نحو أساليب علمية سليمة لحل مشاكل الحياة الأسرية والزوجية

 


 

 

د. صبري محمد خليل/ أستاذ فلسفة القيم الاسلامية فى جامعة الخرطوم
sabri. m.khalil@gmail.com
أولا: الأسرة : الأسرة هي أول أطوار التكوين الاجتماعي . كما أنها وحدة التكوين الاجتماعي الأساسية لكل الأطوار التالية:( طور العشيرة ، طور القبيلة ، طور الشعب، الطور القومى " او طور الأمة بمفهومها التكوينى"، طور العالمية)،وبالتالى لا يمكن للتطور الاجتماعى تجاوزها . و هاتين الحقيقتين الاجتماعيتين قررهما العديد من علماء الاجتماع . كما اكد عليهما القران الكريم ، حيث اشار الى الحقيقه الاولى فى العديد من المواضع، كما فى قوله تعالى(يا أيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكم مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنها زَوْجَها وبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثِيرًا ونِساءً﴾. كما اشار الى الحقيقه الثانيه فى العديد من المواضع كما فى قوله تعالى ﴿ مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ ﴾.
ثانيا: مشاكل الحياة الأسرية والزوجية:
من المشاركة إلى الصراع : والأصل – القاعدة - في العلاقة بين الناس هو المشاركة ، فهى قانون" سنه الهيئة بالتعبير القرآنى " موضوعى يضبط العلاقة بين الناس في المجتمع ، أما الصراع فهو الفرع – الاستثناء من القاعدة – في العلاقة بين الناس، لأنه يوجد عند تعطل فاعلية المشاركة . وهذه الحقيقة الاجتماعية أيضا قررها العديد من علماء الاجتماع . كما اكد عليها القران الكريم اولا من خلال من خلال حثه المسلمين على التزام بالمشاركة ، التي عبر عنها بمصطلحات إيجابية متعددة : كالتأليف كما في قوله تعالى (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) (آل عمران :113( ، والتعاون كما في قوله تعالى(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) ( المائدة: 2)، والموالاة كما في قوله تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (التوبة :71) . كما اكد القران الكريم على هذه القاعدة ثانيا من خلال تحذير للمسلمين من الصراع، الذي عبر عنه بمصطلحات سلبية متعددة : كالعداوة والبغضاء كما في قوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء) (المائدة :91) ، والعدوان كما في قوله تعالى(وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)(المائدة : 2).
المشكله الاساسيه: بناءا على ما سبق فان الأصل في العلاقة الأسرية والزوجية هو المشاركة، فهي سنة إلهية تضبط هذه العلاقة وغيرها من العلاقات الاجتماعية ، و مضمونها " تبادل العلم بمشكلة مشتركة، ثم تبادل المعرفة بحلولها المحتملة، ثم تعين القرار الذي يرى كل مشارك انه الحل الصحيح للمشكلة". وبالتالي فان انتفاء المشاركة - وما يلزم منه من ظهور الصراع - هو المشكلة الأصلية (الأساسية) للحياة الأسرية والزوجية، ومصدر كثير من مشاكل الحياة الأسرية والزوجية الفرعية (الثانوية) .
الفردية "الأنانية": من القيم السلبية التي تتناقض مع المشاركة الفردية " الأنانية" ، وبالتالي يؤدى شيوعها في المجتمع إلى انتفاء المشاركة ، وبالتالي انهيار العلاقة الأسرية والزوجية – لأنها الأصل في العلاقة الأسرية والزوجية والسنة الالهيه التي تضبطها كما سبق ذكره – ومن العوامل التي ساهمت في شيوع هذه القيمة السلبية تطبيق المجتمعات العربيه للنظام الاقتصادي الرأسمالي منذ سبعينات القرن الماضى، تحت شعارات متعددة " كالانفتاح او التحرير او الإصلاح .. الاقتصادي والخصخصة او رفع او ترشيد الدعم..."، مما ادى إلى فرض قيمه السلبية ومنها الفردية "الأنانية".
أنماط التفكير والسلوك البدعى : ويشكل شيوع كثير من أنماط التفكير والسلوك البدعى،التي تتناقض مع الإسلام كعلاقة انتماء ديني - حضاري للشخصية العربيه المسلمة، مصدر أساسي لكثير من مشاكل الحياة الاسريه والزوجية في المجتمعات العربيه المسلمة .
