فساد قاضي الطوارئ بالخرطوم بحري

 


 

 

 

 

التحية لمُنذِر، الشاب المقاوم، الذي حكم عليه قاض إسلامي فاسد، بأربعة أشهر وغرامة ثلاثة مليون جنيها، بسبب مشاركته في مظاهرة بمدينة شمبات يوم الخميس الماضي، على حد قول والده في التسجيل الصوتي المنشور.

...
فأقتصر هنا على تقديم النص المكتوب الكامل، للتسجيل الصوتي وفيه حديث والد منذر. والمقصود هو ألا يضيع هذا النص التاريخي عن فساد القضاة، بسبب صعوبات حفظ واسترجاع الملفات الصوتية.

وفي مقال منفصل، أعقب على الموضوع، فساد السلطة القضائية.

...
هذا هو والد منذر، يتحدث في التسجيل الصوتي:
...

(1)
السلام عليكم، أخوتي في القروب، جميعا، طبعا الكلام كتير، ما بِتْكَتب، عشان كدا الليلة حنشتغل بالطريقة بتاعت أخونا صلاح قاسم.
أنا حضِرتَ طبعا جلستين [في محكمة الطوارئ]، أم بارح والليلة، لي ولدنا مُنْذِر.
وشفت مهازل كتيرة، والله، ما أقدر أحكيها كلَّها، لكن أحكي ليكم منها بعض الشيء.
ابني دا، مُنْذِر دا، مقبوض في شمبات في المظاهرة بتاعت يوم الخميس، وهم مجموعة كبيرة، كل مجموعة قبضتها ... العساكر القبضوهم، عسكريِّين، تلاتة، أربعة، خمسة. المهم قسموهم لمجموعات

(2)
فالشاكي والشاهد بيَجوا، كل مجموعة بتجي كاملة في القفص.
ويسألوهم، وبيَجي الاتِّهام، ناس النيابة، ويسأل بتاع الدفاع، برضو يسأل المُتَّهم، وكِدة.

(3)
أنا ولدى، الحمد لله، وقف ثابت.... وقال أنا ما عندي شهود. استكبرتها فيهو جدا، الحمد لله، عشان ما يجي واحد، يعني بالعاطفة يَحلِف، أو كدا، ويكون ما شاف. [ولدي] قال أنا ما عندي شهود، ولا ...

(4)
لكين الأدهى والأَمَر، نِمرة واحد، كان معاهو، في السجن -- طبعا أوَّل ما قبضوهم يوم الخميس، ودُّوهم السجن بتاع الشرطة، بتاع بحري، دا اللي هو جنب سوق الخَدار، بيقولو لُو المدينة دا -- مجموعة هُم، دي، في مجموعة فيها زي سِتَّاشَر شخص تقريبا، ديل كانوا مع بعض.
فيهم واحد أنا بعرف أبوهو، وشايفو في المسجد، يعني بَشوفو كتير، أبوهو اسمو الطاهر هارون. رجل ورِع، رجل تقي، رجل غاية التهذيب، أستاذ كان في جامعة الخرطوم، في كلية الزراعة. هو أخو أحمد هارون، شقيقو.
الولد دا قضى معاهم ليلتين في السجن في القسم الأوسط، القسم بتاع المدنية ....

(5)
أمبارح الجلسات بدت، وقاموا رفعوها إلى اليوم التاني لسماع الشهود، أي زول عِنْدو شهود يجيبهم.

(6)
الولد دا اختفي، ود أخو أحمد هارون دا، اختفى امبارح، ما جا معاهم.
سألتَ مِنو، أنا عندي قاضي فوق في الاستئنافات في نفس المجمع، من منطقتنا من بَربَر، هو مستاء جدا للحاجات دي.
فقال [القاضي من ناس بربر] إنُّو الولد جابوهو بَراهو، طلَّعوهُ من المجموعة، حاكَموه بَراهو، نفس القاضي الحَكَم اليوم على أولادْنا ديل، جابوه منفرد، وطلَّعوهو إنو لِعدم وجود الشاكي، وعدم وجود الشاهد، "يُطلق سراحو".
أطلقوهو سراحو، من أمبارح.
يعني، أول شي فصلوهو من المجموعة، وجابوه لي نفس القاضي اللِّي هو حكم اليوم، والمجموعة كلها مكتوبة في كشف واحد، ستاشر شخص مكتوبين في كشف واحد، أو شاكي واحد، كل مجموعة بجي عليها شاكي ومعاها شاهد.

(7)
فتَحَّسرتَ جدا، على إنُّو القضاء فَسَد فساد لن يمكن إصلاحو. يعني هو، طبعا مِن الأول، قاضي نزيه ما بشتغل في محاكم الطوارئ، لأنُّو فيها تعطيل للدستور، تعطيل مؤقت للدستور.
فالقضاة، أصلا، النزيهين والشريفين، اعتذروا إنو يشتغلوا في محاكم الطوارئ.
لاكين حتَّى إنتَ لَوْ اشتغلتَ، يعني على الأقل يكون عِندك ضمير.

(8)
الشي الحصل، أولادنا ديل، الباقين ديل، حكموهم، أربعة طلعوهم براءة.
والبقية ... أنا ابني مُنذر دا، أخد أربعة شهور وتَلاتة مليون غرامة.
في تاني مجموعة أخدت ستة شهور. وفي مجموعة أخدت تسعة شهور. وفي واحد أخد سنة.
يعني ما في ليها أي حاجة ... منتهى الظُّلم: حتى العقوبات، ونفس القاضي، نفس القاضي، هذا القاضي الفاسد دا.

(9)
طبعا الليلة بعد نهاية الجلسة، الناس دي هتفت داخِل داخِل داخِل المحكمة: "فساد القضاء! قضاء فاسد!".
ما قِدروا يعملوا ليهم مثقال ذرة. نِسوان ورجال ديل، بيحكُموا [يقصد بيهتفوا]

(10)
فالواحد بِتْحَسَّر والله على السودان، وعلى هَيبة القضاء الإنْتَهت. فإذا انتهت دولة القانون، دي خلاس، نحن يا سودان عليكَ السلام، ودا وضع ما بِتصَلَّح.
أوَّل مرة أَقتنع إنو الإنقاذْ دي أفسَدت أهمَّ مؤسسة، أهم مؤسسة في البلد، اللي هي القضاء، بسياسة التَّمكين ...
...
انتهى النص.
....
عشاري أحمد محمود خليل
ushari@outlook.com
سياتيل 4 مارس 2019

 

آراء