من ثقافتهم (4) .. (الغنا المفارق) و(قرقجوا السرّاجة) .. يكتبها عبيد الطيب (ودالمقدم)

 


 

 

أهل البادية في فلاتهم(المُسدار) أو نشوغهم في المخارف، أول مايصلهم الضيف، يباشرونه،بالغبوق أو الصبوح(كبروس عُمرة/تبّارة) ويرددون ببشاشة وأريحية:
(قول بيضا..قول بيضا)
ومن أريحيتهم،يدهشني أنَهم يشربون بقلبهم قبل ،لسانهم وبطنهم،لأن الذاكرة والقلب متعلقان،مع هذه (البيضا)،لذا نجد الشارب يردد:
(بيضا علي..
وعلي أمحمد ولدي في ليبيا)
وأيّام الزمان "مرغِد" والحياة (زاهيالنا)،أتذكر في أوائل التسعينات،ونحن رهط من شباب فرقان أم سنطة،مد لنا أحدهم كبروس حليب،فردد أخونا موسى ودشيخ المُر:
(بيضا علينا...
وعلي حنفي في ليبيا) وقتئذ شاعرنا الشفيف حنفي كان بليبيا.
وما أروع شاعرهم:
(بيضا علينا وكيف سنون أم عاج
وكيف تبر الضّحى وقمر العِشِي الوجّاج
خيطا تم حِسابو وواقع النسّاج
وقطنا فوق فروعو مفقّع النبّاج)
وأهل البادية في (المُسدار) وهو حقلهم الثقافي الأول ،تتجلى محاربتهم للظواهر الوحشية عبر فنهم الشعبي ،و بالبادية الغربية خاصة نجدها عميقة ونابهة،خاصة من شاعرات غنا الجراري، وأجزم توجد مجلدات بالذاكرة الجمعية.
قالت شاعرة غنا الجراري:
(مُو أبو سبيحةً بَقَس
علي جارو ما مَقس
كاتِل جنا عَقَص
ب المُخُّو مانَقص)
*ننوه أن سبحة البقس هنا لسوّاحي الفريق وسفيه الدكّة،لا أهل الجناب العالي،(المتصوفة)فهؤلاء سبحتهم بالذاكرة الجمعية(اللالوبة)
(ناس الحمّى سبحتو
أبعد مِن ربعتُو
الهدجي اللّتّ سِمعتو
أرتج مِلحكك تِحتو)
ولقد صدق إبن رشيق: (الشِّعر هو ماهز وأطرب النفوس وحرّك الطباع)
وعندي شخصيا كمتذوف أن وسيلة الشاعر في إسلوبيته هي توظيف المفردة "المطروحة" في الفضاء،لأن المفردة قد نجدها "غُفُل"،والشاعر من يضع عليها وسما إبداعيا مفارق،قالت شاعرة كباشية شفيفة ومن غنا الجراري:
(سِيدِك بَدَّرْ نَجَع
ودروك جَق مارَجَع
أم ضِروة البَرْق ماهَجع
سغيرا حاس ب الوَجَع)
*نسبت للشاعرة بت المصايد العطوية الكباشية ونسبت لبت جلي الحمدابية الكباشية
مع قراءتي المتواضعة لفننا الشعبي ،لم أعرف شاعرا وصف البرق بهذه الصورة
(صغيرا حاس ب الوجع) .
وعندي شخصيا كمتذوق لفننا الشعبي ،وتحديدا فن البادية،أن حرية الشاعر المفارق،تكمن في إسلوبه، بأن يمد طنائب اللغة ،بإضافة إسلوبية مبتدعة متفردة مبتكره، بيوت شَعْرها،(بفتح الشين)وخيمهامتجددة من حقله الدلالي،تتوتل فرقانها علي تخوم وادي عبقر الغنا .
هذه الشاعرة عجيبة وعميقة في مخاطبتها للناقة:(أم ضِروة البَرْق ماهجع)
البرق(رفّاس) بعيد "غايس) لارعد له،والصغير الذي يتألم ولكنه أبكم لا يشتكي ،يتحرك فقط!!
