخل ميدان الاعتصام ولم تات من الخارج وقد صح حديث الفريق الكباشي ان الجهات العسكرية الرسمية كان هدفها القبض علي الذين كانوا يتاجرون بالمخدرات في منطقة كولمبيا والتي اصبحت وكرا للجريمة وقد فر بعضهم الي ميدان الاعتصام. ولاينفي ذلك مطلقا ان هنالك تفلتات هنا وهناك من بعض الافراد الذين كانوا يطاردون مجموعات كولمبيا.
الصراع بين البشير وبين المجموعة التي كانت لاتريد ترشحه في ٢٠٢٠ هو الذي جعل البشير يقرر ويفضل هدم المعبد كله علي راس من فيه وذلك من ان يسلمه الي مجموعة نافع علي نافع التي كانت تتأمر عليه. .وهذا ماجعله يعيد صلاح قوش مرة أخري الي قيادة جهاز الأمن والمخابرات متناسيا ان لدي صلاح قوش أجندته الخاصة ومنها رغبته في حكم البلاد وتصفية حساباته مع خصومه. لذلك كانت الاعتقالات عند بداية الثورة وقبل تكوين المجلس العسكري الانتقالي هي من فعل صلاح قوش والتي استمر بعضها حتي الان.
وكان قد اتصل بي الاستاذ عبد الرحيم حمدي رحمه الله في بداية الاحداث وقد طلب مني الحضور الي مكتبه الكائن ببرج البركة والذي كنت اتردد عليه كثيرا بحكم الصداقة والعلاقة الوطيدة التي تربطني بالاستاذ حمدي .وهنالك بادرني بالسؤال فور جلوسي علي المقعد قائلا (رأيك نعمل شنو) فاجبته علي الفور (الحزب الاتحادي الديمقراطي ) هنا اشار الي بيده بان اتوقف عن الحديث قائلا (دا كان رأيي انا كدة من بدري) واردف قائلا (نحنا ضيعنا وكتنا مع حزب الأمة ساكت) ثم انصرف يؤانسني واؤانسه في قضايا أخري.
كانت الانقاذ هي من افتعلت الازمات قبل سقوطها لتسقط.سقوطا تحت السيطرة. وهذا ما ارادته العقول المفكرة والمدبرة لها ومنها الاستاذ عبد الرحيم حمدي وعثمان خالد وربيع حسن احمد وغيرهم.وهي من قررت فتح الطريق امام الاحزاب العلمانية لتحكم مدة من الزمن لتزيل اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وتحدث اختراق في موضوع الديون وعلاقة السودان مع الصناديق الدولية وتحميل احزاب قوي الحرية والتغيير مسؤولية رفع الدعم عن الوقود وجميع المحروقات وعن الخبز وتعويم الجنيه السوداني.وتقوم بعملية تنفيس للشعب السوداني باخراخ الغضب الكامن في النفوس واخراج الهواء الساخن والتعبير عن الروح الثورية لدي الشباب وهذا ما قد حدث بالضبط في اللحظات والايام الاولي من هياج ثوري والذي كان ضرورة وحتمية بمفهوم ان الشعب السوداني شعب ملول يضيق ذرعا بالنظام وبالحاكم الذي استمر كثيرا ولو ان عمر البشير تنازل لبكري حسن صالح في لقاء القصر حسبما صرح صلاح قوش لما حدث ما حدث ولكن ضيق افق علي عثمان محمد طه وامكاناته الفكرية المتواضعة بالرغم من انه يدعي الفهم. هي التي جعلت البشير يعدل عن رأيه من بعد الاتفاق معه للتنازل طواعية عن الحكم لبكري حسن صالح.
انهم ينتظرون الان عودة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني للبلاد لتحدث زلزال في الشارع السوداني في مشهد تهتز له قلوب الملايين و اركان البلاد من اقصاها وبذلك يكونون بذلك قد اجهزوا تماما علي الشارع الثوري الذي تسيطر عليه قوي العلمانية واليسار وقضوا عليه قضاءا مبرما. ليمكنوا الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل ان يكون قلب الحاضنة السياسية الجديدة والوليدة من غير ظهور لهم في الحكومة كوزراء وولاة وحكام ومثل ذلك..مع التركيز علي وجود عناصرهم والعناصر الموالية لهم في مفاصل الدولة وفي كل الوزرات ولكن علي مستوي القيادات الدنيا وبعناصرهم من الشباب والصف الثالث والموالين لهم .مع تخيير العناصر التي اتت بها قوي الحرية والتغيير بين البقاء والاستمرار مع علمهم بالحقيقة او الترجل عن مواقعهم طواعية او قسرا.
هذا ما قصدت تبيانه لجماهير شعبنا الوفية التي تلاحقني بالاسئلة والاستفسارات حيثما حللت خاصة وان الاوضاع يكتنفها الغموض والاجواء يحيطها الحذر والترقب وتشوبها الكثير من الاوهام والظنون والترهات ولكن الجيش والقوي الامنية الاخري مفتوحة الاعين ويدها علي الزناد ضد كل من تسول له نفسه الاضرار بالبلاد ويهدد أمن البلاد وسلامة الجماهير وان الامور داخل المؤسسة العسكرية مرتبة بشكل جيد وفق الاسس المهنية وبعيدا عن ساس يسوس..اما عن الحاضنة الدولية فانها امريكا واما عن الحاضنة الاقليمة فالاصل فيها مصر والتي قبلت مؤخرا بدخول قطر كحاضنة اقليمية مع تركيا واستمرار السعودية واقصاء الامارات والاتحاد الاروبي وبريطانيا.

 

آراء