قوة عين وخسة ونذالة. فساد منظمة الدعوة الإسلامية بدولة البحرين

 


 

 

عندما نتحدث عن الفساد الكبير بمنظمة الدعوة الإسلامية نجد أنفسنا أمام دائرة جهنمية شيطانية لا تعرف القيم النبيلة ولا مبادئ الإسلام الذي حرّم أكل أموال اليتامى والضعفاء والمساكين. فقادة هذه المنظمة ينتهجون ذات منهج نظام ما كان يطلق عليه (الحركة الإسلامية) لا يخافون من الله أبدا جل همهم وحبهم في الدنيا جمع المال ولنا في مكتب المنظمة بدولة البحرين نموذج حقيقي لقيادات أكلوا أموال اليتامى والأموال التي خصصت لتنفيذ مشاريع بالسودان، وحولوها لحساباتهم الخاصة، وبلا حياء يتفاخرون بأعمالهم التجارية الخاصة!.

قبل 5 سنوات خبرني أحد الاخوة الذين أثق فيهم كان في زيارة للسودان بعد غياب حوالي 10 سنوات في البحرين وكان مقربا من المدير الأسبق لمكتب المنظمة في المنامة ان مسؤولي المنظمة في البحرين أساءوا سمعتنا إساءة شديدة كجالية سودانية لها مكانتها في البلد اشتهر أفرادها بكل شرائحهم بنظافة اليد واللسان. المدير الأسبق مكث في قيادة مكتب البحرين حوالي 20 سنة في بلد صغير جدا قد لا تتعدى مساحته مدينة أمبدة. صنع علاقات واسعة مع كل الجهات الخيرية الكبيرة المشهورة باعمالها الخيرية على نطاق العالم. بل دخل كل بيوت الخيريين واصبح قريبا منهم فكانت الأموال تدخل جيبه الخاص بدون أي مستندات. وذكر لي الاخ بأنه كان لصيق الصلة بمسؤول المنظمة في البحرين وعرف منه أن الخيريين في هذه البلاد الطيب أهلها عندما يتبرعون يرفضوا استلام رصيد استلام مبالغ مالية، وقد وجدها فرصة لجمع المال لنفسه مع العلم بأن الرجل كان قد رفض تعيين أي موظف حسابات معه حتى لا ينفضح أمره، وكان يدير المكتب بنفسه وعندما تزوج زوجته الثانية خصص لها مرتب شهري وهي استاذة جامعية ليس في حاجة لأموال مخصصة للأيتام والاعمال الخيرية، والحقيقة التي تعرفها كل الجالية أن مدير المنظمة في البحرين كان يرسل لابنه الذين يدرس بإحدى الجامعات الآسيوية من تبرعات الخيريين حتى أكمل دراسته.

من أكبر دلائل فساد منظمة الدعوة الاسلامية على مستوى الرئاسة هنا في الخرطوم أن يمكث مدير فرع خارج السودان حوالي 20 عاما بلا تغيير، وهو ما يظهر الجانب المظلم في الادارة الفاسدة لأن التحويلات المالية التي كان يرسلها جزء منها للقائمين على بعثته في البحرين لذلك لا يتم استبداله، ولو لا أن الجمعية خيرية بحرينية مشهورة اشتكت عليه لأنه استلم مبالغ مالية هي ميزانيات 11 مشروعا خيريا في السودان من مساجد ومراكز ومؤسسات صحية لمناطق نائية، آلاف الدينارات البحرينية وهي من أقوى العملات في الخليج –الدينار يساوي أكثر من دولاريين ونصف الدولار-ليس هذا فحسب بل الجمعية الخيرية البحرينية وضعت منظمة الدعوة الاسلامية في القائمة السوداء وأوقفت كل تبرعاتها لها، وليس هي فقط بل جهات خيرية أخرى أيضا اشتكت على المدير واوقفت كل تبرعاتها المالية لمنظمة الدعوة الاسلامية.

