لـماذا الـذي كـان ما زال يأتي إلى العقل الأصولي السلفي (4)
د. عبد السلام نورالدينِ
16 May, 2014
16 May, 2014
**
المحتويات
1-لماذا الذي كان ما زال ياتي
2- تذكر المستقبل أو مستقبل الماضي
3- هل السلفية وعي -نهج- موقف
4- فقة النوازل -فتوى بمضاجعة الجثث
5- هوامش وتعليقات
**
-1-لماذا الذي كان ما زال يأتي
لماذا الذي كان ما زال ياتي
لأنّ الــذي ســوف يـأتي ذهـب
لأنّ الـوجـوه اسـتـحالت ظـهـورا
تـفـتّش عــن لـونـها الـمـغتصب
لأنّ الــمـغـنـي أحــــبّ كــثـيـرا
كـثـيرا ، ولــم يــدر مــاذا أحــب
البردوني1
-2-
تذكر المستقبل أو مستقبل الماضي
قد حاول الشاعر اليمني عبدالله البردوني ( 1929-1999) الذي شغل نفسه كثيرا بتذكر الزمان العربي للمستقبل ومفارقاته2 الغرائبيه المرعبه ان يضئ بعيون شعره وعقله الظاهره التي ظلت تعيد انتاج نفسها في الاجتماع الاسلامي دون كلل او ملل-ظاهرة- مداهمة الماضي للحاضر, او"استحالة الوجوة الى ظهور" بحثا عن مستقبلها الذي ضاع في ثتايا تقدمها الى الخلف .
ابصر المفكر فؤاد زكريا3 ( 1927 -2010 ) * في النص النظري والعملي لمثول الماضي أمام الحاضر العربي مشهدا فلسفيا جديرا بالتامل "إن الماضي يبدو في أحسن الأحوال ماثلاً دائماً أمام الحاضر ، لا بوصفه مندمجاً في الحاضر أو متداخلاً فيه ، بل بوصفه قوة مستقلة عنه ، منافسة له ، تدافع عن حقوقها ، إزاءه ، وتحاول أن تحل محله إن استطاعت"
يحسن بكل من لا يرغب أن يكون ضحية لمكر العقل أن يتوقف قبل أن يتفق أو يعترض علي النتيجه التي استخلصها الشاعر البردوني من سؤاله المفتوح: لماذا الذي كان ما زال يأتي ثم فكروقدر فاجاب بكثير من التفصيل في محاضراته و كتاباته العديدة * -بان الحضور القوي للماضي وجلوسه المضجر كمفاوض ثقيل الظل يحتل بمفرده مستلقيا ومنكفئا على كل مساحات المائدة المستديرة التي نصبت ليتداول الجميع حولها مواضع الخلف
والاختلاف ثم يبذل الماضي بجرأه لا تتوفر لاحد من الذين يتساءلون باستنكار : من اين اتى هذا ؟ جهودا جبارة لطرد كل الاطراف التي تمثل ابعاد الزمان والمكان ليجلس القرفصاء علي مركز الضوء في المائدة بلا شريك أو مناوئ يلوي على شئ واحد أن يكون بديلا عن الحاضر وقضاياه وتحدياته - هذا الحضور العجائبي يجسد ببلاغة للمراقب الغياب الحقيقي لحاضر فاعل أو بتعبير(لايخلو من تبسيط) ليس للشعوب العربيه سوي ذلك الماضي الذي ذهب, ومهما يكن من امر لابد من التوقف لفحص الدالة "الماضوية السلفية "في ذاتها ماذا تعني؟ وما تبتغي؟.