الأساليب التربوية الخاطئة : كما أن إتباع أساليب تربوية خاطئة في تربية الأبناء، سيؤدى لاحقا إلى التزام هؤلاء الأبناء أنماط تفكير وسلوك خاطئة - بصوره تلقائيه وبدون عملية نقد وتمحيص لها - مما يؤثر سلبا على العلاقة الأسرية والزوجية.
أنماط التفكير والسلوك الجماعي: كما أن انزلاق المجتمعات العربيه والمسلمة إلى الجماعية القبلية - كمحصلة لتخلف نموها الاجتماعي ، أفرز أنماطاً من التفكير والسلوك السلبي: كعدم الوضوح وانتفاء الصراحة في التعبير عن الآراء ، وعدم الاستقلال الشخصي ، والتواكل والاعتماد على الغير، والتدخل في شئون الآخرين ، وعدم احترام الخصوصية ،وعدم مراعاة مشاعر الآخرين… وهذه الأنماط السلبية في التفكير والسلوك ذات تأثير سلبي على الحياة الأسرية والزوجية.
التفسير الشامل لاسباب الخلافات الزوجيه ورفض التفسيرات الجزئية:هناك العديد من النظريات فى تفسير الاسباب او العوامل التى تؤدى الى الخلافات الزوجيه،ونحن نرفض التفسيرات الجزئية لهذه العوامل والاسباب، التى تركز على عامل معين "كالعامل المادي الاقتصادى، او الاخلاقى او الدينى او التربوى..."، وناخذ بالتفسير الشامل ، الذى يرى ان هناك أسباب وعوامل متعددة يمكن ان تؤدي الى هذه الخلافات ،فضلا عن اننا نرى ان هذه الخلافات ترجع إلى أسلوب التعامل مع هذه الاسباب والعوامل،وليس الى هذه العوامل والأسباب فى ذاتها.فإذا ضربنا مثل بالعامل الاقتصادي مثلا، فاننا نجد الكثير من الأسر ذات المستوى الاقتصادى المتماثل ،لكنها تختلف فى مدى تأثير وقوة ودرجة الخلافات الزوجيه فيها. وكذلك الأمر فى العوامل الأخرى.
ثالثا: أساليب حل مشاكل الحياة الاسريه والزوجية: وقد اقترح خبراء العلاقات الاجتماعية والأسرية جمله من أساليب حل مشاكل الحياة الأسرية والزوجية ، ويمكن إجمالها في الآتي :
• التاْنى وعدم التسرع في اختيار الشريك ، وعدم التسرع في إنهاء الحياة الزوجية ، بعدم التفكير في الانفصال إلا في حاله توصل الطرفين إلى اعتقاد قاطع باستحالة استمرار الحياة الزوجية ..
• تجديد الحياة الأسرية والزوجية ومقاومة الروتين قدر الإمكان والاهتمام بالعطل
• الصراحة والوضوح دون جرح المشاعر..
• الاحترام المتبادل وتجنب السخرية والاستهزاء ولو من باب المزاح.
• احترام كل طرف أقارب الطرف الأخر.
• تجنب الإهمال و تبادل الهدايا وعدم إهمال الثناء والشكر .
• تجنب الجمود المتمثل في الإصرار على إتباع أسلوب تعامل (ايجابي أو سلبي ) واحد ، والمرونة المتمثلة في اعتبار أساليب التعامل هي وسائل متغيرة وبالتالي متعددة ، لتحقيق غاية ثابتة هي الحفاظ على استمرارية العلاقة الأسرية والزوجية.
• عدم المقارنة مع الآخرين .
• تجاوز الاعتقاد الخاطئ الذي مضمونه أن هناك إمكانية وجود تطابق بين شخصيتي طرفي العلاقة الزوجية، فالتطابق مستحيل بين الشخصيات المتعددة (حتى في حالة التوائم) ، بل هو ممتنع بالنسبة لذات الشخصية، لأنها في حالة تغيير مستمر ، والمطلوب هو البحث عن أوجه الاشتراك بين الشخصيتين ، مع الإقرار بحتمية وجود أوجه اختلاف ، يتم التعامل معها بأساليب سليمة ، تحول دون أن تؤثر سلبا على الحياة الأسرية .
