في نقد الأفريقانية والزنوجة الصماء
نور الدين مدني
23 June, 2021
23 June, 2021
كلام الناس
الدكتور عبدالله أحمد بشير الشهير ب عبدالله بولا عرفته كفنان تشكيلي لكنني إكتشفت أنه كاتب بارع وله مساهمات فكرية مقدرة خاصة في شأن الهوية الثقافية التي مازال الخلاف يحتدم حولها ويساء إستغلالها لخدمة أجندة ومطامع خاصة تؤجج الفتن المجتمعية وتضعف تماسك النسيج المجتمعي السوداني المتعدد الثقافات والأعراق.
قرأت له هذه الأيام كتاب " العناصر الأساسية المكونة لحضارة ذات أصول زنجية - أفريقية أم للفكر"الأفريقي" المغترب" الصادر عن مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي هذا العام.
تضمن الكتاب دراسة نقدية للتقرير الذي قدمه الزعيم الأفرقي الشاعر المجيد الرئيس ليوبولد سدار سنغور للمؤتمر الثاني للكتاب والفنانين الأفارقة بعنون " العناصر الأساسية المكونة لحضارة ذات أصول زنجية - أفريقية" الذي دعا فيه الدول الأفريقية التي تحررت من الإستعمار لبناء حضارة إنسانية جديدة تُستقى من منابع الإلهام الزنجية - الأفريقية.
في البدء إستنكر د.عبدالله بولا النظرة الإنكفائية للحضارة الزنجية الأفريقية باعتبارها تامة التكوين لا تحتاج للإضافة والتغييرن فالوقع يكذب هذا الإدعاء لأن طبيعة المجتمعات البشرية عامة التطور والتغيير والنمو واكتساب المعارف والقدرات والإماكانات وأدوات ووسائل التقنية الحديثة.
رفض د. بولا الإدعاء بأن الحضارة الزنجية الأفريقية متخلفة عن حضارة أوروبا التي إكتسبتها عبر عمليات معقدة ومتشابكة وخلال تاريخ طويل وليس لوجود خصائص غريزية وفضائل طبيعية يتميز بها الرجل الأبيض.
يواصل الدكتور بولا نقده لتقرير الرئيس سنغور الذي يتفق معه في أن أحد دعامات فلسفة الوجود الزنجية - الأفريقية الحرية، لكنه يرى أنها ليست بمعزل عن المؤثرات الثقافية والمجتمعية الأخرى، كما أنه لايوجد ما يسميه سنغور"الدين الزنجي - الأفرقي" فالأفارقة ليسوا كتلة صماء بل إنهم كسائر البشر لديهم ثقافات وديانات متعددة.
أضاف بولا قائلاً : ليس هناك تناغم مطلق بين الزنجي - الأفرقي وبيئته الطبيعية والمجتمعية ولا يمكن عزل الإنسان عن بيئته لكنه قادر على التواؤم مع البيئات الطبيعية والمجتمعية في البلاد التي يعيش فيها، كما هو حادث الان في جميع بلاد العالم التي يجد فيها الإنسان الزنجي - الافريقي نفسه مشدوداً لشبكة ممتدة من علاقات التضامن الأفقية والرأسية، والزنوج ليسوا كتلة عرقية واحدة كما يزعم الرئيس سنغور.
لذلك يصل الدكتور بولا إلى حقيقة إنسانية مهمة مفادها انه لايمكن حصر الإنسان الزنجي - الأفريقي في قالب مغلق يخرجه من تاريخ الإنسانية ومن نواميسها العامة، وليس هناك مبرر لافتعال معارك عرقية تعزل الزنوج - الأفارقة عن العالم وتحرمهم من حقهم في إكتساب معارف وقدرات ووسائل إنتاج وإبداع وتقنية حديثة في الساحة الإنسانية الرحيبة.
امل أن أكون قد وفقت في عرض رؤية الدكتور عبدالله أحمد بشير "بولا" الرافضة للإنغلاق العرقي والمجتمعي الداعية للتعايش الإيجابي في بلادنا ومع العالم الذي يحتضننا جميعاً.
