رغم أن العسكريين عموما يحتقرون عملية الحوار الخاصة بالمدنيين أو الملكية، لأنها مجرد كلام وثرثره بينما هم يؤمنون بالضبط والربط وإطاعة الأوامر، وأن البيان بالعمل وليس بالقول .
كما أنني شديد التحفظ على إشراك العسكريين والجيش في السياسة لضعف في تكوينهم الديمقراطي ، بينما السياسة في السودان هي بحث عن صيغه لديمقراطية مستدامة.
وفي تصوري ان السودان يمكن ان يكون مثل سويسرا بلا جيش، في حالة الوصول الى سلام شامل في البلاد . كما أن الحرب أصبحت الكترونية وتكنولوجية ولا تحتاج الى هذه الأعداد من البشر التي تستنزف ميزانيات الدول خاصة النامية منها، فكان من المفترض أن يكون دور الجيش في هذه البلدان حرفيا وانتاجيا ينشغل بالبناء والتعمير بحسب التخصصات المكونة لأسلحته المختلفة .
ورغم كل هذه التحفظات أثارت تعليقات قادة الجيش السوداني الأسبوع الفائت عددا من التساؤلات والاستفسارات التي تحتاج لتوضيحات منها:
هل يقصد سعادة رئيس الأركان بصفة شذاذ الآفاق الشباب السوداني و”تجمع المهنيين” و”اتحاد اساتذة الجامعات” و”قوى الاجماع الوطني” و”نداء السودان” والاتحاديين المعارضيين؟ وهل يقصد بكلمة شذاذ الآفاق معناها اللغوي والرمزي الحقيقي ام لديه فهم خاص للكلمة؟ قول سعادة وزير الدفاع أن الجيش لن يسمح بسقوط الدولة، هل يقصد بالدولة الحكومة والنظام، أم دولة السودان القائمة منذ الاستقلال عام1956م ؟ كان الملك لويس الرابع عشر يقول انا الدولة ولكن الثورة الفرنسية اسقطت الملك واستمرت الدولة الفرنسية حتى اليوم عظيمة وقوية .
هل أفراد الجيش الذي تتحدث عنه القيادة الحالية هم امتداد علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ والفريق احمد محمد وحسن بشير وطلعت فريد وأولاد شنان وأولاد كبيدة وعبد اللطيف الضو وابوكدوك ومحمد احمد ابو الدهب وعلي حامد وعبد البديع وهاشم العطا وبابكر النور وفاروق عثمان وودالزين وحسين الكدرو وكل”شهداء رمضان” ومحمد نور سعد وعثمان حسين ومزمل غندور والرشيد نور الدين؟ هؤلاء هم وغيرهم أبناء قوات الشعب المسلحة واللذين أسسوا لكم ماتسمونه “الشرف العسكري” ذلك الشرف اللذي حملوه وحاربوا الفاشية الايطالية في كرن، والنازية الألمانية ضد روميل في الصحراء الغربية! ولم يدنسوا شرفهم العسكري بمحاربة أبناء وطنهم حتى لو ثاروا ضد نظام فاسد يحاول إفساد الجميع خاصة أبناء الشعب في القوات المسلحة.
والنظام المترنح يحاول الآن التملص من حروب دارفور والجنوب القذرة وتحميلكم المسئولية بمفردكم! ما زال الشعب يأمل في يقظة ضمير أبنائه وحمايتهم لشرفهم العسكري من الارتباط بنظام الاستبداد والفساد والارتزاق في اليمن .
لكم التحية أملا في يقظة الضمير الوطني وعدم تلويث الشرف العسكري. //////////////////////