• وجوب أن يضع طرفي العلاقة الزوجية ، أن الحياة الأسرية والزوجية تحدد الحياة الفردية لطرفي العلاقة الزوجية كما يحدد الكل الجزء، فتكملها وتغنيها ولكن لا تلغيها ، وبالتالي فان المطلوب تحديد الحياة الفردية لطرفي العلاقة الزوجية ، وليس إلغائها أو تحويلها إلى كل قائم بذاته ومستقل عن غيره.
• التمييز بين التغيير الممكن والتغيير المستحيل ، فالأول هو التغيير الجزئى التدريجي الذي يتسق مع الهيكل القيمى والمعرفي للشخصية ، أما الثاني فهو التغيير الكلى الفجائي الذي يتعارض مع الهيكل القيمى والمعرفي للشخصية.
• ضرورة ملاحظة أن السكوت ليس في كل الأحوال علامة الرضا ، فقد يكون الدافع له الخجل أو المجاملة أو عدم الرغبة في إغضاب الطرف الأخر.
• الصبر والتحكم في الغضب ، وعدم القيام باى تصرف أو إصدار اى حكم في حالة الغضب…
• تجنب الشك والغيرة المفرطة .
• تجنب اللوم وكثرة المجادلة والنقد .
• التجاوز المستمر والاني الخلافات بعد حلها قدر الإمكان.
• الاهتمام بالبعد العاطفي في الحياة السرية والزوجية،وإظهار العواطف الايجابية قدر الإمكان .
• عدم اطلاع الآخرين على الخلافات .
• الإقرار بالخطأ والعمل على تصحيحه .
• تجنب كل من القرب الدائم والبعد الدائم .
• الثقة المتبادلة.
• تجنب التهديد .
• تجنب المن.
• الاهتمام بالمظهر قدر الإمكان.
• مراعاة التباين في أنماط التفكير.
• تجنب كل من الصمت الدائم والكلام الدائم.
• تجاوز التصور الطوباوى (الخيالي ) للحياة الاسريه والزوجية ، والقائم على تصورها سلسلة متصلة من الايجابيات بدون سلبيات ، وخاليه من الخلافات، وبدون مشاكل. والالتزام قدر الإمكان بتصور واقعي لها قائم على وجوب الإقرار بان للحياة الأسرية والزوجية ايجابياتها وسلبياتها ، وان حدوث الخلافات أمر حتمي، والمطلوب هو تخفيض هذه الخلافات إلى أدنى حد ممكن، ثم العمل على حلها بأساليب سليمة ، وأن الحياة الأسرية تتقدم من خلال حل المشاكل المتجددة التي تواجهها الأسرة .
• تجنب التقييم الذاتي بأشكاله المتعددة كالتركيز على السلبيات وتجاهل الإيجابيات ، و إصدار حكم قيمي على سلوك معين للطرف الآخر، دون سؤاله عن تفسيره لهذا السلوك…
• مراعاة كل طرف الحالة النفسية والمزاجية للطرف الأخر.
• سعى كل طرف لفهم شخصية الطرف الآخر.
• إتباع الأساليب العلميه السليمة لحل الخلافات ومنها:
1- المناقشة الموضوعية والعقلانية لموضوع الخلاف ، بهدف تحديد حدود المشكلة التى أثارت الخلاف ،وحلولها الممكنة والمتاحة. بدون انفعال او اتهام،او ادخال اطراف اخرى،مع اختيار المكان والزمان المناسبين للنقاش.
2- إتاحة كل طرف الفرصة الكاملة للطرف الآخر للتعبير عن وجهة نظره . وعدم مقاطعة الطرف الآخر أثناء الحديث.
3- تجنب افتراض فهم ما يريد أن يقوله الطرف الآخر.
4- عدم القفز إلى استنتاجات مسبقة .
5- تجنب التعميم .
6- التركيز على موضوع الخلاف .
7- تجنب الخوص في اى مواضيع أخرى .وتخصيص اوقات اخرى لمناقشة هذه المواضيع الاخرى.
8- تجنب الإشارة إلى أخطاء الماضي .
9- تجنب رد الفعل الغاضب .
10- التفكير فى الكلام قبل النطق به،واعاده صياغته ذهنيا بغرض تنقيته "فلترته"من اى الفاظ يمكن ان يفهم منها الطرف الاخر اى شكل من اشكال الاساءة.
11- تجنب مهاجمة الطرف الأخر ، أو استخدام كلمات جارحه.
12- تقبل الطرفين لاى حل وسط للخلاف يتوصلان إليه ، واستعداد كل طرف تقديم اى تنازلات ممكنة قد تساهم في حل الخلاف.
