متى يتخطى فن الغناء والموسيقى في السودان ظاهرة الاجترار ؟؟
أمير شاهين
14 October, 2022
14 October, 2022
amirrshahin@gmail.com
بصراحة عايزين (100) سنة عشان نجيب فنانين زي “وردي” و”الكابلي” و”ود الأمين”
الشاعر اسحاق الحلنقى
لا ينظر الكثير من الناس الى الازمة
الحادة التى يمر بها فن الغناء والموسيقى
فى السودان ! اذ انعدم تماما الجديد و
اصبح هذا الفن اسير الماضى و سجين
التكرار و الاجترار , فمع تفاقم الأزمات
السياسية و الاقتصادية و انسداد أفق
التعافي من الدمار الشامل الذي أصاب
البلاد بسبب حكم الكيزان للبلاد البلاد
لمدة 30 وتلاه جرجرة وخرخرة المكون
العسكرى الانقلابى الذى فرض نفسه على
المشهد السياسى واقفا كحجرة عثر في مسار
تحقيق تطلعات الشعب السوداني فى الحكم
المدنى الديمقراطى الرشيد و الحياة
الكريمة والمستقبل الواعد باذن الله .
فعند التحدث عن أزمة الغناء فأنت تتوقع
الإجابة التالية : انت في شنو والناس في
شنو ؟؟ ويجهل هؤلاء بأن فن الغناء و
الموسيقى هو واحد من أهم المظاهر
الثقافية التي تعكس و تعبر عن حياة الناس
ومنذ القدم فقد عرف الناس اهمية فن
الغناء والموسيقى فى حياتهم ! ولعل خير من عبر عن هذه الاهمية هو الفيلسوف الصيني
الحكيم كونفوشيوس فقد قال قبل أكثر 1500
عام انه اذا اردت أن تعرف مدى تقدم الأمة وحضارتها و وعيها فاستمع الى موسيقاها !!
كما ان علماء الاجتماع و التاريخ كثيرا
ما يلجاون الى الموسيقى لفهم انماط
التفكير و اساليب الحياة فى فترة ما من
عمر الامم و الشعوب !
وفى تقديرى ان اعمق ما فى هذه الازمة هو عدم شعور الكثير من الناس بان هنالك ازمة !! واصبحنا كل يوم نشاهد ظهور عدد كبير من المغنيين و المغنيات حتى ان احد الظرفاء قال لى : طالما ان السودان بعد انفصال الجنوب نزع عنه لقب ارض المليون ميل
مربع فاقترح ان نطلق عليه ارض المليون
فنان !! فهؤلاء المغنيين والمغنيات
يملاون جميع وسائل الاعلام المتاحة
زعيقا و ضجيجا وينالون من الشهرة والمال
و التقدير مالم ينله من قبلهم من
المبدعين الحقيقيين الذين اثروا وجدان
الشعب السودانى و ادخلوا السعادة و
الغرحة فى قلوب الناس ثم رحلوا عن دنيانا
فقراء معدمين لا يملكون الحد الادنى من
المال ما يكفل لهم الحياة الكريمة ولم
يتركوا وراءهم سوى اعمال خالدة و ذكرى
طيبة !! وفى المقابل نجد ان بعض وسائل
الاعلام و الاعلاميين صاروا يطلقون و
بكرم حاتمى الالقاب الفخيمة على هؤلاء
المغنيين المفلسين فنيا ( بسبب عدم وجود
انتاج فنى خاص بهم) مثل " الملك" و "
السلطان و السلطانة" و " القيصر" و
"الامبراطور" و " البروف" وفى هذا المنحى
قال لى صديقى ساخرا : اذا كان هذا المطرب
الذى لا يملك ولا اغنية واحدة خاصة به
يطلقون يطلقون عليه ا الالقاب
الامبراطورية و الملوكية و السلطانية
فماذا يمكن ان نطلق على وردى او كابلى
او محمد الامين او صلاح بن البادية او
عثمان حسين الذين لديهم عشرات الاغنيات
الناجحة والتى يعيش و يعتاش منها هؤلاء "
الاباطرة" ؟؟
المراقبون يتفقون بان فن الغناء
السودانى قد شهد اوج ازدهاره و نضجه فى
الستينيات و السبعينيات من القرن الماضى
بوجود عدد كبير من المبدعين المميزين فى
مختلف مجالات الغناء و الموسيقى من شعراء
و مملحنين وموسيقيين و مطربين , فعلى سبيل المثال شهدت هذه الفترة ظهور وردى و محمد الامين و الكابلى و صلاح ابن البادية
والجابرى وقبلهم عثمان حسين والكاشف و
العاقب محمد حسن والجابرى وفى هذه
الفترة بلغت الاغنية السودانية قمم
سامقة لم تبلغها من قبل وعلى سبيل المثال
لا الحصر فكانت هنالك عدد من الاغنيات
التى اصبحت علامات فارقة فى فن الغناء
السودانى مثل : بتتعلم من الايام والحب و الظروف و الجميلة و مستحيلة وقلت ارحل و الساقية وهذه الصخرة وسال من شعرها الذهب وطبع الزمن وغيرهم من الاعمال التى رسخت فى وجدان الناس و شكلت وجدانهم واضافت الكثير الى الثقافة السودانية
ان اكبر مظاهر الازمة الغنائية اليوم هو عدم الجديد او التجديد , فمن المعروف ان الفن يعنى بالابتكار و تقديم الجديد وخلق اشياء لم تكن موجودة , فلاغنية مثلا لابد ان يكون هنالك شاعر صاغ كلماتها واتى بجديد المعانى و المفردات وملحن يعرف كيف يحول تلك الاشعار الى لحن وموسيقى جديدة وغير متكررة او متشابهة لسواها ! و مطرب يستطيع بموهبته وما حباه به الله من صوت جميل وحنجرة متفردة ليقوم بتتويج كل هذا الابداع الشعرى و الموسيقى
فى قالب اغنية جديدة ! وفى يوما ما كان
عندنا فى السودان اشخاص يمتلكون مواهب
ابداعية متعددة ( شعرو تلحين و غناء)
فمثلا نجد الشاعر و الملحن فى ان واحد
مثل عبدالرحمن الريح وعوض جبريل ومحمد
عوض الكريم القرشى الذين كانوا يكتبون
الاشعار ويقومون بتلحينها و تسليمها
جاهزة الى المطربين , وايضا المطربين
الملحنين الذين يقومون بتلحين الاشعار و
غنائها بانفسهم او منحها لمطربين اخرين
مثل العاقب محمد حسن ووردى وعثمان حسين
وابوالامين و كابلى والسنى الضوى و
الطيب عبدالله , هذا بالطبع مع وجود
ملحنين متفرغين فقط لتقديم الالحان الى
غيرهم مثل احمد زاهر وبرعى احمد دفع
الله والفاتح كسلاوى وعلاءالدين حمزة
وودالحاوى و بشير عباس و عمر الشاعر ,
وهنالك حالة اخرى متفردة وهى ان يقوم
المطرب بكتابة الشعر و تلحينه و غنائه
كما فى حالة الهرم الفنى الراحل الكابلى
فى اغنيات حسنك فاح مشاعر و ياقمر دورين والمرايا وتانى ريدة وكل يوم معانا وجبل مرة التى كتب كلماتها و لحنها ثم اهداها لابوعركى البخيت وقد صدق فيه قول الاديب و الصحفى الجزائرى رابح فيلالى " من النادر جدا أن تجتمع كل عناصر الإبداع في إنسان واحد، لكنها الحالة التي تحدث مع الفنان السوداني الكبير عبد الكريم
الكابليفى " العديد من اغنياه ولهذا فان
الشاعر الحلنقى رئيس جمهورية الحب كما
يطلق عليه قال فى لحظة صدق مع نفسه بان
السودان يحتاج الى 100 سنة اخرى للاتيان
بمثل وردى و الكابلى و محمد الامين . ولكى لا نظلم مطربين اليوم ( الاباطرة و الملوك و السلاطين) فهنالك عدد منهم اصواتهم جميلة ولا باس بها ولكن هل هذا لوحده يكفى ؟؟ وهل الاكتفاء بترديد اغانى الغير من دون الاتيان بالجديد هو غاية المبتغى ؟؟ ان المقلق فى الامر هو ان الجهور نفسه قد اعتاد على هذا الامر بمعنى تقبل و تشجيع ان يقوم المطربين باداء اغانى الغير ولا يرون فيها شئ غريب او مستهجن وفى بعض المرات يقوم هؤلاء المطربين و كذر الرماد فى العيون بتقديم بعض الاغنيات الخاصة بهم وبسبب ضعف كلماتها او رتابة لحنها فلا احد يستمع اليها ولهذا فالفنان نفسه لا يرددها كثيرا و يعتمد على اغنيات الغير الناجحة
!! وفى بعض المرات تجد ان الثناء و المديح
يكال للمطرب المقلد مع عدم ذكر المغنى
الاصلى فمثلا ا فى اليوتيوب وجدت اغنية "
بسمة ونظرة" رائعة اسماعيل خورشيد و صلاح
محمد عيسى ويغنيها عدد كبير جدا من
المغنيين وكانت التعليقات من المشاهدين
صادمة ! فلا احد قام بالثناء او الاشارة
للشاعر او المغنى الاصلى بل كالوا
الاعجاب و المديح للمغنيين فقط !! وعلى
ضرب المثل فانك اذا اردت ان تستمع من
اليوتيوب الى اغنية " مسامحك يا حبيبى "
رائعة السر دوليب وعثمان حسين سوف تندهش لكمية المطربين الذين يادون هذه الاغنية وحتى من ضمنهم المطربة الاثيوبية تيقست !
