السفر في زمن الكورونا

 


 

 

 

كلام الناس


كنت أعلم حجم المغامرة التي أقدمت عليها بالسفر للسودان في ظل إنتشار جائحة كوفيد 19 التي حيرت العالم.
لكنني سعدت سعادة غامرة بلقاء الأولاد والأحفاد والأهل والأصدقاء خاصىة "لمة الجمعة" في بيتنا بالفيحاء حيث اعتدنا على هذه اللقاءات الأسرية منذ ان كنا نعيش مع العائلة في بيتنا بحلفاية الملوك.
كنت أمني نفسي وزوجتي الإستقرار في السودان بعد نجاح ثورة ديسمبر الشعبية في الإطاحة بسلطة نظام الإنقاذ لكن للأسف وجدت ان الأوضاع السياسية والإقتصادية والخدمية والأمنية والإعلامية والصحفية لم تتغير، ومازالت الاوضاع طاردة ومحبطة رغم تفاؤلي الحذر بحتمية إنتصار إرادة الحرية والتغيير وأنه لايمكن حدوث ردة تعيد حكم المتسلطين من جديد.
المؤسف أيضاً اننا ظللنا في السودان في شبه عزلة إختيارية بسبب شدة الإلتزام بضوابط إجراءات السلامة الصحية وقد حدث إنفراج نسبي عند زيارة إبني محمد والأهل والأصدقاء في الأمارات لكن ظلت حالة العزلة المجتمعية قائمة.
بقدر سعادتنا بالوصول بحمد الله وفضله إلى أستراليا التي سبقت الأنباء الطيبة بتخفيف الإجراءات الوقائية والضوابط المجتمعية بها فوجئنا بقرار وضعنا في فندق ينبغي أن نبقى فيه تحت الحجر الصحي لمدة 14 يوما.
المؤسف أكثر على المستوى الشخصي أنني فقدت الإتصال "نتياً" مع العالم منذ أن وصلنا أستراليا حيث فقدت الإتصال اللهم إلا عبر اللابتوب.
أكتب هذا ليس من أجل الشكوى لأننا بفضل الله وحمده نتمتع بصحة جيدة وننزل في فندق درجة أولى وسط مدينة سدني، إنما لأعتذر لكم عن سبب غيابي الإجباري عن التواصا معكم عبر الواتس الذي يربطني بكم جميعا هنا وفي السودان وفي كل أنحاء العالم.
لا أملك إلا القول بأن كل ماجرى لي شخصياً بسبب "السفر في زمن الكورونا" أسأل الله عز وجل أن يلطف بكم وبنا وبكل عباده ويرفع الوباء عن العالم أجمع.

 

آراء