قرأتُ مقالاً لاحد اساتذة جامعة الجزيرة (بروفيسور) وطبيب بارعٌ؛ تفيد بانه قد وجد بالصدفة في احد الأيام "جلّاده" الذي عذبه أشد العذاب في معتقله وزنزانته؛ متجولاً يمشي الهوينا بين الناس في سوق مدني. (المقال المذكور للبروف في ذيل هذا الرد)
يقول البروف انه قد تبسّم في وجه الجلاد فما كان من الاخير الا ان طأطأ راسه خجلاً وحياءً منه عندما القى عليه السلام. ثم ذهب البروف المُعذّب غير بعيد كي يخفي دموعه عنه؛ بكى لما وجد الجلاد مطأطيء الراس.
ارسلتُ اليه ردي في عُجالة على النحو التالي:
بالعكس يا سيدي المُعذّب المهذّب البروفيسور عندما تشتكي من (عذّبك وأهان أدميتك في الزنزانة) تكونُ قد أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر كما امرنا الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم عليه افضل الصلاة والسلام.
هذا الجلّاد الذي تبسمت في وجهه بسوق ودمدني؛ سيتمادى في وحشيته "بعد ابتسامتك في وجهه" بعد أن أمن العقاب في تعذيب الاخرين عندما تحين الفرصة المواتية له في اي حكم ديكتاتوري اخر يأتينا من الغيب؛ كالنظام الذي اسقطه شعبنا عنوةً واقتدارًا بثورة سلمية عظيمة اشاد بها القاصي والداني وكان من شعاراتها مبدأ العدالة وهو الركن الهام الذي يتوق اليه شعبنا للتحقيق.
لا أقولُ ذلك لانك تبسّمتَ في وجهه فقط؛ بل لأنك اسقطت حقك الخاص وحق المجتمع العام في اللجوء للقانون الذي جاء لحفظ حقوق الانسان في المجتمع.
إن تبسمك الملائكي في وجه جلادك الوحشي يمكن ان تُثاب عليه في الآخرة (التبسم في وجه أخيك صدقة) وهذه الصدقة تُكتب لك فقط في سجِّل حسناتك بحيث لا يتعدى أحداً سواك. أما إسقاط حق المجتمع في فضح هذا الأمنجي المتوحش وجلبه للعدالة بالعفو عنه يتعداك ليكون نقطة سلبية ضدك ويُمكن ان ينتقص من ورعك عندما تهجر حق المجتمع في المحاسبة والمساءلة القانونية .
فيا سيدي الطبيب اذا قام احدهم بتعذيبي او إهانتي بحكم عمله في جهاز امن الدولة البائد؛ فان من اوجب واجباتي هو اللجوء للنيابة العامة للتبليغ عنه حيث ان جرائم التعذيب وتسبيب الأذى للمعتقلين لا تسقط بالتقادم أبداً. ثم ان المسلم القوي افضل عندي من المسلم الضعيف الذي يتوارى عن جلادة بابتسامة صادقة او كذوبة.
سيدي البروفيسور بجامعة الجزيرة كان عليك ان تأخذ بحق المجتمع الذي تعيش فيه عن طريق القانون؛ والا فانك ضعيف في نظري ونظر ضحايا التعذيب وأُسرهم الذين تقدموا ببلاغاتهم لدى النيابة العامة فور سقوط هذا النظام الذي عذّب الالاف جوراً وظلماً وتعدياً عليهم لمواقفهم السياسية. لقد اوقفت شريعة هامة ينادي بها ديننا وهي النهي عن المنكر ومفارقة الوجدان السليم الذي فطرنا به الله خالقنا جميعاً.
إنك بهذا الفعل الذي يمكن ان تُحمد عليه تأسياً (بالعفو عند المقدرة)؛ تكون قد حققت لنفسك انتصاراً مؤقتاً وطبّقت ما فعله نبي الرحمة عند دخوله لمكة المكرمة منتصراً بجيشه. ولكنك لستَ نبياً رحمانياً وانما مواطن سوداني ركنٌ لمشاعره الشخصية. ان هذا الفعل منك وان كان حميداً في ظاهره سيكون ايضاً تنازلاً عن حق المجتمع في القصاص العادل ومدعاة لتعذيب الغير من نفس هذا المجرم الذي يسير بين الناس في الأسواق.