مراحل تنامي الخلافات الاسريه والزوجيه وكيفيع تجنبها او تجاوزها:
المرحله الانتقاد: وفيها يقوم طرف بنقد اخطاء او عيوب الطرف الاخر، ولكنه يقع فى العديد من الاخطاء خلال نقده له ومنها:
• الفهم الخاطئ لعملية النقد، وانها الإشارة إلى السلبيات فقط ، فى حين انها الإشارة إلى السلبيات والايجابيات معا،اما الإشارة إلى السلبيات فقط فهو نقض – هدم – وليس نقد. لذا فإنه يفضل عند الاشاره الى السلبيات الاشارة الى الايجابيات اولا.
• عدم الانتباه الى الكيفية التى تتم بها عملية النقد واسلوبها، فيجب اختيار الأسلوب السليم لعملية النقد ، التى تتضمن تجنب الإساءة الى الطرف الاخر او عدم احترامه .
• عدم الانتباه الى ان الطرف الممارس لعملية النقد ايضا له اخطاء وعيوب ، تغاضى عنها الطرف الآخر لاعتبارات عديدة .
كيفيه تجنب او تجاوز هذه المرحلة: مرجع هذه المرحلة تصور طوباوى"خيالى "، فهى غالبا ما تانى كرد فعل انفعالي – عاطفي على مرحله سابقه يفترض فيها هذا الطرف- خطأ -ان الطرف الاخر لا يخطئ وبدون عيوب.لذا فان أساس تجاوز هذه المرحلة هو الالتزام بالتفكير الواقعى، القائم على ان لكل انسان اخطاء وعيوب، الفارق فقط فى نوعية هذه الاخطاء والعيوب، و اى نوع منهما يمكن التعايش معه.ومدى إمكانية تصحيح هذه الاخطاء وتعديل – وليس بالضرورة القضاء على – هذه العيوب.
مرحله السخريه والاستهزاء: وهو تنامى سلبى للمرحله السابقه، فيتحول النقد الى سخرية واستهزاء من الطرف الاخر،مما يراكم انفعالات سلبية داخله –ستنفجر لاحقا بشكل لا شعورى- وهى تتنامى سلبيا من السخرية بصوره غير مباشره – فى شكل مزاح الى شكل مباشر في شكل جاد، ومن السخرية من الطرف الآخر داخل المنزل الى السخرية منه أمام الأخرين.
كيفية تجنب او تجاوز هذه المرحله: الاتفاق بين الطرفين على تجنب السخرية بأي شكل من الأشكال- حتى ولو من باب المزاح. وتعبير الطرف المتعرض للسخريه عن غضبه من السخريه ،واعتذار اى طرف يسخر من الطرف الآخر.
مرحله التبرير والدفاع: وهى ليست مرحله مستقله، بل مرتبطه بالمرحلتين السابقتين، فهى رد فعل عاطفى على الهجوم الممارس ضدها فى المرحلتين السابقيتن،وهى تعيق محاوله تصحيح او تعديل العيوب، لانها تقوم على تبريرها- بل قد تفاقم منهما فيقوم هذا الطرف بالتمادي فى هذه الاخطاء والعيوب ، من باب العناد ،وكشكل من أشكال الانتقام منه.
كيفية تجنب او تجاوز هذه المرحله:تفهم اخطاء وعيوب الطرف الاخر،والتعاون معا لتصحيح الاخطاء وتعديل العيوب ، بدون اساءه، والقيام بعملية تصحيح وتعديل " ذاتي" مستمر للأخطاء والعيوب.
مرحله الحاجز النفسى" الطلاق العاطفى": ويقوم فيها الطرف المتعرض للهجوم"النقد والسخرية "ببناء حاجز نفسى"مع الطرف الاخر،فلا يبذل اى مجهود لصد هذا الهجوم ,وهي مرحله الطلاق- الانفصال- العاطفى، الذى تمهد الطريق امام الطلاق- الانفصال العاطفى- فهى قد تكون بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفه.
كيفيه تجاوز او تجنب هذه المرحله: النقاش الموضوعي والعقلاني لحل الخلافات ,والتوصل لحلول وسطى ، تضمن إمكانية التعايش بين الطرفين.
مرحله الطلاق الفعلى :وهى مرحله انتهاء علاقه الزواج بشكل قانوني واجتماعي .
