فجأة سمعنا بما يسمى بالعلمانية والعلمانيين عندما حكم وتسلط المتأسلمين على السودانيين في أسوأ سنين عجاف تمر في تاريخ السودان الحديث في ما سموه (بالإنقاذ). لذلك كان واضحا أنهم سيضربون في هذا الوتر(وتر العلمانية) حتى يبعدوا اللوم الفظيع الرهيب عنهم أو يجدوا شماعة بديلة للشيوعية. وبعد أن صار وترأو شماعة الشيوعية حيطتهم المايلة سابقاً منتفيا وبعيداعنهم لتقربهم الكبير من أعتى الشيوعيات في العالم روسيا والصين!!!
ذكر أخي العزيزبكري يوسف علي في تعليقه على مقالي الطيش والدقيش الذي حدث في حكم السودان المنقوذ( يمكنك تأويلها لموؤد أو منبوذ) وبعض البلاد العربية التي تسلط عليها بعض هذه الجماعات الجهلولة، كالعراق ومصر والصومال واليمن..
قال: أن العلمانية التي حكمت هذه الدول العربية مثل مصر وتونس والسودان والجزائر والصومال واليمن عاثت فسادا وقتلاً أكثر من جماعة الأخوان المتأسلمة وما تناسل منها من جماعات متيرنقة. وهل أصلا يا ترى يجب أن نبرر كمية القتل بالقتل هنا وهناك!؟.
لذلك أردت أن يكون هذا الموضوع على طاولة البحث والمناقشة بعد أن رديت عليه بصورة سريعة فقلت له:-
كدي أبحث التاريخ الحديث بدقة وتأني في هذه الدول اليمن الصومال الجزائر تونس وحتى سوريا وخاصة مصر والسودان، تجد أن ما قلته عن (العلمانية) ليس صحيحاً فحكومة الأزهري وحكومة عبدالله خليل وفي مصرجمال والسادات ومبارك وحكومة بورقيبة في تونس فمعظمها جاءت بطرق سلمية وحتى حكومات العسكر عبود ونميري لم تسفك دماءاً كما فعل الأخوان أو حكومات إنتفاضية ضد عسكرية ومن ثم إنتخابات ديموقراطية فهي إذاً لم تأتي بإنقلابات دموية ولم تقتل أي مواطن أو قتل رئيس دولة وكما أن هذه الشعوب لم تشعر بأن هذه أصلا (علمانية) وأثرت في دينها وعقيدتها ولم يهرب أحد مهاجراً بدينه ولم نسمع بطلبة لبسوا سلاسل صليبية أو معارضيين هربواأو فروا من البطش منها ، ولم تغير دساتيرها ولم تقتل أو تعذب صحفيين أو معارضين أو متظاهرين إلا في حكم المتأسلمين فقد كانت الحرية فيها مبدأ أساسي ((والقرآن مصدر من مصادر التشريع)) حتى في دستور الإستعمار الإنجليزي على ما أظن.. وبعضها تحول (لديكتاتوريموقراطية) وأزاحتهم إنتفاضات سودانية ناجحة (عبود ونميري) أو ثورات ربيعية تغلغل فيها الأخوان بعد ان شاهدوا نجاحاتها بمساعدات قطرية (مصر وتونس) وخاصة أن الحكم الإخواني السوداني الإنقلابي الذي نجح في غفلة من الزمن والذي مد يد العون لإخوانه الإنتهازيين هناك وساعدهم في كيفية التسلق للحكم لكن الله سترفي مصر وتونس ومازال يدعمهم في فلسطين ولبنان فتقسمت نصفين وفي الصومال لم تقم لها قايمة وتونس ومصرالمُزعزعة وقد يكون يدعم في الخفاء كل المليشيات الإخوانية في سوريا والصومال وسيناء وليبيا والجزائر وتونس. لكن اليوم في السودان تمنى الكثيرون عودة الإستعمار الإنجليزي بديلا من تسلط الكيزان بعد يأسهم من هذه المعارضات الهزيلة.
ولقد فهم كل هذا البشيروبعض الأخوان وحتى المرحوم الترابي أخيراً وبدأوا محاولات إصلاحية خجولة أكثرها صياحاً وكلاماً وتصريحات وشوفونيات.
لكن!!!!!بعد خراب سوبا وأمري وشلاتين فلقدهشموا كل ماهو موجود وكان واقف على رجليه كالسكك الحديدية والخطوط الجوية والبحرية والنهرية وبيعت أصولها وبيوتها وأراضيها وحطمت مصانع الغزل والنسيج والمحالج ومصانع الدقيق والزيوت وكبرى المشاريع والمؤسسات الزراعية فهم غير التهشيم والتحطيم ثم المكاوشة لا يجيدون عملا وليس لديهم فائدة للشعوب فهم يعملون من أجل ذواتهم الفانية ولمصلحة التنظيم العالمي المهلهل .
فأنظر لتاريخ كيزان مصر أو بؤرة الإخوان والحركات المتأسلمة بأنواعها في العالم : قتل قتل قتل كل ما يعتقدون أنه ليس معهم أو مؤيد أو ساكت أو يعترض طريقهم للتسلط يقصى ويزال بل وحتى قتل الرؤساء بدم بارد، كما ذكرقتل النقراشي بيك ومحاولات كثيرة لقتل جمال عبد الناصرأكثر رئيس محبوب في العالم العربي الذي قاوم بشدة الإستعمار وإسرائيل وأمم القناة وساعد اليمن والفلسطينيين وتم قتل الرئيس المؤمن كما يحب أن يسمي أنور السادات في يوم إنتصاره 6إكتوبرسنة 71م ،وقتل عدد كبير من الصحفيين المصريين والسياح وفي لبنان كذلك ومحاولات حثيثة لقتل حسني مبارك كان آخرها محاولة أديس ابابا واتهم فيها السودان ومجازر وصلت أمريكا برجي التجارة وسفارتها في كينيا ومازالت التفجيرات تترى وتتصاعد في كل الدول وتحدث في مصر والصومال وكانت قد حدثت مجازرشنيعة في قرى الجزائر وتفجيرات في تونس ومقتل زعماء معارضة فيها وإندلعت المظاهرات : فإذاالشعب يوما إذا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر وحتى إقتنع راشد الغنوشي التونسي الرئيس العالمي للأخوان حينذاك بان الديموقراطية واطلاق الحريات هي خير وسيلة لحكم الشعوب فهل يرعوي كيزان السودان المتزمتين.
فلم يشفي غليلي هذا الرد السريع وأخشى أنه لم يبين له ما حدث في تلك الدول والسودان من أمر خطير فظيع ومريع بجلاء:!! وفي كل الأماكن والأشياء والأجواء:-
في الأخلاق والإجتماع وفي الدين وفي الزراعة وفي الصناعة وفي الجغرافية والتاريخ و الإقتصاد وفي الصحة والتعليم...!
فللصالح العام أخبروهم فرداً فردا. أظهروا لهم عللهم مرضاً مرضا. وبينوا لهم بوضوح دائهم سقماً سقما. وأشرحوا لهم ما يجب عليهم بنداً بندا. وأن يغوروا إلي الحضيض ليجدوا بلدا.
وإن سألوكم وهل في الزبالة مرتع رغدا!؟ أضربوا لهم مثلا يكون لهم سنداً صلدا:- قولوا لهم: ما على الرعية إلا أن تنصح الرعاة أين يوجد الكلأ الرطب والمددا.!!! Abbaskhidir Khidir <abbaskhidir@gmail.com>; ///////////////////