انتصار الصحافي على السياسي
كلام الناس
قبل أن أتفرغ للعمل الصحفي لم أكن أهتم بالشأن السياسي لكن العمل الصحفي فرض علي تناول الأخبار والقضايا السياسية لكنني لم انتم لأي حزب سياسي.
تشأت في أسرة إتحادية قبل أن يتفتح وعيي وأذكر أنني شاركت في الحملة الإنتخابية لمرشح الحزب الوطني الإتحادي في مدينة عطبره ابراهيم المحلاوي.
حينها كنت تلميذاً صغيراً وقد أوقف,ني على تربيزة لألقي كلمات من تأليفي قلت فيها :
رعاك الله يا إبراهيم * وساعدك أن تكون زعيم
بعد فترة وفي عطبره أيضاً حاولت جماعة "الأخوان المسلمين" تجنيدي للإنضمام لهم عبر نظام الأُسر بالمسجد لكنني لم أنتم لهم بعد ما سمعته عن حالات إنحراف أخلاقي وسطهم.
في وقت لاحق إبان إعتقالي في أحد بيوت الأشباح بالخرطوم في قضية نشر صحفي كان أحد منسوبيهم يمدني بكتب دينية قرأتها لكنه ذات مرة أعطاني كتيباً بعنوان كيف تكون عضواً فاعلاً فاعتذرت له بعد أن شكرته على الكتب الدينية التي أطلعني عليها.
إبان الحراك الصحفي لقيام إتحاد للصحفيين عقب إنتفاضة أبريل 1985م
حاول بعض الصحفيين الذين قالوا لي أنهم من الصحفيين المستقلين إستمالتي للإنضمام إليهم لكنني عندما قرأت دعوتهم للإجتماع تحت عنوان الصحفيين الوطنيين إعتذرت لهم لأنني لايمكن أصنف نفسي من الصحفيين الوطنيين في إتهام خفي بأن الخرين غير وطنيين.
لم أكن أعرف يومها أن تصنيف "الوطني" سيطلقونه على حزبهم السياسي للتعبير عن كيانهم و أصبح يطلق على كل تنظيم أو كيان يؤسسونه وينسب لهم.
أذكر أيضاً أن القيادي بالتنظيم السياسي الذي دبر إنقلاب الثلاثين من يونيو1989م علي عثمان محمد طه عندما أصبح وزيراً للتخطيط الإجتماعي إستدعاني لمكتبه وعرض علي العمل معهم في الوزارة لكنني إعتذرت وقلت له إنني وجدت نفسي في الصحافة وكنت وقتها مديراً لمكتب "الخليج" الإماراتية بالخرطوم.
هذه بعص محاولات الإستقطاب لكسبي للإنتماء السياسي وأحمد الله الذي وفقني للتمسك بمهنيتي طوال فترة عملي في بلاط الصحافة في مختلف الحقب السياسية دون أن انكر أنني تأثرت ببعض التيارات السياسية والفكرية لكنني لم أنتم لأي حزب رغم حقي المشروع في ذلك.