نداء السودان مبادرة على رأسها ريشة

 


 

 

ماوراء الكلمات -
(1) والانقلابيون يحتفلون بالشهر العاشر على انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وكثير منا يسأل ماذا تحقق بعد هذه المدة التي استطالت ايامها ولياليها، وتمددت عندها مصيبة الموت، حتى بلغ عدد الانفس التي ازهقت دون حق، بلغت 116نفساً، وارتفع عدد الجرحى والمصابين والمعتقلين الى اعداد كبيرة، فأين ذهب شعار تصحيح مسار الثورة، ؟، وهل تحقق شيء من ذاك التصحيح المزعوم؟ أم أن أصحاب الانقلاب تقطعت بهم السبل، فلا بلغوا الثريا ولا توسدوا الثرى.؟
(2) وبسبب علة الانقلاب، التى ابتلاءنا الله بها، خرجت كثير من المبادرات، التى كانت تسعى لحل هذه الكارثة التى ادخلنا فيها الانقلاب ومن وقف ورائهم ثم مضى أصحاب المبادرات إلى ممارسة حياتهم العاغ، ولكن ظهرت في الآونة الأخيرة مبادرة نداء السودان لصاحبها والمالك الحصري لها، الشيخ الخليفة الطيب الجد، وقدم مبادرته وزاد عليها أو زايد عليها، وجعل لها مؤتمراً، واوراق عمل ثم توصيات ومخرجات، واعتقدنا انها ستذهب مثل غيرها، ولكن جاء في أخبار الأمس أن (فضيلة الشيخ المبادر الاعظم) الخليفة الطيب الجد، طلب من رئيس مجلس السيادة العسكري، ومن السلطة الحاكمة حالياً (نحن نسميها سلطة الانقلاب) بالاسراع في تنفيذ ما جاءت به المبادرة، وتنفيذ مخرجاتها وتوصياتها، وكأن هذه المبادرة على رأسها ريشة، او كأنها خلقت مبرأة من كل عيب، وانها يجب أن تجب ما قبلها أو حتى مابعدها من مبادرات، وتوصد الباب أمام أي جهد بشري آخر، ربما جاء بافضل مما جاءت به مبادرة الطيب الجد، فهي خلاصة الخلاصة، بل وربما أصبحت من المقدسات، ومحرم علينا نقدها أو التعليق عليها، والمطلوب فقط وضع ما جاء فيها موضع التنفيذ.
(3) يبدو لي أن الشيخ الطيب الجد، تجاهل قولهم (زرع الاباء لنأكل، ونحن نزرع ليأكل الأبناء) فهو يريد أن يأكل ثمار مبادرته اليوم قبل الغد، رضي من رضا وأبا من أبا، وبعد هذا يخرج علينا من يحدثنا بأن هذا المبادرة ، لا مصالح حزبية أو شخصية أو جهات تقف خلفها، عجبتم لكم!!
(4) إنما جاءت به هذه المبادرة، لم يكن وسطية دينية، وهي تعني جمع كل الأطراف، ولكن ماجاء به هو وسطية سياسية، وهي تعني الدفاع عن السلطة الحاكمة، ضد المعارضين لها، وعلى الشيخ الطيب (الجد) أن يدرك أن معركة هؤلاء الرافضين لانقلاب البرهان حميدتي، ولمبادرته، وتحديداً (الشباب)هي معركة مع الحاضر وليس مع الماضي، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.
الجريدة

 

آراء