وداعاً الأستاذ محمود محمد يوسف ، معلم الاجيال ، الداعية والمرشد ، الوقور والزاهد في حطام الدنيا
رئيس التحرير: طارق الجزولي
18 July, 2021
18 July, 2021
هذا الإنسان المثالي ، القدوة في مظهره ومخبره وجديته وحماسه للعلم والمعرفة والثقافة عرفناه رئيسا لشعبة التربية الإسلامية في حنتوب الجميلة إبان عصرها الذهبي يوم كان هنالك الأستاذ الهادي آدم في شعبة اللغة العربية والنابغة الاستاذ بخيت عثمان وزميله المستر ماكنزي في شعبة الرياضيات وصال وجال الأستاذ عبد العزيز التوم في شعبة العلوم وغيرهم من الافذاء في شتي الشعب كل يحاول أن يتفوق علي نفسه ليجعلوا الهدهد سعيدا يطير ويصفق بجناحيه مرحا .
واقترب مارس كما يحلو للطلاب تسميته بشهر الكوارث لانه ينذر بأن امتحان الشهادة قد دنا وعندها لا يعلو صوت علي صوت المعركة التي كانت وقتها لا تقل اوارا عن معركة العلمين أو الكفرة ذات النار واللهيب .
في مارس هذا الشهر الذي كانت ترتعد له الفرايص وتخضع له الفرسان من ذاك العام المشهود ١٩٦٨ جلسنا للشهادة المدرسية السودانية التي يدخلها الطالب أما قاتل أو مقتول ولم تكن هنالك انصاف حلول وليس هنالك ما يسمي ( امي ارحميني) .
قبل هذه المعركة ذات الصواري والصواريخ والراجمات اضرب معلمو الثانويات علي نطاق القطر للضغط علي الحكومة لتزيد لهم المرتبات ولم يدروا أنهم كانوا يضغطون علينا نحن المساكين الذين يتعلق مستقبلهم بالنجاح المؤهل لدخول الجامعة .
صارت حنتوب خالية من الأساتذة وكادت الفصول أن ينعق فيها البوم وهنا انبري الاستاذ محمود محمد يوسف الذي لم يشارك في الإضراب لتسخير نفسه في اباء وشمم وكان يدخل الفصول الستة المتاهبة للامتحان النهائي في هذا الجو المتوتر وكان يقدم درسه ليس في تخصصه فقط بل كان يدرس التاريخ واللغة العربية من غير كلل أو ملل و رفع روحنا المعنوية التي كادت تلامس الحضيض .
فاضت روحه الطاهرة ليلة الجمعة وتمت الصلاة عليه بمسجد الحارة السادسة القريب من منزله والذي لازمه ٢٣ عاما في خدمة العلم والدعوة والإرشاد والتاليف في شتي مجالات العقيدة والشريعة الاسلامية السمحاء وصار له تلاميذ مثلما كان عنده في حنتوب .
رغم هذا العلم الغزير كان زاهدا ومتواضعا وسباقا لعمل الخير واجتهد في أن يبني الإنسان ولم تشغله الدنيا بذخرفها .
رحم الله تعالى أستاذنا وشيخنا وقدوتنا الاستاذ محمود محمد يوسف الذي تمت مواراة جسده الطاهر عقب صلاة الصبح من يوم الجمعة ٦ ذو القعده ١٤٤٢ الموافق ل ١٦ يوليو ٢٠٢١ م بمقابر احمد شرفي بأم درمان .
( انا لله و انا اليه راجعون ) .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
صبرا أبناء حنتوب علي هذا الفقد الجلل .
ghamedalneil@gmail.com
واقترب مارس كما يحلو للطلاب تسميته بشهر الكوارث لانه ينذر بأن امتحان الشهادة قد دنا وعندها لا يعلو صوت علي صوت المعركة التي كانت وقتها لا تقل اوارا عن معركة العلمين أو الكفرة ذات النار واللهيب .
في مارس هذا الشهر الذي كانت ترتعد له الفرايص وتخضع له الفرسان من ذاك العام المشهود ١٩٦٨ جلسنا للشهادة المدرسية السودانية التي يدخلها الطالب أما قاتل أو مقتول ولم تكن هنالك انصاف حلول وليس هنالك ما يسمي ( امي ارحميني) .
قبل هذه المعركة ذات الصواري والصواريخ والراجمات اضرب معلمو الثانويات علي نطاق القطر للضغط علي الحكومة لتزيد لهم المرتبات ولم يدروا أنهم كانوا يضغطون علينا نحن المساكين الذين يتعلق مستقبلهم بالنجاح المؤهل لدخول الجامعة .
صارت حنتوب خالية من الأساتذة وكادت الفصول أن ينعق فيها البوم وهنا انبري الاستاذ محمود محمد يوسف الذي لم يشارك في الإضراب لتسخير نفسه في اباء وشمم وكان يدخل الفصول الستة المتاهبة للامتحان النهائي في هذا الجو المتوتر وكان يقدم درسه ليس في تخصصه فقط بل كان يدرس التاريخ واللغة العربية من غير كلل أو ملل و رفع روحنا المعنوية التي كادت تلامس الحضيض .
فاضت روحه الطاهرة ليلة الجمعة وتمت الصلاة عليه بمسجد الحارة السادسة القريب من منزله والذي لازمه ٢٣ عاما في خدمة العلم والدعوة والإرشاد والتاليف في شتي مجالات العقيدة والشريعة الاسلامية السمحاء وصار له تلاميذ مثلما كان عنده في حنتوب .
رغم هذا العلم الغزير كان زاهدا ومتواضعا وسباقا لعمل الخير واجتهد في أن يبني الإنسان ولم تشغله الدنيا بذخرفها .
رحم الله تعالى أستاذنا وشيخنا وقدوتنا الاستاذ محمود محمد يوسف الذي تمت مواراة جسده الطاهر عقب صلاة الصبح من يوم الجمعة ٦ ذو القعده ١٤٤٢ الموافق ل ١٦ يوليو ٢٠٢١ م بمقابر احمد شرفي بأم درمان .
( انا لله و انا اليه راجعون ) .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
صبرا أبناء حنتوب علي هذا الفقد الجلل .
ghamedalneil@gmail.com