فضائيات فرضت وجودها (4 – 4)
مقــاصــد
ahmedkaruri@gmail.com
فما هو الحل الذي يخرج بنا من الوعاء الساخن قبل الغليان وموت القلب وخسران الدنيا والآخرة، ببساطة يكمن الحل في (أنا، وأنتَ وأنتِ ونحن)، فمعرفة أن المدافعة بين الخير والشر أمر قائم إلي أن تقوم الساعة يساعد أن نري بالبصيرة ما يحيط بنا وبمن نحب من أبناء وبنات, إخوة وأخوات من خطر محدق، وبما يحيط بنا من تمهيد لطريق فيه الهلكة والخسران – ربما لا نري غضب الله وأهوال النار ونعيم الجنة – لكنا نوقن أنها حق، وهذا هو المهم، وما زال الأمل في الأمة كبير وأن التغيير آتٍ لا محالة فإن لم يكن بأيدينا فسيكون بغيرنا، وأنا من أضع نفسي في الطريق الصحيح لتغيير هذا الجيل والجيل القادم، فقط نحتاج إلي عمل ممنهج وأن نتضافر جميعاً، الغيورين من المخططين والمنفذين بتقديم برامج تملأ الفراغ لأن أية آلية عمل لمنع الفضائيات قد لا تكون مجدية الآن بعد غرق الكثيرين فيها وتمكنها منهم،
وربما من الممكن تحديد بعض الظواهر الجوهرية والتي من الممكن أن تكون مرتكزات أساسية لتجنب مخاطر الفضائيات مثل، العمل علي تحصين النفس ذاتيا من خلال الوعي الجيد بما هو قادم عبر الفضائيات، والتنبه إلى ما تحمله في طياتها من سموم ، لذا يجب أن يكون لدينا عيناً فاحصة تميز الغَث من السمين فيها، ويا حبذا لو كان ذلك عبر جهاز أو مؤسسة تعني بهذا الأمر خاصة. إضافة إلي التعريف بدور الأسرة الكبير كسد منيع أمام تلك السيول المهلكة في الإعداد الفكري لأطفالها، وعملية ضبط أفرادها ومراقبتهم في ما يشاهدونه من برامج الفضائيات وحثهم على متابعة ما هو مفيد ومثمر ونبذ كل ضار . ولا بد من تشجيع التواصل العاطفي والنفسي بين الأسرة الواحدة ،إذ أن الحل كما ذكر لايمكن أن يكون في البعد عن الفضائيات نهائيا. مع ضرورة اللجوء إلى التراث الإسلامي باعتباره مصدرا ثريا لمواجهة تحديات وإفرازات العولمة وعاملا مساعدا لتشكيل تجانس ذهني وروحي بين شباب الأمة، والدروس لا حصر لها في سيرة سيد البشر عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام.
ومن الأهمية بمكان تسليط الضوء علي ما هو إيجابي في المجتمع وما يبعث الطمأنينة فينا، المساجد الآن ليست نفسها قبل سنوات فالشباب يعمرونها بحمد الله والشيب، والقنوات الفضائية الفاضلة المهتمة بالتغيير للأفضل موجودة، وأنا من أختار أن أتحول بالريموت إلي القناة التي أريد، فإن عرفنا بعد ذلك أن المطلوب من هذه الأمة ليست أن تغير نفسها فقط بل علينا تغيير بقية الأمم، وأن الخروج من الصلاح إلي الإصلاح واجبنا جميعاً، وأن نتحرك بديننا ودعوتنا، لعظمت في أعيننا القضية وهانت الصعاب. ثم أنه من المهم استغلال وسائل ووسائط الإعلام خاصة الإلكترونية، بتفعيل الخطاب الدعوي بصورة عملية مع الإعلام المضاد، وبالنقاش البناء نبين الحقائق، كحديثهم عن المساواة وحقوق الإنسان والحرية في فضاءاتهم والذي ما هو إلا كذب وافتراء، وافتقارهم لهذه القيم واضح والنماذج أيضاً كثيرة بلا حصر، لذا وجب علينا استخدام ذات الفضائيات لتوضيح ذلك، وتقييم ذلك بصورة علمية وإعطاء الأمثلة الكثيرة، مع الإهتمام بالقضايا الفكرية بالأسلوب الجاذب والإرتقاء بقيم الصبر والمراقبة الذاتية والتوبة والإستغفار ومعرفة فقه الخطأ .
وهناك نماذج جميلة في واقعنا نفرد لها مساحات إن شاءالله لأنه إن لم نكن القدوة لأبناءنا ومن حولنا كانت الفضائيات وأخواتها قدوتهم.