ويحك ثم ويحك، ثم ويلك، ياصاحب الزفرات

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم`
من رسائل النور والظلام

alkanzali@gmail.com



(1ـ3)
آه منك، ثم آه منك،يا صاحب الزفرات، أو تدري ما قاله لسان العرب عن معنى الزفرات: الزفرات هي جمع زفرة والزفرة هي نهيق الحمار. أما أنا فأقول لك الزفرات هي الأصوات التي تصدر من أهل النار (يوم هم على النار يفتنون) فيأتي زفيرهم: (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق) (لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون). أخشى أن يكون صاحب الزفرات هذا واحد من أصحابالخويصرة.أتدري من الخويصرة، سأتيك بخبر يقين لو تسطيع معيَ صبرا. حقاً إنها لزفرات ينفثبها نافخالكير. أتدري من هو نافخ الكير؟ أنه جليس السوء الذي يفسد عليك الجو، ويلوثه بسوء قوله، وببذئ كلامة فيولد الشحناء والبقضاء في قلوب الناس.
قلي بربك بماذا خرج القارئ من رهط مقالاتك أنت وصاحبك. وأتدري أن للرهط معناً آخر غير الجمع من الرجال فإنه رهط، فأما المعنى الآخرالذي أرمي إليهقطعة الجلد التي كانت تستخدمها المرأة في الزمان القابر عندما يأتيها الطمث.
وجدنا أحدكما محرفاً لكتاب الله.في آية واحدة تأتأ واخطأفي ثلاث مواقع منها ليضلل القارئ أنه المستدل بالقرآن. أما الآخر فهو نافخ كير متجرئٌ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقد صدق حسي وفراستي فيه منذ أن التقيته للمرة الأولى التي لا أرجو أن يكون لها من تؤام. التقيته كما ذكرتُ في مقالي السابق في بيت أخ كريم دعانا لمائدته. وتمنيت في ذلك المقال أن يكون قولي فيه بهاتناً، وحسي فيه عدواناً. فقد كان أولى به دحض مقالي وتأكيد تعظيمه لرسول الله. خاصة وأنني جعلتُ للرجل مخرجاً، وقلتُ ربما ظني بتطاوله على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ناتج من حساسيتي العالية. أما الآن فقد قطع الشك باليقين، فتراه أنشغل بالرد على سبدرات، ليقحم بسيرة المصطفى ليقول قولاً مجحفاً سيكون عاقبته ندماً، حيث لا ينفع الندم.
رد صاحب الزفرات على صاحب السقطات يكشف لنا أنه يريدُ علواً في الأرض، ليس على حساب الوزير السابق فحسب، بل حتى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ليأتينا بكلام فيه دخن، يحاول أن يفهم القارئ بأنه أكثر نبلاً وعدلاً من أكرم الخلق كلهمُ. ويقول قولته هذه، ولا أحد من علمائنا يتصدى لصاحب الزفرات ويلقمه حجراً منذراً إياه:“ أن ارعوي يا أنت،فقد ازفرتنا بزفراتك التي صمت أذاننا،وأزكمت أنوفنا بما ينبعث منها من روائح كريهة. وها أنتتتطاول على كوكب دري أوقده الله بنوره وهو في رحم الغيب يتنقلُ في الأرحام الطاهرة، إلى أن بلغ سدرة المنتهى. ثم نجئ نحن في آخر الزمان،لنحيا ونرى صاحب الزفرات أمام بخاري آخر، لا يأتي الباطل بين يديه،ليقول لناأن كتب التفسير تقول أنه نزلت آية في القرآن الكريم معاتباً الله فيها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لإتباعهه هواه وإنحيازه لمسلم ضد يهودي متهم بالسرقة. وأن البينة الظرفية كانت تسند حكم الرسول فجأ القرآن منحازاً لليهودي وشاهداً بالحق.
والله ما بقى له إلا أن يقول: “ جاء القرآن وصاحب الزفرات شهداء بالحق على رسول الله”. هذا ما رمى له في باطنمقاله، ليظهر لنا نحن القراء الجهلاء، الذين لا نقرأ كتب التفسير ولا الحديث، ولا نتفكر أو نتدبر لماهو موجود في بطونها، لأننا لم نبلغ الحلم بعد، وما زلنا رهينة لمثل أصحاب هذه الأفكار الخربة التي حبست العلم في خزائهالتفكر، وتشرح، وتفتي، نيابة عنا، وما علينا إلا الأتباع.
