قصة الثبات والصمود والعزم

 


 

 

 

 

كلام الناس


هذا الكتاب يوثق لتجربة خاضتها مدرسة المحمدية وسط تحديات وضغوط إبتداءًا من تهديدات المفتش صمديكون بإغلاقها وليس إنتهاءًا بجرافات شركة التنقيب عن القصدير.
إنها رواية التلاميذ العشرة في هذه المدرسة القابعة في جزيرة بيليتونج الغارقة في الفقر رغم ثروات أرضها، واجه فيها تلاميذها التحديات والصعوبات وحققوا الإنجازات المميزة في المنافسات المدرسية بقيادة المعلمة الصامدة موبس التي غرست في نفوسهم إرادة الثبات والصمود وتحدي الصعاب.
لن أتعرض للأجواء الأسطورية التي تخللت أحداث الرواية التي صدرت عن دار المنى بدولة الإمارات العربية المتحدة وتدرس لتلميذات وتلاميذ الصف التاسع بمدارسها و التي ألفها أندريا هيراتا ونقلتها للعربية سكينة إبراهيم لأن أحداثها الواقعية طغت على غموض الأساطير التي تخللتها ونحن نتابع بكل التقدير والإعجاب المعلمة بومس التي تصدت حتى لجرافات شركة التنقيب حتى استطاعت وقف زحف جرافاتها التي كانت ستقضي على المدرسة.
كما لن أحدثكم عن قصة الحب التي ترعرت في متجر الثريات الفوضي بين بائعة الطباشير وبين التلميذ الذي تم تكليفة بمهمة شراء الطباشير لأرجع بكم إلى المعلمة الصامدة بومس.
هذه المعلمة التي وهبت عمرها لمهنة التدريس ورفضت كل الإغراءات المادية والعروض السخية للتخلي عن مدرسة المحمدية وأصرت على مواجهة مدير شركة التنقيب قائلة : هذه ليست مدرستي إنما هي مدرسة الشعب .. لن أبيعها مهما تضعضعت.
قالت في مرافعتها عن المدرسة امام مدير شركة التنقيب : أذكرك بان القونين تضمن حق الموطن في الحصول على التعليم بنص الدستور الذي هو القانون الأعلى الذي يحكم كل القونين، ونجحت في نهاية المطاف في وقف زحف الجرافات التي كانت قد بدأت في هدم المدرسة.
يقول المؤلف على لسان أبطال الرواية في مدرسة المحمدية : تعاهدنا على البقاء مخلصين للمدرسة مهما ضربتها الصواعق والأعاصير .. شكلنا سوياً أجمل قوس قزح أبدعه الخالق.
واصل بطل الرواية دراسته حتى حصل على درجة الدكتوراة التي كانت عن ملحمة مدرسة المحمدية والمعلمين باك هوفان وموبس والتلاميذ العشرة.
ختم الرواية قائلاً : صمدنا أمام المفتش صمديكون وقاومنا بقيادة المعلمة الصامدة بومس جرافات شركة التنقيب عن القصدير وتجاوزنا الظروف الإقتصادية، كما نجونا من أسوأ التهديدات.. تهديد أنفسنا بإنكار قوة التعليم.
يقول المؤلف في ختام الرواية : تذكرت العهد الذي قطعته على نفسي منذ أن كنت في الصف السادس عندما شاهدت معلمتي بومس تقطع باحة المدرسة وهي تحمي نفسها من المطر بورقة شجرة موز .. يومها عاهدت نفسي أن اكتب كتاياً هدية لها بعنوان "الأشكار بلانجي" أي عساكر قوس قزح.

 

آراء