كرتي يتوعد بإدخال كل ضب في جحره !!

 


 

 

 

سبق وان كتبت مقال عن أسلوبية الخطاب التي استحدثتها "نجرتها" طغمة نظام الإنقاذ الظالمة من مفردات وتعبيرات قبيحة تحمل عنف قاتل..بل تم إنزال تلك التعبيرات وتطبيقها على الشعب المسكين. و لعل الشعب السوداني لا يذكر من د. نافع على نافع سوى سؤ ملافظه ومنها "من يريد إسقاط النظام فعليه لحس كوعه أولا"، و يشابه تهديد د. مصطفى عثمان في أكتوبر 2014م " إن تكاليف التداعيات المصاحبة لأية محاولة لإسقاطنا مكلفة وباهظة الثمن وان من يقدم عليها أو يخرج في المظاهرات يدفع حياته ثمنا لذلك" ، وسبقهم علي عثمان في الهلالية في 30 يوليو 2011م فقال " إن كل من يتطاول على المنهج والشعب والرئيس عمر البشير سيواجه بالقطع بالسيف " ولعل من اواخرها قول البشير المخلوع "لما الموسيقى تضرب كل فار بدخل جحره"!!! وقبلها قوله في 16/09/1999 " يا كمال بور من الليلة انحنا لا بنعرف قانون لا بنعرف دستور....اي زول بعد ده قل أدبه، على كيفك تجيبو هنا المرخيات، توديه السماء والدايرو فيهو تسويه تضبخو تسحلو تسلخو ما بهمنا)!!!

الذي كنت استغرب له كثيرا لماذا هذه العنجهية في مخاطبة الشعب؛ في حين أن المقام مقام أدب!!! من المؤكد سيجيبني القاري بأن كل إناء بما فيه ينضح؛ ولكن لماذا كل هذه الأواني السلطوية تحمل كل هذا "الاتساخ" الداخلي حتى لا أقول "الوسخ" الداخلي!!! هل قلة الأدب مع الشعب دلالة على الكاريزما وقوة الشخصية أم دلالة على فشل الوالدين في التربية، ومنها أن البشير الابن العاق ضرب والدته بيد "الفندق"!!! لعل من بين أبشع تطبيقات سياسة الاستبداد على الأرض ما حدث للشهيد احمد الخير في خشم القربة من اغتصاب بالحديد حتى الموت!!!. بل أن حادثة فض الاعتصام وقتل وحرق وإغراق المواطنين في النيل توضح أن أللجنة الأمنية الحالية هي جزء من نظام الإنقاذ المخلوع وإمتداد لسياسته!!! إذن لا تستغرب ان لم تجد "إسلاموي" لا يدعو للعنف المسلح ، فليس بعيدا نشر حسين خوجلي مقال في ٢٩ نوفمبر٢٠١٩، وكتب:( “أخوتي أخواني .. شكلوا السلاح ح يزغرد قريب”!ولم يحترم حتى كون اليوم جمعة!!! ثم جاء "الاسلاموي" الناجي عبدالله في ديسمبر 2019م فقال (ولو الحكاية مامشت عدل الدم حدو الركب)!!!

أما عنوان مقالنا فلقد ذكرت الانتباهة "اونلاين" إن الحركة الإسلامية أصدرت بياناً أكدت فيه عدم صحة التصريح المنسوب للأمين العام المكلف للحركة الاسلامية...والذي جاء فيه (علي كرتي يترحم على شقيق الرئيس السابق عبدالله البشير ويصفه بالمغدور. وقال صابرين على البلاء ونتمسك بقلب حليم ولكن على حكومة قحت أن تدرك نفسها قبل وقوع اللحظة الحاسمة أنها تستفز عرين الأسود إخوان الشهداء والدبابين. وأقسم بالله أنهم لو أرادوا تكرار تجربة ٣٠ يونيو لن يستغرق هذا الأمر أكثر من مكالمة هاتفية مدتها ٣٠ ثانية وخلال ساعتين كل ضب يدخل جحره وتدور الدائرة على غيرنا).

