ماذا لو ؟

 


 

 

كنتُ في حلم ٍ بين متقلباتِ سُّبات النومِ ، اليقْظَة ِ والصحيان ، عندما طافَ بي خيالٌ بلادنا في السودان ، مراتعُ الصبا ومهدُ الذكريات حيثُ لم تعدْ الأيامُ كما الأيامِ ، ولم تعدْ الأشياءُ كما الأشياءَ فاعتراني ضيقُ الصدرِ ولسان حالي يقول1:
سهادُ البيْنِ أرقّنِي طويلا ويسلبني الكَرى حتى المَقْيلا
وجمرُ البعدِ ألهب لي كيانِي وأشْعلَ بين أحشائِي فتْيلا
ماذا حلّ ببلادنا ؟ تتقاذفها الإحنُ والمحنُ يمنةً ويسارا ، تتنكبُّ جادة الطريق وتسير وسط ظلامٍ دامسٍ نحو ضلالٍ بائس دون هدىً ردحاً من الزمان . ليتها كان لها إرادة وتصميم الشاعر الجاهلي 2:
ولستُ بمحيارِ الظَّلامِ إذا انتحتْ هُدى الهوْجلِ العسيِّف ِ يهماءُ هوجَلُ
هذا البلد الطيّبُ أهلاً ومنزلة ، أرضُ الكرمِ والجود ، الطيبةُ والسماحة ، الشجاعةُ والاقدام تختلطُ في مزيجٍ سحري كما وصَف إنسانه في بلاغةٍ متناهية ، متنبىء عصره 3 :
إنْ أداك وكتّر ما بقول أديتْ أبْ درقْ الموشح جِلدُو بالسُوميت
ابْ رِسوة البِكّرُ حجّر شرابْ سِيتيت كاتال في الخلا وعُقبانْ كريم في البيت
ماذا لو إمتلك الوطن قيادةً وشعباً الإرادة التي تمكنه من تحقيق تطَّلعاتِه حيثُ تسير الأمة نحو طريق الخلاص الذي يفضي إلى الاستقرار السرمدي ، والسلام الدائم الذي دون شكٍ ، أُ ولى خطوات التنمية المستدامة . على مر تاريخ الحضارات في تاريخ الإنسانية عبر القرون ، لم يكنْ هنالك تقدمٌ ، ازدهارٌ ورفاهية دون السلام والاستقرار .
ماذا لو عمل الجميع دون تمييز نحو علو ورفعة الوطن دون الالتفات نحو الأجندة الشخصية ، القبلية ، الحزبية، العقائدية أو الخارجية فلا يسْتصغرَّن أحداً مجهوداً مهما صغر إن كان يهدفُ لرفعة وسمو الوطن اليومَ قبل غدٍ كما نصح منار الوطنية 4 في قصيدته العصماء : "صَه ياكنارُ" :
فإذا صغرتَ فكنْ وضئياً نيّراً مثل اليراعةِ في الظلامِ الأسودِ
وإذا ادّخرت إلى الصباحِ بسالةً فأعلم بأن اليوم َ أنسب من غدِ
وإذا وجدت من الفكاكِ بوادراً فأبذل حياتك غير مغلول اليدِ
ماذا لو سخّرت لنا الأقدار قيادةً رشيدة تعبر بنا خضِّمِ ولجةِ الموجِ وتنقذنا من الغرق . لم تنجُ الأممُ من قبل ومن بعد سوى بالقيادة الحكيمة التي تعرف الطريق والمسير نحو النجاة عندما تدلهمَّ الخطوب ويبلغُ السيل الزُّبى وتبلغ القلوب الحناجر 5 . يتميز قائدنا المنشود بالبصر والبصيرة فيكون منارةً للتايهين الحائرين ، يجبر الخاطر ويكرم الزائر ، منجزاً يجد الحلول للخفيف والثقيل من مصاعب الزمان ، حكيماً لا يتسرع القرار و شجاعاً إن جدّ في عزم الأمور كما مدحه شاعر الأوصاف 6 :