والأم تراقب صغيرها في مهده وفي وجعه(لاحظوا عاطفة الأم)،والشاعرة تراقب البرق وتشومه وتعرف مظان هطله،وقلبها مع النشوغ ورحلة الجزو والمخارف،والبعد أو الشفاء من رهق المدامر،فالمدامر عندها مرض،والنشوغ وحركة الترحال والظعن عافية،وجمال الخطاب للناقة: (أم ضِروة)كأنها صديقتها الحميمة،وهي كذلك،(الدلالات النفسية والشعورية).
والعالم الأول كله بمفكريه وحكّامه ورجال مخابراته وإستخباراته يحتارون
كيف يفكر الرئيس بوتن!!؟
نجد هذه البدوية تصف عمدة (فرعها) فخذ من قبيلتها (المجانين)،بأنه يعرف كيف يفكر الرئيس الأمريكي "ريقن":
(عُمْدتنا أبوفاطنة
مُشْرع العاطْنة
رَيقَن براطنا
وبعرف الفي باطنا)
*الغنوة أوردها سماحة السفير دكتور خالد فرح
ولأنني أعرف أن أهلنا المجانين يمتازون ب(الفصاحة /القندفة)
وفصاحتهم وقندفتهم طبع لاتكلّف وتزلف وخيلاء
أعجبني ذكاء الشاعرة ووصفها للمدوح بالذكاء والنباهة والدهاء
(بعرف الفي باطنا).
وتصفه بالفصاحة والثقافة(براطنا) وأنه عميق ويعرف كيف يفكر(ريقن) وماذا يَطْمُر،وهذا كله بتلقائية وعفوية،وإسلوب نابه، والإسلوب عند الشاعر المطبوع بالبادية تحديدا، يرتبط بالمؤثرات خاصة"البيئة الطبيعية"(البيئة الإجتماعية) والتفاعل لا الإفتعال،وتدخل البيئة الداخلية بقوة إن علي خشم البيت أو الفخذ من القبيلة أو القبيلة العضم (الأم)، لأنه فن مجموعات وروابط إجتماعية،لذا العاطفة جمعية والإحساس جمعي وحتي الوعي جمعي،والذاكرة جمعية لذا من نفسية هذه الشاعرة البدوية نلتمس نسقا مضمرا،أو نسقا خفيا،قد يكون موقف إجتماعي،ولطبيعة الأنثي الكردفانية خاصة قد لايظهر جهرة،وننبه إلي نقطة هامة جدا،أن الفن الكردفاني الأصيل ،لايكتمل نصه الفني المفارق إلا عبر (النغم) (النبرة) لأن الصوت عمود أصالته،والصوت والنّغم هو "المردوع الدُّخري" لجمال هذه الفنون الكردفانية الرائعة.
لاحظوا(الفي باطنا) تختلف عن (الفي بطنو)
من حيث مدلول اللفظ أودلالته
و(الفي باطنا) تختلف عن (الفي باطنو)
من حيث الحِس "النطق" وهنا هوية الفن وبها نعرف لهجة بيئة وقبيلة الشاعرة لأن (حِس) (النبرة) أهلها واضح في النطق أو الصوت.
أعجبني إبتعادها عن المألوف من ثقافة البوادي المتداولة
(حوض الضايحة)(مُشرع العامة) مع أنها جميلة ولكن إبتكارها أو إعادة تركيبها لهذه الجملة الشعرية:(مُشرع العاطنة) أجمل وأشمل وبها إطمإنان وراحة،ويتوائم مع العمدة وأنه (أبوالكتيرة).
حقيقة أن الناس هم من يبنون السياق الإجتماعي، ولكن هذا السياق يؤثر علي واقعهم (الثقافي والإقتصادي والتاريخي......الخ) وهنا نلاحظ دخول تاريخ معيّن (سنة الجفاف) عام 1984 مع ملمح إقتصادي (إغاثة الرئيس الأمريكي ريقن).
مايهمني وضح جليا في غنوتها مدلول اللفظ "البوضّح" أن فننا الشعبي يقوم علي مدلول اللفظ وسياقه الإجتماعي وثقافة بيئة الشاعر.