رغم إن الكل يعلم بان الحركة الإسلامية هي جهة محلولة قانونيا ولكن الذي يهم هنا، أن نفيها في حد ذاته حمل نفس لغة العنف والتهديد "تترحم الحركة الإسلامية علي روح الشهيد عبدالله حسن احمد البشير، وتحمّل السلطات التي منعته من حقه الإنساني في العلاج وعطّلت الإجراءات التي نصت عليها مواثيق حقوق الإنسان كامل المسؤولية الأخلاقية والجنائية في موته. وتذكرهم بأنّ هذه السوابق المُعيبة للعدالة سيُواجَهون بها قريباً أمام ذات المؤسسات التي يستغلونها الآن(.!!

إذن نفيهم لبيان علي كرتي مع سوقهم لتهديد مبطن يدفع للظن بأن ما نسب لعلي كرتي هو قوله و إلا فليخرج علي كرتي بنفسه بيانا بتوقيعه وينفي ما نسب اليه!!!

إن صيغة التهديد والتخويف هي لغة بل عقلية الإسلاميين، وقالها على استحياء د. عبدالوهاب الافندي الذي سبقهم بالإنذار باللبننة والصوملة منذ السنوات الأخيرة للبشير، فكتب في 13 مايو 2017م مقال بعنوان "حكومة البؤس الوطني في السودان"...تمسّك النظام بقبضته الكاملة على السلطة فلا هو قبل بمشاركةٍ حقيقية في السلطة، ولا هو سمح بمعارضةٍ حقيقيةٍ عبر فتح مجال التعبير عن الرأي والتنظيم،...، هذه الحكومة مكثت منفردةً في السلطة ثمانية وعشرين عاماً، ...، ولم تحلّ أي مشكلة... وما فعلته... يكشف أكثر فسادها وإفسادها للمجتمع، ،...إنه أسوأ ما يمكن أن يقع للمجتمع السوداني، سوى تفكّك الدولة وانهيارها، وما يتبع ذلك صوملة، ولبننة وسورنة. ..".
هذه التخويفات باللبننة والصوملة كانت تردد كثيرا من قبل حكومة البشير البائدة في الآونة الأخيرة كتهديد، بأنه إذا انقلب الشعب على الإنقاذ فعاقبته الصوملة، دون أن يعترفوا بأنهم هم من سيقومون بنشر العنف والقتل والإرهاب وإحداث الفتن القبلية كما فعلوها في الأشهر الماضية في كسلا و خشم القربة وبور تسودان.
و يبدو أن عدوى تخويف الشعب قد أصابت حميدتي فقال " لو استمر فض الاعتصام 3 يوم والله العمارات السمحة العاجباكم دي ماكان تلقوا فيها الا الكدايس"!!!

إذن ثبوت أو نفي بيان كرتي لن ينفي ترسخ مفهوم العنف والإرهاب في أدبيات "الاسلامويون" بالسودان، ولكن يبقى السؤال لماذا يمارسون هذا الكره و العنف تجاه الشعب السوداني، هل هم في حالة "تار" أو ثار ضده!!! لأنه شعب مسالم لا يعرف العنف ولن يقبل بهم، ولذلك يجوزون العنف ضده لأنه لم ينتم لفكرهم فهو مجتمع جاهلية، أم هي بسبب رفضهم لمعنى الوطن بالحدود الجغرافية?أسأل الله لهم الهداية قبل فوات الأوان !!! وأن كان ذلك لا يمنع تذكير كرتي، بأنه هو الذي هرب كالضب إلى جحر يؤويه!!!.

أنشدت الشاعرة نضال الحاج
"صحي ما بتخاف..
شأن البخاف ما بجرتق النيل بدماؤه
وينحدق السماء عزته
البخاف ما بهدد الليل بصباحات القضية الهزته
***
كتلونا صبحية وحرقونا بالنيران
حرقونا بإسم الخوة والعرفوه عاش
يمرق من النيران يلاقوه بالكلاش"
fr.wadrawda@hotmail

 

آراء