سيف قاطع الخلاف الانعدمْ حبّاسو
وابلْ نعمةَ الجار البيْروِي يباسو
ضوْ الهجْعَة للتايه غريب بتْلفتْ
إيدو بشاير الطرفة أمْ بروقاً لفّتْ
زي عالم فلكْ في كل شيء اتبصرّ
إن جاتْ هينةَ وإن جاتْ التقيلة منصّر
كريماً بالتحية يميل عليك اتعصرّ
جنباً لوحرنْ قدر انطلق ريح صرْصرْ
ماذا لو تسامَى الجميع فوق السموم الحزبية و القبلية التي مزقت الوطن كل ممزق لعقود من الزمان ، وأقعدت الوطن عن المسير ، وأفضت به إلى نزاعات و حروب عبثية امتصّت مواردنا الشحيحة منذ الاستقلال وقضْت على الأخضرِ واليابس، وشرّدت أبناءالوطن في الداخل والخارج وقتلت الألاف دون ذنبٍ جنوه . يقول شاعرنا 7 في نصيحة منسية ، وبصيرة أزلية وما درى بعدها أن الخطوبَ ما فتئت تحيقُ بنا وتحدقُ أضعافاً مضاعفة :
فلو درَى القومُ بالسودانِ أين همُ من الشعوبِ قضوا حزناً وإشفاقا
جهلٌ وفقرٌ وأحزابٌ تعيثُ به هدت قوى الصبرِ إرعاداً وإبراقا
إن التحزّبَ سُمٌّ فأجعلوا أبداً يا قوم منكم لهذا السُمُّ ترياقا
الوطنُ والوطنية يسمُوان فوق القبلية والحزبية ، والمواطنة أساسُ الحكمِ الرشيد حيث يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات ويكونوا سواسِية وقت التوزيع العادل للسلطة ِ والثروة .
ماذا لو أقمنا أسَّسَ الحقِ والعدل لنحارب الظلم والجور بميزان العدالة و سيادة القانون . ليس هنالك سلاحٌ ضد الظلام و الإظلام أمضى من عدل القانون ، ولم تسود شريعة الغاب حيثُ يأكل القوي الضعيف إلا حين يتمُ تفصيل القوانين وتعديل الشرائع لتناسب مقاس الظالمين الفاسدين .
يقول الشاعر8 :
العدلُ كالغيثِ يحي الأرض وابِلَه والظلمُ في الملكِ مثل النارِ في القصبِ
أليس ما نعانيه الآن من ويلات نيران الظلمِ والفساد سببه الأساسي المُلْكُ العضود 9 ؟
ماذا لو حاربنا مفاهيم العنصرية والتمييز العرقي البغيض التي كان سبباً مباشراً في تخلفنا الحضاري للحاق بركبِ الأمم وسبباً أساسياً في نزاعاتنا و حروبنا الداخلية التي أدت لعدم الاستقرار السياسي، الاجتماعي والاقتصادي .
السودان والسودانيين نتاجٌ لتلاقح أجناسٍ شتي : عربٌ و افارقة وسكان محليين صُهرت عبر مئات السنين ، ماذا لو اقتنع الجميعُ أننا سودانيون فقط نتميزُ بذلك و نفتخر ، نتصل بالجذور دون الركون للفروع كما أسهب شاعرنا في أبيات مختارة من قصيدته "أنا سوداني" 10 وهو يخاطب الأمة على أعتاب الاستقلال:

