في اتفاق جدة يمكنك بسهولة (فرز) أين (تكمن) مصالح البرهان (السياسية) داخل النصوص وهي ليست بالضرورة (مصالح الشعب)

 


 

فوزي بشرى
12 May, 2023

 

في الاتفاق يمكنك بسهولة ( فرز) أين (تكمن) مصالح البرهان ( السياسية) داخل النصوص وهي ليست بالضرورة (مصالح الشعب) على الأقل حتى الآن. فقد كرس البرهان مفهوم (الطرفين) عسكريا و سياسيا و قانونيا و جعل الاتفاق عمليا بين (جيشين) و تصرف (كقائد للجيش) و تعمد ألا يتصرف كرئيس للدولة ليوقع ممثله نيابة عنه بهذه الصفة. البرهان عينه على (اليوم التالي) الذي تمسك ( بجزره و عصيه) الرباعية و الثلاثية فما البأس من التوقيع على (إعلان) يبقيه في (المتن) و لا يفسد ما بينه و بين ( الرعاة). أما الشعب فيكفيه من ( النص) المشاعر الانسانية المبثوثة هنا و هناك. و بهذا المعنى فإن الحرب ( العبثية) ليست سوي (واقعة شيطانية) يستغفر منها الجميع ( ليستأنفوا) ما كانوا فيه. و أما الضحايا فهم قتلى جاء بهم حتفهم بالتعبير الامريكي ( collateral damage).
و أما الخراب و الدمار فهو من طبيعة الحرب .
لو صح هذا و أرجو ألا يصح فإنه يفسر كل ما اعترى (خطاب الحرب) من ضلال و من (إضلال مربك) لم يكن فيما يبدو حادثا بسبب (الخاطرة العجلى) و لكنه وليد الفكرة و الحساب مرة بعد مرة.
الآن على البرهان أن يقول للشعب لم قامت الحرب؟
و ما الذي سعت الى تحقيقه؟
و كم بلغت في هذا المسعى من تحقيق هدفها الاستراتيجي؟ كله؟ بعضه؟
و لماذا فتح باب السيادة مشرعا أمام القوى الأجنبية؟
ماذا كا الحد الأقصى لمطالبه في ( مفاوضات جدة)؟ كم أصاب من ذلك و كم خسر ؟و ما هي الضغوط التي تعرض لها ممثله في طاولة التفاوض؟
و تتناسل الأسئلة: لماذا انخذل البرهان عن اتخاذ قرارات بصفته قائدا للجيش كانت تغنيه عن التفاوض مع من كان يسميها (ميليشيا) في البيانات العسكرية و التي سيجد ممثله عند التوقيع أن اسمها (قوات الدعم السريع)؟؟
لماذا لم يتخذ البرهان قرارات بصفته ( رئيسا لمجلس السيادة) كانت كافية لتأطير (التفاوض) على مسار غير الذي سار فيه؟؟
حساب ما بعد الحرب سيطول فليس بعدها سيكون كما كان قبلها و لا ينبغي له، فإن كانه فهي المأساة في أتم معانيها.
لقد كانت حرب ضرورة فإن عجزت عن تحقيق هدفها فإن المشكلة تكون متعلقة بقيادتها و ليس بمنطقها أو مسوغها الأخلاقي..
#الإبرة
#حساب_ما_بعد_الحرب
////////////////////////

 

آراء