-3-
هل السلفية وعي -نهج- موقف ؟
اذا كان الماضي قد تحول بالنسبة الى المسلمين شبحاً يقطع عليهم الطريق الى المستقبل عبر شخصيات وتنظيمات وفتاوى وحراب الحركات الأسلامية المعاصرة وتدفع بهم الاخيرة تخديرا وترهيبا وابتزازا ان يدخلوا رؤوسهم معها في انية فخارية كبيرة (كتلك التي ادخل فيها ثور البصيرة أم حمد راسه*), ثم تسمح هذه الحركات الاسلامية بالاصالة عن نفسها وبالوكالة عن كل المسلمين في كوكب الارض ان تفتح عيونها وحدها لتتجول بحرية كاملة في ذلك العالم المحدود لغيرها واللانهائي بالنسبة لها -اذا كان ذلك فهل من الخطأ أو الغلو أن نطلق على تلك العيون وعلى ذلك الضرب من نهج النظر – السلفية ؟ اذا كان ذلك بحق كذلك فما الواشجة بين الوعي بالماضي كمسار في حركة الزمان الذي ذاب في الحاضر الذي سيمتد الى المستقبل في سيرورة وصيرورة اللانهائي والسلفية الاصولية المعاصرة كعصا ترفع في وجة من عصاها وكايديولوجية تفضي بمقولاتها وبمقاصد من تعبر بعمق عن وعيهم بهلامية أو بتحديد الي الانزلاق بعفوية لرفض الحاضر خطابا وفعلا . ؟
نلاحظ في البدء تلك المفارقة التي تجابهنا في تداول الفكري اليومي عن السلفية كنهج او كفكر يفحص في سياق اتساق بنائه أو اضطرابه , ان ليس ثمة فكر او فقه او اصول متجانسة ومتماسكة يمكن ان نطلق عليها بدقة الفكرالسلفي منذ ظهور الاسلام في القرن السابع الميلادي وحتى سقوط دولته الخراجية الكبري في الشرق العربي (القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي ) ولكنه تبلور بعد ذلك في ثنايا تدافع الازمات المتلاحقة التي حاصرت
المسلمين في عصور الانحطاط( سقوط الحضارة العربية الاسلامية -الغزو العثماني -الاستعمار الاوربي ونشأة النخب على يدية) أذ كانت المدارس التي نشأت في القرون الثلاثة الاولى( الثامن والتاسع والعاشر الميلادي) في اصول الفقة وعلم الكلام والتفسير والنحو والتاريخ والبيان والعروض والفلسفة والمنطق والبلاغة والتصوف وعلم الميزان والهئية ذات طابع ابتداعي جديد وقد استقت من المصادر اليونانية والرومانية والفارسية والافلاطونية المحدثة الكثير من مناهجها رغم انها انطلقت في الاساس من التجربة الاسلامية العربية في شتى حقول المعرفة لذا يمكن الحديث عن جذور ومعالم وقضايا الفكر السني او الفقه الشيعي الجعفري او علم الكلام الاشعري او الماتريدي او المعتزلي او الفقه المالكي او الشافعي أو التصوف نشأة ومعارجا حيث يمكننا مثلا أن نتتبع مسار الحب الالهي أو العرفان اوالشطح أو المقامات أو وحدة الوجود في مظانها الاولى4 وينطبق ذلك على علم التفسير ايضا ولكن يشق في ذات السياق تلمس كل ذلك في موضوعة السلفية كحقل معرفي مستقل بذاته ولا يدحض ذلك اننا نعثر في كتابات عديدة الاشارة الى نهج السلف الصالح ونلتقي ايضا في تيهاء الفتاوى التي حملت منطق مجرى ازمنة الانحدار التي غابت عنا وقائعها وحيثياتها ولم يتبق لنا منها سوى احكامها الفقهية مواقف لا تخلو من ارتباك وغموض حينما يصف احد مساجله سيما في عصور الانحطاط الاسلامي ذات الالف عام بانه مبتدع في تأييد هذا الحاكم أو معارضته أو الحكم فيرد عليه الاخر بانه سلفي –وينبع الضلال ان الذي يدور حوله الابتداع والسلفية "وضع" اقرب الى الدفاع عن موقف بعينه في قضية عملية كانت مثيرة للجدل في حينها ولكنا لا نعلم عنها شيئا أو اتهام تتبعه ادانة فعقاب أو ثواب منه الى فرع في المعرفه له كينونة ومقولات مستقلة كالخراج أوالامامة( علم السياسة) وهل تقوم على الاتفاق والاختيار أم على النص أو التعيين 5 .