كل أجزاءه لنا وطنٌ إذ نباهي به ونفتتنُ
نتغنى بحسنِه أبداً دونه لايروقنا حسنُ
نتملى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمنُ
أ يقظَ الدهرُ بينهم فِتناً ولكم أفنت الورى فتنٌ
وحيث تفاخر بالأصل العربي :
أيّها الناسُ نحن من نفرٍ عمروا الأرضَ حيثُما قطنُوا
يذكرُ المجدُ كلما ذُكروا وهو يعتزُ حين يقترنُ
نزحُوا لا ليظلموا أحداً ولا اضطهاد من أمنُوا
دوحة العربِ أصلها كرمٌ وإلى العرْبِ تنسبُ الفطنُ
وكما أشار لأصلنا الزنجي شاعر افريقيا الراحل 11 :
أنا أسود
أسود لكن حرٌ يمتلك الحرية
أرضي إفريقية
عاشت أرضي ، عاشت إفريقية
ما لا يدركه جلّ الذين يسيرون في درب القبلية المفضي إلى التهلكة : أننا في سوداننا المأزوم يستهزيء فيه " أب سنتين" من سِن و سنون على " أب سنة " ! ليتنا نلتفتُ فنتكاتف إلى ما يجمعنا ، لا ما يفرقنا .
الجهل وعدم الوعي هي أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة السالبة وكلما أذكى الزعماء المحليين إوار نار التمييز ، الفرقة والشتات زادت أثارها المضرّة على المستوى المحلي والاقليمي ودوننا النزاعات والحروبات المتكررة . يعلمنا التاريخ أن الدول الحديثة لا يمكن أن تشادُ وتبنى دون التعريف السليم للوطن والمواطنة تحرسها المراقبة الدائمة والقوانين الرادعة.
يستزيدُ شاعرنا وكأني به يستقرئ مستقبل الثورة التي ننشدُ أن تعبر بنا لواقعٍ جديد:
الفجرُ يدكُ جدارَ الظلمة
فاسمع ألحان النصرِ
هاهي ذي الظلمةُ تتداعى
هاهو ذا شعبِي ينهضُ من إغمائه
عاري الصدر
هاهو ذا الطوفانُ الأسود
يعدو عبر السدِ الصَخْرِي
يتألقُ في ضوءِ الفجرِ
ماذا لو وجهنا كل الطاقات و القدرات لنهضة التعليم العام والعالي واِهْتممنا بثنائية المحتوى والجودة عبر مناهج جديدة تواكب العلوم الحديثة حتى نستطيع اللحاق بركب الأمم . كل الدول التي زرعت في أرضها البكر شتول التعليم الصلدة منذ عقود ، حصدت الآن ريع غرسها وصارت تخطو حثيثاً نحو التقدم والازدهار.
عرف هذه الحقيقة الجوهرية المربي معروف الرصافي 12 :
وكل بلادٍ جادها العلمُ أزهرت رُباها وصارت تُنبتُ العزّ لا العُشْبا
ماذا لو استثمرنا مواردنا الطبيعية والبشرية لزيادة الانتاج حتى نصل لمقاصد الرفاهية والتنمية المستدامة . لدينا أعظم الموارد بشقيها في المنطقة و القارة لكّنا فشلنا في ترجمتها نحو مخرجات الانتاج والتنمية لفائدة الوطن ، المواطن والمجتمع . لن يتم ذلك الهدف إن لم نتبع طريق سياسات التمويل الاقتصادي الصحيحة قصيرة وطويلة الأمد و التقنيات الحديثة التي تقلل تكلفة الانتاج وتضاعف المنتج وتختصر الوقت والجهد إضافة إلى الاختيار العادل والصحيح للقيادات والكوادر التقنية دون الالتفات إلى الخلفيات الشخصية مهما تعددت أسبابها إن اوصلت الهدف و أدت الغرض.
ماذا لو كانت لنا صحافةً حرةً ومهنية تكون الشلطة الرابعة حقاً ،ترصدُ الأحداث و تسْتوثِقُ الأخبار ، وتأتي بالخبر الصادق اليقين والمحتوى الهادف الذي يرشدُ الأمة والمجتمع لا أن تكون إمعةً رخيصة يتم شراؤها لمن يريد توجيه دفة الرأى العام ، تأتي بكاذب الأخبار وغثّ الحديث والمحتوى كما وصف لسان حال كهنة معابدها و جبت طواغيتها الذين ما فتئوا يمتهنون سبلَ الضلال والاضلال 13 :
تخرُّصاً وأحاديثاً ملفّقةً ليسَت بنَبعٍ إذا عُدّت ولا غَرَب
قمتُ مفزوعاً من نومي لتكاثرُ أثار الغبن وضيق الصدر علينا وتعدد أسباب الخيبة بعد علو سقف الآمال ، ارجعني لرشدي صوت الشابي 14 :
إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياة فلا بدُّ أن يستجيبَ القْدر
ولابُدَّ للّيْلِ أنْ ينجلي ولا بدُّ للقيدِ أنْ ينكسر
ومنْ لا يحبُ صُعودَ الجبالِ يعشْ أبدَ الدهرِ بَيْنَ الحُفْر
هل يتحققُ ذلك ؟ تفكّرتُ ، ولسان حالي يستعجل التغيير 15:
ما كنتُ أوثِرُ أن يمتدَّ بي زمني حتى أرى دولةَ الأوغادِ والسِّفلِ
أعللُ النفس بالامآلِ أرْقُبُها ما أضيق العيشَ لولا فسحة ألأملِ
لقد تعبنا وقد طال المسير فسئمنا نار الغربةِ والترحال ونحن نتابع تقلب الأحداث في أرض الوطن ومسيره التائه الجموح بلا هدىً صعوداً وهبوطا :
طال اغترابي حتى حنّ راحلتِي ورحْلُها وقنا العسالةِ الذُبلِ
هل هنالك أمل ؟ نترقب في وجلٍ فهذا ما ستسفرُ عنه مقبلَ الأيام .

