قصة السمكة الكبيرة والسمك الصغار والحوض الزجاجي الواسع

 


 

 

قصة السمكة الكبيرة والسمك الصغار والحوض الزجاجي الواسع وسهولة القنص والجدار الفاصل وحالة الزهايمر واللجوء الي الانكفاء ونجت الصغار الي حين والسمكية الكبيرة ماتت من الجوع والقهر ومحدودية الحركة !!..
كنا نعيش في وطن فسيح وليس بيننا وبين خيراته موانع أو محاذير ونعمنا زمانا بهذه الجنة الوارفة الظلال ذات القطوف الدانية والماء النمير والطيور المشقشقة عند الاصيل وفي الصباحات الجميلة الساحرة !!..
وذات يوم ارتفعت أعمدة الدخان الي عنان السماء وارتجت الأرض باطنان من القنابل والرصاص يزغرد في كل مكان و كان لمضادات الطائرات دوي كقصف الرعود والصواريخ تعربد جوا في قمة العنفوان وتعود حطاما ينهال علي رؤوس الأبرياء !!..
بلادنا الحبيبة ارض السلم والخير والجمال المفتوحة علي مصراعيها للجميع ينهلون من ماءها الفرات وياكلون مالذ وطاب وينزلون فيها اهلا وسهلا ( كان ما شالكم الكتف يشيلكم الرأس) !!..
ورأينا في ذاك اليوم الكالح السواد غرباء الوجه واليد واللسان يقتحمون الأمكنة من غير فرز العسكري منها والمدني ويقتلون بشهية مفتوحة اي هدف يتحرك أمامهم ويدمرون أي شيء مثل الشياطين التي انطلقت من عقالها و في بالها شيء واحد هو الانتقام والتشفي وتلبية لنداء الثارات الدفينة التي خرجت هكذا من غير اعلان كالحماة من فوهة بركان !!..
معقول غرباء تم استيرادهم مثل السلعة الرديئة منتهية الصلاحية يفعلون بنا مثل هذه الافاعيل وسرعان ماتحكموا في المداخل والمخارج والجسور والطرق السريعة والشوارع الرئيسية والأزقة داخل الأحياء والبيوت والبنوك والشركات والمصانع وعبثوا بكل شيء وصار الناس في حيرة من أمرهم واختاروا الفرار لايلوون علي شيء وكم دانت احياء بأكملها لسيطرة الغزاة واهلها قد خرجوا منها وقد تركوا وراءهم شقاء السنين وقد أصبح غنيمة باردة للضباع الشرسة الجائعة الحاقدة الحانقة القادمة من دول الساحل والصحراء التي افسدها الفرنسيون والروس وسرقوا خيراتها وتركوا مواطنيها علي الحديدة ليتحولوا الي قطاع طرق ولصوص بلا حدود همهم الدولارات والسيارات الفخمة ومهنة الارتزاق التي صارت هي وهم عملة واحدة !!..
هل هي صدفة ان يكون لحفتر جيش موازي للجيش الوطني الليبي يقارعه الضربة بالضربة ويسير معه وقع الحافر بالحافر ولحفتر كما تعلمون دول تمده بالعتاد والمال وله من المرتزقة الكثير يخوضون معه معركة تكسير عظم وطنه وهو منتشي في بزته العسكرية ورتبة اللواء !!..
وفي لبنان حسن نصرالله له دولة داخل الدولة اللبنانية ومسنود بالكامل من إيران ولا يجرؤ أحد حكومة وشعبا ان يقول له لا !!..
هذا خلاف مليشيات العراق التي ابتلعت الجيش العراقي وصارت لها اليد العليا ومجرد حركات وطوابير ورايات ملونة وعند الدواس تكون كالنعامة تهرب من صفير الصافر !!..
لو كنا نحن معشر اللاجئين مثل السمكة الكبيرة وخيرات بلادنا الحبيبة قد حيل بيننا وبينها بجدار سميك بناه الغرباء وكلما طال الزمن والحال ياهو الحال والغازي يقطع علينا درب العودة اخاف ان يتسرب الي عقولنا الزهايمر وننسي الوطن الغالي وأعذب الذكريات وننسي تاريخنا الوضيء وننسي حتي الهوية والاسماء وهذا الجدار لو تمادينا في ادمان اللجوء سنجد يوما مكتوب عليه :
( ممنوع الاقتراب أو التصوير ) بأمر من الروس والإمارات والسعودية والمرتزقة والخونة من أبناء البلاد الذين باعوا التراب الغالي الماليه ثمن بحفنة من الروبل والدرهم والريال !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء