محاكمات ام استهبال ..؟!
د. عبدالله سيدأحمد
19 July, 2022
19 July, 2022
القضاء هو القضاء في كل بلاد الدنيا شرقها وغربها، شمالها وجنوبها. كل الديانات تحترم سلطة القضاء إلا نحن في بلد العجائب نختلف عن الشعوب والأمم الاخري في فهمنا وتطبيقنا للقانون بل حتي احترامه علي اقل تقدير. اي مسؤول في بلادنا يمكنه تكسير القانون لمصلحته الشخصية نهارا جهار اذا لم يستطيع تطوعيه او الالتفاف حوله بدون أن تكون هناك محاسبة لفعلته في حالة الكشف عنها. كل صاحب سلطة فينا يريد القانون أن يكون مفصلا علي مقاسه ليلبي كل رغباته حتي ولو كانت من نوع الفساد والاحتيال علي المصلحة العامة.
بعد تفجير ثورة ديسمبر المجيدة كان هناك ميثاق دستوري لحكم الفترة الانتقالية تم تكسيره منذ البداية بالتعديل والشطب والإضافة حتي يتوافق مع طموح طالبي السلطة، في النهاية وصل الأمر للاطاحة بالوثيقة كلها بعد ان ضاق أحد الأطراف من الإلتزام بها بدون مراعاة لقسم احترام القانون.
تم تكوين العديد من المحاكم لمحاسبة مجرمي العهد البائد في قضايا لا تحتاج لبينات او ادلة لأنها جرائم ثابتة بالبينة ولا يختلف عليها اثنان مثل جريمة انقلاب ٨٩ التي اعترف بها المدانين أنفسهم ومع ذلك نري مماطلة في تطبيق القانون ومماحكة في الدفاع واطالة في أمد الجلسات التي كان في الإمكان حسم القضية في جلسة او اثنتين علي اكثر تقدير وهذا يدل علي التلاعب وعدم احترام القانون وفرض هيبته
رأينا العدد من القضايا التي تم فيها الحكم بالعقوبة بعد ثبوت البينة والأدلة الدامغة، يتم نقضها بعد حين من جهات اخري نافذة في القضاء نفسه في تحايل واضح علي مواد القانون، كما نري العكس في تبديل أحكام البراءة بالادانة علي ايدي قضاء آخرين الأمر الذي يبعث الحيرة والسؤال هل لكل قاضي قانون خاص به؟ ام الأمر يخضع فقط للمزاج الشخصي؟!
كل محاكمات المجرمين الذين تسببو في قتل شهداء الثورة اغلبها لم تراوح مكانها بسبب المراوغة والحجج الواهية من دفاعاتها التي تتلاعب بالقوانين وتطويعها لاطالة أمد المحاكمة حتي تسقط بالتقادم او يأتي الفرج بتغيير يلغي التهمة تماما ومثال ذلك محاكمة قتلة الشهيد محجوب التاج وقتلة شهداء أمدرمان وبحري فضلا عن عدم تنفيذ حكم الاعدام في قتلة الأستاذ أحمد الخير وقتلة شهداء طلاب الأبيض وضباط الدعم السريع الذين ثبتت عليهم تهمة القتل العمد.
للأسف الشديد نحن يمكن أن نخشي كل شيء إلا القانون لأنه سايب وغير محترم، لذلك لا غرابة ولا عجب أن تكون كل المحاكمات في بلادي هي استهبال وذر للرماد في عيون العدالة الناجزة .. الظلم ظلمات وقد حرمه الله علي نفسه، فما بال عباده؟! .. البلاد التي لا تحترم القانون غير جديرة بالاحترام ولن تقوم لها قائمة ..
# الثورة مستمرة والردة مستحيلة ✌🏼
د. عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com
////////////////////////////
بعد تفجير ثورة ديسمبر المجيدة كان هناك ميثاق دستوري لحكم الفترة الانتقالية تم تكسيره منذ البداية بالتعديل والشطب والإضافة حتي يتوافق مع طموح طالبي السلطة، في النهاية وصل الأمر للاطاحة بالوثيقة كلها بعد ان ضاق أحد الأطراف من الإلتزام بها بدون مراعاة لقسم احترام القانون.
تم تكوين العديد من المحاكم لمحاسبة مجرمي العهد البائد في قضايا لا تحتاج لبينات او ادلة لأنها جرائم ثابتة بالبينة ولا يختلف عليها اثنان مثل جريمة انقلاب ٨٩ التي اعترف بها المدانين أنفسهم ومع ذلك نري مماطلة في تطبيق القانون ومماحكة في الدفاع واطالة في أمد الجلسات التي كان في الإمكان حسم القضية في جلسة او اثنتين علي اكثر تقدير وهذا يدل علي التلاعب وعدم احترام القانون وفرض هيبته
رأينا العدد من القضايا التي تم فيها الحكم بالعقوبة بعد ثبوت البينة والأدلة الدامغة، يتم نقضها بعد حين من جهات اخري نافذة في القضاء نفسه في تحايل واضح علي مواد القانون، كما نري العكس في تبديل أحكام البراءة بالادانة علي ايدي قضاء آخرين الأمر الذي يبعث الحيرة والسؤال هل لكل قاضي قانون خاص به؟ ام الأمر يخضع فقط للمزاج الشخصي؟!
كل محاكمات المجرمين الذين تسببو في قتل شهداء الثورة اغلبها لم تراوح مكانها بسبب المراوغة والحجج الواهية من دفاعاتها التي تتلاعب بالقوانين وتطويعها لاطالة أمد المحاكمة حتي تسقط بالتقادم او يأتي الفرج بتغيير يلغي التهمة تماما ومثال ذلك محاكمة قتلة الشهيد محجوب التاج وقتلة شهداء أمدرمان وبحري فضلا عن عدم تنفيذ حكم الاعدام في قتلة الأستاذ أحمد الخير وقتلة شهداء طلاب الأبيض وضباط الدعم السريع الذين ثبتت عليهم تهمة القتل العمد.
للأسف الشديد نحن يمكن أن نخشي كل شيء إلا القانون لأنه سايب وغير محترم، لذلك لا غرابة ولا عجب أن تكون كل المحاكمات في بلادي هي استهبال وذر للرماد في عيون العدالة الناجزة .. الظلم ظلمات وقد حرمه الله علي نفسه، فما بال عباده؟! .. البلاد التي لا تحترم القانون غير جديرة بالاحترام ولن تقوم لها قائمة ..
# الثورة مستمرة والردة مستحيلة ✌🏼
د. عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com
////////////////////////////