حميدتي دعم دعما دعما

 


 

 


منصة حرة
 

manasathuraa@gmail.com


استغرب من ينتقد تسيير "المليونيات" التي تضغط على الحكومة الانتقالية لتنفيذ مطالب الثورة، ثم يعود لينتقد أداء الحكومة ويحملها مسؤولية البطء في معالجة سلبيات العهد البائد، متناسياً حقيقة أن الداعم الحقيقي للحكومة ومصدر قوتها وشرعيتها هو هذا الشارع، الذي إن ضعف وخمد، لن تجد الحكومة المدنية سندها.
ثم استعجب، لكل منتقد لتحركات قوات الدعم السريع، ومحاولاتها المستمرة لتلميع صورتها، والظهور بمظهر "المنقذ"، وظلت تمارس أعمال ليست من اختصاصها، وتتدخل لحل أزمة مواصلات أو حل أزمة الخبز أو حل أزمة الكهرباء أو حل أزمة الوقود، وفي النهاية نتيجة تحركاتها "صفر" ومجرد دعاية و"تكبير كوم"، وآخر حملاتها لحل أزمة "الصحة"، وكانت بمباركة مجلس السيادة الذي اجتهد شقه المدني في مدح هذه القوات كما لو كانت هي من أشعلت الثورة. ونقول لماذا ننتقد وجود هذه القوات ونحن نعلم أن قائدها هو من وقع الاتفاق، ولها الحق الآن في الحكومة مثلها مثل المدنيين بنص الوثيقة الدستورية، ونعلم أن هذه القوات كلما وجدت طريقة لتلميع نفسها ستفعل، والسبب تقصير الكفاءات التي سلمناها الوزارات، والتي لم تلب طموحاتنا حتى اليوم، ولم تشف غليلنا.
نعم.. ردد دسيس مان "جلالات الجيش" التي تعلمها أيام خدمته العسكرية في القوات المسلحة، حينما كان يهتف ضمن قوات النظام البائد، "الدوشكا ضرب ضربا ضربا، متمرد هرب هربا هربا"، ثم رددها في اعتصام القيادة، "ثوار هجم هجما هجما جنجويد هرب هربا هربا"، ثم أخيرا تغنى بها أمام احتفال قوات الدعم السريع ومجلس السيادة، ليقول، "حميدتي دعم دعما دعما".. وفي كل مرحلة لم يكذب دسيس مان، وإنما ردد ما يجب أن يردده، ولا ننتظر منه المعارضة، فالوقت الآن لتصحيح المسار وضرب الدولة العميقة، وليس للنقد السطحي، وحينها سيردد "دسيس"، "مدنية كبس كبسا كبسا.. العسكر رجع ثكنات ثكنا".
نعم.. الجميع الآن يعملون بأمر الشارع، ولإرضاء الجماهير، بداية بـ "قحت" و"حكومة" حمدوك" و"مجلس السيادة" بشقيه المدني والعسكري، و"قوات الدعم السريع، بل وحتى "الحزب المخلوع"، وهناك قوى عميقة ومافيا فساد متجذرة تعمل بكل جهد وسخاء لإجهاض حركة الشارع، وإنهاء انتفاضة الجماهير، ليتفرغوا في زراعة الفتن والدسائس، لينقضوا مرة أخرى على السلطة، بمساعدة العساكر الموالين للنظام البائد.
لنعلم.. أن معركتنا اليوم واضحة وضوح الشمس، لا خلاف حولها، وتتمثل في دولة مدنية 100 %، وقوات شعب مسلحة تعمل على حماية البلد بعيداً عن العمل السياسي والمدني، ودمج مليشيا الدعم السريع في القوات المسلحة، ومحاكمة مرتكبي مجزرة القيادة العامة، ومحاسبة قيادات النظام البائد، وإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية وتطهيرها من الفلول، ليبدأ الإصلاح الاقتصادي، ثم العمل على الإعداد لانتخابات حرة ونزيهة في بيئة صحية وديمقراطية. دمتم بود

الجريدة

 

آراء