-4-
فقة النوازل أو فتوى بمضاجعة الجثث7
• اذا تجاهلنا لبعض الوقت التمظهرات التي تتزيا بها السلفية لعرض احكامها القيمية والدينية ذات الطابع القطعي تحليلا وتحريما في مسائل ادخل الى حقوق الانسان و الحرية الشخصية و خيارات الفرد والذائقة والمزاج منها الى الامن السياسي والسلام الاجتماعي كقص الشوارب أو اعفاء اللحي* أوأ طالة أو تقصير اطراف الجلابيب *أو تفصيل خطوط طول وعرض وسمك الحجاب الشرعي* وسفر المراة دون محرم وقيادتها للسيارات واتجهنا الى مفاخرات رجل دين سلفي معاصر له شأن وفتاوى صاعقة + مثل الشيخ عبد الباري الزمزمي رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل6 الذي اصدر فتوي لها
•
• دوي "مضاجعة الوداع" 4 في مايو 2011 فحواها " :" إن الدين الإسلامي يبيح ممارسة الجنس على الجثث, بشرط إذا كان الطرفان يربطهما عقد القران قبل الموت, وان لا حرج إذا أراد الزوج ممارسة الجنس مع جثة زوجته بعد ساعات من موتها"، معتبرا" أن الدين الإسلامي لم يحرم ذلك على الأزواج، مبررا موقفه "بان الزوجة حلال لزوجها حتى بعد مماتها, وأن الموت لا يفسخ العلاقة الزوجية, باعتبار أنه جاء في القرآن أن الزوج والزوجة يمكن أن يكونا في الجنة معا, أي بعد الموت" يفاخر منافحا الفقية الزمزمي بانه يسير على نهج السلف الصالح فيما يعتقد ويفتي فاذا عن لاحد أن يضرب صفحا عن مجانبة هذه الفتوى للحس السليم وللعقل ولمقومات الاستنتاج المنطقي في علم اصول الدين ولطبائع العلاقات في الاجتماع البشري والحيواني ايضا وأن يساله بوضوح ومن تعني بهؤلاء السلف الصالح لاجاب بحماس وعجاله : ابوبكر الصديف وعمربن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب رضوان الله عليهم . فاذا دافعه محاوره بان لا أحد من هؤلاء قد زج بنفسه في مشاطحات فقه النوازل التي يثيرها عن ممارسة الجنس مع الجثث وان لكل من هؤلاء الخلفاء الراشدين نهج ينفرد به في السلوك السياسي والنظر للقضايا التي عرضت له وان هؤلاء قد اختلفوا كثيرا ً في قضايا وتحديات جوهرية ذات طابع عملي واجهت مجتمع المسلمين وقتئذ كالموقف من مانعي الزكاة وحروب الردة التي وقعت في خلافة ابي بكر الصديق أو كيف ينبغي توزيع الخراج في خلافه عمربن الخطاب 8 حيث خالف العدد الاكبر من الصحابة وطرائق توزيعه الذي جرى في السرايا والغزوات في العهد النبوي . الجدير بالاعتبار قد اتى كل من الراشدين الى السلطة (الخلافة ) على طريقه واسلوب جد مختلف عن الاخر, واذا كان ثمة ما يجمعهم فانهم قد اجتهدوا بشجاعة في قراءة النص القراني والسني والامثلة لا حصر لها فهل انت يا زمزمي مجتهد بذلك البعد مع مراعاة فروق الوقت وتقدم العلم التجريبي والاجتماعي والتجربة البشرية وتحول العالم الى قرية كبيرة في مطالع الالفية الثالثة؟ ابمقدورك ان تجتهد فيما ورد فيه نص من القران هذا اذا قفزنا على مضاجعة الجثث هذه التي لم تخطر حتى للشيطان ؟ لاجاب الزمزمي مذعوراً بان معني الاجتهاد لديه لا يكون فيما ورد فيه نص من القران او الحديث وهكذا فان معنى السلفية لدي هذا المعاصر الذي يدعيها اذا فحصناها من الزاوية التاريخية الصرفة فلن نعثر لها صلة بنهج النظر الى الوقائع الجديدة لدى ابي بكر وعمر وعثمان وعلي ولا صلة لها ايضا بمدرستي" اهل الحديث"( مالك بن انس
• ) "واهل الرأي"أبوحنيفة النعمان"( 80-150هـ / 699-767م) ولا واشجة تجمعها بالمعتزلة ( العقل قبل ورود الشرع ) أو بمؤسس علم اصول الفقة أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ
• (رايي صواب يحتمل الخطأ وراي غيري خطأ يحتمل الصواب )