والبدو أمرهم عجب، نجدهم لا يداهنون في سلوكهم وعاطفتهم وأحاسيسهم،لذا نجد خصائص فن البادية تختلف إختلافا عميقا عن (فن الريف والمدينة)،أنظر لغنوة البدوية عاليه ،وقارن مع هذه الغنوة لبدوية أخرى والمناسبة واحدة(سنة الجفاف/إغاثة ريقن):
(عيشك مو مِن قَرفه
ولبنك مو مِن خلفه
جِنسك مابنعرفه
نعلك ماك ودغلفه)
وقارن مع غناهذا البدوي والغنوات حسب رواية شاعرنا الشفيف حنفي حاج الطيب
مع ملاحظة أن البيئة واحدة:
(عمك ريقن انا سميتو كارب زِندو
واتهولتَ فى العيش والدقيق العندو
العتالة ديلا يدَلًو ديلَ يسِندو
والقسّام يقسِّم والدِّهن ( هيلندو)
*************
(رب العالمين وقْدْرتو مي عجزاني
يوم دار الفرَج سخَّرلها النصرانى
جابلو عيوش وجابلو زيوت وحابلو لْبانى
وجابلو مًقيَّفات من البلود التانى)
**********
(عمك ريقن المزن الطَبقلو سَراوي
مو ابو صفيحة ساق عمَّ البلد متساوي
القسام يقسم والحديد يوت عاوي
وما فارز فريق هوّاري من مَتّاوي)
*(المقيفات) ديل ملابس- البطاطين والسيوترات*(هيلندو) هولاندا
*لاحظ الدلات(النفسية والشعورية) في ما أوردته من غنا ثم قارن.
أحد البدو وذات نشوغ،وهو في المخارف، مرضت زوجته،مما أضطرّه أن "يقيم" بالقاف المعطشة،أي يمكن في مراحه يومين أوثلاثة.
وهذه الإقامة قد تأخره من الوصول للعشب "العضي" الذي لم تطأه أرجل نعم ،وحتما يسبقه عليه آخرون.
فبدأت علي ملامح وجهه القلق
و"بمضرايته" إلا هو وزوجته وإبنهم الصغير،،ولأنه تأخر من الرحيل قليلا،
كلما يتفيؤون ظلا، ويفرش لها الفرش ،ويصنع لها الظل بخيمة أو طاق دمورية أو شِمال صوف ،نجده يردد موالسا اي همساً:
(تأخرنا من الرحيل...!!! )
وأحيانا "يقنت" بزهجٍ ،فقالت زوجته مداعبه وهي طريحة الفراش:
(مرودع البننَّت
دليل جاليقة الحنَّت
خبار نافلتو إتشنَّت
إن غَزَّ الضُّل بتقنَّت)
قالت بت حاروق الكاهلية "حسب رواية العمدة بَلَّال"،والأستاذ جمعة سعيد، هطلت علي قبره شآبيب الرحمة:
(الراّمِي عجالْها ورقّت
هجمها الدّومتو اتسقّت
البِشلع ناراً بقّت
شِربت تحتو ولقّت)
*ننوه هنا للباحثين الأفندية،ولمقدمي البرنامج الأفندية،أن ماكل (هجم) لجمل شيوم لدكّة محبوبة،كما نهج شعراء التَرف أبّان جميلا واحد،ولأن الشاعرة البداوة من طبعها،وأهل البادية الغربية عامة و الكبابيش خاصة في غنا الجمال يختلفوا عن الكثير من شعراء السودان، ،لأن الجُمال(الجِمال) لم تكن عندهم وسيلة ترف للوصول للمحبوبة فقط، وإنما الجمال عندهم جَمَال وبطر وحياة وطرب ومعزة.