كيفيه تجنب او تجاوز هذه المرحلة:تجنب هذه المرحلة والنقاش بين الطرفين او اختبار أشخاص حكماء من اسره الطرفين لحل الخلافات المتراكمة .اما تجاوزها فيتم من خلال العمل المشترك على إعادة علاقه الزوجية .
مرحله محاوله اعاده الحياه الزوجيه:وهذه المحاولة قد تنجح فى حالة التزام الطرفين بتصحيح أخطائه وتعديل عيوبه التى تسبب فى قيام الخلاف . وقد تفشل فى حاله استمرار الطرفين او احد الطرفين فى تكرار نفس هذه الاخطاء والعيوب.
كيفيه تجنب او تجاوز هذه المرحلة: عدم تصعيد الخلافات بعد الزواج.وعدم التحدث عن هذه الخلافات مع الآخرين.
مراحل الحياة الزوجية: تمر الحياة الزوجية بالعديد من المراحل المختلفة :فبعض هذه المراحل لا يمكن تجنب حدوثه ،وبعضها يمكن تجنب حدوثه . وبعضها مرتبط بمراحل أخرى وبعضها قائم بذاته.وبعضها هو امتداد مراحل سابقه، وبعضها مستقل عن المراحل السابقة , وبعضها متسق مع المراحل الاخرى، وبعضها متناقض معها نتيجه افتقاد التوازن، وبالتالي الانتقال من النقيض إلى النقيض.
مرحله بذل الجهد لتجميل صوره الشخصيه (المرحله الطوباوية"الخياليه"): وتكون فى مراحل التعارف فى بداية الحياة فيها يبذل كل طرف جهد فى سبيل تقديم صوره جميله عن شخصيته – ولا يلزم بالضرورة ان يكون هذا الجهد شعورى – واعى – فقد يكون لاشعورى.
مرحله عدم بذل الجهد لتجميل صوره الشخصيه "مرحله الصدمه":وهي المرحلة التالية على المرحله السابقه، وفيها يتصرف كل طرف بصورة تلقائيه ،وبدون بذل اى مجهود ايجابى- ولو قليل- لتصحيح اخطائه و تعديل عيوبه ،ممايؤدى الى صدمه الطرف الاخر. لذا فان على طرفى العلاقة الزوجية ادراك ان هذا المجهود يجب ان يتصف بالاستمرارية – ولو بصورة أقل – وأن هذه الاستمرارية هى الضمان الحقيقي لاستمرار العلاقة الزوجيه ذاتها ،وتجنب الكثير من الخلافات الزوجية..
مرحله محاوله التمرد"مرحله محاوله التحررالسلبى من التصور الطوباوى": وفيها يحاول طرفى العلاقه او احد اطرافها التمرد على الحياه الزوجيه ، نتيجه شعوره بخيبة أمل فيها ، ناتج عن التناقض بين واقعها الحقيقى وتصوره الطوباوى السابق لها، فضلا عن شعورة ان التزاماتها هى قيد على حريته الشخصية.
المرحلة الواقعية: وفيها يجب أن يصل طرفى العلاقة الزوجية الى تصور واقعي للحياة الزوجية باعتبارها تتضمن منغصات ومفرحات،. و للطرف الآخر باعتبار ان له اخطاء وعيوب كما ان له افعال صائبه ومزايا.
المراحل المتناقضة العلاقة مع النوع الآخر:ان العلاقة مع النوع الآخر " ذكر / انثى" قد تمر بمراحل متناقضه– خاصه فى حاله العزله السابقة عنه- وذلك بسبب انعدام التوازن- وهى مراحل تؤثر " سلبا او ايجابا" على الحياه الزوجيه، فقد تبدأ العلاقه بالرغبة فى العزلة والابتعاد والنفور، ثم تنتقل الى الرغبة فى القرب والانجذاب. وقد تبدا بتصور طوباوى للعلاقه ، ثم تنتقل الى تصور مشوه للعلاقه، وقد تصل الى مرحله متوازنة من القرب والبعد والتصور الواقعى للعلاقه .
مراحل الانفصال: ولها اشكال كثيرة- انفصال عاطفي – انفصال فعلى .انفصال مؤقت ،انفصال نهائى.
مراحل محاوله لم الشمل: وتشمل مراحل مختلفة تتضمن محاوله تجنب الانفصال او تجاوزه .
______________________________________
- للإطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة العنوان
(http://drsabrikhalil.wordpress.com).

 

آراء