في مناخ مثل هذا، لا بد أن تظهر شخصيات مثل صاحب الزفرات، يحسبُ الناظر إليها أن ورمها شحماً، ليخرج إلينا خويصره زمانه ليقول لنا أنه مميز ومتقدم عن الأخرين، لأنه مع الحق والعدل، وليس مع العقيدةإذا ما أقتضى الحكم بين أثنين أحدهما على ملتنا والأخر على ملة غيرنا. وكأنه يريد أن يقول لنا أنه تفرد بهذا الموقف على رسول الله؟! بئس ما يأمرك به إيمان كأن تقول على الرسول كذباً. فويحك، ثم ويحك، ثم ويلك، يا صاحب الزفرات، فمن يعدل إن لم يعدل رسول الله؟ ألم يقلها صلى الله عليه وآله وسلم يوماً لخويصرة أنت على شاكلته. أولم يتجرأ ذلكم الخويصرة على رسول الله متهماً إياه بأنه لم يعدل في قسم الغنيمة. فرد عليه رسول الله بقوله: ويحك من يعدل إن لم أعدل؟ فستأذنه عمراً ليقطع رأسه، فصده رسول الله عن ذلك وقال له :”دعه يا عمر، إن له أصاحباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، يخرجون على حين فرقة من الناس”. ذاك قول رسول الله في الذي لمز فيه: (ومنهم من يلزمك في الصدقات فإن أعطوا رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون). فما بالكمبقول رسول الله في صاحب الزفرات وهو يلمزه بمتابعة الهوى استناداً لما قاله المفسرون بأن رسول الله أنحاز للمسلم دون اليهودي، فينزل القرآن معاتباً ومصححاً.ليت الفاروق كان بيننا ليقطع رأس الحية التي تزفرنا في زفراتها سموماً كل يوم حتى بلغت أكرم الخلق.
(٢ ـ ٣)
نحنُ أمة مغلوب على أمرها. فأصبح كل منقرأ حرفين كامل ينخرج علينا بهما ظناً بأنه سيقيم دولة الإسلام. ناسياً أن دين الله ليس كلام في المنابر والمساجد ووسائل الإتصال. وليس الإسلام تقصير ثوب، وسواك قبل كل إقامة. وليس الإسلام لحية تمتد إلى الصدر إن كان طبيعة الشعر تسمح بذلك. ولكن الإسلام هو قول يتبعه عمل. وهو قيمة إنسانية رفيعة، يحثنا على أن من سقى منا كلباً دخل الجنة، فما بالك من سقى إنساناً. دين هرول نبيه لبيته بعد أن أُقِيمَتْ الصلاة وقبل أن يكبر للإحرام، لأنه تذكر بأن ببيت آل محمد درهماً فأنفقه على أصحاب الصفة لأنه خشى أن يلقي ربه وهو كانز، وها نحن نكنز الأموال وعلى رأسنا يأتي المتشدقون بالاسلام في كل قول ومقال. وما زال بيننا الفقير حتى من ثوب يستره، والمسجون بمعسرة. ودين اللإسلام عجز الناس عن أن يحملوه في أعمالهم فحموله في أقوالهم ونبي الإسلام يقول: “ما بات مؤمناً من بات شعباناً وجاره جيعان”. وها هي التخمة ورمت أجساد رجال ونساء منا، ووطننا بلغ عدد الجوعى فيه ثلثي السكان إن لم يكن أكثر من ذلك. وديننا الإسلام يدعو للامن والأمان فيقول نبيه: “ من روع مسلماً روعه الله في الدنيا والأخرة”، وفي رواية آخرى " من روع مسلماً لرضا سلطان جيء به يوم القيامة معه". وها نحن مروعون حتى في بيوتنا وفي وبيوت الله، فما بالك في غيرها من المواقع؟
والله لو كان صاحب الزفراتيعرف شيئاً عن الإسلام لما كتبالذي كتب، ليس في حق رسول الله فلنبينا رب يدافع عنه: (إنا كفيناك المتسهزئين). ولكن أعني مقالاتهالتي كتبتها في حق من جاراه فيها. فالمؤمن ليس بطعان، ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ. فلا خير في نجواهما الخالية من أمر بصدقة، أو معروف، أو اصلاح بين الناس. ولكن هي مقالاتٌ للعزة بالأثم والأنتصار (للأنا). فلو لا سودانيزاونلاين لما كان لي علم بما يكتُبُ صاحب الزفرات، لأنني ولله الحمدلا اقرأ له لأن فراستي نبهتني أن لا خير في نجواه، ففزعتُ ونفرتُ من كتاباته كما ينفر الصحيح من الأجرب. فمنذ أول يوم التقيته فيه أحسست أنهم تجرئ على مقام النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. وها هو الآن في رده على صاحب السقطات يُقحم بسيرة المصطفى، ليتهم رسول الله بالميول لهواه، والتحيز لمسلم ضد يهودي أختصما عنده، مستنداً فيما أورده على التفاسير التي وردت في ذلك وكأنها هي الأخرى كتاباً منزلاً.
