تُعتبر السيدة إلهان عبد الله عمر ، الشهيرة بإلهان عمر ، نائبة الكونقرس الأمريكي عن الحزب الديموقراطي منذ العام الماضي 2019م ، أول امرأة أمريكية متجنِّسة من أصل إفريقي ، بل أول امرأة ملوَّنة مطلقاً ، يتم انتخابها عضواً بمجلس النواب عن ولاية مينيسوتا. وقد كانت السيدة إلهان الصومالية الأصل ، قد جرى انتخابها من قبل أيضاً ، عضواً بالمجلس التشريعي لولاية مينيسوتا بين عامي 2017 و2019م. وللنائبة البرلمانية الأمريكية إلهان عمر ، ترجمة منشورة بموسوعة ويكبيديا الالكترونية بالشبكة العنكبوتية ، جاء فيها أنها قد ولدت بالعاصمة الصومالية مقديشو في عام 1982م ، وأنها قد قضت شطراً من سني طفولتها الباكرة بمدينة " بيدوا " بالصومال ، ثم هاجرت مع أسرتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1995م ، حيث تدرجت في جميعا مراحل تعليمها الثانوي والجامعي بولاية مينيسوتا. أما عن نشاطها داخل الكونقرس ، فقد جاء في سيرتها أنها تتمتع بعضوية ثلاث لجان بمجلس النواب هي لجنة الميزانية ، ولجنة التربية والعمل ، ولجنة الشؤون الخارجية ، كما وصفت بانها تنشط إلى جانب ذلك في مجالات الدفاع عن حقوق الإنسان عموماً ، وحقوق الأطفال والمهاجرين بصفة خاصة ، وتدعو لإقرار مبدأ الرعاية الصحية للجميع ، وأنها تعمل على مناهضة القوانين التي تحد من الهجرة ، فضلا عن وصفها بأنها دائمة الانتقاد لإسرائيل ولسياساتها الاستيطانية ، وحملاتها العسكرية الاستيطانية ، وأنها مدافعة قوية عن حقوق الشعب الفلسطيني بصفة عامة. مهما يكن من أمر ، فإن هذه الفتاة الأمريكية المسلمة الصومالية الأصل ، التي ارتقت هذا المرتقى الرفيع في درجات سلم الحياة السياسية في الولايات المتحدة ، رغم سيرتها وملامح هويتها غير المتماهية تماماً مع ما يسمى بالتيار العام داخل أمريكا ، وذلك لعمري إنجاز باهر يُحسب لها وللديموقراطية الأمريكية بالطبع ، تبدو بالفعل مثيرة للإعجاب بفصاحتها وبلاغتها ، وحسن تعبيرها عن نفسها باللغة الإنجليزية ، وخصوصاً بجسارتها وجرأتها الصومالية الطابع ، والبدوية الأصل ، والتي تتمسك بقناعاتها ، وتعبر عنها غير هياَّبة ولا وجلة ، ماضية في سبيلها لا تلوي على شئ ، وكأنها تعبِّر بلسان الحال أنْ: " كبير الجمل " ، كما نقول في تعبيرنا العامي ، علماً بأن الصوماليين هم أهل جِمال ، بل يقال إن بلادهم تأتي في المرتبة الأولى في إفريقيا من حيث عدد قطيعهم الوطني من الإبل. هذا ، ولطالما استوقفني اسم هذه السياسية والبرلمانية الأمريكية ذات الأصل الصومالي: " إلهان " ، فاهتديت فيه – وعسى أن أكون من المهتدين حقاً – إلى أنَّ حرف النون الذي في آخره ، مستحيلٌ عن حرف الميم على سبيل التعاقب ، فكأن الأصل فيه أنه " إلهام " الاسم الشائع والمعروف في كثير من البلدان العربية والإسلامية كذلك على سبيل التأثر ، وإنما أبدلت ميمه نونا. وهذا المذهب في تحويل حرف الميم الطرفي إلى نون ، سمة صوتية ملاحظة في بعض أسماء الأعلام الصومالية مثل قولهم: " آدَن " ل " آدم " وهكذا. وعلى كل حال ، فإن التعاقب بين حرفي الميم والنون ، موجود حتى في اللغة العربية الفصحى نفسها ، وذلك بسبب القرب والتشابه في المخارج الصوتية. فمن الشواهد عليها مما تسعفنا به معاجم اللغة قولهم على سبيل المثال: قِمة الجبل وقُنَّة الجبل ، وامتقع لونه وانتقع لونه ، وبياضٌ ماطع وبياضٌ ناطع ، والبُرثُم والبُرثُن للمخلب ، والغيم والغين للسحاب وهلمَّ جرَّا. ومما أذكره بهذه المناسبة أيضاً وأود ان أختم به هذه الكلمة الموجزة ، أننا كانت لنا أختٌ فاضلة وزميلة في العمل إسمها " إلهام " ، بل كنا في الواقع نعمل في مكتب واحد بالوزارة. وكانت تتردد علينا فتاة صينية مستعربة تعمل بالسفارة الصينية بالخرطوم في أواخر عقد الثمانين من القرن الماضي. وقد كانت تلك الفتاة الصينية معجبة جداً بزميلتنا إلهام ، غير أنها كانت تناديها: " إمهام " ، فكنا نضحك ونتندر بذلك !!.