واصبح من المعروف ان معيار المنافسة
اليوم هو " من الذى يؤدى الاغنية ( اغنية
الغير طبعا) بافضل من الاخرين بدلا عن
الامر الطبيعى و المنطقى وهو المنافسة
على تقديم الجديد من الاغنيات كما كان هو
الحال سابقا !! ومنذ عدة سنين قمت بنقد
البرنامج الشهير " اغانى واغانى" للاستاذ
الراحل السر احمد قدور اذ ان هذا
البرنامج ورغم شهرته ونجاحه الجماهيرى
الكبير الا انه فى المقابل كان له اثر
سلبى على الاغنية السودانية فالبرنامج
كانت تحتكره مجموعة معينة من المطربين لا
يتغيرون الا قليلا ولا احد يعرف ماهى
المعايير التى بموجبها تم اختيارهم ! وهم
لا عمل لهم سوى استعراض اخر الموضات و
النيولوك و ترديد اغانى الغير اى انهم
بنوا شهرتهم على ابداع الاخرين !!
والحال هكذا فنحن كما قال الشاعر الكبير
الحلنقى سوف ننتظر 100 سنة اخرى ليجود
الزمان لنا بفنانين بمثل قامات وردى و
كابلى عليهم الرحمة والمغفرة و محمد
الامين , نسال الله ان يمتعه بالصحة
والعافية و طول العمر فهو اخر ما تبقى
لنا !! ولله الامر من قبل ومن بعد
//////////////////////////
بصراحة عايزين (100) سنة عشان نجيب فنانين زي “وردي” و”الكابلي” و”ود الأمين”
الشاعر اسحاق الحلنقى
لا ينظر الكثير من الناس الى الازمة
الحادة التى يمر بها فن الغناء والموسيقى
فى السودان ! اذ انعدم تماما الجديد و
اصبح هذا الفن اسير الماضى و سجين
التكرار و الاجترار , فمع تفاقم الأزمات
السياسية و الاقتصادية و انسداد أفق
التعافي من الدمار الشامل الذي أصاب
البلاد بسبب حكم الكيزان للبلاد البلاد
لمدة 30 وتلاه جرجرة وخرخرة المكون
العسكرى الانقلابى الذى فرض نفسه على
المشهد السياسى واقفا كحجرة عثر في مسار
تحقيق تطلعات الشعب السوداني فى الحكم
المدنى الديمقراطى الرشيد و الحياة
الكريمة والمستقبل الواعد باذن الله .
فعند التحدث عن أزمة الغناء فأنت تتوقع
الإجابة التالية : انت في شنو والناس في
شنو ؟؟ ويجهل هؤلاء بأن فن الغناء و
الموسيقى هو واحد من أهم المظاهر
الثقافية التي تعكس و تعبر عن حياة الناس
ومنذ القدم فقد عرف الناس اهمية فن
الغناء والموسيقى فى حياتهم ! ولعل خير من عبر عن هذه الاهمية هو الفيلسوف الصيني
الحكيم كونفوشيوس فقد قال قبل أكثر 1500
عام انه اذا اردت أن تعرف مدى تقدم الأمة وحضارتها و وعيها فاستمع الى موسيقاها !!
كما ان علماء الاجتماع و التاريخ كثيرا
ما يلجاون الى الموسيقى لفهم انماط
التفكير و اساليب الحياة فى فترة ما من
عمر الامم و الشعوب !