لذا (هجمها الدومتو إتسقّت) دي الجمل الفحل،والناقة التي عجّلت لتوها
(الرامي عجالة ورقّت) أي زلجت وأهل البادية من معزتهم للإبل لايقولون(طرحت) أو (طِراح) وإنما يقولون (عجّلت) (عِجال) قال طقّاق توية:
(إن جاتك ب الحجول تقدِل
ضمير الكاتِل وأم عجّل)
والناقة المعجّل لتوها ببينها الفحل وتَلْقح في (دمَّهَا)،لذا قالت :
(هجمها الدومتو إتسقّت)ومن معزتهم للإبل ونفسية التقدير والتبجيل لها لايقولون:(حايِل) إلا نادرا وإنما يقولون:(ميسِّر).
ثم الدلالات النفسية هنا: (البشلَع نارا بقّت) من عايش صورة النار التي (تتِل) ليلا في القناف والعلو،والسناف والعِناد، للمدلجين ليلا،سيتذوق المعنى.
والنسق الخفي والمضمّر هنا: (شربت تحتو ولقّت) ينم علي دليل خرّيت ورشيد يهتم بإبله ويخبرنا أن هذا الإبل سمينة وشايلة بعضها،ومن موائمة الأنساق،أن الإبل من أسباب(عِجالْها) العطش،والعطش يكون غالبا أيّام أخر الصيف ووقاته وأوّل الرشايم والرشاش،لذا قالت: (شربت تِحتو ولقّت)
(ياقطّاعْة الفجِّي
شرابِك غُل بِتْرجِّي
لَمَحتي البّرق بتعجّي
دايْرِة البيهو اتدجّي)
"دي غُفُل" وصيد الرّغام غُفُل ومن يعرف الشاعرة يقينا اليُخُط وسمها.
*(بتْرِجِّي) الراء مرققة،أي كلوتها راجة،لأنها (غالّة) وشراب الغُل،دائما مايسبب للإبل هلاع أو غداد والأثنان من أمراض الإبل القاتلة:
(قبل الغلّة تبقالْهن هلاع وغداد)
قالت شاعرتهم من غنا الجراري:
(مابشيقني الفي الطّايره
عيل الدجّت عايله
هبروا زرارها القايلة
عروس منجقدي ونايرة)
*والمتأمل المتذوق الذي يعرف يقينا أن فنهم وغناهم عماده الثفافة لا اللفظ،وكذا يعرف مزاجهم مع المناخ (طربا وشجنا وعملا) ويتعمق في دلالات غناهم النفسية وذهنيتهم....
ستستمع ذائقته في (عروس منجقدي ونايرة) وستتّقد ذاكرته وتتجه بوعيها في مدلول العَبَس والعبَل والبُهرة في الإبل وعَفُو مراعيها،ونباهة راعيها الرشيد و....الخ.
وحتي الغنّامة ،أهل الضأن لايخلون من هذا الطرب،رغم تندر الشاعرات:
(إن شكرتك الغنّاما
عبت وجبتا ملامه
غريني بريد رزّامه
مرابعة أم شُورة وشامة)
*لاحظوا عندما أثبتت ريدة غرينها للإبل،كانت هذه الإسلوبية المفارقة:
(مرابعة أم شورة وشامة) دي مدهشة في أنساقها المضمّرة ومدلول الجملة الشعرية
أوكما يقول الدليل الخريت،والشاعر الفحل علي ودقدّال السراجابي الكباشي:
(مادة أم شِعبي فوق عَدَل الدَّفَر متلامِع
وفرزك من قلايدِك تاني قدام دامع
سيدك ديمه شاقّابُو الخلا المتقامِع
وجفّلتي البلا حاسوسِك إتّي إن سامِع)
*لاحظ الربع الأخير:( وجفّلتي البلا حاسوسِك إتّي إن سامِع)
وإن تعمّقت في النسق الخفي ،ومدلول اللفظ ،لأنه ثقافة لا ألفاظ ،ستعرف أن
المحك في الإبداع (كيف تعرف تغنّي)!!!.
ونجد الأبّالة كثيرا مايتندرون بمعزة من أهل الضأن (الغنّامة)،وهذا يكون عبر ثقافتهم.
