مابين اللغة العربية وما بين اللغات الاخرى واللهجات

 


 

 


ان اللغة العربية لم تفرض على الناطقين بها ولا المتعاملين  معها لكن بسبب مالها من خصائص ومؤهلات  جعلتها مقبولة لدى الشعوب كما جعلتها تلك الخصائص لغة عالمية وفي هذا القول يقول الدكتور الفاتح الأمير استاذ اللغة العربية بجامعة كردفان اللغة العربية لغة مواكبة   متطورة متجددة محفوظة والدليل على ذلك أن القرآن يتلى بنفس الطريقة التي أنزل بها قبل أربعة عشر قرنا  وكذلك الحديث والشعر الجاهلي مقارنة مع اللغة الانجليزية والتي قبل أربعمائة عام لغة شكسبير وجيله ليست هي ألان ،اللغة العربية لها من الامكانات والمواكبة ما جعلها تتحدى المصطلحات والترجمة وكل العلوم الحديثة كالطب والهندسة وعلوم الفضاء في الجامعات تدرس باللغة العربية و الناطق  باللغة العربية يستطيع أن ينطق كل اللغات نطقا صحيحا دون تغيير او تبديل في الحروف أما عن الكتابة العربية عقدت دراسات حديثة اظهرت ان الكتابة العربية احسن كتابة تمثل المنطوق وسلسة وسهلة وفيها من النواحي الجمالية ما جعلها زينة للمساجد والدور الخاصة كما أن هناك معرض دولي  يعقد في فرنسا للخط العربي انتهى كلام الدكتور ،اللغة العربية لغة المستقبل لأنها مرتبطة بالاسلام والاسلام موعود بحتمية السيادة والانتشار كما نعتقد نحن المسلمون وفي الحديث ( لا تقوم الساعة حتى يبلغ هذا الامر ما بلغ الليل والنهار )أي أمر الاسلام ،اللغة العربية لغة مقدسة وعظيمة لأنها نزل بها القرآن العظيم كلام الله العظيم والذي ما كان له أن يستحي من أن يقول (انا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )اللغة العربية لغة جاذبة للمستمع مؤثرة على الوجدان والنفس والدليل على ذلك أن الذي يستمع القرآن يؤثر في نفسه ولو كان اعجميا او لا يعرف معانيه ولما كانت امة محمد صلى الله عليه وسلم خير امة اخرجت للناس لاشك أن كل ما يرتبط بها ومنسوب اليها لا يخرج من هذه الخيرية ومن المعلوم أن ألاسلام هو الدين الخاتم وقد أتى للناس كافة وهو المعتمد عند الله والذي يقول (ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) فهذا يقتضي أن يختار الله سبحانه لهذا الدين ماهو في نفس المستوى من الخيرية والتحدي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم العربي الهاشمي سيد ولد آدم وعلى ذلك تم اختيار الصحابة وأغلبيتهم كانوا من العرب والله يقول فيهم (محمد رسول الله والذين  معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الأنجيل )وكانت هذه  الصفات التي ذكرها الله في الآية ساعدت  على نشر الدعوة وكان منهم سلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي لا فرق بينهم الا بالتقوى ففتحوا البلاد ودخل الناس في دين الله أفواجا فكان الأعاجم أكثر عددا ونصرة للدين وما نراه اليوم من مواقف كتركيا و ايران يثبت ذلك وقد قامت الدعوة على أكتاف هؤلاء الصحابة  فعاشوا مشاقها وتضحياتها فبذلوا أموالهم وأنفسهم لتثبيت قواعد الدعوة الي الله ولذا نالوا الصحبة والسبقية بافعالهم وعقيدتهم لا بعنصرهم و عروبتهم  ،لم يكن اختيار العرب ولغتهم الا لأسباب قد نعلمها أولا نعلمها ومنها ما لايعلمه ألا الله وما كان لله سبحانه أن يختار لرسالته الخاتمة ألا الأفضل في كل شئ فالنبي كان أفضل ألانبياء ورسالته كانت خير الرسالات ولا يمكن للغة التي نزلت بها هذه الرسالة أن تتخلف عن هذه الافضلية  والله سبحانه وتعالى يقول (الله اعلم حيث يجعل رسالته ) فاللغة العربية اكتسبت قداستها