) ولكنها من مزارعات ومحاصيل عصور الانحطاط التي استقرت في وعي الزمزمي فأضاف اليها استنتاجه الفقهي في قواصم النوازل وبناء علي ذلك يمكننا القول ان السلفية كمصطلح له اكثر من دلالة ويتباين من موقف الى اخر ومن جماعة الى اخرى ومن شخص الى اخر الى حد التعارض والمواجهة. ويمكننا ان نشيرالى الوخائم والمقاتل التي ترتبت على التباينات داخل المدرسة السلفية الواحدة كتلك الجماعات السلفية التي دخلت مسجد انصار السنه بامدرمان 1994 واطلقت النيران على المصلين وهم لا يقلون عنهم سلفية وقد تمت مواجهات متعددة داخل المساجد اليمنية بين الزيود والوهابيين من طرف ومن طرف اخر بين الوهابيين من انصار المملكة العربية السعودية وخصومها من نفس المذهب فعبروا عن ذلك باشهار السلاح لاختلافات في المواقف السياسية عجز نهجهم "السلفي" المضطرب في النظر من الاقتراب اليها عقلا وحلها سلما فالتقوا عبر اسلحة غير سلفية وظل كل فريق منهم أن يكون حريصا على قتل صاحبه الذي ينطلق من ذات المواقع .
نواصل
د-عبدالسلام نورالدين
delsalamhamad@yahoo.co.uk
***هوامش وتعليقات
-1- عبد اللة البردوني-أغنية من خشب ص 662 -ديوان عبد اللة البردوني -الاعمال الكاملة -المجلد الاول-اصدارات الهيئة العامة للكتاب-2002
-2-
Erich von Danikan The remembrance of the future
يقع "تذكر المستقبل" التخيل الروائي الاثاري للكاتب الدانماركي اريك فون ديكان في فضاء الخيال العلمي-اذ يتطلع الكاتب في تعاريج مزجه بين الخيال العلمي والنظر الاسطوري الديني لنشاة الكون والحضارات من مرجعية نصوص التوارة والانجيل أن يدحض المفهوم المادي للتاريخ عبر العلية الدينية للاصحاحات فيعيد النظر من منظور الخيال العلمي في ابعاد المكان والزمان في سياق رفض الفكرة القائلة ان الزمان شكل لوجود المكان الذي يساوي لدية أن الانسان يقبع في حبس ابدي داخل قضبان المكان وعليه ان يتمرد على السجن والسجان أم التصور السلفي فلا يخرج من اليقين ان المستقبل يكمن في استعادة الماضي الذهبي وبعجز هذا التصور عن تقديم اجابة عن ماذا يعني بالماضي الذهبي -متى بدأ ومتى انتهى ؟. للمستشرق الشيكي كارل باتراشك مؤلف يناقش فيه عودة الزمن لدى المسلمين.
-3-
فؤاد زكريا - التخلف الفكري وأبعاده في الحضارة ، ص 167 – ندوة الكويت 1974 – عن أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي
* لسبب غير معلوم وليس من اهتمامات الحكاية أن قد ادخل ثور راسه في انية فخارية صغيرة العنق واسعة الجوف( برمة) فلما عجز من يعنيهم امر الثور والجرة عن حل ينزع به الثور عنقه بسلام وتبقى الجرة سالمة استعانوا بالبصيرة أم حمد التي اشتهرت بطرائقها في اسداء الحكمة فاشارت عليهم بقطع راس الثور اولا فلما فعلوا طلبت منهم كسر الجرة
-4- لن يعثر القارئ في هذه الموسوعة بابا أو عنوانا أو موضوعا مستقلا يطلق عليه السلف أو السلفيون.انظر: فؤاد سزكين-تاريخ التراث العربي- علوم القران -علم الحديث -التدوين التاريخي الى غاية سنة 430 هجرية تقريبا الاول والثاني-نقله للعربية محمود فهمي حجازي- فهمي ابو الفضل- الهيئة المصرية العامة للكتاب 1977
-5- الخلاف حول الامامة في الفكر السني
واعظم خلاف بين الامة- خلاف الامامة, اذ ما سل سيف في الاسلام كما سل علي الامامة في كل زمان -وقد سهل اللة تعالى ذلك في الصدر الاول, فاختلف المهاجرون والانصار فيها- فقالت الانصار منا أمير ومنكم أمير وأتفقوا على رئيسهم سعد بن عبادة الانصاري فاستدركه الوبكر وعمر رضى اللة عنهما في الحال لان حضرا سقيفة بني ساعدة وقال عمر: كنت أزور في نفسي كلاما في الطريق فلما وصلنا الى الطريق اردت ان أتكلم فقال أبوبكر: مه يا عمر-فحمد اللة وأثنى عليه وذكر ما كنت أقدره في نفسي كأنه يخبر عن غيب-وانما سكتت الانصار عن دعواهم لرواية ابوبكر عن النبي صلعم : الائمة من قريش-وهذة هي البيعة التي جرت في السقيفة.