الشاعر الدليل الباباي الحوارابي الكباشي:
(ياطير كان مَشيت سَلِّم علي الكَبْساره
قول ليهم علي راهب طرولنا خضاره
سَعَدان الزِّرَد مابركبولو حماره
عيل الخبُّو بشبه قنَّت أم شُمّاره)
*(القَنِين) بالبادية الغربية نوع من عَدو الصيد وخاصة الرّيل عندما يجري يحرّك "رقابه" ويمدّها يمنى ويسرى طربا وبطرا،وكذا الخيل جمالا ومتعة وطرب ،أيضا يسمونه (القنين) لاحظ لهؤلاء الشعراء كيف تنوعت إسلوبيتهم مع أن (القنين) واحد .
(للقوة والبطر) الفارس جَلِي أبوفاطنة في السلطنة الزرقاء "يِهويت" لإبنه الفارس الشهير موسى ودجلي:
(ياأبومهرا عَدَدو للقَن
ويا أبوسيفا كَتلوه ل السن
يادخال علي الحَمة ام بخورا بَن
عجِّل ياوَلَدْ خيل ناس كرادِم جَن)
وللبطر والطرب:
(سماح مقبولة في العَدَل القنين ب خبايرو
خطم تيقة وحدر وأصبح بلوب ب خضايرو)
قلنا حتي الغنّامة لايخلون من هذا الطرب
شاعرة مبدعة جدا،وفوق ذلك (مرة وزين/ة دقون)
تعرف مايعرفه الرجال عن السّعية،وكمان هي ذاتها مستمتعة جدا بغناها وبه طرب:
بِتْدورْ وَلَدْ مو دفاق)
ما يِتْبَعْ اللّسواق
يوم عِينَةْ البَرَّاق
تعَجْبَكْ جناها دقاق)
إستهلالها إستهلال موفق جدا(ولد مودفاق) يالشاعريتهم وفصاحتهم يخلقون من حِسّنا ولهجتنا كائنات إبداعيه
ومن ذكائها أن ربطت بين(الدفاق والأسواق) شفت كيف المحك...
في كيف تعرف تغنّي!؟والمعني يظهر إبداعه جليا في الغنوة البعدها
وفُلْح سيد السعية يوم والدتها...
ومن جمال النسق الخفي في قولها:(يوم عينةالبرّاق)
يعني الزول دي مابحوس في المدامر وإنما يذهب مبكرا للجنوب،عشان غنمه تلد في خريف
قالت:
(خلاص التَّاجِرْ جانا
خصوص لي التَّام رُبْعانَه
سَمَاحَةْ جز عُبْرانَه
مُشاطْ الحابْكَه رصانَه)
قلنا إبداع الربع الأول يتجلي هنا:مادام ماهو زول مو دفاق ولابتبع الأسواق،
إذن دي زول نجيض مو بزّار وسفيه(دفاق) يذهب لكل سوق ويبيع(ضريبة غنمو)
،مادام:(سيد السّعية فلحو يوم البيع)
فهنا كمان من كثرة ضريبة غنمه لا يبيع إلا من(رباع وسديس وغادي)
تني مابيعو تب..:(خصوص لي التّام ربعانا)
الزول دي الفضلة تبارك الله عنده
ثم أنظر بعد مايجي يوم(الحبيس) أي يوم الجز
له رباعه نجاض وجزّازين والعبرّن بحقّبوها
(حميلة المجقني الجزّاهاقندف وحقَّب)
ومن جمال جز العبور، تشبه مِشاط الرّصانة للعذارى
وبطر الشباب هنا موجود،(للفتاة وللعبور) وحتي المشية،بها شبه!!!
ألم أقل لكم أن هذه الشاعرة مع إبداعها فهي (وَزين دقون).
(عجبي امَّات شواشي وَاهَلْهِنْ
عجبي القَرقجو السَّرَّاجَه لي مَنْزَلْهِن
عجبي السّامَح القوز والعَجازَه خَتَلْهِن
عجبي الرَّاوَحْ الخَلْفِي ودَويرو عَزَلْهِن)
في طرب أنس عبر الجوال مع الشاعر الفحل والدليل الخرّيت الكباشي
الربيقي أُمحمّدأحمد ودسعيد:
سألته (قرقجو السرّاجا) دي توتال السروج من البرد!!!؟
وعلي قول سَعَد النّم بخيت ودعبدالمولى:
(الدرّام كِمل فِضْل الهليف يا القَرْدِي
نحنا مع النَّكور توتالنا من البردي)
ليرد وبأريحية الربيقات:
(لا لا ديك براها....