من أنها لغة القرآن كلام الله ولغة رسوله وقيل أنها لغة اهل الجنة ، فلكل هذه ألاسباب كان على المسلم أن يحب اللغة العربية ولا يقدم عليها لغة اخرى أن لم يكن ذلك في الممارسة فليكن في الاعتقاد ولا يساويها بلغة أو لهجة لأن الاسلام كل متكامل ليس فيه استثناء فلا يمكنك أن تقول أنا أحب القرآن لكنني لا أحب اللغة العربية أو تقول لو كان جاء بالانجليزية لكان أفضل أو تقول أنا أحب الرسول لكنني أكره لغته و المعتنق للاسلام  مجرد أن ينطق بالشهادة هذا يعني أن كل ما يتعلق بهذه الكلمة ومرتبط بها  لابد من الايمان به ومحبته وتقديمه على كل محبوب والله سبحانه وتعالى يقول (قل أن كان آباؤكم وأبناؤكم وأخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا ) وفي الحديث (لا يكمل أيمان أحدكم أكون أحب أليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين ) فالذي يدافع عن اللغة العربية ويرجو لها السيادة ويتمنى للغات الاخرى واللهجات أن تتلاشى ليس مخطئا اذا كان منطلقا من هذا الفهم وهو حب الله ورسوله وعلى العكس فالذي يدافع عن لغته ولهجته ويريد لها أن تسود على اللغة العربية أو تتساوى معها أو يعتبرها هي الأفضل وهو مسلم يكون قد جانب الصواب فكيف للغة العربية ألا تسود ونكرر ما ذكرناه في صدر المقال  أن العاقبة سوف تكون للاسلام والله سبحانه وتعالى يقول (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين ألحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ) فلا يمكن للدين أن تكون له العاقبة والميراث  والتمكين بمعزل من اللغة العربية وهذا لا يعني أن هذه اللغات واللهجات سوف يكون هناك سعيا مقصودا وعملا مرتبا لأنهائها  بين يوم وليلة ولكنها سوف تتضائل بقدر  اقبال الناس على الاسلام وقوة الاعتقاد فيه وتعلم اللغة العربية ولو كان هذا ألانهاء ممكنا لحدث في الماضي وقد غزا الاسلام أوربا وآسيا وأفريقيا فلم تفرض اللغة العربية في تلك البلاد بالقانون ولم تكن هي اللغة السائدة لكننا نعني بحديثنا الذين يتحدثون عن لهجاتهم ويدافعون عنها ويصفون الذين يدعون الي سيادة اللغة العربية بأنهم عنصريون ودعاة فتنة وقد نسي هؤلاء أن المسلم ليس له هوية ولا قبيلة غير الاسلام وأن الدفاع عن اللهجات ماهو ألا دفاع عن القبيلة والعنصر والغريب في ألأمر أنهم يتحدثون اللغة العربية ولا يعتبرون ذلك منة من الله عليهم وقد قال  لي أحد الباكستانيين من جماعة الخروج في سبيل الله لو جاز الحسد في شئ لحسدنا السودانيين على التحدث باللغة العربية ، فهذا يبحث عن اللغة العربية وهذا يريد التخلص منها واستبدالها بلهجته فالفرق بين الاثنين كالفرق بين حديثيهما ونختم حديثنا بأن ندعو أن يتوحد العالم  الي حد ما وتتوحد قبلته  كما تتوحد ملته وما ذلك على الله بعزيز (ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول عليكم شهيدا ولتكونوا شهداء على الناس ) وليس في هذه الدعوة من حرج بل المطلوب من المؤمن الحق الذي لم يجعل الله له من قلبين في جوفه ، قلب مع الاسلام وقلب مع القبيلة ولهجتها  و مطلوباتها أن يدعو بهذا  الدعاء ، ولا شك أن المحبة لله ورسوله تشمل كل ماله صلة بالله ورسوله ولا اعتراض ولا نقاش بل تسليم كما قال سيدنا عمر للحجر الأسود أني اعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك وفي الحديث (لم يجد حلاوة الايمان من لم يكن الله ورسوله أحب أليه مما سواهما ) او كما قال صلى الله عليه وسلم .
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]

 

آراء