المدير عندما طلبت منه رئاسة المنظمة في السودان القدوم للخرطوم رفض رفضا باتا، بل هدّد الجميع هناك بعواقب وخيمة إذا ما قاموا بفضحه، فما كان من المنظمة في الخرطوم إلا أن أرسلت مديرا ثانيا ليعيد المياة لمجاريها مع الجمعيات الخيرية البحرينية التي قاطعت المنظمة وأوقفت عشرات الآلاف الدولارات التي كانت ترسلها لهم، وعندما وصل المدير الجديد قام بفضح زميله وأخرج كل ما في جعبته عن فساده المالي وما جلس في مجلس إلا وأثبت فساد زميله، وقد كان يفضح منظمته (الإسلامية) أكثر مما كان يفضح زميله.

والغريب في فساد هذه المنظمة أنه غير مسبوق وعجيب أمره لدرجة تدهش ابليس ذات نفسه، فالمدير الجديد مكث في البحرين 11 سنة مستمرة وخلق فيها علاقات قوية ومارس نوعا من بناء العلاقة مع الأسر البحرينية فيه خسة ونذالة ولم يتعرف على الرجال الخيرين فقط بل على نسائهم أيضا وأصبح مصدر ثقة ما طلب منهم تبرعات إلا وسارعوا بإرسال المال، ففي تلك الفترة عيّن زوجته في المنظمة وخصص لها راتب. كما عين ابنه الطالب واشترى له كاميرا تصوير ليوثق حركته داخل المجالس البحرينية وزياراته للخيرين ثم اشترى لنفسه سيارة باسم المنظمة لزوجته أيضا سيارة. وأصبح يدير مكتب المنظمة من البيت ونقل الكثير من الملفات المهمة معه، وأصبح المكتب مهجورا لفترة طويلة.

يقول الله تعالى ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) النساء :‏ ‏10 .‏ فهذه الآية تنهى عن أكل مال اليتيم ظلما أي بغير حق، كما حذَّر القرآن الكريم من أخذ مال اليتيم بغير حق قال تعالى : ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن).

ومن قوة عين الفاسد ذهب لأثيوبيا وأسس فيها عملا تجاريا. وما كان يتخيل يوما بأن الأيام ستدور دورتها وتتخذ الجهات في البحرين اجراءات قانونية تجاه فساده، فمّنِع من السفر وتم الحجز على حساباته المصرفية، وبعد عمل التسوية معه ارجع جزء من المبالغ لمكتب المنظمة المُغلق حاليا، ولولا محبة أهل البحرين للسودان والسودانيين لكان هذا الشخص قابعا في السجن لكنه يعيش في مأمن من الحساب، وفي قراءة لقضايا فساد منظمة الدعوة الاسلامية في دولة البحرين يعتقد ان اتصالات عليا من الخرطوم للمسؤولين في البحرين قد أوقفت الكثير من الإجراءات القانونية ضد مدير مكتب البحرين.

وكان موقع (الراكوبة) قد نُشر في وقت سابق خبرا يفيد بأن رئاسة المنظمة في السودان قد رفدت هذا الرجل وعينّت شخصا آخرا جاء إلى البحرين لكن المدير المقال أعاد ذات السيناريو بأن رفض تسليم المدير الجديد متعلقات المكتب.

والخلاصة أن مسؤولي المنظمة الذين عملوا في البحرين لم يستحوا من الله خالقهم، ولم يروا أن ما قاموا به حرام شرعا لأن الأموال التي دفعتها الجهات الخيرية خصصت لأيتام وفقراء في السودان، لذلك أكلّوا أسرهم المال الحرام وبقوة عين عجيبة يتواجدون في كل مكان مع أفراد الجالية، ويتحدثوا عن (بنزنس) من الحرام  يعملون به.

وروى ابن مردويه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يبعث يوم القيامة القوم من قبورهم تأجج أفواههم ناراً، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً"، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحرِّج مال الضعيفين المرأة واليتيم "أي أوصيكم باجتنابهما" رواه ابن مردويه.

 

مقالات ذات صلة:

https://cutt.us/qtLAg

https://shortest.link/hV2H

https://shortest.link/hV39

 

abd_noor20@yahoo.com

 

آراء