عبد الكريم الشهرستاني:ص 22 -23 الملل والنحل-دار الفكر بيروت-بدون تاريخ
أوجه الاختلاف حول الامامة
الاختلاف حول الامامة على وجهين
1- القول ان الامامة تثبيت بالاتفاق والاختيار
2- الامة تثبت بالنص والتعيين
فمن قال ان الامامة تثبت بالاتفاق والاختيار قال بامامة كل من اتفقت عليه الامة او جماعة معتبرة من الامةأما مطلقا وأما بشرط أن يكون قرشيا على مذهب قومه وبشرط أن يكون هاشميا على مذهب قومه.
الشهرستاني- ص 26 الملل والنحل -دار الفكر
-6-قانون "مضاجعة الوداع" يسمح بممارسة الجنس خلال الساعات الـ6 الاولى من الوفاة
April 28, 2012
وحدها مصر، تمكنت رغم مرور أكثر من سنة على ثورتها، من الإبقاء على أخبارها وتظاهراتها التي لا تنتهي، ضمن أولويات الأحداث والأحاديث. فالثورة تبعتها ثورات، واحتشاد المحتجين في ميدان التحرير المشهور بات فعلا يوميا وحدثا اعتياديا، أفقد الثوار، شاؤوا أم أبوا، رونق احتجاجاتهم وإنجازاتهم.
غير أن الخبر الجديد في اليوميات المصرية، فرض نفسه بقوة ليس فقط في الصحف ووسائل الاعلام إنما تحول أيضا الى موضوع مناقشة في مجلس الشعب.
فقد اثارت مقالة نشرها عمرو عبدالسميع في صحيفة "الاهرام" يوم الثلاثاء، وقبلها مقالة محمود نافع المنشورة في 19 نيسان في "الجمهورية" المصرية، ايضا، بعنوان "مضاجعة الوداع" جدلا كبيرا في مختلف الاوساط المصرية، اذ كُشف في المقالتين عن اقتراح قانون تقدم به احد نواب التيار السلفي، ويدعى الحاج احمد تبنى فيه فتوى الشيخ المغربي عبدالباري الزمزمي بشأن ما اسماه" مضاجعة الوداع" وفيها يسمح للزوج بمعاشرة زوجته المتوفاة خلال الساعات الست الاولى من موتها كما يسمح للمرأة بممارسة الفعل نفسه مع بعلها الميت.
الجدل لم يقتصر على مصر وحدها, بل دخلت صحيفة"حرييت" التركية على الخط وعلقت على هذه القضية الغريبة بينما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرا نقلت فيه، بعض ما ورد في القانون المقترح، ومنها خفض سن الزواج عند الفتاة الى 14 عاما وعدم فرض التعليم والتوظيف على المرأة.
وفيما يحاول بعض رموز التيار الاسلامي المصري سحب الاضواء عن هذه القضية مع نفي الاقتراح سارعت رئيسة المجلس القومي للمرأة في مصر الدكتورة ميرفت التلاوي الى ارسال كتاب مفتوح الى رئيس مجلس الشعب سعد الكتاتني تطلب فيه رفض هذا الاقتراح وعدم ادراجه على جدول اعمال المجلس الا ان الكتاتني المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين لم يرد على كتاب التلاوي.
