لا تدعم النظام البائد بل تمثله تماما !!!

 


 

بشير اربجي
11 October, 2022

 

اصحى يا ترس -
ها هو مرة رئيس مجلس السيادة الإنقلابي البرهان يخرج إلينا مرة أخرى قائلاً إنهم كعسكريين لا يريدون السلطة، وأنهم لا يدعمون حزب المؤتمر الوطني البائد كأنما تكرار هذا الحديث غير الصحيح سيجعلنا نصدقه أو نتعامل معه كحقيقة، وننكر حقيقة تمسكه هو ومجموعته الإنقلابية بالسلطة حد قتلهم لمئات الشباب وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين في سبيل التمسك بنفس السلطة التي ينكرها،
كما جدد للمرة المائتين إلتزام القوات المسلحة بترك المجال للسياسيين والقوى المدنية لتشكيل حكومة مدنية كاملة يريدها أن تعمل تحت إمرته ويتفضل عليها بالفتات من الموارد التي يسيطر عليها بالقوة العسكرية المميتة، حيث قال بالبلدي (ما عندنا أي رغبة للوجود في الحكم وسنعمل في شأننا الأمن والدفاع)، على الرغم من أن الأمن بالبلاد لم يتحقق حين حكم وحده بدايات الثورة المجيدة وحين حكم شريكاً وحين حكم إنقلابياً كامل الدسم،
لكنه يظل يكرر في هذه المقولة المضحكة لكل من يتابع تشبسه هو ومجموعته الإنتهازية بالحكم لدرجة القتل بالطرقات، لكن أعجب ما قاله قائد الإنقلاب العسكري المشؤوم أن القوات المسلحة لم تنحاز لفئة وليس لديها حزب، حيث قال بالنص : (البقولوا القوات المسلحة داعمة المؤتمر الوطني نقول لهم أنتم كذابين)، ونحن ندعم الشعب السوداني وكل ما نسمعه مزايدات وخداع وإيهام للرأي العام، بينما شهد العالم كله خروج الفلول من جحورهم عقب قيامه بالإنقلاب العسكري المشؤوم وقطعه الطريق على تحقيق أهداف الثورة المجيدة، كما شاهد الجميع كيف عادت للفلول كل ممتلكاتهم واعيدوا للخدمة بنفس مخصصاتهم السابقة وتم تعويضهم عن فترة فصلهم من قبل لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م، بينما لا يزال بعض المفصولين من قبل النظام البائد ينتظرون إعادتهم وتعرقل عودتهم لجان المجلس السيادي الإنقلابي الذي يرأسه هو.
وإذا كان البرهان يعتقد أن الحديث عن دعمهم للمؤتمر الوطني البائد مزايدات سياسية وخداع للرأي العام كما قال، فليقل لنا لمصلحة من كان يفاوض هو نفسه ومجلسه العسكري السابق الذي أصبح الآن المجلس الإنقلابي، وكيف تفاوض قوي الثورة المجيدة التى تدعي انحيازك لها وتصر على التمسك بالسلطة إن لم تكن تمثل النظام البائد،
فأنت ونحن وكل العالم يعرف أنك كنت تمثل لجنة المخلوع الأمنية وبالتالي اللجنة الأمنية للنظام البائد، ولم تفوت فرصة للإنقضاض على الثورة لم تهتبلها حتى وصلت لمرحلة الإنقلاب الرسمي عليها والزج بمن أختارهم الثوار لتمثيلهم فى شراكتك البغيضة، وفى عهد مجلسك العسكري خرج بكل اطمئنان الفلول بأموال الشعب السوداني الي تركيا عبر المطار معززين مكرمين لم تسأل عنهم ولم تلاحقهم هذا إن لم تسهلوا لهم الخروج أصلا،
لذلك ظل الثوار يهتفون لك فى كل موكب تتصدي له قواتك بمشاركة الفلول (أن جاء بك الكيزان) وهم ليسوا مخطئون في ذلك، فما تفعله ويفعله مجلسك الإنقلابي ليس دعما للكيزان فحسب بل هو تمثيل تام لهم ولمصالحهم على حساب أهداف الثورة المجيدة فى الحرية والسلام والعدالة، ولن تتحقق هذه الأهداف إلا باسقاطكم سويا ومحاسبة كل من أجرم منكم وهذا ما تخشونه وتتمسكون بالسلطة منعا لحدوثه.
الجريدة

 

آراء