لو كنتُ مكانك لهرعتُ حافياً للتبليغ عنه حتى يأمن المجتمع من شروره وحتى نثبت للذين عملوا في تعذيب الأبرياء بانهم ليسوا بمنجاةٍ من العذاب وسيقضي بقية عمره مسلوب الحرية في سجنه ليكون عبرة وعظة لغيره ممن تسوّل له نفسه مرة اخرى لتعذيب الآخرين من بني جلدته...
انني استحث والتمس وأطلب من كل سوداني او غير سوداني تعرّض للتعذيب في أقبية جهاز الأمن المبادرة بالتبليغ عن جلاده او جلاديه.
إن ابواب النيابة تلك مشرعةٌ في كل القطر ولا تحتاج منك سوى كتابة "عريضة" توضح فيها كل الوقائع التي تُشكِّل جريمة تحت طائلة قانون العقوبات السوداني لسنة ١٩٩١ او اي قانون آخر ومن ثمّ تحيل النيابة الأوراق بعد اكتمال التحقيق للمحكمة المختصة??
—-/////////—////????? ~~>>>>>>>~~~~ رسالة البروف كما وردت واتتني من احد الاصدقاء الثوار بمدينة ود مدني:
بروفيسور الحسن استاذ النساء و التوليد بجامعة الجزيرة بكتب عن هرجلة وجدي صالح و صلاح مناع و ياسر العطا و غيرهم في برنامج إزالة التمكين (اراضي و اراضي)
لجنة ازالة التمكين وما يسمي (بالبل) .. الخميس (نزع اراضي)، والخميس البعدو (نزع اراضي) .. ثم الخميس (نزع اراض) ؟؟ .. قرار (وااااحد) فقط بمصادرة أملاك النظام ومنسوبيهو وبس .. (عالم السينما) الذي يأتيكم كل خميس ليس إلا مماهاة للمزاج العام المحتقن والمتعطش للشفاء والتشفي .. التكرار حتمآ ينتهي بالتخمة والبندول مسكن بس .. قانونية اللجان ونفاذها يكون بالحق في الإدعاء عن الحق العام بالنائب العام وبالمقاضاة والمحاكمة ثم القضاء بالعقوبة (سجن،نزع، غرامة، شنق قطع من خلاف، صلب) ،،،، (بالقانووون وليس بالتلفزيون) ... ( #دولة_القانون) هي فقط المقنعة والشافية الكافية .. (بل الخميس) ليس سوي هرج سياسي وهتافية وسبهللية ترضي العوام والسابلة فقط .. الفساد ما كان اراضي فقط يا سادة .. كان دمار أمة، ونهب كرامة وحضارة شعب، ومسخ قيم وهوية إنسان ودمار أخلاق .. بل الخميس يلهيكم بذاكرة سميكة لتنسوا شهداءكم وضحاياكم ولن تذكروا يومآ فض الإعتصام ... #كسرة: قبيل في السوق لاقيت احد زبانية النظام وكوادرو الأمنية والذين أذوني شخصيآ بالاقتياد والضرب والحبس والتحقيق وتمامات الصباحية فلم أشعر نحوه بغبينة ولا رغبة في انتقام او قصاص بل سلمت عليه وكل ما تذكرته هو أنني رجل كريم وأني صائم .. (لا يحملُ الحِقدَ مَن تَعلو بهِ الرُّتَبُ ولا ينالُ العُلا من طبعه الغضبُِ) .. نظر إلي بخجل وانكسار لا يليق برجل فبكيت .. لأني كرهت إذلاله والٱنتقام بينما حكومتنا بتدفع لينا فاتورة تعويض بنكهة تشفي وهرج ودة بضيّعنا وبضيّع مكاسب ثورتنا .. بنسف الوعي ... ونحنا ما طير وما كان غالبني انط في حلقو بس في حاجة اسمها (قانووون) فأمسكو في المنهج والنهج والمؤسسة ...