وتسود حالة من الغضب والضيق شريحة كبيرة من المصريين الذين علموا بهذا الاقتراح المتوقع ان يناقشه مجلس الشعب بما يعرف بـ"قانون مضاجعة الوداع" وهو الذي تعود جذوره إلى فتوى اصدرها رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل الشيخ عبد الباري الزمزمي في 11 أيار العام الماضي وقال فيها:" إن الدين الإسلامي يبيح ممارسة الجنس على الجثث, بشرط إذا كان الطرفان يربطهما عقد القران قبل الموت, وان لا حرج إذا أراد الزوج ممارسة الجنس مع جثة زوجته بعد ساعات من موتها"، معتبرا" أن الدين الإسلامي لم يحرم ذلك على الأزواج، مبررا موقفه "بان الزوجة حلال لزوجها حتى بعد مماتها, وأن الموت لا يفسخ العلاقة الزوجية, باعتبار أنه جاء في القرآن أن الزوج والزوجة يمكن أن يكونا في الجنة معا, أي بعد الموت".
إلى ذلك، رفضت مصادر في البرلمان المصري الضجة الإعلامية المثارة بشأن "مضاجعة الوداع"، وفي اتصالات لصحيفة "الشرق الأوسط" أجرتها مع عدد من النواب والمختصين، أوضح النائب هشام أحمد حنفي، وكيل لجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس الشعب أن "اللجنة لم يصلها أي مشروعات قوانين في هذا الشأن، ولم يتم عرض الأمر عليها"، مؤكدا أن "هذه الضجة عارية تماما عن الصحة، وأن الهدف من ورائها هو تشويه صورة البرلمان".
من جهته، أوضح النائب عن حزب "البناء والتنمية" أشرف عجور، أنه "لم تتم مناقشة هذا الأمر في البرلمان، ولم يسمع عنه إطلاقا حتى بين النواب".
واتفق معهما أمين اسكندر النائب عن حزب "الكرامة"، مؤكدا أنه "لم يسمع عن مشروع قانون بهذا الخصوص"، لكنه لفت إلى أن "المناخ العام في البرلمان يسمح بتناثر مثل هذه الشائعات، خصوصا بعد التقدم بمشروع قانون يطالب بخفض سن الزواج للفتيات من 18 إلى 14 عاما، ومشروع قانون آخر يطالب بتطبيق حد الحرابة على البلطجية، وهي مشاريع خطرة وتثير البلبلة والمخاوف داخل المجتمع"، على حد تعبيره.
-7-
نشطاء يتداولون 7 رسوم تسخر من عبد الباري الزمزمي صاحب فتوى مضاجعة الوداع
2012-10-23 14:49:50
القاهرة - سناء الطويلة
سخر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من الشيخ المغربي المثير للجدل عبد الباري الزمزمي رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث، وذلك بتناول الفتاوى الخاصة به في شكل كاريكاتيري ساخر.
الزمزمي الذي أجاز مضاجعة المرأة الميتة، وأطلق عليها «مضاجعة الوداع»، أحل كذلك استعمال النساء غير المتزوجات للقضيب الذكري، الجزرة، والقنينات، لتخفف المرأة عن نفسها، وتصرف كبتها حتى لا تقع في المحظور، وهو الزنا، على حد قوله.
الشيخ المثير للجدل لم يكتفي بذلك ولكنه أصدر فتوى أخرى الأوهى فتوى إرضاع الكبير وذلك بأن تقوم المرأة بإرضاع زملاء العمل حتى لا يكون هناك حرمة في الاختلاط بينهم وتصير محرمة عليهم.
الزمزمي أثار الكثير من الجدل على شبكة الانترنت، حيث استنكر عدد كبير من المتابعين لهذه الفتوى الغريبة،التي لم تجد من يتصدى لها، خاصة أن الشيخ له فتاوى أخرى أكثر غرابة، ولكن الأهم من الفتاوى أن الشيخ لا يحاول العدول عن هذا النهج الغريب في الفتوى.
-8- القاضي ابويوسف يعقوب بن ابراهيم -كتاب الخراج ص 27 دار ابوسلامة تونس1984
abdelsalamhamad@yahoo.co.uk