الدكتور عبدالله أحمد بشير الشهير ب عبدالله بولا عرفته كفنان تشكيلي لكنني إكتشفت أنه كاتب بارع وله مساهمات فكرية مقدرة خاصة في شأن الهوية الثقافية التي مازال الخلاف يحتدم حولها ويساء إستغلالها لخدمة أجندة ومطامع خاصة تؤجج الفتن المجتمعية وتضعف تماسك النسيج المجتمعي السوداني المتعدد الثقافات والأعراق.
قرأت له هذه الأيام كتاب " العناصر الأساسية المكونة لحضارة ذات أصول زنجية - أفريقية أم للفكر"الأفريقي" المغترب" الصادر عن مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي هذا العام.
تضمن الكتاب دراسة نقدية للتقرير الذي قدمه الزعيم الأفرقي الشاعر المجيد الرئيس ليوبولد سدار سنغور للمؤتمر الثاني للكتاب والفنانين الأفارقة بعنون " العناصر الأساسية المكونة لحضارة ذات أصول زنجية - أفريقية" الذي دعا فيه الدول الأفريقية التي تحررت من الإستعمار لبناء حضارة إنسانية جديدة تُستقى من منابع الإلهام الزنجية - الأفريقية.
في البدء إستنكر د.عبدالله بولا النظرة الإنكفائية للحضارة الزنجية الأفريقية باعتبارها تامة التكوين لا تحتاج للإضافة والتغييرن فالوقع يكذب هذا الإدعاء لأن طبيعة المجتمعات البشرية عامة التطور والتغيير والنمو واكتساب المعارف والقدرات والإماكانات وأدوات ووسائل التقنية الحديثة.
رفض د. بولا الإدعاء بأن الحضارة الزنجية الأفريقية متخلفة عن حضارة أوروبا التي إكتسبتها عبر عمليات معقدة ومتشابكة وخلال تاريخ طويل وليس لوجود خصائص غريزية وفضائل طبيعية يتميز بها الرجل الأبيض.
يواصل الدكتور بولا نقده لتقرير الرئيس سنغور الذي يتفق معه في أن أحد دعامات فلسفة الوجود الزنجية - الأفريقية الحرية، لكنه يرى أنها ليست بمعزل عن المؤثرات الثقافية والمجتمعية الأخرى، كما أنه لايوجد ما يسميه سنغور"الدين الزنجي - الأفرقي" فالأفارقة ليسوا كتلة صماء بل إنهم كسائر البشر لديهم ثقافات وديانات متعددة.
أضاف بولا قائلاً : ليس هناك تناغم مطلق بين الزنجي - الأفرقي وبيئته الطبيعية والمجتمعية ولا يمكن عزل الإنسان عن بيئته لكنه قادر على التواؤم مع البيئات الطبيعية والمجتمعية في البلاد التي يعيش فيها، كما هو حادث الان في جميع بلاد العالم التي يجد فيها الإنسان الزنجي - الافريقي نفسه مشدوداً لشبكة ممتدة من علاقات التضامن الأفقية والرأسية، والزنوج ليسوا كتلة عرقية واحدة كما يزعم الرئيس سنغور.
لذلك يصل الدكتور بولا إلى حقيقة إنسانية مهمة مفادها انه لايمكن حصر الإنسان الزنجي - الأفريقي في قالب مغلق يخرجه من تاريخ الإنسانية ومن نواميسها العامة، وليس هناك مبرر لافتعال معارك عرقية تعزل الزنوج - الأفارقة عن العالم وتحرمهم من حقهم في إكتساب معارف وقدرات ووسائل إنتاج وإبداع وتقنية حديثة في الساحة الإنسانية الرحيبة.
امل أن أكون قد وفقت في عرض رؤية الدكتور عبدالله أحمد بشير "بولا" الرافضة للإنغلاق العرقي والمجتمعي الداعية للتعايش الإيجابي في بلادنا ومع العالم الذي يحتضننا جميعاً.