1- الأبيات للشاعر السوري مصطفى قاسم عباس ، السُهاد : الأرق وذهاب النوم ( الكرى) ، الفتيل : مفتول خيط الاشتعال.
2- الأبيات من قصيدة لامية العرب للشاعر الجاهلي الشنفرى : محيار الظلام : الذي يضل طريقه وسط الظلام ، الهوْجل العسّيف : الرجل الأخرق ، يهماء هوجل صحراء ممتدة . يقول لست بالأخرق بالذي يضل الطريق وسط الظلام إذا واجهتني صحراء شاسعة دون معالم .
3- الأبيات لشاعر البطانة محمد أحمد الحردلو وقالها يستعطف الخليفة عبد الله التعايشي للعفو عن إبن عمه شيخ الشكرية عمارة ود أبوسن. وصفه بالكرم والجود وعدم المنّ والأذى و في نفس الوقت بالشجاعة والإقدام . أب درق : ثعبان الكوبرا الذي ينفخ عنقه كترس المحارب ( الدرقة) الذي يزدان جلده بنقاط سوداء ( السوميت : خرز أسود اللون للتزيّن غالباً في شكل عقدٍ ) . اب رسوة كناية عن الأسد ، الكرّ : الهجوم ، حجّر : منع ، ورود : ورد الماء ، أقبل عليه ، سيتيت : أحد روافد نهر عطبرة ينحدر من الهضبة الإثيوبية .
4- الأبيات من القصيدة الوطنية الخالدة :" صه يا كنارُ" للشاعر محمود أبو بكر . اليراعة : حشرة صغيرة تضئ في الظلام . البسالة : الشجاعة ، مغلول اليدِ: مقصر وشحيح .
5- الزَّبى : المكان المرتفع العالي ووصول السيل إليه يضرب مثلاً لسوء الأحوال
6- أبيات منتقاة من استغاثة الشاعر عكير الدامر إدبان مرض صديقه أحمد علي كمبال. حابس السيف : غمده ، الوابل : المطر الغزير ، اليباس : الجفاف ، الهجعة : وقت النوم ، استعارها مجازاً للظلام ، الطرفة أم بروق : السحاب الممطر ويعني الكرم والجود ، حرن : فصيحة ، وقف جامداً لا يتزحزح رافضاً الانقياد ، ريح صرصر : رياح عاتية . يبدو أن هذه الصفات ، سماتٌ لصيقة بالشخصية السودانية !
7- الشاعر الراحل محمد سعيد العباسي في قصيدة يوم التعليم . الترياق مضاد السُمّيات
8- الشاعر جميل صدقي الزهاوي (1863 م -1936 م ) أديب وفيلسوف عراقي عاش زمن نهضة الشعر العربي مطلع القرن العشرين .
9- الملك العضوض هو الذي يفرض على الأمة بقوة وعضود السلاح وفيه يسود الظلمِ والجور.
10- الشاعر محمد عثمان عبد الرحيم ( 1914-2014م) صدرت له دواويين : رياض الأدب ، ومضات فكر ووقفات على مدارج الاستقلال. كتبت القصيدة عام 1946م لاستثارة الروح الوطنية قبل الاستقلال .
11- شاعر افريقيا : محمد مفتاح الفيتوري ( 1936 -2015 م) من رواد الشعر العربي الحديث . والده ليبي عاش مطلع عمره في غرب السودان وأمه سودانية . تربى ودرس بمصر ، لا شك أن هذه التجربة شكلت له أزمة هوية مزمنة عبر عنها في أشعاره . كان مثقفاً متفاعلاً مع قضايا العصر . عاصر حركات تحرر واستقلال إفريقيا بين 1950-1970 وكتب أشعاراً كثيرة تجاه مساندتها.
12- معروف عبد الغني الرصافي ( 1875-1945 م) : أديب ، شاعر ولغوي عراقي ولد بمنطقة الرصافة ببغداد وعرف بها . إمتهن التعليم طوال حياته وكان دوماً منادياً بأهمية العلم ومحاربة الجهل .
13- الشاعر أبو تمام الذي عاش في العصر العباسي والقصيدة : فتح عمورية ( السيفُ أصدق أنباءً من الكتب ) . التخرّص : الكذب والافتراء ، نبع : شجر غليظ و قوي ، غرب : شجر جبلي تتخذ منه الأقواس والسهام لصلابته . يعني أن جلّ كلامهم (ويعني الكهنة والعرافين) ، كذبٌ وافتراء لا أساس له من الصحة .
14- أبو القاسم الشابي : شاعر تونسي عاش حياة قصيرة بسبب مرض القلب ( 1909-1934م) تخرج من جامعة الزيتونة العريقة وخلف وراءه ما يربو عن 130 قصيدة أشهرها : إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة ، و ساعيشُ رغم الداءِ والأعداء .
15- الأبيات من لامية العجم للطغرائي الأصبهاني المولد و النشأة الذي عاش مغترباً عن بلاده في الجزيرة العربية، القصيدة مليئة بالحكمة بسبب التغرب عن الأوطان حاكَى بها لامية العرب للشنفرى التي كانت بدورها أنشودةً أزليةً تحكي معاناة أثار الهجرة والاغتراب.
حنّ : الشوق والحنين ، الراحلة والرحل : الدابة وما يوضع فيها، تماثلها وسائل السفر ، التنقل و الإقامة في زمننا الحالي ، القنا : الرماح المجوفة ، العسَّالة : التي تهتزُ وتضطرب عند رميها ، الذبل : الضامرة . يعني أن نار الغربة قد أصابته بالوجد ، الشوق والحنين كما أصابت كل شيئ يرافقه بما فيها راحلته وأمتعته .

hamadhadi@hotmail.com
//////////////////////////

 

آراء