ودي براها...
وتمتمتُ أخاطب نفسي جهرا:
(هؤلاء البدو مازالت شفرة كود لغتهم عصيّة علي الإعلام )
لأن مفردتهم خلودها وجمالها في توظيفها عبر فنهم الشعبي
وهي كنعمهم و(سعيتهم) بتشوقر معاهم وبتنشغ معاهم وبتدارِت معاهم وبتدمُرمعاهم ..
وكمان بتشيل الحفّة معاهم وبتغني وبتفرح معانا....
أها (القرقجو السراجا ) دي ياودالمقدم:
(بعد ما الدّور الرّكب ل القش رجع
وألْبل رحلت ومدّت في جيهتو...
أها بعد يوصلوا الجادول(مراعي رحلة الجزو)
"الرّوُيَسه" من رئيس راكبين في جمالهن بتشاوروا في المنازل...
ناس فلان هني وناس فلان هناك وبركة ناس فلان لا يميني...
ورباعتنا ناس فلان لايسارا ومحضرهن قدامن و....الخ
يعني ياودالمقدم إجتماع عديل لكن في ضهور جمالهم و(سرّاجهم) سروجهم منصف،الجالسة مع الجالسة!!!
بعدين ياوالمقدم عان حلاة الغنا:
(عَجبي السامح القوز والعجازة ختلهن)
دي بقر الخلا....
زولك تلّب الجادول ومرابيعو (شكّالهن العُقُل)...
وأصبح (يبابي ساكت )...
داير (صيد الفايدي) يملأ جربانو من قديدو.....
أها (العجازة) دي بقر الوحش أم كبجو والوضيحي.....
بعدين زول نجيض، كان قال يقطع القوز تَندار،البقر بشوفو وبجفل وبمرق منو
لكن بباصر القوز مباصرة ببراهو (سامح)...
نامن يلقى (المَغَل) أها بِتكُل سيبتو وبقعد يدقق الضُبَّانى...
تاني المارقة إلا ليها دريب......
*حقيقة لهجتهم هي ثقافتهم لذا يوظفون مفردتها عبر تراكيبها وخواصها حتي تصبح كائن حي ترحل وتظعن معهم ،مثلا (سامح )
يقول الشاعر المفوه والمتفرد المطعون السليماني الكباشي:
(كِيرِك مِنْعبِر ب هجارو
وسِيدِك ونّسو الفوق راسو شايل طايرو
شِقَّك فوق ريقان غير إجزّوا خبارو!!!
رقِّك سامح الجادول وأدّاه يسارو)
والرق صغار الإبل "الحشّاو" فهنا من الزكك التخمة لم تلتفت للمرعى الذي أمامها وإنما (سامحتو)
ولاحظ العجيب جمعة ودجودة العوني الكباشي ومدلول سامح:
(مِي السِّهريج ضَنين ماسمِّح أم الدّيف
بلا النّع البخلّي الفودة جقّت سيف)
المتذوق السعيد الذائقة هو من يقف طربا في (أم الدّيف) بطر بفرح
قالت بدوية شفيفة وتمثلني جدا:
(يات من اغترب
حَت ماعليه طرب (الهاء لاتنطق)
الكلام لَملام العرب
لا صرّا ولا انكرَب)
*هوامش (الحفّة) هي الحِداد/الحِد عند أهل البادية لامسوح بالدهن والعطور ولالبس معصفر أو ملوّن (أبيض/أسود) نشاف كامل اللهم إلا الماء ....
يقول شاعرنا أمحمدأحمدودسعيد:
(وليتك مابتبِل الحَفَّة
كان في شريعي يا أسدالجزيرة أبوكفّة
طَبِيقِي الشوفتُو ل الطامحات بيوتهن زفّة
عليك رضينا ياموت! الرسول إتوفّى).

aubaidmagadam@hotmail.com
//////////////////////////

 

آراء