أتعرف قصة الصحابي الذي رباه رسول اللهعلى العدل،ليس مع يهودي واحد، بل مع قبيلة بأكملها من اليهود (بني قريضة)؟ أسمعت بقصة هذا الصحابي وهو يَهُمُ بدخول مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم،ذات يوم صيف حارق، كانت شمسه قائمة في كبد السماء تلفح الوجوه كنار السموم. أتدري ما فعل الصحابي هذا وهو يسمع رسول الله داخل المسجد يقول: “ أجلسوا” وهو ما زال خارج المسجد،فما كان منه إلا أن جلس تحت الشمس ولهيبها وهي تلهب ظهره ووجهه وقدميه، والظل على بعد خطوات منه!
أنفض مجلس النبي داخل المسجد، ولا علم للصحابي بذلك، فظل جالساً ممتثلاً لأمر النبي، وكان سيظل جالساً إلى يومنا هذه لو أمد الله في عمره، ولو لا أن خرج رسول الله بعد ساعة أو ساعتين فرأه جالساً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ ما يجلسك يا عبدالله تحت الشمس؟” فاجاب بأدبه وطاعته وامتثاله: “ سمعتك يا رسول الله تأمرنا بالجلوس فجلست”. أتدري من هو هذا الصحابي وما هي قصته مع العدل ومع اليهود؟ والله لا تدري، لأنك لو كنت تدري لما كتبت الذي كتبت في حق نبي الرحمة والعدل، ولو جآءت كل تفاسير الكون تؤيد ما تقول. إنها يا صاحب الزفرات قصة الآية التي حسب ما سمعتُ وقرأت أنها تزين بها كلية الحقوق في جامعة هارفد الأمريكية مدخلها. أقرأت قوله في الآية ١٣٥ من سورة النساء، وهي الآية االتي تدعو كلمسلم ومسلمة أن لا تحملهم العصبية وبغض الأخرين بالميل عن الحق والعدل، ولو على الاقربين وهي تقول: (يا أيها الذين آمنوا كنوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين  ...) إلى قوله (... فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ...). وتريد بعد نزول هذه الآية يا صاحب الزفرات، أن تقول لنا أن رسول الله قد إتبع الهوى؟ ونسيت قوله عن المخزومية عندما تشفع فيها أسامة حب رسول الله وغيره من الصحابة وقال قولته الشهيرة: (والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطعت يدها). حاشا لأهل بيت النبوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً أن يكون لهم نصيب في مثل هذه الأفعال، ولكن أرادها الرسول أن تكون بينة لنا في إقامة العدل مجرداً من الهوى.
(3ـ3)
لنعود لقصة الآية من سورة النساء، ليعلم القارئ العزيزالجهل الذي حاق بعقل وقلب صاحب الزفرات، ومن دعى بدعوته، فمن بقى تحت الحر لساعات طوال ممتثلاً لأمر النبي، أرسله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهل خيبر ليقتسم معهم زروع وثمار (فدك) التي سالمهم عليها. ولما قدم موفود رسول الله (عبدالله بن أبى رواحة) ليهود خيبر،الواقعةشمال المدينةـ على مسار ثلاث ليالي في عهد رسول الله، والآنمسافة ساعتين بالسيارةـ لإقتسام ثمار فدك، والتي تُعرفُ الآن (بحائط)، أرادوا أن يرشوه، وأعدوا له مجلساً ليستريح فيه، وطلبوا منه أنيخفف عليهم في القمسة، ويجعلوا له جعلاً. أتدري ما كان رده عليهم وهو وحيد بينهم. إنك لا تدري، ولو كنتَ تدري لما كتبت الذي كتبت. فقد رد عليهم قائلاً : “والله لقد جئتكم من أحب الناس إليَ من نفسي ومالي وولدي وأمي وأبي. وجئتكم وأنتم أبغض الناس إليَ يا أبناء القردة والخنازير، ولكن أعلموا أن حبي لرسول الله وبغضي لكم لا يمنعني أن أعدل فيكم”. فرد عليه احد أحبارهم قائلاً: “بمثل هذا العدل قامت السموات والأرض”.
