كلمات في حق المرحوم عثمان أحمد حبيب

 


 

 

نقلا عن الدكتور عبدالله جلاب

عرفت المرحوم عثمان في العام ١٩٧٦ عندما تم نقلي للعمل بمجلس ريفي دلامي بجنوب كردفان وكان هو بمنطقة الجبال الستة التي تتبع للمجلس. وبما أنه كان عضوا بالمجلس فقد كلفه المجلس في أول اجتماع له أن يكون وكيلا للمجلس لاستلام حصة السكر الشهرية الخاصة بالمجلس من إدارة التموين بالأبيض وترحيلها لدلامي. فتولى هذه المهمة الصعبة وكان مثالا فكان مثالا للأمانة والنزاهة والالتزام في الوقت الذي كان فيه كثيرا من الوكلاء بالمجالس الاخري يتلاعبون بحصص تلك المجالس حيث تم مقاضاة بعضهم وسحب التوكيلات منهم.
لقد كان المرحوم بريفي دلامي والجبال الستة رقما لا يمكن تجاوزه وشهد له الجميع بالكرم ومد يد العون للفقراء والمساكين وذوي الحاجات فتره يعمل جاهدا في كل لحظة لحل مختلف المشاكل التي تواجه مواطني المنطقة. كما يرجع له الفضل في حسم الصراع الدامي بين قبيلتي الكدرو والدباتنة، ذلك الصراع الذي يتجدد سنويا ويكون محصلته عددا من الموتي والجرحى من الطرفين. وبما أن المرحوم كان مسموع الكلمة وتثق فيه جميع القبائل فقد استطاع بحنكته أن يجمع الأعضاء المؤثرين من القبلتين في صعيد واحد بعد أن قام بإخطار عدد من النظار والعمد والمكوك من شمال وجنوب كردفان لحضور مؤتر الصلح بين القبيلتين وقد نجح ذلك الموتمر في إنهاء الصراع حيث تم رسم الحدود الزراعية لكل قبيلة بواسطة مساح المجلس. ومما يجدر ذكره أن كل الاجاويد وأعضاء المؤتمر كانوا في ضيافة المرحوم عثمان لمدة يومين.
أذكر أنه بعد نهاية الاجتماع وفي طريق عودتي لدلامي كان برفقتي الاستاذ حماد أبو سدر شالوكا وهو أحد أعيان دلامي ومن أوائل المعلمين بالمنطقة وعضو أول برلمان سوداني بعد الاستقلال وكان في ذلك الوقت رئيسا لمجلس ريفي دلامي. فبعد أن شهد مجهودات المرحوم عثمان التي أثمرت بالصلح بين الدباتنة والكدرو، قال لي: لو لم يكن لبارا غير عثمان أحمد حبيب لكفاها وهو محق في ذلك.
نسأله تعالى الرحمة والمغفرة للمرحوم عثمان أحمد حبيب ويجعل الجنة مثواه ويجعل ما قدمه للمواطنين في ميزان حسناته إنه سميع مجيب.

 

آراء