وفى تقديرى ان اعمق ما فى هذه الازمة هو عدم شعور الكثير من الناس بان هنالك ازمة !! واصبحنا كل يوم نشاهد ظهور عدد كبير من المغنيين و المغنيات حتى ان احد الظرفاء قال لى : طالما ان السودان بعد انفصال الجنوب نزع عنه لقب ارض المليون ميل
مربع فاقترح ان نطلق عليه ارض المليون
فنان !! فهؤلاء المغنيين والمغنيات
يملاون جميع وسائل الاعلام المتاحة
زعيقا و ضجيجا وينالون من الشهرة والمال
و التقدير مالم ينله من قبلهم من
المبدعين الحقيقيين الذين اثروا وجدان
الشعب السودانى و ادخلوا السعادة و
الغرحة فى قلوب الناس ثم رحلوا عن دنيانا
فقراء معدمين لا يملكون الحد الادنى من
المال ما يكفل لهم الحياة الكريمة ولم
يتركوا وراءهم سوى اعمال خالدة و ذكرى
طيبة !! وفى المقابل نجد ان بعض وسائل
الاعلام و الاعلاميين صاروا يطلقون و
بكرم حاتمى الالقاب الفخيمة على هؤلاء
المغنيين المفلسين فنيا ( بسبب عدم وجود
انتاج فنى خاص بهم) مثل " الملك" و "
السلطان و السلطانة" و " القيصر" و
"الامبراطور" و " البروف" وفى هذا المنحى
قال لى صديقى ساخرا : اذا كان هذا المطرب
الذى لا يملك ولا اغنية واحدة خاصة به
يطلقون يطلقون عليه ا الالقاب
الامبراطورية و الملوكية و السلطانية
فماذا يمكن ان نطلق على وردى او كابلى
او محمد الامين او صلاح بن البادية او
عثمان حسين الذين لديهم عشرات الاغنيات
الناجحة والتى يعيش و يعتاش منها هؤلاء "
الاباطرة" ؟؟
المراقبون يتفقون بان فن الغناء
السودانى قد شهد اوج ازدهاره و نضجه فى
الستينيات و السبعينيات من القرن الماضى
بوجود عدد كبير من المبدعين المميزين فى
مختلف مجالات الغناء و الموسيقى من شعراء
و مملحنين وموسيقيين و مطربين , فعلى سبيل المثال شهدت هذه الفترة ظهور وردى و محمد الامين و الكابلى و صلاح ابن البادية
والجابرى وقبلهم عثمان حسين والكاشف و
العاقب محمد حسن والجابرى وفى هذه
الفترة بلغت الاغنية السودانية قمم
سامقة لم تبلغها من قبل وعلى سبيل المثال
لا الحصر فكانت هنالك عدد من الاغنيات
التى اصبحت علامات فارقة فى فن الغناء
السودانى مثل : بتتعلم من الايام والحب و الظروف و الجميلة و مستحيلة وقلت ارحل و الساقية وهذه الصخرة وسال من شعرها الذهب وطبع الزمن وغيرهم من الاعمال التى رسخت فى وجدان الناس و شكلت وجدانهم واضافت الكثير الى الثقافة السودانية
ان اكبر مظاهر الازمة الغنائية اليوم هو عدم الجديد او التجديد , فمن المعروف ان الفن يعنى بالابتكار و تقديم الجديد وخلق اشياء لم تكن موجودة , فلاغنية مثلا لابد ان يكون هنالك شاعر صاغ كلماتها واتى بجديد المعانى و المفردات وملحن يعرف كيف يحول تلك الاشعار الى لحن وموسيقى جديدة وغير متكررة او متشابهة لسواها ! و مطرب يستطيع بموهبته وما حباه به الله من صوت جميل وحنجرة متفردة ليقوم بتتويج كل هذا الابداع الشعرى و الموسيقى
فى قالب اغنية جديدة ! وفى يوما ما كان
عندنا فى السودان اشخاص يمتلكون مواهب
ابداعية متعددة ( شعرو تلحين و غناء)
فمثلا نجد الشاعر و الملحن فى ان واحد
مثل عبدالرحمن الريح وعوض جبريل ومحمد
عوض الكريم القرشى الذين كانوا يكتبون
الاشعار ويقومون بتلحينها و تسليمها
جاهزة الى المطربين , وايضا المطربين
الملحنين الذين يقومون بتلحين الاشعار و
غنائها بانفسهم او منحها لمطربين اخرين
مثل العاقب محمد حسن ووردى وعثمان حسين
وابوالامين و كابلى والسنى الضوى و