يا كاتب الزفرات، أمن يربي صحابي مثل عبدالله بن أبي رواحه، لا يجذبه هواه وحبه لرسول الله، وبغضه لليهود إلا أن يعدل، أيميل مربيه عن العدل؟ أي تفاسير وأي علماء تقرأ لهم؟ والله لو أجتمع الإنس والجن، أولهم وآخرهم، صالحهم وطالحهم، أعلمهم وأجهلم على مثل قول صاحب الزفرات،لما أهتزت شعرة من إيماني بأن رسول الله صادق، صدوق، مصدوق،عادل عدول. كان هذا حاله قبل أن يكون نبياً، وما قصة الحجر الأسود وتحكيم أهل مكة له والقبول بحكمه ببعيدة عن أذهاننا، فما بالكم بعد أن أصبح نبياً مرسلاً؟
هل قرأت وصيته يا صاحب الزفرات لأبي موسى الأشعري وهي التي اصبحت قاعدة التقاضي لكل مؤسسات القضاء في العالم أجمع: “البينة على من إدعى واليمن على من أنكر” ثم أنظر لمراحل التقاضي التي أوصى بها أبي موسى الأشعري في كتابه إليه، التي تعارف عليها أهل القانونفي زماننا هذا بمراحل الاستئناف والمراجعة للأحكام القضائية وهو يقول له: “لا يمنعك قضاء قضية اليوم فراجعت فيها عقلك وهديتَ لرشدك غداً أن ترجع للحق، فإن الحق قديم، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل”، إلى نهاية الوصية التي تعد مرشداً ودستوراً في التقاضي. وبعد هذا يجئ صاحب الزفرات ومن قرأ لهم من مفسرين ليقولوا لنا أن رسول الله أتبع هواه في العدلعندما أراد أن يحكم بين مسلم ويهودي؟!
آه من هولاء، ومنك وممن صدق قولك، ولو لا خوفي أن تضيق صدور قوم مؤمنين بما أقول، لرددت على كاتب الزفرات بأكثر من مقال، ولبينت له قصر فهمه، وقلة علمه، وسوء تأدبه مع أكرم الخلق. لأن العلماء أنفسهم اختلفوا في تفسيرهم للآية التي استدل بها صاحب الزفرات، وهي من سورة النساء آية ١٠٩. القصة من اساسها ليس فيها طرف يهودي، فقد أقحمه بعض المفسرين إقحاماً. والآية نزلت بسبب حادثة رواها الترمذي محصلتها أن أخوة ثلاثة (بشر وبشير، ومباشر) أبناء أبيرق وقيل أبناء طعمة بن أبيرق، وقيل: إنما كان بشير أحدهم يكنى بأبي طعمة وهم من بني ظفر من أهل المدينة، وكان بشير أشرهم ومن المنافقين، يهجو المسلمين سراً في شعره. وكان الثلاثة جيران لرفاعة بن زيد الذي أبتاع سميداً، والسميد دقيق من الشعير، ومعه سلاح، فتعدوا بنو أبيرق أي الأخوة الثلاثة فسرقوا متاعه (الدقيق والسلاح)، فترصدهم بمعاونة صحابي آخر، وعرف أن في بيتهم ناراً، لعله بعض طعامه. فلما أفتضح أمرهم طرحوا المسروق في دار أبي مُليل الأنصاري، وقيل في دار لبيد بن سهل، وقيل في دار يهودي اسمه زيد بن السمين.
عليك قارئ العزيز أن تتمعن في عدم القطع واليقين فيهذه الروياتمن هو السارق، وأين طرحت المسروقات بعد فضح أمرهم، أفي بيت يهودي، أم الأنصاري هذا أم الإنصاري ذاك؟فأنظر لتكرار قيل، قيل، حتى من أتوا بفعل السرقة قيل أنهم فلان وقيل أنهم فلان. ومن بعد هذا يأتي صاحب الزفرات قاطعاً بالقول إنها أختلاف بين مسلم ويهودي، ويجعل من تفسيره هذا ملزماً لنا.
المسلم الحق لا يهمه أي كان المتهم مسلماً أو يهودياً، وأينطرحت المسروقات، في بيت يهودي أم مسلم؟ ولكن يهمه أن يعرف حكم رسول الله وهو القائل: “إنكم تختصمون إليَ ولعل بعضكم يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضى له بنحو مما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما اقطع له قطعة من النار فليأخذها أو ليدعها”.
ثم أختم مقالي بسؤال لصاحب الزفرات: بالله ما الفائدة وما الهدف في إقحام خير الخلق كلهم في مقالاتك هذه؟هل كانت سنتقص أو تهبط قيمتها الأدبية أو العلمية أو المعنوية، إن كان لها حظ من هذه الثلاث، وهي بعيدة منها بعد المشرقين. وهل كان سيصيبك ضرر إنأمسكت عن سيرة النبي الأكرم؟ إنها نزاعات (الأنا وهوى النفس) بين أثنين تأذينا من أفعالمها وهما وزيرانقائمان على أمرنا، والآن نتأذى من كتاباتهما التي كشفت لنا أنهما نمران من ورق، تهدمها أول نسمة عابرة، فما بالكمبإعصار فيه نار؟(رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين).

//////////

 

آراء