الطيب عبدالله , هذا بالطبع مع وجود
ملحنين متفرغين فقط لتقديم الالحان الى
غيرهم مثل احمد زاهر وبرعى احمد دفع
الله والفاتح كسلاوى وعلاءالدين حمزة
وودالحاوى و بشير عباس و عمر الشاعر ,
وهنالك حالة اخرى متفردة وهى ان يقوم
المطرب بكتابة الشعر و تلحينه و غنائه
كما فى حالة الهرم الفنى الراحل الكابلى
فى اغنيات حسنك فاح مشاعر و ياقمر دورين والمرايا وتانى ريدة وكل يوم معانا وجبل مرة التى كتب كلماتها و لحنها ثم اهداها لابوعركى البخيت وقد صدق فيه قول الاديب و الصحفى الجزائرى رابح فيلالى " من النادر جدا أن تجتمع كل عناصر الإبداع في إنسان واحد، لكنها الحالة التي تحدث مع الفنان السوداني الكبير عبد الكريم
الكابليفى " العديد من اغنياه ولهذا فان
الشاعر الحلنقى رئيس جمهورية الحب كما
يطلق عليه قال فى لحظة صدق مع نفسه بان
السودان يحتاج الى 100 سنة اخرى للاتيان
بمثل وردى و الكابلى و محمد الامين . ولكى لا نظلم مطربين اليوم ( الاباطرة و الملوك و السلاطين) فهنالك عدد منهم اصواتهم جميلة ولا باس بها ولكن هل هذا لوحده يكفى ؟؟ وهل الاكتفاء بترديد اغانى الغير من دون الاتيان بالجديد هو غاية المبتغى ؟؟ ان المقلق فى الامر هو ان الجهور نفسه قد اعتاد على هذا الامر بمعنى تقبل و تشجيع ان يقوم المطربين باداء اغانى الغير ولا يرون فيها شئ غريب او مستهجن وفى بعض المرات يقوم هؤلاء المطربين و كذر الرماد فى العيون بتقديم بعض الاغنيات الخاصة بهم وبسبب ضعف كلماتها او رتابة لحنها فلا احد يستمع اليها ولهذا فالفنان نفسه لا يرددها كثيرا و يعتمد على اغنيات الغير الناجحة
!! وفى بعض المرات تجد ان الثناء و المديح
يكال للمطرب المقلد مع عدم ذكر المغنى
الاصلى فمثلا ا فى اليوتيوب وجدت اغنية "
بسمة ونظرة" رائعة اسماعيل خورشيد و صلاح
محمد عيسى ويغنيها عدد كبير جدا من
المغنيين وكانت التعليقات من المشاهدين
صادمة ! فلا احد قام بالثناء او الاشارة
للشاعر او المغنى الاصلى بل كالوا
الاعجاب و المديح للمغنيين فقط !! وعلى
ضرب المثل فانك اذا اردت ان تستمع من
اليوتيوب الى اغنية " مسامحك يا حبيبى "
رائعة السر دوليب وعثمان حسين سوف تندهش لكمية المطربين الذين يادون هذه الاغنية وحتى من ضمنهم المطربة الاثيوبية تيقست !
واصبح من المعروف ان معيار المنافسة
اليوم هو " من الذى يؤدى الاغنية ( اغنية
الغير طبعا) بافضل من الاخرين بدلا عن
الامر الطبيعى و المنطقى وهو المنافسة
على تقديم الجديد من الاغنيات كما كان هو
الحال سابقا !! ومنذ عدة سنين قمت بنقد
البرنامج الشهير " اغانى واغانى" للاستاذ
الراحل السر احمد قدور اذ ان هذا
البرنامج ورغم شهرته ونجاحه الجماهيرى
الكبير الا انه فى المقابل كان له اثر
سلبى على الاغنية السودانية فالبرنامج
كانت تحتكره مجموعة معينة من المطربين لا
يتغيرون الا قليلا ولا احد يعرف ماهى
المعايير التى بموجبها تم اختيارهم ! وهم
لا عمل لهم سوى استعراض اخر الموضات و
النيولوك و ترديد اغانى الغير اى انهم
بنوا شهرتهم على ابداع الاخرين !!
والحال هكذا فنحن كما قال الشاعر الكبير
الحلنقى سوف ننتظر 100 سنة اخرى ليجود
الزمان لنا بفنانين بمثل قامات وردى و
كابلى عليهم الرحمة والمغفرة و محمد
الامين , نسال الله ان يمتعه بالصحة
والعافية و طول العمر فهو اخر ما تبقى
لنا !! ولله الامر من قبل ومن بعد
//////////////////////////